اللاهوت الروحي

47- أبديتك



47- أبديتك

47- أبديتك

غالبية
الناس يفكرون فقط فى حياتهم على الارض، كل رغباتهم مركزة فى هذه الحياة الارضية.
وكل تعبهم وجهادهم هو من اجله. اما ابديتهم لا تخطر لهم على بال..

مقالات ذات صلة

 

ان
حياتك كلها على الارض لا تساوى طرفة عين اذا ما قورنت بالابدية التى لا نهاية
لها..

 

وحياتك
على الارض ما هى الا اعداد وتمهيد لتلك الابدية، وحياة الخلود..

 

ربما
تمسك بكرامة ارضية يضيع عليك كل الكرامة التى ينالها القديسون فى المجد الابدى..

 

ومع
ذلك فأنت ما تزال تتمسك بهذه الكرامة الارضية. وتضحى فى سبيلها بأبديتك. وكأنك لا
تعى!!

 

وربما
تمسكك ببعض الملاذ الارضية الوقتية والزائلة يفقدك كل النعيم الابدى وسعادة
الخلود..

 

عليك
اذن ان تقتنع بأهمية الابدية وتضعها باستمرار أمام عينيك ويصبح كل شىء رخيص الى
جوارها.

 

ما
اجمل قول القديس بولس الرسول لاهل كورونثوس: “غير ناظرين الى الاشياء التى
ترى بل التى لا ترى. لان التى ترى وقتية اما التى لا ترى فأبدية” (2كو4: 18).

 

حقا،
فى هذه النظرة يتجلى الفارق الاساسى بين الانسان الحكيم والانسان الجاهل.

 

الجاهل
نظرته قصيرة لا تتعدى المرئيات والحياة الارضية. اما الحكيم ينظر الى بعيد الى ما
بعد الموت.. ويظل يفكر: ماذا سيكون مصيرى بعد ان اخلع هذا الجسد؟ اين سأذهب؟ وماذا
سأكون؟

وانت
ايها الاخ، بماذا انت مشغول..؟

واين
وضعت قلبك؟ هنا ام هناك..؟

لانه
حيث يكون قلبك يكون كنزك ايضا..

 

ان
الحكماء يشعرون انهم غرباء على الارض، ولا يركزون آمالهم فى الارض بل ”
ينتظرون المدينة التى لا الاساسات التى صانعها وبارئها الله” (عب11).

 

والذى
يهتم بأبديته يرتفع فوق مستوى الارض والارضيات. ولا يستهويه شىء مما فى هذا
العالم.

 

العالم
كله خلفه، وليس امامه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى