اللاهوت الطقسي

18- تبشرون بموتي



18- تبشرون بموتي

18- تبشرون
بموتي

” أصنعوا هذا لذكرى ” نبدأ بها مرحلة
الأنامنسيس وهى مرحلة الذكرى ” لأن كل مرة تأكلون من هذا الخبز وتشربون من
هذه الكأس تبشرون بموتى وتعترفون بقيامتى وتذكروننى إلى أن أجئ ”

 

لماذا نبشر بموته؟

السيد المسيح بما أنه إبن الله المتجسد فالحياة
هى الوضع الطبيعى بالنسبة له، لكن الوضع الذى يريد تصديق وإيمان أنه مات، فالمشكلة
ليس فى أنه قام لكن المشكله فى أنه مات، ولذلك نبشر بموته بمعنى أن نبشر بتجسده
ومجيئه لكى يتألم ويموت ثم الوضع الطبيعى أنه يقوم، بموتك يارب نبشر وبقيامتك
وصعودك إلى السموات نعترف فالذى يلزم فى البشارة هو الموت.

 

وهنا لابد من التنويه لنقطه مهمه فى كلمة
الذكرى، معلمنا بولس الرسول فى (رسالة كورنثوس الأولى 11: 26) ” فأنكم كلما
أكلتم من هذا الخبز وشربتم من هذا الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجئ، عملية
مستمرة وهنا الذكرى بمعنى تذكر حدثاً مستمراً، وهنا نريد أن نقول أن أحداث التجسد
والفداء هى أحداث مستمرة فوق الزمن لماذا؟ لسبب لاهوت السيد المسيح غير المحدود
والزمن محدود، بما أن السيد المسيح غير محدود بسبب لاهوته والزمن محدود فغير
المحدود يستوعب المحدود، لذلك كل حدث حصل هو حدث لا يستوعبه الزمن لكن هو الذى
يستوعب الزمن، لذلك هو حدث مستمر، صلب السيد مرة لكن حدث الصلب مستمر، مات مرة لكن
حدث الموت مستمر، قام مرة لكن حدث القيامة مستمر.

 

ما معنى أن الصلب مستمر والموت مستمر والقيامة
مستمرة؟ إما ميت على طول أو قائم على طول؟

 

لا هنا أنا لا أقصد الإستمرار فى الموت، لكن
استمرار الحدث فى تأثيرة لذلك نحن نذكر شيئاً مستمراً، ونعيش حدث مستمر الإنسان
ليس مستمر يعيش فترة وينتهى لأننا نحن تحت الزمن لذلك يستوعبنا الزمن الماضى يطارد
الإنسان إلى أن يبتلعه، ويدخل فى بطون التاريخ، لكن السيد المسيح لا يستطيع الماضى
أن يستوعبه لأنه فوق الزمن لأن الماضى والحاضر والمستقبل بالنسبة له حاضر دائم،
لذلك الأحداث هى أحداث مستمرة وممتدة فى تأثيرها فنحن نعيش الحدث بهذا المعنى.لذلك
نحن نعيش الأحداث المستمرة من خلال طقس القداس الإلهى.

 

نقف بخوف ورعدة لماذا الخوف والرعدة؟

 

لأن بحلول الروح القدس صار الله يملئ المكان
عندما دخل أشعياء الهيكل قال أذيال الله تملئ الهيكل وخاف وقال “ويل لى لأنى
هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين وأعيش بين شعب نجس الشفتين” (إشعياء 6) هنا
الخوف والرعدة بسبب الإحساس بالخطية والإحساس برهبة هذه اللحظات المقدسة التى
نعيشها فى لحظة حلول الروح القدس وليس مثل الحراس الذين خافوا لا ولكن بإحساس من
يُقدر عمل الله.

 

الشماس يقول أسجدوا لله بخوف ورعده الشعب يقول
نسبحك نباركك نخدمك نسجد لك، فالشماس يقول أنصتوا بخوف الله،

 

الكاهن يُصلى وهو راكع يقول (نسألك يارب نحن
عبيدك الخطاه غير المستحقين نسجد لك بمسرة صلاحك، ويحل روحك القدوس علينا وعلى هذه
القرابين ويطهرها وينقلها ويظهرها قدساً لقديسيك) يرد الشماس بقوله (ننصت) يقوم
الكاهن ويرشم على الحمل الموضوع فى الصينية ثلاث رشومات سريعه ويقول (وهذا الخبز
يجعله جسداً مقدساً له) قبل ما يقول جسد مقدس يكون قد أنتهى من الرشم لأنه لا يليق
أن يرشم الجسد. ثم يركع ثانية وهو يقول (ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح يعطى
لغفران الخطايا حياة أبدية لمن يتناول منها) فالشهب يقول أمين ويقف الكاهن ثانية
ويرشم الكأس ثلاث رشومات سريعة ويقول (وهذه الكأس أيضاً دماً كريماً لعهده الجديد
الذى له) ثم يركع ثانية ويقول (ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح يعطى لغفران
الخطايا حياة أبدية لمن يتناول منه) وهكذا يتحول الخبز إلى جسد المسيح والخمر إلى
دم السيد المسيح. وبعد هذا لا يرشم الكاهن نهائى.

 

الآن قد صار على المذبح السيد المسيح بجسده ودمه
الأقدسيين وهنا تتحول الصلاة إلى طلبات من أجل الكنيسة والأباء ومن أجل الطبيعة
ومن أجل الخلاص خلاص الموضع والقرابين ومن أجل كل ما يريد الكاهن أن يُصلى لأجله،
نسميها الكنبيسة فى المسيح يسوع وكأن المسيح وهو على المذبح يحتضن الكنيسة كلها بل
الخليقة كلها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى