علم المسيح

المسيح يمدح عطاء الأرملة



المسيح يمدح عطاء الأرملة

المسيح يمدح عطاء
الأرملة

 

«وَجَلَسَ
يَسُوعُ تُجَاهَ ٱلْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي ٱلْجَمْعُ
نُحَاساً فِي ٱلْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ
كَثِيراً. فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ، قِيمَتُهُمَا
رُبْعٌ. فَدَعَا تَلامِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: «ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّ هٰذِهِ ٱلأَرْمَلَةَ ٱلْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ
مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ أَلْقَوْا فِي ٱلْخِزَانَةِ، لأَنَّ
ٱلْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هٰذِهِ فَمِنْ
إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا، كُلَّ مَعِيشَتِهَا»(مرقس 12: 41-44).

 

ثم
انتقل المسيح من قسم الهيكل الداخلي إلى الدار الخارجية التي كانوا يسمُّونها دار
النساء (لأنهم كانوا يسمحون بدخول النساء إليها). وكان هناك ثلاثة عشر بوقاً
مخصّصة لوضع التقدمات النقدية لخدمة الهيكل وأعمال الرحمة. وكان العابدون بعد غياب
طويل يعودون في أيام العيد العظيم ليقدِّموا لهذا المعبد الفريد مبالغ وافرة، فجلس
المسيح تجاه الأبواق في محل «الخزانة» يراقب العابدين وهم يدفعون عطاياهم. فلما
وضعت أرملة فلسين، وهي أقل قيمة يجوز تقديمها، دعا تلاميذه لينظروا وقال «إن هذه
الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من جميع الذين ألقوا في الخزانة، لأن الآخرين ألقوا
من فضلتهم، وأما هي فألقت كل معيشتها». للعطاء أهمية كبيرة في الدين، وقد علّم
المسيح أن مقياس السخاء ليس مقدار التقدمة، بل مقدار ما يبقى للمعطي بعد أن
يقدمها. ويخطئ الذين يقدمون في الإحسان قليلاً ويسمُّونه «فلسي الأرملة»، لأن هذا
الاسم لا يُطلق على العطاء القليل، إلا إن كان كل ما عند المعطي.

 

قدمت
الأرملة ما عندها متكلة على العناية الإلهية التي تدبر كل أعوازها، ولذلك نالت مدح
المسيح على محبتها لله، وعلى ثقتها في عنايته.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى