علم الملائكة

عبادة الشيطان عبر التاريخ



عبادة الشيطان عبر التاريخ

عبادة الشيطان عبر التاريخ

عبادة الشيطان والإيمان
بالقوى الشيطانية بصورة أو أخرى قديمة قدم الإنسان نفسه . فقصة سقوط الشيطان في
الكبرياء وتحديه لله قصة سابقة لخلقة الإنسان.

 

كلمة
“الشيطان”

كلمة “شيطان”
مأخوذة عن “شطن” العبرية، وتعني “المقاوم”، فهو منذ سقوطه لا
يكف عن مقاومة الحق الإلهي، وبذل كل الجهد لتحطيم البشرية ككل، وتحطيم كل إنسانٍ،
بطرق مختلفة تتناسب مع العصر. إنه أكبر عدو لله والناس.

 

تترجم الكلمة العبرية
“شيطان” “ديابولس” أو إبليس فيما عدا في (1 مل 14: 11). ومعنى
“إبليس” “المفتري” أو “الثالب”، ولا يوجد أي فرق
بين اللفظين “الشيطان” و “إبليس”. هذا وكلمة
“شياطين” بالجمع تعني “الأرواح الشريرة”.

 

الشيطان في العهد
القديم

يؤكد الكتاب المقدس أن
الشيطان كائن حقيقي موجود، وليس رمزًا مجردًا للشر. إنه كائن ملائكي يحمل قوة
عظيمة، عدو للإنسان خاصة المؤمن. هذا ما يجب أن نعرفه ونؤمن به مع إدراكنا
للإمكانيات الجديدة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع ربنا.

 

نادرًا ما يشير العهد
القديم إلى الشيطان بصراحة، وإن كان قد أبرز نشاطه في مقاومة الخير للإنسان، كما
في الحالات التالية:

قصة أيوب (ص1،2).

 

سقوط 70000 من إسرائيل،
لأن الشيطان حث داود الملك أن يحصى إسرائيل، ليجلب السخط عليه (1 أى 21).

 

عندما انتهره الرب من
أجل شكواه ضد يهوشع الكاهن العظيم في سفر زكريا (1: 3،2)، حيث تظهر حقيقة شخص
الشيطان المقاوم والمتهم للمؤمنين.

 

كما أبرز الآتي:

دور الشيطان في سقوط
أبوينا الأولين من خلال الحية (تك 3).

أن الشيطان وملائكته
وراء عبادة الأوثان (مز 106: 36-37 ؛ 109: 6).

ملك بابل كما في إش 14:
12-17، وملك صور في حز 28: 1-19 ليسا بشخصين بشريين فائقي القوة، وإنما يرمزان إلى
شخص الشيطان.

تُستخدم كلمة
“شيطان” بدون “أل” التعريف بمعنى “عدو” كما جاء في (1صم4:
29؛ 1مل14: 11،23،24،25) حيث ترجمت “عدوًا” أو “خصمًا”. وفي
(عد22: 22) تُرجمت “يقاوم”.

لم يُشر العهد القديم
كثيرًا إلى الشيطان بطريقة مباشرة، ربما لئلا يسقط المؤمنون في القلق والخوف
الشديد، إذ كانوا أطفالاً في الإيمان. كما لم يكن لدى الإنسان السلطان أن يدوس على
قوة الشيطان، ويدرك سلطانه عليه بالله مخلصه، الأمر الذي يتمتع به المؤمن في العهد
الجديد.

 

الشيطان في العهد
الجديد

إذ أُعطي للمؤمن
إمكانية جديدة ليسحق إبليس تحت قدميه كوعد المسيح له، إذ أعطانا سلطانًا أن ندوس
على الحيات والعقارب وكل قوات العدو، ولكي يُعلن عن سرّ الفداء ويُدرك كان يلزم
الكشف عن شخصية الشيطان حتى يتأكد المؤمنون من حقيقة وجوده .

 

فالصليب في حقيقته هو
أرض المعركة بين كلمة المتجسد وعدو الخير، حتى يحرر المخلص مؤمنيه من سبيهم.
فبينما ارتفع السيد المسيح على الصليب، سمّر صك خطايانا على الصليب ومحاه،
“إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهارًا ظافرًا بهم فيه” (كو 14: 2).
وكما يقول العلامة أوريجينوس إن السيد المسيح قد سُمّر بجسده على الصليب علانية،
بينما صُلب عدو الخير إبليس خفية، وتحطم سلطانه على المؤمنين. [كان صليب ربنا يسوع
المسيح “مزدوجًا”… أي كان يقف على مسندين… فحسب الظاهر صُلبَ ابن
الله في الجسد. ولكن ما كان مخفيًا هو أن الشيطان كان مُسَمَّرًا على ذلك الصليب
مع رئاساته وقواته (كو 2). لذلك يوجد معنيان للصليب: ذكر أولهما بطرس الرسول، أن
المسيح المصلوب “قد ترك لنا مثالاً” (1 بط 21: 2). أما الثاني فهو
الإشارة إلى أن الصليب هو رمز للنصرة على الشيطان الذي صُلِبَ عليه وتم اندحاره .”]

 

لهذا أكمل العهد الجديد
صورة الشيطان بطريقة صريحة وواضحة. وذُكرت كلمة الشيطان 27 مرة، وذُكر باسم إبليس
34 مرة. كما وُجد فيه ألقاب وأوصاف أخرى تُطلق عليه.

جميع كتَّاب العهد
الجديد يدركون وجود الشيطان، وإن كان لم يُذكر في كل أسفاره. يشير 19 سفرًا من
ال27 إلى الشيطان بأسمائه، والثمانية الأخرى وإن لم يشيروا إلى أحد أسمائه، فإن
أربعة أسفار منها تؤكد وجوده بالإشارة إلى الملائكة الأشرار أو الشياطين.

يُشار في الأناجيل الأربعة
إلى الشيطان 29 مرة، منها 25 مرة تحدث السيد المسيح نفسه عنه ككائن حقيقي. لقد
سُجلت تجربة السيد المسيح وصراعه مع الشيطان، هذه التي كشفها السيد نفسه موضحًا
الصراع معه ككائن ضد كائن.

 

أسماء الشيطان

أولاً: أسماء تكشف عن
مركزه

الكاروب المغطى: خُلق
الشيطان كواحدٍ من الكاروبيم السمائية (حز 28: 14،16)، من أعظم الرتب السمائية،
وربما كان الأول من بينهم، غاية في الجمال والقوة. واليوم إذ سقط لازال غاية في
القوة، لكن الله يحد هذه القوة ويقاومها بكونه خالقه الذي له القوة غير المحدودة
وصاحب سلطان على كل الخليقة. لازال الشيطان يحمل نصيبًا من الكرامة، لكن بلا جمال
إذ فقد قدسيته. لهذا يليق بنا أن ندرك إن الله ضابط الكل، له كمال السلطان عليه،
ويهب مؤمنيه سلطانًا ليعيشوا غالبين ومنتصرين.

 

رئيس هذا العالم (يو 31:
12 ؛ 3: 14؛ 11: 16): دُعي كذلك لأنه يريد أن يتشبه بالله، يسيطر على العصاة من
الملائكة والبشر، وهو يهدد ليهزم أولاد الله (1 يو 2: 15-17).

 

رئيس سلطان الهواء (أف
2: 2)، فهو أشبه بحاكم إمبراطورية الجو، إنه يقيم له مملكة على الأرض.

 

إله هذا الدهر (2 كو 4:
4) حيث يحث تابعيه على الارتباط بالأمور الزمنية ورفض ما هو سماوي.

 

بعلزبول (سيد الذباب)
أو رئيس الشياطين (مت 24: 12، لو 15: 11). هذا هو مركز الشيطان كرئيس للقوات
الشيطانية، التي تجلب البشر إلى عبودية روحية خلال الشهوات والعبادات الوثنية.

 

 

ثانيا: أسماء تكشف عن
شخصيته

لوسيفر (إش 12: 14)
الذي كان يسند ملك بابل، ويكشف هذا الاسم عن أصله أنه كان مشرقًا، وجاء في ترجمة
New American Standard Bible “كوكب الصبح” ويدعى أيضًا “ابن الفجر” أو ابن
الصباح.

 

شيطان (زك 1: 3، رؤ 9: 12)
استخدم 52 مرة في الكتاب المقدس، وكما رأينا أنه مشتق من العبرية حيث يعنى
“المقاوم”، هذا اللقب يكشف عن ثورته ومقاومته لله ليقيم لنفسه مملكة،
لذا يقاوم أولاد الله (زك 3: 1-2؛ لو 22: 31-32)، ويقف السيد المسيح مدافعًا عنا
ومحاميًا ضده.

 

إبليس استخدمت 35 مرة
في اليونانية “ديابولوس
Diabolos” وتعنى المخادع الذي يضع لنا شراكًا. يصوره هذا الاسم أنه
يضع تقارير كاذبة مخادعة تشوه سمعة الغير، وهو يحاول تشويه صورة الآب والسيد
المسيح والعمل الإلهي، كما يود أن يشوه صورة المؤمنين.

 

الحية القديمة (2 كو 3:
11؛ رؤ 9: 12). يذكرنا هذا الاسم بأول عمل قام به ضد أبوينا الأولين في تكوين 3
فأسقطهما في الخطية. أما دعوته بالقديم فيشير إلى أنه معروف منذ قديم الزمن وله
خبرات طويلة. عندما ذكره القديس بولس هذا الاسم لم تكن هناك حاجة إلى إعلان أنه
يقصد به الشيطان.

 

قصة الكتاب المقدس من
سفر التكوين حتى الرؤيا هي قصة الصراع بين الخير والشر، قصة غواية الشيطان للإنسان
خلال الحية منذ كان في جنة عدن، ودخول الإنسان في المعركة حيث يختفي في المسيح
قائد المعركة وواهب الغلبة على الشيطان، فيهب الإنسان شركة مجده.

 

التنين العظيم (رؤ 12: 3،
7، 9) يكشف هذا اللقب عن عنفه كوحشٍ رهيبٍ مدمرٍ؛ وقد دُعي “التنين الأحمر
العظيم” (رؤ 12: 4، 9، 17)، لأنه سافك الدماء.

الشرير (يو 15: 17 ؛ 1
يو 18: 5؛ مت19: 13،38) التعبير اليوناني
ho poneros
يشير إلى أنه ليس فاسدًا في ذاته فحسب، وإنما يطلب فساد الغير. حرفا “
ho” تعنى أنه شخص معين وليس مجرد كائن شرير.

 

أبدون، أو أبوليون (رؤ
11: 9)، ومعناها “المهلك”، فالشياطين تتسبب في قتل وتدمير حياة الكثيرين
من البشر.

 

ثالثا: أسماء تشير إلي
أنشطته

المجرب (مت 3: 4، 1 تس
5: 3)، فهو يجرب البشر في حرب أخلاقية، حاثًا إياهم على الشر. التعبير في
اليونانية يشير إلى نشاطٍ مستمرٍ، يحمل سمات الشيطان في العمل الدائم في هذا
المجال.

 

المشتكي (رؤ 10: 12)
يشتكي على المؤمنين أمام إلهنا نهارًا وليلاً. لقد اشتكى أيوب ودخل معه في معركة
روحية، لكنه انهزم أمام بر أيوب (أيوب 1: 9-11 ؛ 2: 4-5). واشتكى يهوشع وشعب الله،
لكن ملاك الرب دافع عنهم (زك 3: 1-2).

المخادع (رؤ 9: 12 ؛ 3:
20)، ويكمن سرّ نجاحه المؤقت في خداعه في الآتي:

جهل بعض المسيحيين حيله
(أف 11: 6).

 

رتبته الأولي ككاروب.

له خبرة طويلة ومعرفة
عبر الأجيال.

قدرته أن يتشكل حتى
يظهر كملاك نور.

الروح الذي يعمل في
أبناء المعصية (أف 2: 2).

القتّال (يو 44: 8).

الكذاب (يو 44: 8)؛
وأبو الكذاب (يو33: 8).

الخصم (1بط18: 5).

بليعال (2كو15: 6).

المضل لكل العالم (رؤ9:
12).

العدو (مت28: 13،39).

 

حين اُتهم المسيح أنه
ببعلزبول رئيس الشياطين، ففي دحضه لهذا الاتهام أوضح أن إبليس لا يعمل بمفرده،
لكنه يرأس مملكة منظمة جيدًا (مت26: 12)، وتُدعى الشياطين الخاضعة له
“ملائكته” (مت41: 25؛ رؤ7: 12). وأوضح الرسول بولس أنهم معًا يمثلون
جيشًا روحيًا منظمًا يعمل لحساب الشر (أف12: 6). كما يُعلن سفر الرؤيا أنه في آخر
الأيام أثناء الضيقة العظيمة ستنطلق القوى الشيطانية للعمل بصورة رهيبة (رؤ1: 9-11؛
2: 18).

 

الشيطان عبر العصور

لما كان الشيطان من
أعظم الطغمات الملائكية، له قدراته الخاصة، وإذ أراد إن يقيم من نفسه إلهًا، ومن
أتباعه مملكة تقابل المملكة الإلهية، لهذا فهو يعمل بقوة وبخطة محكمة لتحقيق
أهدافه.

 

أولاً: على المستوى
الفردي يعرف كيف ينصب فخاخًا متنوعة ليصطاد الإنسان من المدخل الذي يناسبه. يعرف
أي فخاخ ينصب للطفل، وماذا ينصب للفتى، وأيضًا للشاب، وحتى الشيخ المسن. ماذا يقدم
للمريض جسمانيًا، وماذا يقدم لمن ينعم بصحة جيدة. إنه صاحب خبرة طويل مع البشرية!

 

ثانيًا: على مستوى
البشرية ككل يضع خطة تناسب كل عصرٍ، يمكن إيجازها في مراحلٍ ثلاث:

 

1. مرحلة المصالحة الظاهرية: ففي الفترة منذ سقوط الإنسان إلى مجيء
المخلص كانت غالبية البشرية تتعبد للأوثان، وكثيرًا ما كانت الشعوب تربط عبادتها
للأوثان بممارسة الفساد. فلم تكن هناك حاجة للشيطان أن يقاوم البشرية التي كانت
غالبيتها في جانبه.

 

2. مرحلة المقاومة بالخداع: كشف العهد الجديد بكل وضوح عن شخص
الشيطان وملائكته وجيشه، ليعلن عن سرّ الحب الإلهي، وقوة الفداء. ولكي يوجه
المؤمنين إلى قبول مملكة النور ومقاومة مملكة الظلمة. لكن عدو الخير وقد فقد
سلطانه على المؤمنين صار يستخدم الكثير من وسائل الخداع لكي يجتذب المؤمنين في
شراكه. إحدى هذه الوسائل حث الناس أن ينكروا وجوده، حتى يستطيع أن يعمل بخبثٍ
ودهاءٍ.

 

يرفض الكثيرون وجود
كائن اسمه إبليس أو الشيطان، وحجتهم في ذلك أنه لا يمكن إثبات ذلك علميًا. ونحن
نعترف أن الحقائق الروحية غير المادية لا يمكن إثباتها بوسائل علمية طبيعية.

 

يدعي البعض أن عقيدة
وجود الشيطان هي من اختراع الإنسان ليلقي باللوم على غيره، مبررًا خطاياه. لكن مع
عدم إنكارنا لمسئولية الإنسان الشخصية عما يرتكبه من خطايا لا يمكن إيجاد تعليل
كافٍ لوجود هذه الصورة من الإثم في العالم، حيث تظهر الخطية في العالم “مدبرة
بإحكام خارق ومخططة بدهاء رهيب، وموجهة ببراعة تفوق العقل، وعنيفة بدرجة بالغة،
فلا يمكن تفسيرها بهذه السهولة. هناك تخطيط، هناك حنكة ودهاء، هناك خبث ومكر، هناك
براعة في الخداع والهجوم، فلابد أن يكون وراء كل ذلك عقل جبار “.

 

كثيرًا ما اقتبس Bauldelaire القول: “خداع إبليس المملوء دهاءً هو أن يحثنا بأنه غير
موجود”، لكنه يدفع البشرية للتعبد له بطرق كثيرة خلال شهوات الجسد والكبرياء
والسقوط في بقية الخطايا.

 

3. مرحلة المواجهة العلنية: في هذا القرن، خاصة في الربع الأخير
منه، حيث شعر عدو الخير بأن مجيء الرب الأخير قد صار على الأبواب، لهذا نزع القناع
عن وجهه. ودخل في مواجهة ضد السيد المسيح، فصارت حربه علانية بعنفٍ شديدٍ. ففي عام
1966 أنشأ
Anton Szandor La Vey ما دعاها “كنيسة (اجتماع) الشيطان” Church of Satan في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي سنوات قليلة انضم لها عدة
آلاف من الأمريكان، وصارت تمثل حركة لها خطورتها، لها كتابها
Satanic Bible، ومجلتها الخاصة، وقانون إيمان (يجحد الله)، وطقوسها. وقد قام La Vey بكتابة الكثير من أفلام هوليود المرعبة على غرار Rose’s male baby.

 

قبل ذلك بسنوات ظهرت
كنيسة أخرى في لندن تُسمى
Process
Church of the final Judgment
،
تضم جماعة من الشباب الصغير يرتدون ثيابًا سوداء خارجية ويكرمون الشيطان ولوسيفر
ويهوه، غايتها إبراز أن الشيطان اله، يلزم التعبد له.

هذا بجانب ما دُعي ب
“السبت الأسود
Black Sabbath“، و”القداس الأسود Black Mass” غايته السخرية بالمقدسات الإلهية، فيستخدمون شموعًا سوداء
وأدوات دينية وملابس كهنوتية بطريقة تحمل الاستهزاء، مع وضع علامة الصليب بالمقلوب،
الأمور التي نشير إليها فيما بعد.

 

لا نعجب مما ورد في
كتاب
Between Christ and Satan الذي عرض فيه Kurt
Koch
كل أنواع التنجيم والسحر
أنه في إحدى الاستفسارات
questionnaire العامة التي قام بها The
Research Institute of Public Opinion
ب Lake Constance ظهر أن حوالي 63% من الشعب الألماني استخدموا التنجيم مرة واحدة
أو عدة مرات في حياتهم. قليلون جدًا من يقدر أن يميز بين التنجيم
astrology وعلم الفلك astronomy.

 

يمكننا القول بأن ما
يحدث اليوم هو تهيئة وإعداد لمجيء ضد المسيح كمقاوم لكنيسة الله، فمتى جاء وجد
قلوبًا كثيرة مهيأة لقبوله. لهذا قال السيد المسيح بأنه حينما يجيء ألعلّه يجد
الإيمان على الأرض.

 

لماذا يلجأ الإنسان
المعاصر إلى عبادة الشيطان وأعمال السحر؟

ما أود توجيه نظرنا
إليه هو أن هذه الظاهرة المعاصرة الخاصة بعبادة الشيطان وأعمال السحر هي ثمرة
عوامل كثيرة، منها:

 

ما صحب حركة التقدم
العلمي والفكري في العالم من ظهور فلسفات الحادية متباينة أضعفت الإيمان بالله
وشككت في العناية الإلهية وفي المواعيد الإلهية والتمتع بالحياة الأبدية. هذا كله
فتح الطريق لقبول الأجيال الجديدة لحركات المقاومة لله والخلاص، حتى وإن كان ثمنها
العبودية لإبليس.

 

التزايد المستمر
للأمراض النفسية في البلاد المتقدمة كثمرة للحرمان من دفء الإيمان، مع انتشار
الشعور بالعزلة والخوف والفشل، دفع البعض إلى التشكك في العناية الإلهية، أوجد
للشيطان مدخلاً فيهم.

 

معاناة العالم الحاضر
من الحرمان من الدفء العائلي والتمتع بالحب الأسري الصادق مع ارتفاع نسبة الطلاق،
حرم الجيل الحديد من التمتع بخبرة التقليد الأسري الحي، فوجد الشباب فرصتهم
للتنفيس في موسيقى الروك وعبادة الشيطان للتعبير عن روح التمرد والثورة الداخلية.

 

انتشار الإباحية
الأخلاقية، خاصة التسيب الجنسي وقبل الشذوذ الجنسي مهد الطريق لاستعذاب ما تقدمه
موسيقى الروك وعبادة الشيطان.

 

الخطة المحكمة التي
وضعها عدو الخير للصراع المر بين مملكتي النور والظلمة في الأيام الأخيرة.

 

الثمرة الطبيعية لحالة
العطش الداخلي والفراغ العميق في النفوس. فالعالم يطلب أن يشبع في أعماقه، لكن إذ
اتجهت أغلب الكنائس إلى الأنشطة الخارجية دون أن تقدم شبعًا داخليًا، بحث العالم
عن عالم آخر لعله يجد فيه شبعه. استجاب لدعوة الشيطان الذي تجاسر فقال للسيد
المسيح نفسه: “أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي” (مت9: 4). لقد انتهره
السيد المسيح مشبع النفوس، لكن النفوس الجائعة تستجيب. لذا لا يكفي التحذير من حيل
الشيطان، وإنما يلزم تقديم ما يشبع النفوس لتجد في المسيح يسوع كفايتها وشبعها
وتهليلها الدائم.

 

يقدم لنا مايك وارنك Mike Warnake خبرته العملية، فقد عمل كرئيس كهنة في عبادة الشيطان، وإذ اُستبعد
التحق بالجيش الأمريكي، وقد جُرح مرتان في حرب فيتنام وهو يعمل كطبيب في الجيش،
ونال ست ميداليات تكريمًا له. أخذ معاشًا مبكرًا من الجيش ليكرس كل وقته لمقاومة
أعمال السحر والتنجيم
anti-occult في مؤسسته بسان دِيِيجو San Diego، كاليفورنيا،
كاستشاري يدرك هذه الأمور من الألف إلى الياء “
Alpla Omiga Outreach“. سجل لنا كتابًا باسم “بائع الشيطان The Satan Seller ” علقت عليه مجلة الهيرالاد اكسامينار بلوس أنجيلوس Los Angeles Herald Examiner: “اعتراف مايك وارنك بما تحمله عبادة الشيطان من أمور مرعبة
تسبب أضرارًا تفوق كل خيال ممكن!”

 

يحدثنا مايك وارنك في
مقدمة هذا الكتاب عن خبرته العملية، كيف أنه لم يكن يدرك الدوافع الحقيقية
لممارسته السحر وأعمال التنجيم وعبادة الشيطان حين كان مُبتلعًا بهذه الأمور.
وكأنه كان مخدرًا، لا يعرف لماذا ينجذب إليها، أما وقد تخلص منها، أمكنه إدراك
الأسباب الرئيسة التي دفعته إليها. لقد كتب في مقدمة كتابه:

 

“عندما دخلت إلى عمق ممارسة أعمال السحر والتنجيم occult وعبادة الشيطان لم أكن أُدرك قط الأسباب الداخلية التي تدفع البشر
أن ينشغلوا بها.

لكنني إذ تخلصت منها
أدركت الأسباب العميقة لممارستها، إنها ليس مجرد شهوة للتمتع بالقوة (الشيطانية)
واستخدام المخدرات بغير حدود، وممارسة الجنس، وما يصحب ذلك من فيض لأمور كهذه.

 

الإعلان الروحي الذي
تمتعت به في هذا الأمر هو أن الإنسان يشبه مثلثًا، أحد أركانه هو إشباع متطلباته
الجسدية، والركن الثاني إشباع متطلباته العقلية، والثالث الروحية. فمن يُشبع
احتياجاته الجسدية والعقلية لا يبلغ الكمال، لأن الإنسان في مجمله يحتاج إلى
احتياجات ثلاث.

 

من ليس له المسيح في
الركن الروحي يطلب باحثًا عن إشباع روحي، إما بطريقة واعية أو لاشعورية، أينما وجد
هذا الإشباع، ولو في تعاطي المخدرات أو ممارسة العبادة المرتبطة بالسحر أو في أي
شيء آخر.

 

الذين يبحثون عن الشبع
الروحي في تعاطي المخدرات أو أعمال السحر والتنجيم يكتشفون أن هذه الخبرة خطيرة
للغاية. هذا مع شعورهم بالحرمان من التمتع بأي سلام أو حب، الأمرين المعروفين لمن
يتبعون المسيح”

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى