اللاهوت الطقسي

+ الطباق والغرفات:



+ الطباق والغرفات:

+ الطباق والغرفات:

شيدَّ
سليمان علي جوانب الجدران الخارجية للهيكل في الشمال والجنوب وإلي أقصي الغرب
بناءً ذا طوابق ثلاثة، جعل له حجرات إضافية، كان عرض الطبقة الأولي خمس أذرع (2.25
متر)،وعرض الطبقة الثانية ست أذرع(7 ,2متر)، وعرض الطبقة الثالثة سبع أذرع (3,15متر)،
وكان ارتفاع الحجرات خمس أذرع (2.25 متر)، فكان علو الطوابق الثلاثة خمس عشرة
ذراعاً،يضاف إليها سمك أرض كل طابق وسمك السطح. فكانت الطبقات الثلاث أخفض من
البيت الذي كان علوه ثلاثين ذراعاً وبالتالى كانت كوى الهيكل فوق سطح
هذه الطبقات.

ويجمع
أغلب المفسرين علي أن جدران الغرفات كانت بعيدة عن المسكن لأنها كانت أقل قدسية من
مسكن الرب، ولكي لا تخدش أحجار المسكن الثمينة فالغرفات منعزلة عن المسكن وإن كانت
محيطة به من ثلاثة جوانب.لذلك فقد كانت تعتمد علي
أخصام (1) من
الخارج تصلها بالسور الخارجي الذي كان متدرجاً كلما ارتفع دوراً تقلص سُمكه، فتوضع
عليه عوارض السقف عرضاً وكانت من خشب الأرز، فالأخصام كانت مثبتة في الغرف وترتكز
علي درجات سلم السور من الجانب الآخر.

كان
مدخل الطابق الأسفل من الجهة الجنوبية من الهيكل من خشب الصندل، ومنه يصعدون بدرج
معطف (لولبي) إلي الطابقين الثاني والثالث
(ملوك الأول 6: 8).

وكانت
الغرفات الوسطي والعليا مغشاة بالذهب، ولم يسمح إلا للملوك فقط أن يصعدوا إليها
(ملوك الأول
6: 8).

ولما
كانت الغرفات تحتاج إلي ضوء ينفذ إليها فكان لابد أن تكون لها كوي وكانت النوافذ
علي ما قيل تشبه كوى القلاع ضيقة من الخارج متسعة من الداخل ومغطاة بشبك تسمح
بنفاذ الهواء والضوء وتمنع الطيور، ولكن الكتاب لم يذكر شيئاً عن الكوى في الغرفات،
غير أنه ليس معقولاً أن الغرفات بلا كوى إذ أن الكهنة واللاويين كانوا يخدمون في
بيت الرب لأن نهاراً وليلاً عليهم الخدمة
(أخبار الأيام الأول 9:
33، مزمور 134: 1)
.

كان
يوضع في الغرفات التقدمات والقرابين والبخور والآنية وعشور القمح والزيت ومخصصات
اللاويين والمرتلين ورفائع الكهنة، وفي غرفة من هذه الغرف وضعت خيمة الاجتماع
(أخبار
الأيام الثاني 5: 5).

أما
الحكمة من بناء الغرفات في محيط الهيكل فلكي تكون داراً ومخادع ينامون فيها عندما
يكونوا منوطين بالخدمة ويلبسون فيها ملابسهم الكتانية ثم يخلعونها حسب الحاجة ولذا
فقد سميت بمخادع الكهنة
(حزقيال 46: 9)،
ومخادع الكتبة والرؤساء
(ملوك الثاني 23: 11، إرميا 35: 4، 36: 10و 20)، ومخادع اللاويين بفرقهم (أخبار الأيام 9: 26)،
وعند خروجهم إلي الدار الخارجية إلي الشعب يخلعون ثيابهم التي خدموا بها ويضعونها
في مخادع القدس ثم يلبسون ثياباً أخري ولا يقدسون الشعب بثيابهم
(حزقيال 14:
15
19).

أما
عدد الغرفات فمجهول ولكن النبي حزقيال في رؤياه
ثم أتي بي إلي الدار الخارجية وإذ بمخادع ومجزع (1)مصنوع
للدار حواليه علي المجزع ثلاثون مخدعاً”
(حزقيال 40: 17)،وفي موضع يجعلها ثلاث وثلاثون غرفة (حزقيال 41: 6).

لم
يكن في الخيمة ما يشبه هذه الطباق، ولكن الهيكل في مفارقته مع الخيمة يمثل حالة
مستقرة، إذ انتهت الحروب وجاءت الراحة. وهو امتياز عظيم حقا تمتع به أولئك الذين
أجيز لهم أن يساكنوا الله. وفي كلمة الله ما يذكرنا بأشواق وحنين قلب داود مثل
(مزمور 27: 4)،واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي لكي
أنظر إلي جمال الرب وأتفرس في هيكله”، ومرة أخرى تحدث عن فرحة السكني في بيته
طوبى للذي تختاره وتقربه ليسكن في ديارك. لنشبعن من خير بيتك، قدس
هيكلك”
(مزمور 65: 4).

وقد
كانت غرفات أو طباق الهيكل في ذهن الرب يسوع وهو يحدث تلاميذه بالقول
في بيت أبي منازل كثيرة”(يوحنا 14: 2)،
وهناك ملاحظة جميلة خاصة بالغرفات في
(أخبار الأيام الأول 9: 33) حيث نقرأ فهولاء هم المغنون رؤوس آباء
اللاويين (الذين كانوا يسكنون) في المخادع (أو الغرفات) وهم معفون (من أية خدمة
أخري) لأنه نهاراً وليلاً عليهم العمل” يالها من صورة محببة!‍ صورة أناس
يقيمون مع إله إسرائيل في بيته، معفين من كل خدمة أخري غير خدمة التسبيح.



(1)
دعامة أو زاوية.

(1)
مجزع = ما فيه سواد وبياض.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى