سفر اعمال الرسل

الإصحاح الثامن عشر



الإصحاح الثامن عشر]]>الإصحاح الثامن عشر

 

(مت 1:18-5 + مر 33:9-37 + لو 46:9-48):-

(مت 1:18-5):-

في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلينفمن هو اعظم في ملكوت السماوات. فدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم. وقال الحقأقول لكم أن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات. فمن وضعنفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات. ومن قبل ولدا واحدا مثل هذاباسمي فقد قبلني.

فكر التلميذ المتأثر بالفكر اليهودى، أن المسياحين يأتى، سيأتى لكى يملك على الأرض، جعلهم يشتهون أن يجلسوا واحداً عن يمينهوواحداً عن يساره (مت 21:20،22)..هذا الفكر إستمر حتى ليلة العشاء السرى (لو24:22-27) ولكن المسيح كان يتكلم عن ملكوت السموات أمامهم دائماً، فإختلط عليهمالأمر، وظنوا أن ملكوت السموات هذا يمكن أن يكون على الأرض، وبنفس الفكر بدأوايحلمون بمراكز أرضية حين يملك المسيح فى ملكوت السموات هذا، ودخلهم تساؤل عمن يكونالأعظم فى هذا الملكوت. وبمقارنة ما حدث فى إنجيلى متى ومرقس نجدهم وقد شغل هذاالموضوع ذهنهم تماماً يتحاورون فى الطريق عمن هو الأعظم فيهم، بالتالى سيكون هومثلاً الوزير الأول فى ملك المسيح. ولما أتوا إلى البيت فى كفر ناحوم سألهم الذىلا يُخفى عليه شئ عمّا كانوا يتكلمون فيه، فسكتوا (مر 34:9) ثم تساءلوا علناً ولميستطيعوا أن يستمروا ساكتين (مت 1:18)، فإذا دب فكر العظمة والكبرياء فى القلب فهولا يهدأ. وحتى يكسر السيد كبريائهم أتى بولد ودعاهم أن يتشبهوا بالأولاد ومن يفعلفهو الأعظم.. قطعاً ليس فى السن بل :-

مقالات ذات صلة

1.   فى حياتهم المتواضعة الوديعة كالأطفال (1كو20:14)

2.   فى الثقة فى كلام أبيهم السماوى والإتكال عليهوطاعته.

3.   البساطة وتقبل الحقائق الإيمانية والروحية،فالطفل يصدق ما يقال له.

4.   الأطفال لا يشعرون أنهم أفضل من الأخرين فالغنىيلعب مع الفقير.

5.   لاحظ أن الأطفال لا يشعرون بأنهم متواضعين، فمنيشعر أنه متواضع، أو أنه يتواضع حين يكلم إنساناً فقيراً فهو ليس متواضع.

6.   التسامح المطلق فالطفل لا يحتفظ فى قلبه بأىضغينة.

7.   إذا أحزن إنسان طفلاً فهو لا ينتقم لنفسهبذراعيه بل يلجأ لوالديه.

8.   الطفل بلا شهوات، بلا طلب للمجد الباطل، بلا حسدللآخرين.

9.     إذا تشاجر الأطفال فهم سريعاً ما يتصالحونويعودون للعب معاً.

10.  ملكوت الله الذى يؤسسه المسيح لا وجود فيه لمنيبحث أن يكون الأقوى والأعظم بل من يدخله هو من يحس بضعفه وأنه لا شئ ولكن قوتهوعظمته هى فى حماية الله له (2كو 9:12،10). وهذه طبيعة الأطفال.

11.     بلغة التعليم المعاصر، فهذا الولد فى حضن المسيحهو وسيلة إيضاح.

12.     الطفل يطلب ما يريده واثقاً فى أخذه من أبيه،وهو لا يفكر فى أن أبوه يعطيه لأنه يستحق، بل هو يطلب بدالة المحبة.

ولاحظ قول السيد المسيح من قبل ولداً واحداًمثل هذا بإسمى فقد قبلنى فالمسيح هنا وحَّد نفسه بالأطفال والبسطاء والضعفاء..بإسمى = أى من أجل المسيح، فمن يقبل طفلاً يكون كمن قبل المسيح نفسه.والحقيقة فإن المسيح حين يقول إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فهو يقصدنفسه، أى إن لم ترجعوا وتستعيدوا صورتى التى حصلتم عليها فى المعمودية فلنتدخلوا ملكوت السموات. فنحن نولد بالمعمودية على صورة المسيح. نحن خلقنا أولاًعلى صورة الله (تك 26:1،27) وفقد الإنسان الصورة الإلهية باختياره لطريق العصيانوالخطية. وأتى المسيح وفدانا وأعطانا سر المعمودية وفيها ندفن ونموت ونقوم معالمسيح وبصورة المسيح. ولكننا مع إحتكاكنا بالعالم نفقد هذه الصورة الإلهية ثانية،وكلام السيد المسيح هنا، أن هناك إمكانية لإستعادة هذه الصورة = إن لم ترجعوا =إذاً هناك إمكانية للرجوع ولكن كيف؟ هذا هو عمل النعمة، التى تعيدنا للصورةالإلهية، والنعمة تحتاج لجهاد، لذلك نسمع بولس الرسول يقول ” يا أولادى الذينأتمخض بهم (ألام الجهاد والخدمة) إلى أن يتصور المسيح فيكم(عمل النعمة) وعملالنعمة يعطينا أن نصير خليقة جديدة على صورة المسيح (غل19:4 + 2كو 17:5) لذلك نحننخلص بالنعمة(أف8:2) التى بها نعود للصورة الإلهية. والأولاد هم المولودين من الماء والروح وقدخرجوا بدون خطية، والمسيح هو الذى قال عن نفسه “من منكم يبكتنى علىخطية”، لذلك كان هذا الولد فى حضن المسيح إشارة للمسيح نفسه. ونحن إن لم نحصلعلى صورة المسيح لن ندخل ملكوت السموات. هذه تشابه أن لكل بلد فى العالم عملة يتمالتعامل بها داخل حدود هذا البلد، لكن إن حاولت التعامل بعملة عليها صورة ملك آخرلن يُسمح لك بأن تتعامل بها. فنحن نصبح عُملة قابلة للتداول فى السماء لو إنطبعتعلينا صورة الملك السماوى. فإن كان المسيح قد تواضع وترك مجده السمائى لأجلنا،أفلا نتخلى نحن عن أفكار العظمة الأرضية مثل ما فعل هو ونتصاغر أمام الناس وأمامأنفسنا، إذا كان المسيح قد صار عبداً أفلا نقبل أن نتصاغر مثله أمام إخوتنا.خصوصاً أن النعمة تسندنا، وبالمسيح نستطيع كل شئ (يو 5:15 + فى 13:4) فهل نقبل؟والسيد يشرح كيف تساندنا النعمة…. هذا يكون بالجهاد.. وكيف نجاهد ؟

إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون أخر الكلوخادماً للكل (مر 35:9) من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً (مر43:10)

من أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً(مر 44:10) والسيد ضرب بنفسه المثال فقال عن نفسه أنه أتى ليَخدم لا ليُخدم(مر45:10).

وهو غسل أرجل تلاميذه وطلب أن نفعل ذلك (يو12:13-17).

 ومن يفعل تسانده النعمة ليرجع ويكون كالأولادأى يستعيد صورة المسيح ولاحظ قول السيد من وضع نفسه مثل هذا الولد = كلمةوضع نفسه تعنى أنه لا يدعى الإتضاع طلباً لمديح الناس، فما أخطر أن تدعى النفسالإتضاع. بل هو عليه أن يفهم الحقيقة “اننا لا شئ.. تراب.. بخار يظهر قليلاًثم يضمحل. ولكن نحن بالمسيح، وليس من أنفسنا، قد أصبحنا أولاداً لله. فقيمتنا ترجعلا لأنفسنا بل للمسيح الذى فينا. ولاحظ أن عمل المسيح فى أن يأتى بطفل ويعمل ماعمله، بأن يحتضنه ويوحد نفسه به، ويقول ما قاله. هذا كان عجيباً فى أيامه، فقدإحتقر الرومان الطفولة، ولم يكن للطفل أى حق من الحقوق، ويستطيع الوالدان أن يفعلابطفلهما ما يشاءا بلا رقيب، وتعرضت الطفولة فى اليونان لمتاعب كثيرة، فكانوايتركون الأطفال فى العراء أياماً حتى يموت الضعيف ويبقى القوى. واليهود فى أى حصرأو تعداد ما كانوا يحصون النساء ولا الأطفال. ولكننا هنا نجد السيد يشير للطفلبأنه مثال يجب أن نتشبه به. الرومان واليونان كانوا يفتخرون بالقوة والعظمة لذلكإحتقروا الأطفال لضعفهم، أماّ المسيح فيطالبنا بالتشبه بهم فى ضعفهم وأن نعتبر أنقوتنا هو الله نفسه.. هذا هو ملكوت الله.

·       نستطيع أن نقول أن هذا الإصحاح وما يقابله فىإنجيل القديس مرقس. يشتمل على قوانين الملكوت. أى كيف ندخل الملكوت.

القانون الأول:- نعود ونكون مثلالأطفال.

 

(مت 6:18،7 + مر 42:9)

(مت 6:18،7):-

ومن اعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير لهأن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. ويل للعالم من العثرات فلا بد أنتاتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتى العثرة.

(مر 42:9):-

ومناعثر أحد الصغار المؤمنين بي فخير له لو طوق عنقه بحجر رحى وطرح في البحر.

نفهم من هذا أن العالم مملوء عثرات والكنيسةستواجه ضيقات، ألام جسدية وإضطهاد وإستشهاد وستواجه حروباً شيطانية وخداعات وتشكيكمن هراطقة أو إثارة حب العالم وشهواته فى قلوب أولاد الله (1يو 19:5)، لكن اللهيحفظ أولاده (يو 15:17). ولاحظ فالشيطان يعمل لحساب مملكته بأن يستخدم أولاده وأتباعهليعثروا أولاد الله، إماّ بأن يوقعوا بهم فى شباك الخطية أو يضطهدونهم جسدياً.وهذا الأسلوب إستعمله إبليس مع يسوع نفسه فهو على الجبل حاول أن يعثر المسيحويجعله يسجد لهُ ولما فشل دبر مؤامرة الصليب. ولكن الله فى مملكته يحفظ أولاده (يو11:17،12) هؤلاء الذين دخلوا مملكته وذلك بتواضعهم وبساطتهم = الصغار المؤمنين.صغار تعنى ضعيف وبسيط ويمكن إسقاطه فى الخطية فربما يظن أحد أنه بسبب بساطةووداعة أولاد الله، فهو يستطيع أن يفعل بهم ما أراد.. ولكن لا فمملكة الله لها ملكقوى يدافع عنهم (خر 14:14) ويا ويل من يقع فى يد الله الحى (عب 30:10،31). والوقوعفى يد الله ليس هيناً، بل خيرٌ لذلك الإنسان أن يُعلق فى عنقه حجر الرحىويغرق فى لجة البحر. وكانت هذه عقوبة رومانية ويونانية. حجر الرحى = حجرثقيل يستعمل فى طحن الحبوب.

ولاحظ أن الله قد يسمح ببعض الألام تقع علىأولاده من الشرير إبليس أو من أولاده الأشرار (كما حدث مع أيوب ومع بولس) ولكنيكون هذا بسماح منه لإعدادهم للملكوت ولتأديبهم (عب 5:12-11).

وحجر الرحى هنا هو خطية هذا المعتدى على الكنيسةالتى تجعله يغوص فى بحر الدينونة الرهيبة.

ولاحظ أن الشرير قد يحاول إثارة إضطهاد ضد الكنيسةأو ضد إنسان مؤمن، حتى يخيفه وينكر الإيمان فيهلك. من كل هذا نفهم أن

القانون الثانى:- الكنيسة موجودة فىعالم ملئ بالعثرات

                   لكن ملك الكنيسة ورئيسهايحميها وينتقم من أعدائها.

 

(مر 38:9-41 + لو 49:9،50)

(مر 38:9-41):-

فأجابهيوحنا قائلا يا معلم رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنهليس يتبعنا. فقال يسوع لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة باسمي ويستطيع سريعا أنيقول علي شرا. لان من ليس علينا فهو معنا. لان من سقاكم كاس ماء باسمي لأنكمللمسيح فالحق أقول لكم انه لا يضيع اجره.

(لو49:9،50):-

فأجابيوحنا وقال يا معلم رأينا واحدا يخرج الشياطين باسمك فمنعناه لأنه ليس يتبع معنا.فقال له يسوع لا تمنعوه لان من ليس علينا فهو معنا

يا معلم رأينا واحداً يخرج شياطين بإسمك = طالمايستخدم إسم المسيح فهو مؤمن وهو ليس يتبعنا= أى ليس من الإثنى عشر أو السبعين.ولنلاحظ أنه ما كان ممكناً لهذا الإنسان أن يخرج شياطين إن لم يكن مؤمناً بالمسيح.لكن يوحنا تعجب أنه ليس من تلاميذ المسيح إذ ظن يوحنا أن المعجزات هى للتلاميذفقط. لكن هذا الإنسان كان يعمل لحساب المسيح بإيمان صادق وإن لم تكن له فرصةللتبعية الظاهرة ونفهم من درس المسيح أن الكنيسة كنيسة واحدة ولا معنى فيها للتعصبلشخص ما أو جماعة ما، وهذا قطعاً لا يعنى قبول تعاليم مخالفة لتعاليم وعقيدةالكنيسة. ولكن على الكنيسة أن تفهم أنها متسعة القلب للجميع، لها وحدة ومحبة تجمعالكل خلال إيمان مستقيم. أماّ من يعمل قوات وأيات من خارج إطار الإيمان المستقيمفهؤلاء ينطبق عليهم قول السيد إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم (مت 22:7،23). من ليسعلينا= الذى ليس مخالفاً لنا ولكنيستنا فى الإيمان = فهو معنا فى وحدةومحبة

وهذه الأيات أوردها القديس مرقس مباشرة بعدمشاجرة التلاميذ فمن هو الأعظم فيهم. ومن هذا نفهم أن العثرة تأتى فى الكنيسة منمفهوم من هو الأعظم. فيوحنا إعتبر أن هذا الشخص طالماليس من مجموعتهم فهو أقل منهموليس من حقه أن يحصل على نفس مواهبهم فى إخراج الشياطين. والسيد يعلمهم مفهوم آخر،يُفهم أن من ليس ضدنا ( ضدنا = يعلم تعاليم مخالفة للإيمان) وهو يحب المسيحويستخدم إسمه فهو معنا، فالكل جسد واحد والكل فى مملكة المسيح لهم سلطان علىإبليس. ومن هذا نفهم أن

 

القانون الثالث:- الكنيسة أو ملكوت اللههو ملكوت الوحدة والمحبة. كنيسة واحدة وحيدة مقدسة رسولية.

من سقاكم كأس ماء بإسمى.. لا يضيع أجره

كما يعاقب الله معثرى الكنيسة نجده هنا يكافئ منيقدم لها الخدمات، ولكن على أن يكون بإسم المسيح. فمن يقدم لخدام المسيح لأجل إسمالمسيح فهذا ينال مكافأته من الله وبهذا نفهم أن

 

القانون الرابع:- الملك الذى يعاقب أعداءكنيسته هو يجازى من يخدمها.

 

(مت 8:18-10 + مر 43:9-48)

(مت 8:18-10)-

فان اعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها والقها عنك خيرلك أن تدخل الحياة اعرج أو اقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان.وأن اعثرتك عينك فاقلعها والقها عنك خير لك أن تدخل الحياة اعور من أن تلقى فيجهنم النار ولك عينان. انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم أنملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبى الذي في السماوات.

(مر 43:9-48):-

وأن اعثرتك يدك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياةاقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفا. حيث دودهم لايموت والنار لا تطفا. وأن اعثرتك رجلك فاقطعها خير لك أن تدخل الحياة اعرج من أنتكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفا. حيث دودهم لا يموت والنار لاتطفا. وأن اعثرتك عينك فاقلعها خير لك أن تدخل ملكوت الله اعور من أن تكون لكعينان وتطرح في جهنم النار. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفا.

سبق السيد وتكلم عن العثرات الموجودة فى العالم،فماذا يصنع الإنسان المسيحى أمام هذه العثرات والشهوات المحاربة فى أعضائه ؟ قطعاًالمسيح لا يقبل أن نقطع أيادينا وأرجلنا.. الخ. بل أن نحيا كأموات أمام الخطية.فإن كانت أعيننا تعثرنا فلنمنع أعيننا من أن تنظر، فهناك من يسير فى طريقه وعيناهللأرض ويمنع عن عينه كل الصور المعثرة.وقطعاً فى هذا تغصب، ولكن الملكوت يغصب (مت12:11). ومن تعثره أماكن معينة فعليه أن لا يذهب فيكون كمن قطع رجله، وهناك منيعثره صديق معين أو جماعة معينة، فعليه أن يمتنع عنهم ويكون كمن قد مات.. وهكذا.وهذا ما يُسمى الجهاد، أن تغصب نفسك أن لا تفعل ما ترغب فيه إن كان فيه خطأ وتحياكميت أمامه. وتغصب نفسك أن تفعل ما لا ترغب فيه إن كان صحيحاً كالمثابرة فى الصلاةوالمواظبة على الذهاب مبكراً للكنيسة. والصيام بقدر الإمكان.. الخ. فهناك عثرات منالآخرين وعثرات من أنفسنا عندما ننخدع من شهواتنا وهذه يجب أن نقطعها مهما كانتعزيزة علينا، كما أن اليد والرجل والعين عزيزة علينا، أى نتخلص مما يسبب لناالعثرة [ اليد (نبتعد عن أى عمل ردئ) والرجل (نمتنع عن الذهاب للأماكن المعثرة)..]أقمع جسدى وأستعبده (1كو 27:9) ومن يجاهد ويغصب نفسه تملأه النعمة، فالنعمة لاتُعطى إلاّ لمن يستحقها والنعمة تعطينا أن نكون خليقة جديدة، الشهوات فيها ميتة،خليقة لا تفرح بالخطية ولا تسودها الخطية رو 14:6. ومن يصلب نفسه عن شهواته يقولمع بولس “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىّ غل 20:2 ويقول لىالحياة هى المسيح (فى 21:1) من هذا نفهم أن

 

القانون الخامس:- أولاد الملكوت يحيونكأموات عن العالم لكن أحياء بالمسيح الذى فيهم، المسيح سر حياتهم الجديدة.

أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار.. ملائكتهمفى السموات.. ينظرون وجه أبى الصغار هم الأطفال الأبرياء، أو هم الذينبتواضعهم وقداستهم دخلوا من أبواب الملكوت وصاروا أو رجعوا وصاروا مثل الأطفال، همالمؤمنين بالمسيح والمتواضعين الذين يبدو أنهم ضعفاء لا حيلة لهم. وهنا المسيحيحذر العالم أن هناك ملاك حارس معين لمرافقة وحراسة كل منهم وهو غير مرئى، ولكنهقادر أن ينصف هؤلاء الضعفاء، وأن هؤلاء الملائكة ينظرون وجه الآب أى قادرين علىحمل البركات منه لهؤلاء الصغار والآن نفهم أن

 

القانون السادس:- ملكوت السموات صارمفتوحاً للأرضيين المجاهدين كما للسمائيين (يو 51:1) والملائكة تحرس أولاد الله.

 

(مت 11:18-14 + لو 4:15-6)        الخروف الضال

(مت 11:18-14):-

لان ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك.ماذا تظنون أن كان لإنسان مئة خروف وضل واحد منها أفلا يترك التسعة والتسعين علىالجبال ويذهب يطلب الضال. وأن اتفق أن يجده فالحق أقول لكم انه يفرح به اكثر منالتسعة والتسعين التي لم تضل. هكذا ليست مشيئة أمام أبيكم الذي في السماوات أن يهلكأحد هؤلاء الصغار.

(لو 4:15-6):-

أي إنسان منكم له مئة خروف وأضاع واحدا منها ألايترك التسعة والتسعين في البرية ويذهب لأجل الضال حتى يجده. وإذا وجده يضعه علىمنكبيه فرحاً. ويأتي إلى بيته ويدعو الأصدقاء والجيران قائلاً لهم افرحوا معي لأنيوجدت خروفي الضال.

هناك فروق بين المثل كما ورد فى إنجليى متىولوقا، فبدل الجبال فى متى يأتى المثل فى لوقا فى البرية. وفى متىيقول وإن إتفق أن يجده يأتى المثل فى لوقا يذهب حتى يجده. والسبب أنمتى يكتب لليهود ولوقا للأمم. فبوحى من الروح القدس تغيرت الألفاظ، فاليهود قبلالمسيح كانوا على جبال الشريعة والناموس ومعرفة الله، أما الأمم فكانوا فى بريةالوثنية، فى تيه مطلق، واليهود صعب ردهم للإيمان بالمسيح لكبريائهم لذلك قال وإنإتفق أما الأمم فسيدخلون الإيمان. من هو الخروف الضال؟ هى النفس المؤمنة التى ضلتلأنها ضعيفة. سقطت وتشعر بخطيتها يفرح به = إذ كان ميتاً فعاش

الراعى = هو المسيح الذى تجسدليفتش عن آدم وبنيه الذين ضلوا

من هم التسعة والتسعين؟ هم 1) الملائكة فىالسماء الذين لن يضلوا.

                                  2)  القديسون فى المجد وهؤلاء لن يضلوا.

     3) القديسون فى الأرض الذين لم يفقدوا نعمةالمعمودية

وقد يكونوا 4) الأبرار فى أعين أنفسهمكالفريسيين الذين يشعرون بعدم الإحتياج

فى هذا المثل يكشف السيد عن نظرته للإنسان أنهليس مجرد فرد فى عدد لا يحصى، إنما الله يهتم بكل فرد شخصياً وبإسمه، كل نفس لهاقيمة عظيمة عند المسيح. ومن هنا نفهم أن

 

القانون السابع:- المسيح الملك يهتم بكلنفس فى ملكوته ولا يسمح بهلاكها. فهو يبحث عنها شخصياً.

(مر 9 : 49-50):-

لانكل واحد يملح بنار وكل ذبيحة تملح بملح. الملح جيد ولكن إذا صار الملح بلا ملوحةفبماذا تصلحونه ليكن لكم في أنفسكم ملح وسالموا بعضكم بعضا

لأن كل واحد= كل مؤمن إنتمى إلىملكوت السموات. يُملح بنار= النار هى الروح القدس، روح الإحراق (أع 3:2،4 +إس 4:4). والملح يصون من الفساد والعفونة (كو 6:4). والروح القدس هو الذى يُعطىنعمة لكل مؤمن، تعطيه أن يصير خليقة جديدة. ولاحظ أن هذه الأيات جاءت فى إنجيلمرقس بعد حديث السيد المسيح عن أهمية قطع اليد والرجل وقلع العين التى تعثر، وكماقلنا فإن هذا إشارة للجهاد، وأمام الجهاد يملأنا الروح القدس نعمة تغير من طبيعتناوتكتم وتميت الخطية التى فينا، أو الشهوة التى فينا (رو 3:8) (فقوله دان الخطية أىحكم عليها بالموت). فنار الروح القدس أحرقت الشهوة أو الخطية فينا، وصارت الخطيةبلا سلطان علينا لأن النعمة تسود علينا (رو 14:6) وبهذا فنار الروح القدس تملحالمؤمن أى تحفظه من الفساد.

وكل ذبيحة تملح بملح= هذا إشارةإلى (لا 13:2-15) لأن ذبائح العهد القديم تشير للمسيح الذى قَدَّمَ نفسه ذبيحة، وإضافةالملح إلى ذبائح العهد القديم يشير لأن المسيح هو بلا خطية وأنه حين يموت لن يطولهالفساد بل سيقوم ثانية (مز10:16) “لن تدع تقيك يرى فساداً” وكل مؤمنعليه أن يقدم جسده ذبيحة حية، كيف؟ بقطع يده ورجله وقلع عينه (بالمفهوم الروحىوليس الحرفى). ومن يعمل تحفظه النعمة = تملح بملح.

الملح جيد= سبق السيد وقال أنتمملح الأرض (مت 13:5) ومن الذى يكون ملح الأرض إلاّ كل من إمتلأ نعمة. مثل هذاالملح يكون جيد.

ملح بلا ملوحة= أى ملح فاسد، أو هو لايعُطى طعماً للطعام، فالمؤمنين المملوئين نعمة، بذوبانهم وسط العالم، يتقبل اللههذا العالم، قيل أن الله يفيض مياهاً فى نهر النيل بسبب وجود الأنبا بولا فى مصر. ليكنلكم فى أنفسكم ملح= أى لتمتلئوا نعمة لتكونوا ملحاً جيداً ويكون هذا بجهادكموبأن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية. ولكن ما يبطل مفعول النعمة فينا، نزاعاتناوصراعاتنا على الرئاسات والمجد الدنيوى، كما بدأ هذا الإصحاح بصراع التلاميذ عمنهو الأعظم. والسيد يعطى نصيحته بأن نحيا فى سلام، وطوبى لصانعى السلام ومن هذانفهم أن

 

القانون الثامن:- النعمة تحفظ أولادالملكوت من الفساد

وشرط بقاء النعمة 1) نكونذبائح(نصلبشهواتنا)2)نحيا فى سلام

 

(مت 15:18-20):-

وأن اخطا إليك أخوك فاذهب وعاتبه بينك وبينهوحدكما أن سمع منك فقد ربحت أخاك. وأن لم يسمع فخذ معك أيضا واحدا أو اثنين لكيتقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة. وأن لم يسمع منهم فقل للكنيسة وأن لم يسمعمن الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار. الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرضيكون مربوطا في السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء. وأقول لكمأيضا أن اتفق اثنان منكم على الأرض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل أبىالذي في السماوات. لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم.

سبق السيد وقال للمخطئ لا تقدم قربانك علىالمذبح قبل أن تصطلح مع أخيك (مت 23:5،24). وهذا الكلام موجه لمن لحقه الأذى، بأنيعاتب من أخطأ إليه، وهذا يخجل المخطئ، والسرية أدعى لعودة الصفاء، فالتشهير بمنأخطأ يزيده عناداً. هنا من لحقه الأذى بتصرفه هذا يربح نفساً للمسيح وهو فى هذايمتثل بالمسيح، فنحن أخطأنا إليه لكن جاء وتجسد ليصالحنا. وإذا لم يسمع فلنذهبللكنيسة، وهنا السيد يعطى لكنيسته سلطان للحل والربط (آيه 18). وقبل الكنيسةفليأخذ معه شاهدين أو ثلاثة ربما يخجل هذا العنيد منهم، وهؤلاء الشهود سيكونونشهوداً عليه بعد ذلك. فإذا رفض تدخل الكنيسة تربطه الكنيسة أى تمنعه من شركتهاويمنع من الأسرار، فمن رفض أمومة الكنيسة فهو يرفض أبوة الله. أما سلطان الحل فهوقبول توبته وغفرانه لو رجع بالتوبة وهذا ما فعله بولس الرسول مع زانى كورنثوس (1كو4:5،5 ثم 2كو 6:2-8). وقطع هذا العنيد المصر على عناده يظهر فى قول المسيح= ليكنعندك كالوثنى والعشار طبعاً ليس العشار التائب ولكن العشار المعاند، والوثنىالمصر على وثنيته إن إتفق إثنين.. يكون لهما= المسيح يفرح بروح المحبة التىتجمع بيننا فإذا كان هذا المعاند الذى يرفض الصلح مع أخيه الذى ذهب ليعاتبه يتعرضللقطع والحرمان من شركة الكنيسة، فإن المجتمعين فى محبة يصلون لأجل شئ معين، قطعاًسيستجيب الله لهم لو طلبوا أن يتغير قلب هذا المعاند. والروح القدس يملأهم كما ملأمن إجتمعوا للصلاة بنفس واحدة (أع 1:2،4 + أع 31:4،32) بل يأتى المسيح ويكون فىوسط هذه المجموعة التى تجتمع فى حب بإسمه = فهناك أكون فى وسطهم. وما أجملهذه الآية فقداساتنا بوجود المسيح فى وسطنا تتحول إلى سماء وإجتماعاتنا تتحول إلىسماء، ففى أى قداس أو إجتماع يجتمع أكثر من إثنين أو ثلاثة بإسم المسيح. بل صلاتناالشخصية فى مخادعنا إذ نصلى متشفعين بالقديسين والملائكة، حينئذ نجتمع أرضيين معسمائيين، وبحسب وعد المسيح يكون فى وسطنا، فيتحول المخدع إلى سماء ومن هذا نفهم أن

 

القانون التاسع:- هو أن الكنيسة ملكوتالسموات على الأرض هى إجتماع إخوة فى محبة والمسيح حاضر فى وسطها، بل أعطاهاسلطاناً للحل والربط.

 

(مت 21:18-35):-

حينئذ تقدم إليه بطرس وقال يا رب كم مرة يخطئإلى أخي وأنا اغفر له هل إلى سبع مرات. قال له يسوع لا أقول لك إلى سبع مرات بلإلى سبعين مرة سبع مرات. لذلك يشبه ملكوت السماوات إنسانا ملكا أراد أن يحاسبعبيده. فلما أبتدأ في المحاسبة قدم إليه واحد مديون بعشرة آلاف وزنة. وإذ لم يكنله ما يوفي أمر سيده أن يباع هو وامرأته وأولاده وكل ما له ويوفي الدين. فخر العبدوسجد له قائلا يا سيد تمهل علي فأوفيك الجميع. فتحنن سيد ذلك العبد وأطلقه وترك لهالدين. ولما خرج ذلك العبد وجد واحدا من العبيد رفقائه كان مديونا له بمئة دينارفامسكه واخذ بعنقه قائلا اوفني ما لي عليك. فخر العبد رفيقه على قدميه وطلب إليهقائلا تمهل علي فاوفيك الجميع. فلم يرد بل مضى وألقاه في سجن حتى يوفي الدين.فلمارأى العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا

وأتوا وقصوا على سيدهم كل ما جرى. فدعاه حينئذسيده وقال له أيها العبد الشرير كل ذلك الدين تركته لك لأنك طلبت إلى. إفما كانينبغي انك أنت أيضا ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا. وغضب سيده وسلمه إلى المعذبينحتى يوفي كل ما كان له عليه. فهكذا أبى السماوي يفعل بكم أن لم تتركوا من قلوبكمكل واحد لأخيه زلاته.

يشبه ملكوت السموات= أى الكنيسة إنساناًملكاً= هو المسيح الديان. يحاسب عبيده= ليس حساب يوم الدينونة، بل هوتعامل الله معنا الآن ونحن فى الجسد، فمن يغفر لأخيه هنا يغفر له المسيح يومالدينونة ومن يغلق قلبه عن أخيه يغلق المسيح قلبه من ناحيته. أما يوم الدينونة فلاسماح فيه ولا مسامحة. فلننتهز الفرصة هنا ونغفر فيغفر لنا السيد خطايانا. ولاحظ أنهذا هو الشرط الذى وضعه السيد بعد أن علم تلاميذه الصلاة الربانية (مت 14:6،15).وكان هذا هو التعليق الوحيد على الصلاة الربانية. ولنلاحظ أن من يغفر لأخيه سيغفرله الله، وسيشعر بهذا الغفران فى محبة الآب الحانية فأبو الإبن الضال حين غفرلإبنه وسامحه وقَبِلَهُ، وقع على عنقه وَقَّبلَهُ. فمن يغفر سيشعر بهذه المحبةالأبوية.

الإصحاح الثامن عشرعشرة ألاف وزنة= لوكانت وزنات ذهب تساوى أكثر من 60 مليون جنيه. ولاحظ أن خيمة الإجتماع إستخدم فيها29 وزنة (خر24:38) والهيكل إستخدم فيه 3.000 وزنة ذهب فقط، 7000 وزنة فضة (1أى4:29-7). أماّ لو كانت العشرة ألاف وزنة من فضة فهى تساوى حوالى   2 مليون جنيه.أماالمائة دينار فهى تساوى حوالى 3 جنيه وهذا يعنى أن خطايانا تجاه الله رهيبةوديوننا لله لا يمكن لنا أن نوفيها بل نعجز تماماً عن ذلك. لذلك جاء المسيح ليوفىوليغفر.

10.000 العشرة هى رمز للوصايا العشرة التىأخطأنا فيها، والألف هى رمز للسمائيات، فمن يلتزم بالوصايا يحيا فى السماويات.ويشير الرقم لمخالفة الوصايا العشر والعقوبة ضياع السماويات (1000)

أمر سيده أن يباع= وذلك حسب الشريعة (لا39:25-43).

يا سيد تمهل علىّ فأوفيك= وكيف يوفىهذا العبد 60 مليون جنيه وهو مفلس، السيد يريد إظهار إستحالة أن نوفى، لذلك جاء هوليوفى، ولكن لاحظ إستجابة السيد لصراخ وصلاة عبده، وأنه سامحه. والعبد كان يطلب أنيمهله سيده، لكن مهما أمهله كيف يمكن تدبير المبلغ ليسدد. ولكن إستجابة السيد كانتكريمة أكثر من التصور، فقد ترك له كل شئ. ولاحظ بعد ذلك أن إنغلاق قلب العبد مننحو العبد زميله أفقده غفران سيده. وماذا كان دين زميله 100 دينار (إشارة لقطيعالله) إن لم تتركوا من قلوبكم = فالغفران لا يكون بالفم فقط بل من القلب. 7مرات=هو رقم الكمال 70 مرة سبع مرات= أى الغفران الكامل دائماً ومن هذانعلم أن

 

القانون العاشر:- إستمرار المؤمن فىالملكوت وتمتعه به مربوط بغفرانه لإخوته من قلبه لكل أخطائهم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى