اللاهوت الدستوري

64- الانفصال وتفاقم الخلاف بين الزوجين



64- الانفصال وتفاقم الخلاف بين الزوجين

64– الانفصال
وتفاقم الخلاف بين الزوجين

كثيراً
ما تكون المرحلة الاولي من مراحل الخلاف الزوجي مرتبطة بمسائل جنسية.. اذ قد لا
يكون ثمة توافق بين الطرفين من حيث شدة الحافز الجنسي او طريقة اشباعه او عدد مرات
الجماع او ما الي ذلك؛ ومثل هذا الاختلاف قد يخلق بين الطرفين جواً من التوتر
الوجداني والصراع النفسي؛ فلا يكون في استطاعة الواحد منهما ان يتحمل الآخر.

وكثيراً
ما تأخذ الزوجة علي زوجها انه لا يعاملها برقة؛ ولا يتقرب اليها بلطف؛ بل يتخذ
منها اداة للمتعة ووسيلة لإرضاء شهوته دون ان يكثرت بعاطفتها او حالتها الوجدانية.

وليس
من النادر ان يكون الخلاف الجنسي بين الزوجين ناشئاً عن جهل الزوج بطبيعة المرأة؛
او عدم اهتمامه بإشباع حاجتها الي العطف والرقة.. وسرعان ما يستشري الداء بين
الزوجين فيمتد الخلاف من دائرة الجنس والحياة العاطفية الي مظاهر اخري اكثر اهمية
في صميم الحياة العائلية.

وقد
يكون الخلاف بين الزوجين تافهاً اول الامر؛ ولكنه حينما يرتبط بموضوعات عديدة فإن
خطره قد يتزايد كما ان تأثيره علي التماسك العائلي قد يتضاعف؛ وهنا قد يصرح احد
الطرفين بأنه لا يبقي علي وحدة الزواج إلا في سبيل الأبناء؛ ولكن سرعان ما تتفاقم
اسباب الخلاف فلا يعود احد الزوجين او كلاهما يجد مبرراً للإبقاء علي رابطة لا
تجلب له سوي الهم والتعاسة والشقاء.

هكذا
تظهر فجأة هذه الفكرة التي ظلت كامنة في ذهن الزوج او الزوجة اشهراً او سنوات؛
ولكن بمجرد ان يعرب عنها احد لطرفين صراحة فإن الصراع لا يلبث ان يجتاز مرحلة
خطيرة من مراحل تطوره؛ ومنذ تلك اللحظة يصبح الطلاق كلمة سهلة تتردد علي لسان كلا
الزوجين او احدهما علي الاقل.

وكل
هذا مرجعه لعدم وجود علاقة مع الله في مثل هذه العائلات. لنقم المذبح العائلي قبل
ان تتطور الأمور الي ما هو اسوأ ويتم دمار البيت.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى