الارشاد الروحى

لا يتباطأ الرب عن وعده – سرّ تأخر قصاص الله من الأشرار

أحياناً كثيرة ما نحزن للغاية إذ نرى أن الرب يتباطأ عن القصاص والحكم على الأشرار ولا يجازيهم على ما فعلوا من شر بعناد قلب وهما بأفعال شرورهم الكثيرة يقولون أنه لا إله، لأنهم تجبروا وظنوا أن الله لا يرى ونسوا الله لأن غشاوة الشر ملكت على قلوبهم وأعمت بصائرهم فاستمروا في عناد قلبهم الشرير، وأظلمت عيونهم عن الحق، بل وتمادوا جداً في فعل الشر، ولكن الرب لا يجازيهم حسب أعمالهم فور ارتكابهم الشر، فنقف مندهشين جداً من موقف الله وعدم تنفيذ قضاؤه العادل، ونظن أحياناً كثيرة لدرجة قد تصل في الشك في عدله، أنه مثل عدالة البشر البطيئة في عملها وتنفيذها، ولكن لنصغي لما هو مكتوب لنفهم مقاصد الله الحي الذي هو محبه لا يسعى للانتقام من أحد، وفي نفس ذات الوقت لا يتغاضى عن الشر أو يترك له المجال المطلق للعمل في فساد لا يتوقف عند حد فمكتوب:

[ لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك أُناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة ] (2بطرس 3: 9)
[ فلما طلع النبات و صنع ثمراً حينئذ ظهر الزوان أيضاً… فقال لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان وأنتم تجمعونه، دعوهما ينميان كلاهما معاً إلى الحصاد وفي وقت الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولاً الزوان واحزموه حزماً ليُحرق وأما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني… والحقل هو العالم والزرع الجيد هو بنو الملكوت والزوان هو بنو الشرير… فكما يجمع الزوان ويُحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم ] (متى 13: 26، 29، 30، 38)
[ ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم. وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. فأُعطوا كل واحد ثياباً بيضاً وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً حتى يكمُل العبيد رفقاؤهم واخوتهم أيضاً العتيدون أن يُقتلوا مثلهم. ] (رؤيا 6: 9 – 11)

عموماً عدل الله لا يتأخر أبداً لأن كل شيء إلى ميعاد، وقضاء الله ليس كالبشر في التباطؤ أو الحكم، لأن قصاص عدل البشر لا يهدف لتوبة وحياة، إنما لضبط المجتمع، أما الله ينظر لخلاص النفس ونجاتها، وهو يتأنى لكي يعطي فرصة للشرير لكي يتب ويعود فيربح نفسه ويحفظها للحياة:

[ لعلهم يسمعون ويرجعون كل واحد عن طريقه الشرير فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بهم من أجل شر أعمالهم ] (أرميا 26: 3)
[ هل مسرة أُسر بموت الشرير يقول السيد الرب إلا برجوعه عن طرقه فيحيا ] (حزقيال 18: 23)
[ وإذا رجع الشرير عن شره الذي فعل وعمل حقاً وعدلاً فهو يُحيي نفسه ] (حزقيال 18: 27)
[ قل لهم حي أنا يقول السيد الرب إني لا أُسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا، أرجعوا أرجعوا عن طرقكم الرديئة فلماذا تموتون يا بيت إسرائيل ] (حزقيال 33: 11)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى