علم الخلاص

76- بالتجسد تجدَّدت وتباركت طبيعة الإنسان



76- بالتجسد تجدَّدت وتباركت طبيعة الإنسان

76-
بالتجسد تجدَّدت وتباركت طبيعة الإنسان

قال
البابا أثناسيوس ” وإذ تلطخ الرسم المرسوم على الخشب بالأوراق والأوساخ، فلا
بد من إعادته عن طريق الصورة الأصلية نفسها، وعلى هذا المثال أتى إلى عالمنا إبن
الله الكلي القداسة، إذ هو صورة الآب، لكي يجدّد خلقة الإنسان الذي خُلِق مرة على
صورته ” (تجسد الكلمة 14: 1).

 

عندما
تجسد الله بارك طبيعتنا ” باركت طبيعتي فيك ” (القداس الغريغوري)
وشاركنا في كافة أمور حياتنا ماعدا الخطية لكيما يبارك كل مراحل وجوانب حياتنا،
فقال عنه الإنجيل أنه وُلِد طفلاً وقُمِط (لو 2: 12) ورضع كطفل (لو 11: 27) وعمل
نجاراً (مر 6: 3) وجاع (مت 4: 2) وجُرّب (مت 4: 1) ونام واستيقظ (مر 4: 38) وفرح
وتهلل (لو 10: 21) وافتقر (2كو 8: 9) وإحتاج (مت 21: 3) وظُلِم وتذلل (أش 53: 7)
وحزن وإكتئب (مت 26: 37) وبكى (يو 11: 35) وعطش (يو 19: 28) وتألم (لو 24: 26)
وأهين (مت 27: 31) ومات وأسلم الروح (مت 27: 50).

 

ويقول
القمص بيشوي وديع “إن سر التجسد الإلهي ليس مجرد حدثاً تاريخياً يخص الإله
ولكنه سرُّ عميق يكشف لنا عن عمق العلاقة الجذرية بين الله والإنسان، وهو ليس مجرد
قصة تحمل بعض الأيديولوجيات المسيحية في حياة الإنسان بقدر ما هي عقيدة راسخة تحمل
حياة جديدة للإنسان وتكشف سر وجمال إتحاده بخالقه.. هذا الهدف العظيم ما كان
ممكناً أن يتحقق إلاَّ بالتجسد الإلهي بأن يأخذ إبن الله جسد طبيعتنا البشري
ويباركه ويأخذ الذي لنا ويعطينا الذي له” (1).

 

بالتجسد
دُعي إسم الإله المتأنس يسوع، ومعنى إسم يسوع يهوه المخلص أو الرب المخلص، فالرب
يسوع هو مخلص العالم كله، وهو حصن أمان لكل من يلجأ إليه.. لم يأتِ لقبيلة معينة
أو لشعب معين ولم يقيد كلمته بلغة معينة بل هو مسيح الكل جاء لكي يبارك الكل ويجدد
طبيعة كل من يقبل إليه، ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم ” كيف دُعي إسمه
عمانوئيل..؟ إن الرب لم يقل بأشعياء النبي إن أمه “تدعو إسمه عمانوئيل”
بل قال ” ويدعون إسمه ” يقصد الشعوب لأنهم سيبصرون الله بين الناس وفي
وسطهم لأول مرة منذ الخليقة ” (1).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى