اسئلة مسيحية

آداب الإتصال بالكهنة



آداب الإتصال بالكهنة

آداب الإتصال
بالكهنة

 

حول
وقت الكاهن و الاتصال بالأب الكاهن

الإجابة:

مقدمة:
هذه الخواطر المسطّرة فى هذا المقال الذي كتبه القس بولس فؤاد سيدهم، ليست دعوة
إلى الإبتعاد عن الآباء الكهنة وعدم مضايقتهم، ولا هى تحريض على نفور الكهنة من
أبنائهم، بقدر ما هى ملاحظات لمصلحة الجميع، كهنة وشعباً، لتحقيق أقصى إستفادة
ممكنة من وقت الكاهن وخبرته، وايضاً للإستفادة من إختراع التليفون إستفادة حقيقة،
وحتى لا يصير هذا الجهاز النافع مصدر قلق ومضايقة لا داعى لها.

إنها
دعوة لتنظيم إستخدام التليفون لكل أبنائنا وآبائنا، بعد أن ذاع انتشاره، وشاع
إستخدامه، وأصبح فى كل يد. وأصبح متحركاً بعد أن كان ثابتاً مستقراً، فى يد الصغير
قبل الكبير، وفى حوزة كل فئات المجتمع.

والكاهن
أولاً وأخيراً خادم الكل وأب للكل، لكن… كلما إنتظمت عملية الإتصال به كلما زادت
الإستفادة منه لمصلحة الكل. لذلك كان لا بد من تنظيم هذه المسألة لفائدة الجميع.

 

أضع
هذه الدراسة البسيطة امام آبائى وأخوتى فى الكنيسة والمجتمع والوطن، آملاً ان تكون
ذات فائدة وليس مجرّد كتابات لا داعى لها، راجياً أن تحقق الغرض من كتابتها ليس
إلا.

 

أولا:
سلبيات فى إستخدام التليفون بصفة عامة:

(1)
الإتصال فى أى وقت:

لا
يتحرج البعض فى الإتصال بالأب الكاهن فى أى وقت ولأى موضوع دون مراعاة لظروف
الكاهن فى الأوقات المتباينة. فهناك من يتصل فى الصباح الباكر جداً حيث يكون
الكاهن عادة فى خلوته الروحية اليومية والتى يبدأ بها يومه. والإتصال به فى مثل
هذا الوقت قد يقطع عليه خلوته ويشتت أفكاره خاصة لو كان الموضوع من الأشياء التى
يمكن الحديث فيها لاحقاً.

وهناك
من يتصل بالكاهن فى وقت راحته الجسدية (أقصد هنا الإتصال فى المنزل)، فمما لا شك
فيه أن الكاهن مثله مثل أى إنسان، هو بشر يتعب ويمرض ويستريح. لذلك كان الإتصال به
فى الأوقات غير العادية لا ينبغى أن يتم إلا إذا كان الأمر طارئاً ولا يحتمل
الإنتظار.

(2)
الإتصال على المحمول حيث لا يكون هناك ضرورة:

أصبح
من المألوف جداً أن يتصل الشخص بالكاهن فلا يجده فى البيت أو فى مكتب الكنيسة،
فيهرع إلى الإتصال به على تليفونه المحمول، مهما كان الموضوع، غير مبال بما قد
تسببه هذه المحادثة من إزعاج للكاهن. فلا هو يدرى أين سيكون الكاهن حين الإتصال به.
هل فى حضرة أحد الاباء الأساقفة مثلاً أو فى إجتماع هام، أم مع مسئول فى الدولة أو
ما شابه ذلك. فلو كان الأمر ليس مهماً أو عاجلاً، فلماذا لا ينتظر المتحدّث لحين
تواجد الكاهن فى مكتبه ليتحدّث معه فى هدوء وبأكثر تركيز؟؟؟

(3)
الدخول فى حديث مطول دون التأكد من ظروف الكاهن أثناء المحادثة:

عادة
حينما يتصل أى شخص بأى شخص آخر هاتفياً، فإنه –بلا شك– يقتحم عليه حضوره مع أى كان.
وبالتالى يأخذ أولوية الحديث ويتخطّى الذين يتواجد معهم مستقبل المحادثة. ولما كان
الأمر بهذا الشكل، فلا يجوز أن يتخطى أى شخص شخص آخر إلا إذا كان الأمر ذو أهمية
أكبر، أو كانت شخصية الطالب أعلى مقاماً من شخصية الذين يتواجد معهم المستقبِل
(بكسر الباء). فمثلاً يرد الكاهن على مكالمة هاتفية واردة من الأب الأسقف حينما
يكون فى جلسة إعتراف مثلاً أو مع أسرته، بينما لا يليق أن يرد الكاهن على مكالمة
واردة على هاتفه المحمول وهو جالس فى حضرة أبيه الأسقف… وهكذا.

والأدهى
من هذا أن يتصل أحدهم ليقتحم ويتحدث فى تفاصيل مطولة دون أن يدرك ظروف الكاهن الذى
يتصل به. فقد يكون الكاهن فى إجتماع هام لمجلس الكنيسة أو ربما يقوم بإجراء صلح
بين طرفين مختلفين، أو يتمم محضر خطوبة فى مكتبه أو يقوم بشراء شىء من أحد المتاجر…
إلخ. فلو لم يدرك المتكلم هذه الظروف ويسترسل فى الحديث مع الكاهن دون أن يسأله
أولاً عن إمكانية الحديث معه لبعض الوقت، فلنا أن نتخيل مدى الضجر والمعاناة التى
يمكن أن يسببها لهذا الكاهن وهو يقوم بأداء واجبه. يزيد الطين بلّة لو كان التطويل
فى الحديث ليس ذى جدوى وفى موضوع يمكن الحديث فيه فيما بعد.

(4)
الحديث فى موضوعات لا يود الكاهن الإسترسال فيها بسبب تواجده مع أشخاص لا يرغب
الكاهن أن يستشفّوا موضوع المحادثة:

أحياناً
يستقبل الكاهن محادثة من أحد أبنائه، وقد يرغب المتصل فى الحديث فى أمور شخصية
للغاية. وربما يكون من بين الحاضرين من يمكنه أن يستشف من حديث الكاهن من هو
المتكلم وما هى القضية. وحرصاً من الكاهن على خصوصية أسرار أولاده، ربما يحاول
إنهاء المكالمة بأى شكل حتى لا يكشف متاعب أولاده أمام الآخرين.

فلو
كانت محبة الأبناء لأبيهم وثقتهم فيه على المستوى المطلوب، لتفهّموا هذه النقطة
فلا يغضبوا أو يتذمروا حينما ينهى أبيهم المكالمة بسرعة، ولعلّهم يدركوا أهمية هذا
التصرف الذى هو فى مصلحتهم أولاً وأخيراً.

(5)
الجرس الطويل!

أتعجب
من شخص يظل ينتظر من يرد علي مكالمته لعدة دقائق برغم عدم الرد عليه. المفروض أنه
لو كان هناك شخص بجوار التليفون أو لو كان المستقبِل متواجداً وقادراً على الرد
لفعل ذلك من أول رنة أو رنتين. لكن عدم الرد على التليفون بعد ثلاث أو أربع رنات
يعتبر كافياً لكيما ينهى المتصل عملية الإتصال.

ألا
يمكن أن يكون الكاهن فى الحمام مثلاً، أو يودّع ضيفاً على باب المنزل، أو يقوم
بسداد فاتورة الكهرباء أو يتناول وجبة من الوجبات أو مع الميكانيكى الذى يقوم بإصلاح
سيارته. وربما تكون يديه مشغولة بأى شىء لا يمكن تركه فوراً.

إن
الإصرار على الإستمرار فى طلب المكالمة من الأمور المزعجة حقاً والتى قد تضايق
بقية أفراد الأسرة. فهذا يستذكر دروسه (ربما مع مدرس خاص)، وذاك يستريح فى فترة
القيلولة، وآخر يتابع نشرة الأخبار على التلفزيون…إلخ. كل هؤلاء سوف يقلقهم هذا
الجرس الذى لا يتوقّف وصاحبه مُصِر على أن يرد عليه أحد.

إن
الإتصال هاتفياً بأى أحد ليس فيه إلزام على مستقبل المكالمة أن يرد. إنها محاولة
للعثور عليه فقط، قد تنجح وقد لا تنجح، وليس بالضرورة أن يرد كل أحد على كل مكالمة
فى أى وقت. خاصة بعد ظهور خدمة إظهار رقم الطالب. فيكفى أن يظهر الرقم على الشاشة
فيعرف الكاهن فيما بعد من الذى إتصل به فيتصل به لاحقاً (إذا رأى هو ضرورة لذلك).

(6)
طلب حضور الكاهن فوراً:

يتصل
بعض الأبناء بابيهم الروحى طالبين منه الحضور فوراً لمكان تواجدهم (وذلك لوجود
مشكلة ما طبعاً). ومن واجب الكاهن دائماً أن يسعى لراحة أولاده وسعادتهم. لكن يبقى
السؤال: هل الكاهن ملزم أن يستجيب لكل طلب من هذا النوع؟ لقد سمعنا ورأينا كثيراً
عن طلبات من أمثلة هذا النوع، ويهب الكاهن لنجدة أولاده حسب طلبهم، فيكتشف أن
المسألة لا تعدو أن تكون هناك صينية بطاطس قد إحترقت فى الفرن وتم على أثرها قيام
مشاجرة عائلية يمكن أن تحل داخل البيت، لو كان هناك محبة حقيقة بين أفراد الأسرة!

إن
طلب حضور الكاهن فوراً ينبغى ان يكون فى الأمور الخطيرة والخطيرة جداً وليس للأمور
البسيطة التى يمكن الإنتظار عليها، خاصة لو كان الإتصال متأخراً ليلاًً، أو قد
يكون الكاهن لديه خدمة مبكرة فى صباح اليوم التالى.

(7)
التنصّت على حديث الكاهن فى التليفون أثناء الجلوس معه!

يتميز
بعض الناس بالذكاء الشديد وسرعة البديهة. وربما يكون أحد الأبناء جالساً مع أبيه
فى جلسة إعتراف ويستقبل الكاهن مكالمة من أحد الأشخاص الآخرين. فيبدا هذا المعترف
فى إستراق السمع واستنباط شخصية المتحدّث مع الكاهن. وربما يتجاسر ويسأله بعد
إنتهاء المكالمة إن كان قد تحدّث مع فلان أو علان. وتكون الطامة أكبر لو تدخّل فى
الحديث أثناء المكالمة وطلب الحديث مع المتصل بحكم أنه على معرفة به.

كل
هذه التصرفات التى تبدو بسيطة فى ظاهرها، هى متاعب جمة للأب الكاهن. ففيها مضيعة
لوقت الخدمة وإفشاء لأسرار الناس. وأرجو أن يحاللنى آبائى الكهنة الموقرين
ويراعواهذه الملاحظة ويكونوا أكثر حرصاً فى الحديث الهاتفى فى حالة تواجد أشخاص
آخرين معهم.

(8)
ظروف لا يستقبل فيها الكاهن محادثات هاتفية:

هناك
بعض الظروف التى لا تسمح أن يستقبل فيها الكاهن مكالمات هاتفية، فيسمح لأحد أفراد
أسرته بالرد على المكالمات، أو أحد الخدام أو السكرتارية (لو كان فى الكنيسة) بعمل
ذلك. وقد يستاء البعض أو يغضبوا حينما يقال لهم أن أبونا لا يستطيع الحديث معك
الآن لأنه مشغول فى كذا أو كذا، ويعتبرون هذا الأمر غير مقبول لديهم.

ومن
أمثلة هذه الظروف ما يلى:

+
أثناء قبول الإعترافات.

+
أثناء الصلاة المنزلية.

+
أثناء تحضير العظات.

+
فى حالة أداء أعمال حسابية أو إدارية.

+
إجتماعات مجلس الكنيسة.

+
تناول الطعام.

+
قيادة السيارة (فى حالة الهاتف المحمول).

+
أثناء الخدمات الطقسية والروحية.

لهؤلاء
الأحباء أقول كلمة صغيرة: هل تقبل أن تكون أنت فى جلسة الإعتراف مع أبيك الكاهن
وتحتمل أن يرد هوعلى خمس أو ست مكالمات أثناء الجلسة؟ ألا يضايقك هذا؟ إن ما تشعر
به أنت سوف يشعر به الشخص الجالس مع أبيه الروحى، كما أن الكاهن نفسه سوف يتأثر
بكثرة المكالمات فلا يستطيع أن يعطى أذناً صاغية لأولاده فى الإعتراف وربما يخفق
فى إسداء الإرشاد الروحى السليم بسبب التشتت فى التفكير.

(9)
الإتصال أثناء مواعيد الخدمة الثابتة والمعروفة:

هناك
أوقات معروفة للكل يكون عادة الكاهن مرتبطاً فيها بخدمات أساسية فى الكنيسة، مثل
القداسات ورفع بخور عشية وإجتماعات درس الكتاب. إلخ. هذه الأوقات يفترض أن الكاهن
مشغول فيها ولا يستطيع أن يتحدّث مع أى أحد. وبالتالى فإن الإتصال الهاتفى بالكاهن
والتذمر على عدم الوصول إليه يصبح من الأمور التى لا يفترض الحديث عنها.

(10)
التطويل فى الحديث على التليفون:

هذا
العصر يتميز بكثرة الإرتباطات وسرعة إيقاع الحياة، ولم يعد هناك لدى أى إنسان متسع
من الوقت للدخول فى تفاصيل مملة بخصوص أى موضوع. كما أن المستوى الفكرى والذهنى
لغالبية الناس أصبح عالياً بعض الشىء بما يتناسب وسرعة هذا العصر. وبالرغم من كل
هذا نجد الكثيرين ممن لا زالوا يعيشون خارج الزمن، فيتحدثون بصفة عامة عن كل شىء
بالتفصيل الممل كما لوكان محدّثهم لا يفهم ما يقولون. وربما يتم قبول هذا الأسلوب
فى المقابلات العادية بين الناس، أما أن يتم تطبيق نفس الفكر فى المحادثات
الهاتفية فهو أمر غير مقبول نهائياً حيث أن الحديث فى الهاتف ليس مأمونا أولاً من
حيث إمكانية تسرب الحديث لجهة أخرى، إضافة إلى أن من نطلبه هاتفياً لا نستطيع أن
ندرك ظروفه من حيث من يتواجد معهم أو تعطيله عن أعمال أخرى، أو حتى من جهة إرتفاع
قيمة المحادثة بسبب الحديث الطويل، أو من جهة إنشغال خط التليفون مما يعطل مصالح
الآخرين الذين يتعامل معهم الكاهن.

إن
التطويل فى الحديث الهاتفى عادة غير مرغوبة نسعى أن نتخلص منها بروح التفهّم ومراعاة
ظروف الآخرين. ولا يعقل أن يتحول إستخدام الهاتف من توصيل معلومة قصيرة وسريعة إلى
محادثات طويلة لا تنتهى.

أرى
أن يظل التليفون وسيلة لتحديد موعد أو معرفة نتيجة أمر ما، أو سماع خبر معين، ولا
شىء أكثر من ذلك. ففى هذا تكون فائدة توفير الوقت والجهد واضحة مما يضيف لخدمة
الكاهن، بل لكل الناس إضافات لا يستهان بها.

(11)
فتح موضوع للكاهن على التليفون فى مكالمة يكون الكاهن هو الطالب لمعرفة معلومة
معينة:

أحياناً
يجرى الكاهن إتصالاً هاتفياً بأحد الأشخاص بغرض سؤاله عن شىء معين، مثل معرفة رقم
تليفون شخص آخر أو عن موعد خدمة معينة….إلخ…. وربما لا يحتاج الأمر إلى أكثر
من ثوان معدودات. ولكنه يفاجأ بأن من ردّ عليه قد فتح له موضوعاً لم يكن فى
الحسبان، دون مراعاة للظروف التى قد يتواجد فيها الكاهن. فربما هو يقوم بحل مشكلة
معينة واحتاج الأمر أن يتصل لمعرفة معلومة معينة، وفتح موضوعات له فى مثل هذه
الظروف قد يعطله مما هو فيه.

إن
آداب التعامل مع جهاز الهاتف، وضرورة عمل إعتبار لأهمية الوقت فى حياة الكاهن
تحتمان ألا يدخل الشخص المطلوب فى أى تفاصيل أخرى مع الطالب إلا إذا كانت العلاقة
بينهما تسمح بذلك.

والحقيقة
أن هذا الأسلوب له مضار كثيرة للغاية، نوجز أهمها فيما يلى:

+
قد لا يكون هناك وقت لدى الكاهن. يسمح بسماع ما تقول.

+
قد ينسى الموضوع لمشغوليته بالموضوع الذى إتصل بك بشأنه.

+
قد لا يستفيد الشخص من الكاهن لتركيزه على موضوعه الأساسى، أو قد يحصل على مشورة
ناقصة.

+
تكلفة المكالمة يتحملها الكاهن خاصة لو من محمول أو مكالمة دولية أو محافظات، وليس
من اللائق أن نفعل معه ذلك.

(12)
الإتصال على بيت الكاهن:

+
بيت الكاهن مخصص لراحته الشخصية والإهتمام بأسرته وترتيب أمور الخدمة وأموره
العائلية. والإتصال به فى المنزل لا يجب أن يتم إلا فى حالات الضرورة القصوى، فهو
يمثل إقتحام لخصوصية الكاهن، وحدوث الإتصال يؤدى إلى حرمان أسرة الكاهن من تواجده
معهم بمشاعره كأب للأسرة وراعى لها مثل أى أسرة.

وحتى
الذين يتصلوا ببيت الكاهن، ينبغى ان يراعوا بعض المفاهيم التى يجب ألا تغيب عن
ذهنهم، حفاظاً على أسرارهم.

وأهم
هذه المفاهيم هى:

+
عدم ترك رسائل لزوجة الكاهن أو أولاده أو إبلاغهم بنوع المشكلة (خاصة لو كانت من
الخصوصيات الهامة).

+
عدم الإتصال بالكاهن بخصوص موضوعات غير عاجلة أو ليست ذات خطورة، حتى لا يترسب فى
ذهن الكاهن أن فلان هذا ليس عنده موضوع، فهو يتصل والسلام. وقد يحدث أن يبدأ
الكاهن فى عدم الإهتمام بمكالمات مثل هذا النوع من الناس، إلى أن يأتى يوم وتكون
هناك مشكلة حقيقية لا تحتمل التأجيل، بينما يظن الكاهن أنها من نفس نمط المكالمات
التى ليست ذات قيمة. وهنا تحدث الكارثة ويبدو الكاهن كأنه أهمل ولم يقم بواجبه.
وكلنا طبعاً يتذكّر قصة الراعى الذى خدع أهل قريته عدة مرات عن هجوم من ذئب على
غنيماته، وخرج أهل القرية فى كل مرة لإنقاذه فلم يجدوا ذئباً. وفى إحدى المرات ظهر
الذئب حقيقة، وصرخ الراعى ولم يخرج له أحد، ففتك الذئب بالغنم.

+
قد يؤدى عدم رد الكاهن على المكالمات لهذ السبب بالذات، إلى حرمان صاحب مشكلة
حقيقية من الوصول للكاهن، وقد يترتب على ذلك مخاطر جسيمة.

+
إستهلاك أعصاب الكاهن بالحديث الدائم حتى حينما يعود إلى بيته يؤدى إلى تدهوره
صحياً وتفقده الكنيسة سريعاً، كما قد لا يحصل الشخص منه على مشورة جيدة وهو مستهلك.

+
إصرار البعض على الحديث مع الكاهن شخصياً حتى لو كان الموضوع يمكن حله مع من يرد
على التليفون سواء زوجة الكاهن أو أحد أبنائه أو السكرتارية مثل تحديد موعد خدمة
أو طلب رقم تليفون أو عنوان،…إلخ).

+
العتاب على ردود الكاهن المقتضبة فى التليفون وتفسيرها بعدم الإهتمام بينما يكون
السبب:

(أ)
وجود الكاهن مع أشخاص لهم موضوع هام لا يحتمل مقاطعته.

(ب)
لا يود الكاهن أن يعلن شخصية المتحدث فى التليفون أمام الحاضرين.

(ج)
قد يستخدم البعض دائرة مفتوحة عند الحديث مع الكاهن مما يدخله فى حرج عند تقديم
بعض الردود الخاصة.

(د)
تخوّف الكهنة عموماً من تقديم ردود على التليفون تحمل معلومات هامة لعدم الشعور
بالأمان خلال الإتصالات الهاتفية بوجه عام.

(ه)
بعض الإتصالات تتطلب الرد بمعلومات معينة، قد لا تكون متوفرة فى يد الكاهن لحظة
المكالمة أو موجودة ولكنه لا يود إعلانها أمام الحاضرين معه أو قد تحتاج إلى وقت
لإظهارها والكاهن لا يستطيع أن يترك ما فى يده ليقدمها للطالب.

(13)
مكالمات يوم البرمون:

يوم
البرمون هو اليوم السابق لقداس العيد السيدى الكبير، سواء كان عيد الميلاد أو
القيامة أو الغطاس.

فى
هذا اليوم يكون الكاهن فى قمة المشغولية والمسئولية. فهو يكون لديه قدّاس فى
الصباح الباكر، وعليه أن يحترس مرة أخرى لقداس العيد مساءاً. وربما يكون مشغولاً
باحتياجات بعض البسطاء وأخوة الرب للعيد. وربما هناك كثيرين يرغبون فى الإعتراف
قبل القداس. وربما هناك معايدات واجبة يهتم بترتيبها وإرسالها، وربما يكون عليه
عظة قداس العيد ولم يحضّرها بعد. هذا بالإضافة إلى ما قد يستجد من مشاكل وسط الشعب
ينبغى حلّها فى نفس اليوم، أو ربما تعطلت سيارته فى هذا اليوم بالذات…، أو إعترت
أحد أبنائه حمى شديدة ويجب مرافقته للطبيب والإطمئنان عليه إلخ…إلخ من المواقف
الكثيرة التى كلنا على دراية بها.

وسط
كل هذه المشغوليات تكثر مكالمات من نوع عجيب وغريب فعلاً. فهذا يسأل عن موعد بداية
القداس، وذاك يسأل عن موعد الإحتراس للتناول، وثالث يسأل إن كان هناك قداس من أصله،
ورابع يود مقابلة أبونا لموضوع هام وخطير، ويكتشف أن هذا الموضوع لا يخرج عن كونه
طلب خطاب توصية للعمل فى مكان ما (ويمكن طبعاً تأجيل هذا الطلب لما بعد العيد).

إن
معرفة الشعب بمدى مشغولية الكاهن فى يوم البرمون هامة ولازمة حتى يقدروا هذه
الظروف وتكون المكالمات فى مثل هذا اليوم فى أضيق الحدود، وأيضاً تكون قصيرة
ومختصرة تقديراً لقيمة الوقت وأهميته فى يوم مثل هذا.

(14)
سحب الفيشة:

من
الأشياء التى يصعب على المرء القيام بها أو فعلها، لجوء البعض إلى سحب فيشة
التليفون من مصدر الحرارة فى أوقات الراحة. وهو أسلوب لم يلجأ إليه الناس إلا بعد
أن ذاقوا مرارة الإتصالات الكثيرة والتى تكون بدون داع فى أغلب الأوقات، أو لأسباب
غير موضوعية فى بعض الأوقات.

والحقيقة
أن سحب الفيشة من مكانها قد يؤدى إلى خسارة كبيرة لصاحب التليفون نفسه. فقد تكون
هناك مكالمة هامة مرتبطة بعمله أو أحد أبنائه أو بخصوص حادثة معينة تتطلب حضوره
فوراً. ولكن بسبب المكالمات المزعجة فى أى وقت، رأى صاحب التليفون أن يريح أعصابه
بسحب الفيشة. وهو، وإن كان حلاً مؤقتاً، إلا أنه قد ينتج عنه نتائج سيئة كثيرة لا
تحمد عقباها فى أحيان أخرى.

ولما
كان الأمر كذلك، فإن قليلاً من الإستخدام الصحيح لآلة التليفون، مع قليل من الوعى
والإدراك بظروف الآخرين، سيؤدى إلى إختفاء هذه العادة غير المحمودة وبالتالى
إختفاء آثارها السلبية على الطرفين.

ومما
لا شك فيه أن إستحداث ظاهرة إظهار الرقم قد ساعدت كثيراً فى معرفة الأرقام التى
إتصلت أثناء فترة الراحة. ولكن من أدرانا ببعض الحالات التى تستلزم الرد الفورى
على المكالمة بدون تأجيل.

لذلك
نرى أن يكون هناك بعض الأوقات التى يتفق عليها الناس جميعاً بأنها أوقات غير
مناسبة للإتصال (طالما كان الموضوع يحتمل التأجيل).

فمثلاً
لا يليق الإتصال فى الواحدة صباحاً للسؤال عن موعد الإحتفال المزمع إقامته فى
الأسبوع القادم. ولا يتصور أن يتصل أحدهم فى الخامسة صباحاً ليعتذر عن موعد فى
الغد أو فى الثامنة مساءاً… وهكذا.

(15)
رد الأطفال على التليفون:

أحياناً
يقوم الكاهن بالإتصال بأحد الأشخاص، فيفاجأ بأن الذى يرد على التليفون طفل صغير.
وطبعاً لابد أن يداعب الكاهن هذا الطفل ويتحدّث معه قليلاً، فهذا نوع من الإفتقاد
ومصدر سعادة للطفل بلا شك. لكن ما يدعو إلى الدهشة هو عدم تحرّك أهل المنزل لمعرفة
من الذى على الخط الآخر، فيظل الكاهن ينتظر من يأتى لينقذ الموقف. وتكون المسألة
أكثر صعوبة حينما يكون الكاهن قد أجرى الإتصال لموضوع عاجل لا يحتمل كل هذا
التعطيل والتأخير.لذلك كان من اللائق أن يلتفت أبناؤنا لهذه المسألة، فلا يُترك
الرد على التليفون للأطفال الذين تحت سن الإدراك حتى لا تتعطّل مصالح الآخرين.

(16)
ثانية واحدة…. أجيب قلم!!

واحدة
من السلبيات العجيبة والتى تحدث آلاف المرات يومياً، أن مكالمة كان مقدراً لها
ثوان معدودات، تستغرق أكثر من خمس دقائق بسبب البحث عن قلم لكتابة معلومة معينة.

وتكون
المسألة أكثر إيلاماً حينما يطلبك شخص للحصول على بيان أو تاريخ أو رقم أو عنوان،
وحينما تشرع فى تبليغه إياه، يطالعك بالعبارة الشهيرة “ثانية واحدة أجيب
قلم”.

فكيف
يكون هو الذى يتوقع الحصول على معلومة ولا يستعد بقلم فى يده؟ ثم من قال أنها
ستكون ثانية واحدة؟ إنها تمتد أحياناً لعدة دقائق.. فهذا قلم لا يكتب، أو أنه
سيبحث عن ورقة بعد أن أحضر القلم. أو أنه لا يستطيع الكتابة لأنه لا يجد ما يضع
عليه الورق… إلخ… كلها سلبيات صغيرة لكنها تتسبب فى تعطيل مصالح الآخرين. إننا
نعيش فى عصر لا يحتمل كل هذه الثغرات التى عفا عليها الزمن. ماذا يمنع من وجود قلم
بصفة دائمة جوار التليفون، ولماذا لا يحتفظ كل منا بقلم فى جيب سترته على الدوام؟
ولماذا لا نمسك بالقلم بمجرد الإمساك بسماعة التليفون؟ أليس التليفون أداة لنقل
المعلومات وترتيب المواعيد مع الآخرين؟

إن
البحث عن قلم لا ينبغى أن يكون أمراً وارداً إذن..

 

ثانياً:
سلوكيات هاتفية تحتاج إلى إعادة نظر

(1)
المزاح مع الكاهن دون معرفة ظروفه:

أحياناً
يتصل شخص ما بالكاهن ولا يفصح عن شخصيته لأول وهلة بحكم محبة الكاهن له أو لأنه
صديق قديم عائد من السفر أو ما شابه ذلك. وقد يتصادف أن يكون الكاهن مشغولاً فى
أمر هام (وهو دائماً كذلك)، وإذ بهذا الصديق العزيز يطلب منه أن يحزّر ويفزّر،
وذلك بقوله: (عارف مين الى بيكلمك؟)…. لا أدرى هل أصبح هذا الأسلوب يناسب ظروف
حياتنا الحالية أم لا!!! ناهيك عن ظروف الكاهن الذى هو مستهلك ومنهك دائماً.

(2)
إستخدام تليفون الكاهن فى الرد على مكالمات:

قد
يحدث أن يتلقى أحدهم مكالمة على هاتفه المحمول وهو موجود لدى الكاهن، فيقوم متلقى
المكالمة بإلغاء المكالمة الواردة على تليفونه (وهى غالباً من بيته أو مكتبه أو من
صديق)، ثم يستأذن من أبونا لكيما يسمح له باستخدام التليفون (على اعتبار أن
المكالمات الأرضية أرخص أو أنه لا يوجد رصيد كالعادة).

إن
هذا التصرف الذى يحدث يومياً فى حياتنا، لهو من أكثر التصرفات غير المقبولة. ياترى
ماذا يقصد صاحب هذا التصرف؟؟ هل يود تحميل أبونا بقيمة المكالمة أو يريد أن يوفر
قيمتها. ثم ماذا عن وقت أبونا الذى سيضيع فى كل هذا الذى سيفعله ضيفنا العزيز؟
أسئلة تحتاج لمن يجيب عليها بصدق وأمانة.

(3)
القيام بالرد على تليفون الكاهن نيابة عنه بدون إذنه:

يحدث
أن يكون أحد أبناء الكنيسة فى مكتب الكاهن أو منزله ويرن جرس التليفون ويكون
الكاهن مصادفة قد دخل لإحضار شىء من غرفته أو مكتبه، فيقوم هذا الجالس بالرد على
المكالمة دون أن يصرح له الكاهن بذلك. هذا التصرف له آثاره السلبية التى قد لا
يدركها الكثيرين. ربما يكون الشخص الذى إتصل بالكاهن لا يريد أن يعرف أحد شخصيته،
أو قد تكون المكالمة دولية سيتكلف صاحبها فرق الوقت الذى سينتظر فيه وصول الكاهن
جوار التليفون. أو قد يكون الكاهن على وشك الخروج ولا يريد الرد على مكالمات الآن،
أو… أو… أشياء كثيرة لا تسمح لأحد أن يرد على تليفون ليس له بأى حال من
الأحوال، إلا إذا سمح له صاحب التليفون بذلك.

 

ثالثاً:
مسائل لا بد من توضيحها

(1)
ظهور رقم المتحدث على شاشة تليفون الكاهن لا يلزم الكاهن بضرورة الإتصال به لاحقاً:

(بعض
الأشخاص لا ينطبق عليهم ذلك وهم من يعملون مع الكاهن فى الخدمة، أو من يكون لهم
ظروف خاصة ويتوقع الكاهن إتصالهم أو من طلب منهم الكاهن الإتصال به فى وقت معين).

(2)
إنشغال خط تليفون الكاهن لا يعنى بالضرورة أنه موجود:

حين
يتم إتصال تليفونى على رقم معين من شخصين فى نفس الوقت سوف يسمع المتصل الأول رنين
جرس بينما يسمع المتصل التالى نغمة مشغول، وهذا أمر معروف فنياً وربما يجهله
الكثيرون (وتستطيع تجربة ذلك بنفسك!). لذلك قد يقول لك أحدهم: لقد أتصلت بك وكان
تليفونك مشغول، وبعد ثلاث دقائق فقط إتصلت مرة أخرى ولم يرد أحد. وهو طبعاً لا
يعرف هذه المعلومة الفنية. أخاله يريد أن يقول للكاهن: أنك ترد على من تريد حسب
مزاجك، والكاهن براء من كل هذا قطعاً.

(3)
وجود الكاهن فى منزله أو مكتبه لا يلزمه بالرد على أى مكالمة:

حيث
أنه يرتب أولويات الموضوعات ويعطى إهتماماً لما يراه أكثر أهمية وخطورة. البعض لا
يعجبه أن الكاهن موجود ولم يرد عليه، لكن المتفهّم لوظيفة الكهنوت ومحبة وواجبات
الآباء، سوف يعطيهم العذر، خاصة إذا كان هؤلاء الآباء من النوع الذى يقوم بالإتصال
بمن إتصلوا به لاحقاً. ويفضل فى الواقع إستخدام سكرتارية لمتابعة هذه المسائل
حفاظاً على مشاعر أبناء الكنيسة المملوءة حباً للآباء، وإعطاءهم الشعور بأن
كنيستهم لا ترفضهم ولا تنساهم.

(4)
تعمد إصطياد الكاهن فى مواعيد تواجده بالمنزل:

يعتقد
البعض أو قد يعرفون فعلاً المواعيد التى يكون الكاهن فيها متواجداً فى المنزل،
فيعمدون إلى الإتصال به فى تلك الأوقات. والحقيقة التى يجب أن يعرفها كل أحد هى أن
تواجد الكاهن فى منزله عادة لا يكون إلا لأحد الأسباب التالية:

+
تناول وجبة طعام.

+
الراحة لبعض الوقت إستعداداً لخدمة قادمة.

+
الحديث مع أبنائه أو زوجته فى شئونهم الخاصة ودراستهم…إلخ.

+
تحضير عظات أو خلوة روحية أو قراءة أوما شابه ذلك.

لذلك
فإن أى إتصال بمنزل الكاهن فى موضوع لا يمثل أهمية قصوى أو إحتياج عاجل هو بمثابة
قلق وإزعاج لا داعى له، خاصة إذا كان الكاهن من النوع المنظم وله مواعيد مقابلات
واعترافات ولا يقصّر مع أحد فى شىء.

إن
الإتصال بمنزل الكاهن يحتاج منا جميعاً إلى مراجعة دقيقة، فلا نحول حياته إلى جحيم
بكثرة الإتصالات ولا نلاحقه حيثما ذهب بالحكايات والأحاديث، خاصة تلك التى يمكن
تأجيلها أو كتابتها على شكل مذكرة صغيرة تعطى له فى الكنيسة ويقرأها على مهل فيما
بعد.

لذلك
أفردنا قسماً خاصاً ببند الإنصال على بيت الكاهن فيما سبق.

 

رابعاً:
التليفون المحمول

أما
عن المحمول، فحدّث ولا حرج… لقد أساء الناس إستخدام هذا الإختراع الرائع واختلطت
فى ذهنهم الأمور، وحصل عليه الكثيرون ممن لم يكونوا يتعاملون مع الهواتف أصلاً،
فتحولت حياتنا إلى سلسلة متواصلة من الحديث والصراخ، فهذا يتكلم وهو يصعد على
السلالم، وذاك يصيح داخل السيارة، وثالث يخرج من الكنيسة أثناء صلاة القداس (من
الحضرة السمائية) ليرد على مكالمة (آتية من الأرض)… إلخ. وقطعاً لابد أن يصيب
الكاهن شيئاً من سلبيات هذا الإختراع، الذى لو عرف مخترعه ما سوف يستخدم فيه، ربما
لتردّد كثيراً فى إختراعه.

وسنعرض
فيما يلى لبعض ملاحظاتنا على بعض التعاملات التى ترهق الكاهن من جراء هذا المحمول
العجيب:

(1)
الحصول على رقم المحمول الخاص بالكاهن لا يعطى الحق فى الإتصال به.

يعتقد
البعض أنه لو أفلح فى الحصول على رقم أى شخص –بدون إذنه أو علمه– يعتقد، أن هذا
يعطيه الحق فى الإتصال به أو الإتصال به فى أى وقت. لقد سبق وأشرنا إلى أن الذى
يتصل بشخص ما هاتفياً، فهو يقتحم خصوصية ذلك الشخص المطلوب، طالما كان الإتصال فى
غير وقت العمل أو على رقم المنزل أو المحمول.

وعليه
تكون المسألة أكثر حرجاً حينما يفاجأ شخص ما بإتصال من شخص لا تربطه به علاقة خاصة،
على التليفون المحمول وفى موضوع ليس ذو أهمية قصوى.

فى
تصورى أن التليفون المحمول لأى شخص يعتبر من الخصوصيات التى لا يجوز لمن هب ودب أن
يقتحمها بدون إذن مسبق من صاحب الشأن.

(2)
الرد على المحمول أثناء التواجد مع الكاهن وإضاعة وقته:

أحياناً
يكون أحد أبناء الكنيسة فى لقاء مع أحد الآباء الكهنة. ومن وقت لآخر يرن تليفون
هذا الشخص فيقوم بالرد عليه. ويفترض طبعاً أن الأب الكاهن ينتظر حتى يفرغ هذا
الشخص من مكالمته. وقد يتكرر هذا الأمر فى نفس الجلسة عدة مرات، فيكتشف الكاهن أن
جلسته مع هذا الشخص والتى كان من المفترض أن تستغرق ربع ساعة مثلاً قد إمتدّت
لساعة أو أكثر.

إن
الوضع الطبيعى فى أى مقابلة أن يحترم الصغير وقت الكبير، وأن يضحى من هو فى إحتياج
لشخص ما فى سبيل مقابلة من يريده. وعادة يستقبل الكاهن أبناء لهم إحتياج لديه مثل
الإعتراف أو مناقشة بعض المتاعب. لذلك يكون من اللائق أن يغلق الزائر تليفونه حتى
لا يضيع وقت الكاهن الذى يقضيه معه بدون داع.

(3)
أهمية إستخدام الرسائل القصيرة:

أحياناً
يكون الأمر لا يستدعى أكثر من إرسال إفادة للأب الكاهن عن موضوع معروف مسبقاً، كأن
نخطره بموعد إجتماع معين أو بوجود شخص مريض بالمستشفى أو أننا ننتظره فى الكنيسة
لأنه تأخر عن حضور الإجتماع. أو ربما لإرسال تهنئة أو تعزية. لذلك يكون إستخدام
الرسائل القصيرة من خلال المحمول أسرع وأجدى وأوفر للوقت حيث أن المكالمة غالباً
يضيع جزء كبير منها فى التحية والمجاملة والسؤال عن الصحة والأحوال، مما يضيع
كثيراً من الوقت.

(4)
عدم إخطار الكاهن بمعلومات هامة على المحمول:

بقوم
البعض بالإتصال بالكاهن على تليفونه المحمول، وقد يكون الكاهن يقود سيارته فى ذلك
الوقت أو أنه فى إجتماع أو فى زيارة أو يقوم بحل مشكلة…إلخ. ويصر هذا المتصل على
أن يتحدث فى أمور تحتوى على معلومات معينة مثل مواعيد أو عناوين أو أرقام او
حسابات. وبما أن الكاهن فى ظروف تواجده بالسيارة – قائداً أو راكباً – فإن غالبية
هذه المعلومات تحتاج إلى تسجيل، ولما كان هذا غير جائز عملياً، فبالتالى سوف ينسى
الكاهن هذه المعلومات بينما يعتقد الشخص المتصل أنه قد أوصل الرسالة. إن الهاتف
المحمول له فائدة واحدة قصوى وعظمى… وهى أنك تستطيع أن تجد شخصاً ما حينما تريده
فى التو وبسرعة ولأخذ معلومة صغيرة فقط قد تنقذ موقفاً حرجاً أو توفر وقتاً أو
مالاً كثيراً. أما الحديث عن بيانات وسجلات ومعلومات غزيرة فهذا مآله التليفون
الأرضى حيث يكون الكاهن قادراً على الكتابة والتسجيل فى هدوء.

(5)
الرد على التليفون أثناء الخدمات الكنسية:

من
الشائع حالياً أن تتردد أصداء أجراس التليفونات المحمولة داخل الكنيسة سواء فى
القداسات أو الإجتماعات الروحية، الأكاليل والجنازات. وأصبح البعض يعتقد أنه من
لزوم الوجاهة والمظهر الإجتماعى أن يترك تليفونه مفتوحاً لإستقبال المكالمات وهو
داخل الكنيسة، وحين يتلقى مكالمة يحمل تليفونه ويخرج إلى خارج ليرد على المكالمة
ثم يعود بعدها، أو ربما لا يعود.

لقد
ظللت أفكر كثيراً فى تحليل هذه الظاهرة ودراسة أبعادها وتداعياتها، فلم أجد أى
تبرير لهذا السلوك سوى أنه نقص فى إدراك المعنى الروحى للتواجد فى حضرة الله.

إن
كنا قد ذكرنا سابقاً أن الوجود فى حضرة شخصية أعلى مقاماً يحتم إغلاق التليفون
وعدم الرد عليه، تقديراً واحتراماً لهذه الشخصية، والحرص على الإستفادة بأقصى قدر
ممكن من التواجد معها، فكم وكم بالأولى يكون الوضع حينما نكون فى حضرة المسيح؟ إن
هذه الظاهرة تمثل فى الواقع تدنياً خطيراً فى مستوى الإدراك الروحى لمفهوم العبادة
الحقيقية بالروح.

فالوجود
فى الحضرة الإلهية أمر لا يضاهيه أمر آخر. وفرصة الذهاب للكنيسة فى أى مناسبة هى
فرصة للتلاقى مع الله، ينبغى ألا تطغى عليها أى أحداث أخرى. ولا أعتقد أن الدنيا
سوف تهتز أركانها وتتزلزل أعمدتها لو أن أى منا أغلق تليفونه المحمول أثناء
العبادة وترك رب الكون يديره بمعرفته بما فى ذلك أعمالنا ومشاريعنا. وهو سوف يقدّر
إحترامنا له ولأوقات عبادته فلن يسمح بخسارة أو ضياع شىء حتى لا يكون مديناً لأحد
فينا، وحتى لا نشعر بالندم على ضياع الوقت فى الذهاب للكنيسة فى أى مناسبة.

(6)
ما ينطبق على التليفون العادى ينطبق على المحمول أيضاً:

كل
ما قيل عن سلبيات إستخدام التليفون الأرضى الثابت ينطبق أيضاً على إستخدام
التليفون المحمول، فلا يجوز طبعاً الإتصال فى أى وقت، ويجب مراعاة قصر الحديث، وعم
المزاح مع الكاهن، كما أن ظهور عدة مكالمات لم يرد عليها (
Missed Calls) على شاشة تليفون أبونا لا تقوم حجة بضرورة إتصاله بكل أصحاب هذه
الأرقام، وإلا من أين سيأتى بالوقت وحتى بالمال ليتصل بكل من سبق واتصل به، ثم
هناك نقطة أخرى: من أدرى الكاهن أن من قام بالإتصال كان موضوعه هام وحيوى؟ ألا
يمكن أن يكون من الموضوعات التى سبق وتكلمنا عنها سابقاً والتى لا تحوى أى مضمون
أو قيمة لا من قريب أو من بعيد؟؟!!

 

كلمة
اخيرة

أكرر
مرة أخرى أن هذه السطور ليست دعوة إلى تنصّل الكاهن من مسئوليته الرعوية، وليست
خريطة للهروب من أبنائه، بقدر ما هى نصيحة لكل من الطالب والمطلوب فى إستخدام
الهواتف ثابتة أو محمولة، الهدف منها هو تنظيم إستخدام هذه الأجهزة لتكون ذات أقصى
فائدة ممكنة، وبأقل تكلفة ممكنة أيضاً. سواء التكلفة المادية أو تكلفة الوقت أو
تكلفة إستهلاك الأعصاب، والتى هى أغلى من كل شىء.

كما
أود أن أشير إلى أن هذه السطور ليست فرماناً ولا إلزاماً ولا قانوناً كنسياًُ بقدر
ما هى نوع من التفكير معاً بصوت مسموع، لعلها تساعد خطانا على الطريق الصحيح فى
معاملاتنا اليومية، وأرجو ألا يأخذها أحد بمحمل آخر أكثر مما تعنيه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى