اللاهوت المقارن

150- الحِل والربط



150- الحِل والربط

150- الحِل والربط

لا
يُمارَس الاعتراف على أى شخص، بل هناك وكيل، وقد قال السيد المسيح لبطرس
“أعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في
السماوات، وكل ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السماوات” (مت16: 19).

 

ولم
يقل الرب هذا الكلام لبطرس فقط، بل قاله أيضاً لكل الرسل “الحق أقول لكم كل
ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون
محلولاً في السماء” (مت18: 18).. فإذا ظن أحد أن المقصود بهذه الآية إنهم إذا
حللوا طعاماً محدداً فيكون هذا الطعام محللاً، أو ربطوه فيُربط أى يُحرم، من
الممكن أن يفسّر البروتستانت هذه الآية بهذا التفسير!.. وبالطبع هذا تفسير خاطئ..
فقد ظهر السيد المسيح للتلاميذ بعد القيامة وقال لهم “سلام لكم كما أرسلنى
الآب أرسلكم أنا” (يو20: 21).. من الممكن أن يفكر التلاميذ ويقولون: هذه إرسالية
صعبة على ضعفنا.. كيف كما أرسله الآب للعالم، يرسلنا نحن؟!.. فهو الفادى، وهو
المخلص، وهو الغافر للخطايا والذنوب، ماذا نصنع نحن للناس؟! بالفعل هذه إرسالية
صعبة، لكن مفهوم هذه الإرسالية يتضح من الآية التى تليها مباشرة، وهو الحِل والربط
لغفران الخطايا “ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا روحاً قدساً. من غفرتم
خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت” (يو20: 22، 23).

 

من
الممكن أن تشمل الآية الخاصة بالحل والربط بعض الأمور التدبيرية في الكنيسة في
الحِل والربط مثلما جاء في الكتاب “لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع
عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة. أن تمتنعوا عما ذُبح للأصنام وعن الدم
والمخنوق والزنا..” (أع15: 28،29) فما تحلونه يكون محلولاً، وما تربطونه يكون
مربوطاً في هذا الأمر . ولكن لا تقف المسألة عند هذا الحد من الحِل والربط لأنه عندما
أعطاهم سلطان الروح القدس، قال لهم: “من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم
خطاياه أُمسكت” (يو20: 23) إذاً الحِل والربط ليس في مسألة الطعام فقط،
فالأهم من الطعام هو غفران الخطايا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى