علم الملائكة

10- أهم طرق الإتصال بالشياطين وتحضيرها



10- أهم طرق الإتصال بالشياطين وتحضيرها

10- أهم طرق
الإتصال بالشياطين وتحضيرها

التنويم
المغناطيسى

يعد
التنويم المغناطيسى من أهم الوسائل التى يستخدمها وسطاء الشيطان وخدامه فى الإتصال
بالأرواح الشيطانية النجسة وتحضيرها وتسليطها على من لديهم الاستعداد لقبولها من
ذوى الأفكار المضطربة للسيطرة عليهم لتصرعهم أو تسلبهم إرادتهم وربما وعيهم لينطقوا
بأكاذيب وضلالات أو تجاديف أو عرافة.

 وقد
عرفت الشعوب الوثنية الغيبوبة الوساطية بالأرواح منذ عصورها القديمة. فكان براهمة
الهند وكذا كهنة المصريين واليونانيين والرومانيين فى عهود وثنيتهم يتحكمون فى المرضى
المصابون بمس شيطانى بتسليط القوى الشيطانية عليهم فتسلبهم وعيهم وتلقيهم فى
غيبوبة بمجرد التحديق فى أعينهم أو لمسهم.

مقالات ذات صلة

 وذكر
المؤرخ ديودورس أن المرضى كانوا يذهبون أفواجاً إلى هيكل إيزيس وهناك يلقيهم كهنة
إيزيس فى غيبوبة.

 وذكر
سلسوس المؤرخ الرومانى أن اسكلبياد البروزى كان ينوم المصابين بداء الجنون (أى
الجنون الناتج عن الإستيلاء الشيطانى).

 أما
فى العصر المسيحى فقد أبطلت هذه الممارسات ولم تعد تمارس إلا فى الخفاء لأن الكهنة
كانوا يحاربون هذه الممارسات الشيطانية [1].

 ثم
فى أواخر القرن الثامن عشر ظهر طبيب ماسونى ساحر يدعى أنطون فرانز مسمر مارس الدجل
والشعوذة والعلاج بالأرواح فى مستشفى أنشأه بجوار منزله. فكان يلقى مرضاه فى
غيبوبة بمجرد لمسهم بيده.

 وإذ لم
يجترىء على الكشف عن مصدر قوته واتصاله بالأرواح تصريحيا لجأ إلى التمويه. فزعم
وجود قوى غير منظورة فى الكون (أى أرواح) تشبه الأمواج لا تدرك بالحواس
العادية لا يعرف ماهيتها وإن كان يستشعر وجودها دعاها بالمغناطيسية، وزعم أن هناك
صلة بين هذه المغناطيسية وتأثير الكواكب (أى تأثير الشياطين التى تتجسم بالكواكب وتتسمى
بها وتؤثر فى المتعبدين لها) وزعم أن له قدرات أى مواهب خاصة تمكنه من علاج المرضى
من خلال هذا اللون من التنويم.

 فأمر لويس
السادس عشر فى مارس سنة 1784 بتكوين لجنة من الأطباء مختارة من أعضاء أكاديمية
الطب وأكاديمية العلوم لبحث حقيقة هذا العلاج الجديد, وبالبحث أدركت اللجنة أن
هناك قوة يملكها مسمر تؤثر فى مرضاه، وأنه يعقد جلسات تحضير أرواح لهذا الغرض. فأستقر
رأى اللجنة على أنه لا وجود للمغناطيسية المزعومة, وأن إسلوب التنويم الذى
يتبعه مسمر فى العلاج خطر على المجتمع, وقدمت اللجنة التقرير للملك فى 11 أغسطس
سنة 1784 ميلادية. فأعلنت الحكومة الفرنسية أن مسمر دجال مشعوذ.

 ويقول
الأستاذ رشدى السيسى أن مذهب تحضير الأرواح الحديث يدين لمسمر بالكثير. فعن طريق
التنويم المغناطيسى (الغيبوبة الوساطية) برز للوجود مذهب تحضير الأرواح عام 1874
ميلادية [2].

 وقد
استخدم تلامذة مسمر التنويم المغناطيسى فى العرافة والتنجيم واستنباء الغيب ودروب
من الدجل والشعوذة مما أثار نفور العلماء[3].

 وفى
سنة 1847 ظهر كتاب بعنوان ” قواعد الطبيعة وكشوفها الإلهية ” لشخص يدعى
أندرو جاكسون ديفيز وكان ممن يسهل تنويمه وساطيا أو مغناطيسياً زعم فيه أن روحه
قامت بسياحة فى عالم الموتى الراحلون أثناء غيبوبة روحية وتنبأت الأرواح على لسانه
عن إنتشار مذهب تحضير الأرواح.

 ومن
عنوان الكتاب يتضح أن ظاهرة الغيبوبة الناتجة عن الإستيلاء الشيطانى بدأت تتخذ
طابع تضليلى بإظهارها كشكل من اشكال إنبثاق القوى الروحية الإلهية.

 وهكذا
أيضا بدأت أعمال العرافة والتنجيم والعلاج بالسحر والأرواح والتنويم المغناطيسى
(الوساطة الأرواحية) وتحضير الأرواح ومناجاتها بالتلباثى أو البندول ينظر إليها
على أنها إنبثاق للقوى الروحية الإلهية.

 وبدأ
الوسطاء الممتلكين من الشيطان وملائكته يصفون الإستيلاء الشيطانى على أبدانهم
بأنهم يختبرون حلولا للقوة الروحية الإلهية، وأصبح كثيرين منهم يعتقد أنه ممتلك من
آلهة أو أرواح مرشدة.

 واليوم
فإن الوسطاء الأرواحيين وأصحاب الجان والعرافين والسحرة يؤكدون أن قوتهم مصدرها
الله وأنها موهبة إلهية بحيث صارت هذه الأمور التى كانت فى الماضى تعتبر من
الشيطان تبدو اليوم وكأنها عمل لا غبار عليه يؤدى إلى الإستنارة من خلال الإتصال
بالعالم الروحى المحظور الإتصال به كتابياً.

 إن
كتابات المتخصصين فى الأرواحية والسحر لديهم حقيقة واحدة هى أن الشياطين تقدم
نفسها فى البداية على أنها قوى خيرة لتحصل على ثقة الأفراد الذين يقع عليهم
الإختيار، ولكنها سرعان ما تنقلب عليهم وتسعى لتدميرهم والقضاء عليهم متى صاروا
غير نافعين لهم.

 وهذا
ما اعترف به بعض الوسطاء السابقين بقولهم أن هذه الأرواح التى كانوا يستخدمونها فى
العرافة والسحر والتنويم والتى كانوا يعتقدون أنها أرواح صديقة كانت فى الحقيقة
شياطين وأنها انقلبت عليهم وحاولت تدميرهم والقضاء عليهم.

 ومن
أخطر مآسى هذا العصر أن كثير من الكتاب والمفكرين والعلماء يعتقدون أن التنويم
المغناطيسى علم إيحائى وأنه وسيلة من وسائل العلاج النفسى. رغم أن تلك الوسيلة لا
تمت للعلم بصلة بل هى وسيلة وساطية من وسائل الإتصال بالأرواح وتحضيرها.

 وعلى
ذلك فإن الإتجاه الذى يرى فى التنويم المغناطيسى علما إيحائيا هو اتجاه مضلل
تماماً.

 لقد
اخترع مسمر تعبير التنويم المغناطيسي كبديل للتنويم بالأرواح حتى لا يفتضح
أمره سيما أن الأرواح هى بالفعل طاقة وقوى غير منظورة لا تدرك بالحواس العادية وإن
كان يستشعر وجودها مما تحدثه من تأثير فى الأجسام المحيطة وهو ذات ما تفعله
الأرواح فى الإنسان الذى تسلبه إرادته لتتحدث من خلاله بألسنة وعرافة وأكاذيب
وتعاليم مضلة.



[1]
 –  الشيخ طنطاوى جوهرى ” الأرواح ” الطبعة الرابعة
1977 ص 215 – 217

[2]
 –  رشدى السيسى ” مذهب تحضير الأرواح ” الكرازة عدد
4/4/1975 ص 7

[3]
 –  على أدهم ” فرانز أنطون مسمر ” العربى مايو 1978 ص
56 ( بتصرف )

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى