اللاهوت الدستوري

خصائص الزواج المسيحي الأرثوذكسي



خصائص الزواج المسيحي الأرثوذكسي

خصائص
الزواج المسيحي الأرثوذكسي

لاشك
أن عقد الزواج المسيحي.. عندما يربط بين طرفيه (الرجل والمرأة) فانه يربط بينهما
علي سبيل الدوام والاستمرار.. مبنيا علي اركان لا يوجد ألا بها.. وينعدم بأنعدامها
أو بانعدام احدها.. فقد اراد مشرع شريعة الكمال.. وواضع ناموس الافضال – السيد
المسيح له المجد – أن يكون الزواج الاستمرارية.. والبقاء.. وأن يدوم الترابط بين
الزوج وزوجته ما دامت الحياة.

وتبعا
لذلك ينفرد الزواج المسيحي بخصائص دون باقي الشرائع الاخري – وأول هذه الخصائص:

أولا:
الزواج سر مقدس:

·
الزواج ناموس طبيعي سنه الله منذ ابتداء الخليقة.. وقال بولس الرسول عن الزواج..
” هذا السر العظيم.. ولكنني أقول من نحو المسيح والكنيسة ” ومعني هذا أن
الاتحاد بين الرجل والمرأة.. علامة أو رمز إلي امر روحي مكنون.. وهو وحدة القلب
والروح والتي تشبه أتحاد السيد المسيح بالكنيسة ” فالسر الكنسي يقصد به نعمة
غير منظورة نحصل عليها بممارسة طقس طاهر ذي علاقة بها علي يد كاهن شرعي.

 

*والعمل
المنظور في إتمام سر الزيجة يقوم بأمرين جوهريين:

اولهما:
إقرار كلا من العروسين علنا أمام الكاهن.. بأنهما قابلان للزواج بحريتهما التامة..
ورضائهما المتبادل.. وتعاهدهما بحفظ الأمانة الخطبة الزوجية إلي أخر نسمه من
حياتهما.

 

ثانيهما:
البركة التي تتم في العقد.. وصلاة الإكليل اللذين يتممهما الكاهن.

أما
فعل غير المنظور.. فيتم.. بأن تحول النعمة ألالهية الزيجة الطبيعية.. إلي سر مقدس
عظيم يصور اتحاد السيد المسيح بالكنيسة اتحادا سريا.. فالنعمة الالهيه تقدس رباط
الزيجه.. وتجعله رباطا روحيا.. لان اتحاد السيد المسيح بالكنيسة هو أتحاد روحي
مقدس.

·
لذلك يقول بولس الرسول ” ليكون الزواج مكرما عند كل أحد والمضجع غير نجس

·
فالزواج يعتبر عملا ألهيا.. فيقوم الله بنفسه بإتمام سر الزيجة الخفي بين العروسين..

فيحضر
الرب بنفسه الإكليل.. كما حضر عرس قانا الجليل، وتمتد يده المتبادلة علي هامتي
العروسين.. ويربط بينهما برباط علويا مقدسا.. ويوحدهما.. وكذلك يجب أن يتدخل
الكاهن لإتمام الزواج فهو يعتبر وكيل الله علي الارض.. ولهذا يجب أن يتم الزواج
علي يديه.

·
ولما كان الزواج من أسرار الكنيسة السبعة التي تقوم عليها العقيدة المسيحية.. فهو
يجب أن يتم طقسه في الكنيسة.

·
فالصلاة التي تعتبر عملا دينيا بحتا.. هي التي تحلل الرجال للنساء.. والنساء
للرجال.. والنعمة ألالهية تساعد علي أن يدوم رباط الزوجية غير منفصل.. كما أن
اتحاد السيد المسيح بالكنيسة هو اتحاد أبدي.. والنعمة ألالهيه أيضا تساعد الزوجين
مدة حياتهما علي إتمام الواجبات المفروضة علي كل منهما نحو الآخر.

 

ثانيا:
مبدأ وحدة الزوجة:

·
من المباديء الأساسية للمسيحية – بجميع طوائفها – عدم جواز تعدد الزوجات، ولهذا
تسمي بشريعة (الزوجة الواحدة).. بحيث يعتبر الزواج الثاني المعقود حال قيام
الزوجية الأولي باطلا.. ولو رضي به الزوجان.

·
ويستدل علي منع تعدد الزوجات من أن الله عند بدء الخليقة.. لما خلق أدم لم يخلق له
سوي امرأة واحدة فقط.ز لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا
واحدا.. فلو اراد الله ان يكون للانسان اكثر من امرأة.. لخلق لادم نساء عديدات..
خصوصا وأن الحالة وقتئذ عند بدء الخليقة كانت داعية لزيادة النوع البشري.

·
فالناموس الذي وضعه الله منذ بدء الخليقة.. هو أن تكون أمراة واحدة لرجل واحد..
فيقول ” انه خلقهما ذكرا وأنثي وانهما ليسا بعد اثنين بل جسد واحد.. وأن موسي
اذن لقومه بالطلاق لفساد قلوبهم.. ولكن.. منذ البدء لم يكن هكذا..

·
ويقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلي أهل كورنثوس الإصحاح السابع اَيه 5، 10، 11،
39:

 


ليكن لكل واحدا أمراَته.. وليكن لكل واحدة رجلها..

ليس
للمرأة تسلط علي جسدها بل للرجل.. وكذلك الرجل

ليس
له تسلط علي جسده بل للمرأة.. والمرأة مرتبطة

 بالناموس
ما دام رجلها حيا “.

·
ومن ناحية أخري فأن تعدد الزوجات يؤدي إلي الكثير من الأضرار العائلية..
والاجتماعية.. والصحية.. ويؤدي أيضا للشقاق والنفور.. وهذه النتائج تتعارض تماما
مع الغاية من الزواج.

·
ولهذا فأن المسيحية لا تحرم بصفة مطلقه الزواج ثانية بعد الترمل.. ألا انها لا
تستحسنه وتضعه في درجة اقل من الزواج الأول.. وذلك حماية للذين لا يستطعون ان
يضبطوا أنفسهم لئلا ينحرف البعض وراء الشيطان.. فتسمح المسيحية بالزواج بعد الترمل..
لتفادي خطر الزنا.

 

ثالثا
الزواج علاقة أبدية:

·
الزواج المسيحي علاقة ابدية بين الرجل والمراة.. فهو لا يقبل الانفكاك.. فالقاعدة
العامة انه لا طلاق في المسيحية.. فيقول السيد المسيح له المجد


واما فاقول لكم أن من طلق امرأة إلا لعله الزنا يجعلها تزني ومن تزوج بمطلقة فأنه
يزني.. ” (متي5-32)

 

·
وتبعا لذلك فلا يجوز إليه تنفك رابطة الزوجية ألا بوفاة أحد الزوجين.. أو الزنا..
أو الارتداد عن الدين المسيحي.

·
وترتيبا علي ما تقدم.. فأن رباط الزواج.. رباط ديني.. مقدس.. قوي ودائم.. فالذي
جمعه الله لا يفرقه أنسان.. وإذا كان موسي قد سمح بالطلاق فذلك راجع اساسا إلي
قساوة قلوب البشر.. لانه لم يكن كذلك منذ بدء الخليقة.. فقد قال ابينا أدم معلنا
قوة الزواج..

 


أنها الآن من عظامي ولحم من لحمي ”

·
ومما تجدر الاشارة اليه أن الزواج المسيحي.. له أيضا غايات جوهرية مثل: (تكوين
2-18)

1)
التعاون علي شئون الحياة:

 

·
رأي الله انه ليس جيدا أن يكون اَدم وحدة.. فأوجد له معينا نظيره.ز فليس الزواج من
أجل إنجاب الأطفال فقط.. وإنما أيضا من اجل التكوين الطبيعي.ز فشهوة الجسد يمكن
تحفيضها عن طريق المشاعر الأبوية. ومشاعر الأمومة.

·
فمقتضي الفكرة الأسهل تجاه الزواج، أن تقوم الزوجة كعضو حي فيه، بكونها لحم من
لحمه وعظم من عظامه.. بالتعاون مع الرأس ” الزوج” وهذا الرباط المقدس
الذي أساسه التعاون المشترك بين الرأس والجسد يحمل صوره مبسطة للعلاقة الأبدية
السماوية بين السيد المسيح والكنيسة عروسه.

 

2)
إنجاب البنين:

·
الغاية الأساسية من الزواج المسيحي هو تكوين الاسرة.. وإنجاب البنين، فالأمر
الإلهي يقول ” اثمروا واكثروا واملأوا الأرض”.. فالتناسل والتكاثر يؤدي
غلي نمو وازدياد اعضاء كنيسة الله.

 

3)
الحفظ من التحرق:

·
يقول معلمنا بولس الرسول ” التزوج اصلح من التحرق ” فالزواج هنا من اجل
الضعف وعدم ضبط النفس.. فالزواج يستهدف تحصين الإنسان من الخطيئة بالاقتران الشرعي.
فزينه الأزواج هي عفه الإنجاب والإخلاص في الخضوع لطلبات الجسد.. فالعفه ضرورية
حتي في الزواج..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى