بدع وهرطقات

الفصل الثالث



الفصل الثالث

الفصل
الثالث

مريم
المجدلية في الأناجيل القانونية والكتب الأبوكريفية

 

تعتبر
مريم المجدلية من أكثر وأهم الشخصيات النسائية التي وردت في العهد الجديد والكتب
الأبوكريفية المسيحية، بل ومن أكثر الشخصيات التي نُسجت حولها الأساطير والروايات،
في العصور الوسطى، لأنها كانت أكثر النساء التلميذات تعلقاً بشخص المسيح، وخاصة
أنها الوحيدة التي يذكر الكتاب أنه أخرج منها سبعة شياطين، فكانت تدين له بالفضل
والعرفان كثيراً، كما كانت مع ” يونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس وسوسنة وأخر
كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ “، وكانت واقفة عند الصليب كشاهد عيان لصلبه،
وكانت مع أخر من تركنه بعد الدفن، فقد كانت تراقب القبر مع مريم أم يعقوب، وكانت
مع أول من ذهب إلى القبر لتطييب جسده، وهناك رأت الملائكة المبشرين بقيامته، وكانت
أول من شاهد المسيح بعد قيامته، وأرسلها الرب لتبشر التلاميذ بقيامته، فكانت كما
دعاها العلامة هيبوليتوس؛ ” رسولة للرسل “، وكانت أول من بشر الرسل،
خاصة يوحنا وبطرس، بقيامته.

 ويقول
تقليد الكنيسة الأرثوذكسية أنها ذهبت مع القديسة مريم العذراء إلى أفسس وهناك
انتقلت من هذا العالم، وأن رفاتها نقلت إلى القسطنطينية سنة 886م. ويؤكد المؤرخ الروماني
جريجوري أسقف تورز
Gregory
of Tours
(538 -594م)، والذي كان
من الغال، فرنسا حالياً، نفس هذا التقليد، في كتابه (
(De miraculis, I,
xxx
) ويقول أنها ذهبت إلى
أفسس ولم يذكر قط أنها ذهبت إلى فرنسا. مع ملاحظة أنه عاش في القرن السادس، أي أنه
لم يكن لأسطورة ذهابها إلى فرنسا
وما ترتب عليها من روايات أسطورية بعد
ذلك أي وجود على الإطلاق!!

 وفي
القرن الثالث ربطها البعض بمريم التي من بيت عنيا، أخت لعازر ومرثا، التي دهنت
الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها: ” وكانت مريم التي كان لعازر أخوها مريضا هي
التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها ” (يو11: 2)، ” ثم قبل الفصح
بستة أيام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات.
فصنعوا له هناك عشاء. وكانت مرثا تخدم وأما لعازر فكان احد المتكئين معه. فأخذت
مريم منا من طيب ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها.
فامتلأ البيت من رائحة الطيب ” (يو12: 1-3).

 كما
وصف البعض مريم أخت لعازر بأنها هي نفسها المرأة الخاطئة: ” وإذا امرأة في
المدينة كانت خاطئة إذ علمت انه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند
قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل
قدميه وتدهنهما بالطيب ” (لو7: 42و43).

 مع
ملاحظة أن القديس لوقا ذكر، أيضاً، حادثة استضافة مريم ومرثا، التي ذكرها القديس
يوحنا، أعلاه، بعد ذكر حادثة المرأة الخاطئة بعدة إصحاحات، وفي مناسبة أخرى غير
المذكور فيها المرأة الخاطئة، ولم يربط بين الموقفين أو الشخصيتين نهائياً: ”
وفيما هم سائرون دخل قرية فقبلته امرأة اسمها مرثا في بيتها. وكانت لهذه أخت تدعى
مريم التي جلست عند قدمي يسوع وكانت تسمع كلامه. وأما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة
كثيرة. فوقفت وقالت يا رب أما تبالي بان أختي قد تركتني اخدم وحدي.فقل لها آن
تعينني. فأجاب يسوع وقال لها مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة. ولكن
الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها ” (لو10:
38-42).

 وفي
القرن الرابع أعتبر البعض المرأة الخاطئة هي نفسها المرأة الزانية التي أمسكت في
ذات الفعل (يو8: 3). وفي القرن السادس ربط التقليد الكاثوليكي النسوة الثلاث معاً
وذلك بناء على ما قاله البابا جريجوري الأول (591م) في عظته التي قال فيها: ”
أنها هي التي دعاها لوقا بالمرأة الخاطئة، وهي التي يدعوها يوحنا مريم [ التي
من بيت عنيا ]، ونحن نؤمن أنها مريم التي أخرج الرب منها سبعة شياطين
“.

 والذين
ربطوا بين المرأة الخاطئة والمرأة الزانية، ركزوا على عبارة ” امرأة خاطئة
“، وفهموها بمعنى زانية، مع أن الكلمة المستخدمة في قوله ” امرأة خاطئة
” هي ”
ἁμαρτωλός hamartōlos ” لا
تفيد أنها زانية لأن الكلمة مستخدمة في العهد الجديد بمعنى الخاطيء أو الخاطئة
بدون تحديد خطية معينة. وتبنت الكنيسة الكاثوليكية هذا التفسير منذ ذلك الوقت،
والذي ساد منذ ذلك الوقت في الأوساط الدينية والفنية الأوربية، فراح الفنانون
يرسمون المجدلية بشعر طويل أحمر وملامح تظهرها كزانية، وهكذا صورها فيلم آلام
المسيح مؤخراً، بسبب فكر مخرجة الكاثوليكي، وظلت هذه الصورة سائدة عند الكاثوليك
إلى أن أعلن الفاتيكان مؤخراً، أن المجدلية ليست هي المرأة الزانية!!

 وعند
التدقيق في نصوص الإنجيل بأوجهه الأربعة، الموحى بها بالروح القدس، يتبين أنه لا
يوجد أي صلة بين الثلاثة، بل الأربعة، فالمجدلية ذكرت باسمها تحديداً، خاصة في
الإنجيل للقديس لوقا والذي ذكر المرأة الخاطئة في نهاية الإصحاح السابع، ومريم أخت
مرثا في الإصحاح العاشر، دون أي رابط بينهن، وذكر المجدلية معرفة بأنها التي أخرج
منها الرب سبعة شياطين في بداية الإصحاح الثامن ولم يربطها بأي من المرأتين
الأخريين مطلقاً. فلا يمكن أن تكون هي أخت لعازر فهي من مجدل، ومريم أخت لعازر من
بيت عنيا، كما لا يمكن أن تكون إحداهن هي المرأة الخاطئة أو الزانية، فليس هناك أي
إشارة أو تلميح لذلك، بل كل واحدة منهن مستقلة بذاتها.

 هذا
ما ذكره الوحي الإلهي في الإنجيل بأوجهه الأربعة عن المجدلية، وأتبعه في ذلك
التقليد الأرثوذكسي، حتى الآن، وما يقول به معظم البروتستانت، وعادت إليه الكنيسة
الكاثوليكية مؤخراً. ولا توجد أي علاقة بين ذلك وما نسج حولها من خرافات وراويات
خيالية وأساطير، وما زعمه كُتّاب روايتي ” الدم المقدس، الكأس المقدسة ”
و ” شفرة دافنشي.

 أما
الكتب الأبوكريفية فقد صورتها كشخصية محورية في بعض الكتب مثل إنجيل مريم المجدلية
وإيمان الحكمة وإنجيل فيليب وحوار المخلص، وإنجيل توما، حيث تتحاور مع المسيح في
الأمور الروحية والسمائية ويكشف لها أسرار الروحيات والسمائيات. وأنها دخلت
الملكوت بتحولها إلى ذكر روحياً. ولكنها لا تؤيد أي شيء آخر مما قيل عنها من
خرافات، ولا علاقة لما جاء بهذه الكتب الأبوكريفية من فكر غنوسي وما نسج حول
المجدلية من أساطير.

 

1 – مريم المجدلية في العهد الجديد:

 تُذكر
مريم المجدلية في الإنجيل بأوجهه الأربعة التي للقديسين متى ومرقس ولوفا ويوحنا في
الآيات التالية:

(1)
الإنجيل للقديس لوقا ” وبعض النساء كنّ قد شفين من أرواح شريرة وأمراض. مريم
التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين
ويونّا امرأة خوزي وكيل هيرودس
وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ ” (لو8: 1-3).

 وهنا
نرى المجدلية وقد أخرج منها الرب يسوع المسيح سبعة شياطين، ثم صارت إحدى تلميذاته
اللواتي كن يخدمنه من أموالهن، ليس وحدها بل مع ” يونّا امرأة خوزي وكيل
هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات “. ولا يوجد ما يميزها عنهن في شيء إلا كونها
الوحيدة التي كانت تدين له بالفضل الكثير لإخراجه منه سبعة شياطين. وهذا ما يفسر
تعلقها الكبير ووجودها بالقرب منه في أهم المواقف.

(2)
الإنجيل للقديس متي: ” وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهنّ كنّ قد
تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهنّ مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي
وأم ابني زبدي 000 فاخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي. ووضعه في قبره الجديد الذي كان
قد نحته في الصخرة ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى. وكانت هناك مريم
المجدلية ومريم الأخرى
جالستين تجاه القبر ” (مت27: 55-61). ” وبعد
السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر ”
(متى28: 1).

(3)
الإنجيل للقديس مرقس: ” كانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهنّ مريم المجدلية
ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة. اللواتي أيضا تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل.
وأخر كثيرات اللواتي صعدن معه إلى أورشليم 000 وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي
تنظران أين وضع ” (مر15: 40و41).

 وهنا
يؤكد كل من القديسين متى ومرقس وجودها عند الصليب، ليست وحدها بل ضمن نساء كثيرات
كانت هي بينهن. بل وظلت مع مريم أم يوسى ويعقوب الصغير المعروف بأخي الرب (مر6:
3؛غل1: 19)، أي أخت العذراء، تتابعان الدفن حتى تم وضع الحجر على القبر. وفي يوم
السبت كانت مع مريم أم يعقوب لتطييب جسد المسيح، كما كانت عادة اليهود. أي كانت مع
النسوة عند الصلب واستمرت متابعة لعملية الدفن حتى انتهت، وكانت مع أول من ذهبن
على القبر.

 وفي
وصف القيامة يقول القديس متى: ” وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية
ومريم أم يعقوب وسالومة
حنوطا ليأتين ويدهنّه. وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين
إلى القبر إذ طلعت الشمس. وكنّ يقلن فيما بينهنّ من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر.
فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج. لأنه كان عظيما جدا. ولما دخلن القبر رأين شابا
جالسا عن اليمين لابسا حلة بيضاء فاندهشن. فقال لهنّ لا تندهشن. انتنّ تطلبن يسوع
الناصري المصلوب. قد قام. ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن
وقلن لتلاميذه ولبطرس انه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم. فخرجن سريعا
وهربن من القبر لان الرعدة والحيرة أخذتاهنّ ولم يقلن لأحد شيئا لأنهنّ كنّ خائفات
“.

 أي
أنها، المجدلية، شاهدت مع بقية النسوة، كل ظواهر القيامة وإعلاناتها؛ فقد شاهدت
الملاكين وإعلانهما قيامته والتكليف بتبليغ التلاميذ خبر القيامة.

 ثم
يكمل القديس مرقس: ” وبعدما قام باكرا في أول الأسبوع ظهر أولا لمريم
المجدلية التي كان قد اخرج منها سبعة شياطين
. فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا
معه وهم ينوحون ويبكون ” (مر16: 1-9).

 وهنا
يعلن أنها أول من شاهد المسيح بعد قيامته، وأنها هي التي بشرت التلاميذ والرسل
بهذا الخبر السار، مع ذكر أنها التي أخراج الرب منها سبعة شياطين، أي أنها كانت
معروفة بذلك وسطهم، ولو كان هناك أي فكر غير ذلك، مثل الزواج مثلاً، لكان قد
أُعلن.

(4)
أما الإنجيل للقديس يوحنا فيشرح حادثة ظهور المسيح للمجدلية بالتفصيل: ” وفي
أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعا
عن القبر. فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس والى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه
وقالت لهما اخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه. فخرج بطرس والتلميذ
الآخر وأتيا إلى القبر. وكان الاثنان يركضان معا. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء
أولا إلى القبر وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس
يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع
الأكفان بل ملفوفا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضا التلميذ الآخر الذي جاء أولا إلى
القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب انه ينبغي أن يقوم من
الأموات. فمضى التلميذان أيضا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا
تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الرأس
والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين.
قالت لهما أنهم اخذوا سيدي ولست اعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء
فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم انه يسوع. قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين. من
تطلبين. فظنت تلك انه البستاني فقالت له يا سيد أن كنت أنت قد حملته فقل لي أين
وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي
تفسيره يا معلّم.
قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم اصعد بعد إلى أبي.
ولكن اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أني اصعد إلى أبي وأبيكم والهي وإلهكم. فجاءت مريم
المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وانه قال لها هذا ” (يو20: 1-18).

 وبرغم
أن القديس يوحنا ركز على المجدلية وحدها، هنا، إلا أنه أشار بشكل غير مباشر إلى
أنها لم تذهب إلى القبر وحدها، وذلك في قولها: ” اخذوا السيد من القبر ولسنا
نعلم
أين وضعوه “، فهي تتكلم بصيغة الجمع ” لسنا نعلم “، ولكن
ذلك لا يقلل من قيمة أنه ظهر لها وحدها أولاً وطلب منها أن تبشر بقية الرسل بذلك،
فصارت ” رسولة للرسل “. وفي كل الأحوال لا يوجد في نص الآيات ما يفيد
غير أنها كانت إحدى تلميذات المسيح المقربات، وأنها كانت تمتلك المال لتصرف منه
على خدمته مثلها في ذلك مثل امرأة خوزي والأخريات، إلى جانب تعلقها الشديد به لأنه
أخرج منها سبعة شياطين، ولم يجعل منها مجرد إنسانة سوية فقط، بل إحدى تلميذاته
اللواتي كن يخدمنه من أموالهن. كما تذكر دائماً رقم واحد عند ذكر أسماء النسوة
اللواتي كن يتبعنه ومن ضمنهن مريم أخت أمه، أم يعقوب أخو الرب، وسالومة أم يوحنا
تلميذه الحبيب وأخيه يعقوب أبني زبدي.

 

2 – مريم المجدلية في الكتب الأبوكريفية:

 وعلى
عكس الفكر الذي قال أن مريم هي نفسها المرأة الخاطئة، والذي تبرأ منه الفاتيكان
مؤخراً، فقد كانت المجدلية بالنسبة للفكر الأرثوذكسي، كما وصفها العلامة هيبوليتوس
” رسولة للرسل “، في اللاتينية ”
Apostola Apostolorum “، لأن الرب يسوع المسيح طلب منها، بعد قيامته،
أن تخبر تلاميذ المسيح ورسله بهذا الخبر السار وهو قيامته، كما بينّا أعلاه، فقد
كانت هي أول شاهد عيان للقيامة. هذا الوصف الذي وصفت به المجدلية تضخم في الفكر
الغنوسي فتحولت من مبشرة بقيامة المخلص في وسط دائرة محلية هي التلاميذ والرسل إلى
مبشرة ورسولة بهذا الخبر السار للعالم بمعناه الواسع.

 وبناء
على ذلك كتب الغنوسيين كتباً، فيما بين 150 و450م، أسموها أناجيل ورؤى وأعمال
نسبوها للرسل، من ضمنها ما سمي بالإنجيل بحسب مريم المجدلية، وتحولت من مبشرة إلى
رائية للرؤى الإلهية ومحاورة للمخلص وحافظة لأسراره الروحية، بل ويقول هذا الكتاب
الأبوكريفي؛ أنه كان يكشف لها ما لم يكشفه لغيرها من التلاميذ والرسل. وفيما يلي
بعض ما جاء عنها في الكتب الأبوكريفية الغنوسية:

(1) الإنجيل حسب رواية مريم المجدلية:

هذا
الكتاب، الذي كتب فيما بين نهاية القرن الثاني وبداية الثالث، يصور المجدلية في
صورة التلميذة المحبوبة من المخلص أكثر من غيرها، بل الأكثر شجاعة من التلاميذ
والرسل جميعاً! والأكثر إدراكاً وحفظاً لكلامه، والتي سمعت منه ما لم يسمعه
تلاميذه الآخرون من أسرار ملكوت الله، والرائية التي رأت المخلص في عالم النور
والروحيات والسماويات، بل والأكثر ثقة وشجاعة من كل التلاميذ والرسل! ويزعم أنه
بعد أن أمر المخلص تلاميذه بالكرازة في العالم أجمع حزنوا وبكوا!! فشجعتهم
وطمأنتهم وشرحت لهم ما لم يشرحه المخلص لغيرها:

 ”
(1) لكنهم حزنوا. وبكوا بكاءً شديدا, قائلين كيف نذهب لغير اليهود ونبشر بانجيل
الملكوت بابن الإنسان؟ فإن لم يحفظوه كيف سيحفظوننا؟ (2) ثم وقفت مريم, وحيتهم
جميعا.
وقالت لإخوتها, لا تبكوا ولا تحزنوا ولا
تتحيروا, لأن نعمته ستكون معكم بالكامل
وستحميكم.
(3) لكن بالحري, دعونا نمجد عظمته, لأنه أعدنا وجعلنا للناس. (4) وحين قالت مريم
هذا. شعروا بالطمأنينة في قلوبهم, وبدأوا بمناقشة
كلمات
المخلص.(5) قال بطرس لمريم, أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى.
(6) قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها, ولم نسمعها

من
قبل. (7) أجابت مريم وقالت, ما هو مخفي عليكم سأطالب به من
أجلكم. (8) وبدأت
تقول لهم هذه الكلمات: أنا, رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك
اليوم في رؤيا, فرد قائلا لي، (9) مباركة أنت لأنك لم
ترتعشي
لرؤيتي. لأنه حيث يكون العقل يكون الكنز
.(10) قلت له, يا رب,
كيف
يرى الرؤيا من يراها, من خلال الروح أم من خلال النفس؟ (11)
أجاب المخلص وقال، لا ترى من خلال الروح أو النفس, ولكن العقل الذي بين الاثنين هو
الذي يرى الرؤيا
وهي
[000].

 وفي
فقرة أخرى يقول: ” 000 هو
.(10) والرغبة قالت, لم أراك تهبط,
لكن الآن أراك تصعد. لماذا تكذب
طالما أنت ملكي؟(11)
أجابت الروح وقالت. أنا رأيتك ولم تريني ولا تعرفني
علي. كنت
كثوبك ولم تعرفيني
.(12) حين قالت هذا, ذهبت ” الروح ”
بعيدا بابتهاج شديد
.(13) وثانية جاءت للقوة الثالثة, المسماة الجهل.(14) وسألت
القوة الروح, قائلة, إلى أين أنت ذاهبة؟ بالشر مقيدة. ولكنك مقيدة لا

تحكمي.
(15) وقالت الروح. لماذا تحاكمينني, مع أني لم أحاكم؟
(16) كنت مقيدة, رغم أني لم أكن مقيدة. (17) لم
يتم التعرف علي، ولكن عرفت أن الكل سيتلاشى. الأرضيات والسماويات معاً. (18) حين
قهرت الروح القوة الثالثة، ذهبت للأعلى ورأت القوة الأربعة، التي أخذت سبعة أشكال.
(19) الشكل الأول هو الظلام، الثاني هو الرغبة، الثالث هو الجهل،
الرابع هو إثارة الموت، الخامس هو مملكة الجسد، السادس هي حماقة
حكمة مملكة الجسد
، السابع هي الحكمة الرعناء. هذه هي القوى السبع
للغيظ.”

 ويركز
الكاتب في هذه الفقرة على سبع خطايا مميتة، من الوجهة الغنوسية، هي؛ (1) ”
الجهل” و (2) ” الظلام ” و (3) ” الرغبة ” و (4) ”
إثارة الموت” و (5) ” مملكة الجسد ” و (6) ” حماقة مملكة
الجسد ” و (7) ” الحكمة الرعناء “. وهو تعليم غنوسي صوفي يعلي من
قيمة المعرفة والتعفف وقهر الجسد.

 كما
يبدو أن الكاتب قصد بالأشكال السبعة للخطايا الإشارة إلى الشياطين السبعة التي
أخرجها منها الرب يسوع كما ذكرت الأناجيل القانونية الموحى بها.

 ثم
يتحول الكتاب لتصوير أندراوس وبطرس، وبصفة خاصة بطرس، وكأنه لم يصدق إمكانية أن
يكشف المخلص مثل هذه الأمور والأسرار الروحية لامرأة، فيتصدى له لاوي، والذي بحسب
الإنجيل للقديس مرقس هو القديس متى الإنجيلي (مر2: 14)، مؤكداً أن تمييز المخلص
وحبه لها جاء نتيجة معرفته لها، باعتباره المخلص السمائي، كاشف الأسرار، كما يبدو
في نصوص هذا الكتاب الأبوكريفي، وإذا كان المخلص أراد ذلك فمن يعرف أكثر منه أو
يرده:

 (1)
حين قالت مريم هذا، صمتت، لأن الكلام كان حتى هذه اللحظة كلام المخلص معها. (2)
لكن (أندراوس) أجاب قائلاً للأخوة، قولوا ما تودون قوله عما قالته. فأنا أولاً
وأخراً لا أصدق أن المخلص قال هذا. ومن المؤكد أن هذه التعاليم أفكار غريبة. (3)
أجاب بطرس متحدثاً بخصوص هذه الأمور. (4) وسألهم عن المخلص: هل حقاً تحدث مع
امرأة وحيدين وليس علناً أمامنا؟
هل سنستمع لها جميعاً؟ هل فضلها علينا؟ (5)
فبكت مريم وقالت لبطرس، أخي بطرس ماذا تظن؟ هل تظن أنني ابتدعت هذا من تلقاء نفسي
ومن قلبي، أو أنني أكذب فيما يختص بالمخلص؟ (6) أجاب لاوي قائلاً لبطرس: ”
بطرس أنت دائماً سريع الغضب “. (7) الآن أراك تنافس المرأة كعدو. (8) لكن إذا
كان المخلص قد جعلها ذات قيمة، فمن أنت إذا حتى ترفضها؟ بالطبع فأن المخلص يعرفها
بشكل جيد.(9) ولهذا أحبها أكثر منا. فبالحري يجب أن نخجل ونختار الرجل المناسب،
ونفترق كما أمرنا وأن نبشر بالإنجيل، دون أن نضع شروطاً لم يضعها المخلص.(10) وحين
سمعوا هذا بدأوا بالابتعاد للكرازة والتبشير “.

 وهنا
نص قاطع وهو ما نسب لبطرس أنه قال: ” هل حقاً تحدث مع امرأة وحيدين وليس
علناً أمامنا؟
“!! وهذا القول يؤكد بشكل قاطع أن المجدلية كانت بالنسبة
لبطرس واليهود، في عصر كتابة هذا الكتاب الأبوكريفي، أجنبية، وبحسب الفكر اليهودي،
كانت محرمة بالنسبة لهم، فهو ليس من محارمها، فهو ليس أبيها ولا أخاها ولا زوجها،
بل أجنبية بالنسبة له!! وهذا له ما يشبهه في الإنجيل للقديس يوحنا، عندما رأي
التلاميذ أن الرب يتكلم مع المرأة السامرية على البئر وحدهما، يقول الكتاب: ”
وكانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا
تتكلم معها ” (يو4: 27).

 وهذا
يكذب فكر الكاتب ومن تبعه في ذلك بشكل مطلق، لأنها لو كانت زوجته كما زعمت
الأساطير والأفكار الملفقة، لما أستغرب أحد لحديثه معها وهما وحدهما دون أن يكون
معهما مِحِرم، أو أي إنسان آخر؟!!

 

(2) إنجيل توما:

 وفي
هذا الكتاب يرد النص التالي والذي يؤكد الفكر الغنوسي الذي يعتقد بالخلاص عن طريق
المعرفة، معرفة الإنسان لنفسه، في جوهرها الروحي، ومعرفة الإله السامي عن طريق
المسيح المنبثق منه، المولود منه، كنور من نور، والذي يدعو للنسك والتعفف عن
العلاقات الزواجية، ويرى خلاص المجدلية في أن تكون روحاً حياً يشبه الذكور، فيقول:

 ”
قال سمعان بطرس لهم: ” لترحل مريم عنا لان النساء لا تستحق الحياة “.
فقال يسوع: ” أنا سوف أقودها لأجعلها ذكرا حتى تصبح هي أيضا روحا حيا
يشبهكم أيها الذكور، لأن كل امرأة تجعل نفسها ذكرا ستدخل ملكوت السموات

“.

 

(3) الإنجيل بحسب فيليب:

 وفي
هذا الكتاب الأبوكريفي وردت الفقرة التالية التي تقترب كثيرا مما جاء في الإنجيل
القانوني الموحى به، والتي تصور مريم العذراء ومريم أم يعقوب ومريم المجدلية في
مصاحبة الرب باستمرار، فيقول:

 ”
(1) كان هناك ثلاثة يسيرون دائما مع الرب: مريم، أمه وأختها والمجدلية والتي كانت
تدعى مرافقته. (2) أمه وأختها ومرافقته كن يدعون مريم”.

 وهذا
يشبه ما جاء في الإنجيل للقديس يوحنا: ” وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه
وأخت أمه مريم
زوجة كلوبا ومريم المجدلية ” (يو19: 25).

 وقد
شرحنا كلمة مرافقته أو رفيقته في الفصل السابق.

 وفي
القفرة التالية والتي استعان بها دان بروان، وبعض الذين تعلقوا بفكره لأنه يناسب
فكرهم وعقيدتهم من جهة شخص المسيح، والذين حذفوا الفقرة الأولى منها لأنها تقلب
الموضوع رأسا على عقب، ففضلا عما أوضحناه في الفصل السابق نضيف هنا، أنه يصف
المجدلية، إذا لم نضع في الاعتبار الفراغ [ 000 ] الناتج من تلف المخطوطة المنقول
عنها، بأنها الحكمة العاقر أو العقيمة، والتي يصفها بشكل صوفي كأم الملائكة، ويقول
أنها رفيقته، ثم يليها فراغ [ 000 ]، ثم يذكر مريم المجدلية، يليها فراغ [ 000 ]،
ثم يتكلم عن حب المسيح لها، وحبه لمن كانت بهذه الصفات الروحية، وهو نفسه، حسب
أوصاف نفس الكتاب الأبوكريفي، إنجيل فيليب، روح ونور، لابد وأن يكون حباً
روحانياً، وقبلاته فيه لها مغزاها الروحي:

 ”
أما عن الحكمة والتي تدعى ” العاقر ” فهي أم الملائكة ورفيقة ال [ 000 ]
مريم المجدلية [ 000 ] أحبها أكثر من كل التلاميذ واعتاد أن يقبلها في معظم
الأحيان في [ 000 ]. بقية التلاميذ [ 000 ] وقالوا له ,” لماذا تحبها أكثر
منا؟

فأجاب
المخلص وقال لهم: لماذا أنا لا أحبكم مثلها؟ عندما يكون رجل أعمى وآخر مبصر كليهما
معاً في الظلمة، فلا يختلف أحدهما عن الآخر، وعندما يأتي النور فالمبصر يرى النور
والأعمى يظل في الظلمة “.

 وهو
يصفها، هنا، بالمبصر الذي يرى في النور. والأجزاء التي بين الأقواس هي أجزاء تالفة
في المخطوطة ولا تظهر الكلمات التي كانت مكتوبة فيها تُركت عملية تكملتها لاجتهاد
العلماء.

 

(4) حكمة الإيمان (Pistis Sophia):

 وفي
هذا الكتاب نجد تقارب كبير بين المجدلية والقديسة مريم العذراء من جهة البركة ووصف
كليهما بالمباركة بركة تفوق الجميع، كما يتكون نص الكتاب كله من حوارات بين المخلص
ومريم العذراء ومريم المجدلية يتعذر علينا، في أغلب الأحيان، أن نميز أن كانت
المتكلمة أو المستمعة للمخلص هي مريم العذراء أم المجدلية. والكتاب كله حوارات
وأحاديث روحية صوفية تتركز على عالم النور والروحيات، هذا العالم الذي يركز على
الروح وعالم الروح وخلاصه من الجسد. ونختار الفقرة التالية التي يمكن أن نميز فيها
اسم المجدلية بسهولة:

 ”
وصية السر الأول، أنا نظرت ثانية إلى عالم الجنس البشري، ووجدت مريم، تقدمت وأعطيت
تفسيراتهم. ” مريم، أم يسوع، جاءت متقدمة، أجابت هي، بل يسوع وقال: ”
أنت أيضا مريم، أنت تسلمت من الذين هم متقدين وأعطيتي تفسيراتهم “. فتقدمت
مريم أم يسوع، وأجابت هي، بل يسوع: ” أنت أيضاً مريم، أنت تسلمت من التي هي
عذراء النور بحسب النور، أنت ومريم الأخرى [ المجدلية ] المباركة
“.

 

(5) إنجيل بطرس:

 أما
هذا الكتاب، الذي كتب في القرن الثاني، كما يبدو واضحا أنه مكون من الأناجيل
القانونية الأربعة الموحى بها، فهو أكثر مماثلة بها ولكنه يقدم الحدث بصورة غنوسية
دوسيتية خيالية ويضيف تفاصيل كثيرة، ويعلن صراحة أن مريم كانت تلميذة للرب، ويصور
ذهابها للقبر للبكاء وسكب الطيب على قبره:

 ”
وباكراً في صباح يوم الرب ذهبت مريم المجدلية وهى تلميذه للرب. خوفاً من
اليهود لأنهم كانوا متقدين بالغضب، ولأنها لم تفعل عند قبر الرب ما كانت النساء
تريد أن يعملنه للموتى الذين يحبونهم وأخذت معها صديقاتها وجئن إلى القبر حيث وضع،
52 وخفن أن يراهن اليهود وقلن: على الرغم من أننا لم نستطع أن نبكى وننوح في اليوم
الذي صلب فيه، فلنفعل ذلك الآن على قبره. 53 ولكن من سيدحرج لنا الحجر الذي وُضع
على باب القبر، إذ يجب أن ندخل ونجلس بجانبه ونفعل ما يجب؟ 54 لأن الحجر كان
عظيماً. ونخشى أن يرانا أحد. وإذا لم نستطع أن نفعل ذلك، دعونا على الأقل أن نضع
على بابه ما أحضرناه لذكراه ولنبك وننوح حتى نعود إلى البيت ثانيه “.

 ولا
يوجد في النص ما يشير إلا إلى تلميذه حزينة على فقدان معلمها ومخلصها وشافي
أمراضها.

 

5 – إنجيل مركيون (إنجيل الرب):

 كان
مركيون يعتقد بوجود إلهين الإله السامي غير المدرك وغير المعروف وإله اليهود الذي
خلق العالم، وأن يسوع المسيح هو ابن الإله السامي وقد نزل من السماء ليخلص العالم
من أعمال إله اليهود، الخالق، ويكشف للعالم عن حقيقة الإله السامي، الآب، ومن ثم
فقد رفض العهد القديم وقبل 10 من رسائل القديس بولس، وحذف منها كل ما يختص بالعهد
القديم، كما قبل الإنجيل للقديس لوقا فقط، ولكنه عدله بحسب فكره وحذف منه كل ما
يختص بميلاد المسيح، وكل ما يشير للعهد القديم، وقال بنزول المسيح من السماء
مباشرة في جسد شبحي، شبه جسد، ولذلك جاء كتابه، إنجيل مركيون، عبارة عن نسخة معدلة
ومبتورة من الإنجيل للقديس لوقا. وفيما يلي نقتبس الفقرة التالية عن مريم
المجدلية، والتي يضيف فيها شفاءها من ضعفات وأرواح شريرة:

 ”
وكان يسير في كل مدينة وقرية يكرز ويعلن ملكوت الله كالأخبار السارة، وكان الأثنا
عشر معه وامرأة شفاها من أرواح شريرة وضعفات، مريم التي تدعى المجدلية التي خرج
منها سبعة شياطين “.

 والخلاصة
التي نصل إليها هنا هي، أن ما جاء بالكتب الأبوكريفية يتفق مع بعض ما جاء في أسفار
العهد الجديد القانونية، الموحى بها، ويختلف عنها في تصويره للمجدلية كرسولة
للعالم ورائية ترى رؤى سماوية، وقريبة من فكر المسيح الروحاني النوراني، ومثيلة
للعذراء القديسة مريم في القداسة، وأن المخلص جعلها كالذكر روحياً لكي تدخل
الملكوت.

 وهذا
لا يفيد دان براون ولا غيره في أثبات أن المسيح قد تزوج وأنجب نسلاً، لأن ثمر
الروح هو روح، وثمر الجسد هو جسد. وهذه الكتب تتكلم عن كائن روحاني نوراني من عالم
النور والأرواح والكائنات النورانية الذي فيه ” لا يزوجون ولا يتزوجون بل
يكونون كملائكة الله في السماء
” (مت22: 30).

 ونختم
هذا الفصل بما قاله الروح بفم القديس بولس: ” لأن من من الناس يعرف أمور
الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه. هكذا أيضا أمور الله لا يعرفها احد إلا روح
الله. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا
من الله التي نتكلم بها أيضا لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح
القدس قارنين الروحيات بالروحيات. ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه
عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه أنما يحكم فيه روحيا. وأما الروحي فيحكم في كل
شيء وهو لا يحكم فيه من احد. لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه. وأما نحن فلنا فكر
المسيح ” (1كو2: 11-16).

 

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى