علم

فصل (54) هل الإيمان في مقدرة الإنسان



فصل (54) هل الإيمان في مقدرة الإنسان

فصل
(
54) هل الإيمان في مقدرة الإنسان

 أصغ
الآن إلى النقطة التي نطرحها للمناقشة: هل الإيمان في مقدرتنا؟

 

 نحن
نتكلم عن ذلك الإيمان الذي نستعمله عندما نصدق أي شيء وليس ذلك الذي نعطيه عندما
نصنع وعدا، لأن هذا يسمى إيمان.

 

 نحن
نستعمل الكلمة بمعنى عندما نقول: “ليس عنده ثقة فيَّ” وبمعنى آخر عندما
نقول: “لا يحفظ الثقة معي” وتعني الجملة الأولى” أنه لا يصدق ما
أقوله” وتعني الجملة الثانية “أنه لم يفعل ما وعد به”

 

 بموجب
الإيمان الذي نؤمن به فإننا نكون أمناء لله ولكن بموجب ذلك الذي به يمر الشيء الذي
يتعهد به الله نفسه يكون أمينا لنا، لأن الرسول يصرح: “الله أمين الذي لا
يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون” (1كو10: 13)

 

 إن
الأول هو الإيمان الذي نسأل عنه هل هو في مقدرتنا؟ حتى الإيمان الذي به نصدق الله
أو نؤمن بالله إذ أنه مكتوب عن هذا: “آمن إبراهيم بالله فحسب له براً”
(رو4: 3-تك15: 6)

 

 تأمل
الآن إذا آمن أي شخص وكان كارها أو إذا لم يؤمن وكان يرغب ذلك مثل هذا الوضع في
الحقيقة يعتبر غير معقول (لأن الذي يعتقد بل راضيا بصدق ما قيل؟ وهذا الرضى هو بكل
تأكيد إراديا) لذلك فإن الإيمان هو في مقدرتنا. ولكن مثل ما يقول الرسول:
“لأنه ليس سلطان إلا من الله” (رو13: 1) فماذا يكون السبب إذاً لماذا لم
يقل لنا حتى عن هذا: “لماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟” (1كو4: 7) لأنه حتى
الله هو الذي يعطينا أن نؤمن. ومهما كان فإننا نجد أصلا هذا التصريح في الكتاب
المقدس مثل: ليست مشيئة إلا وتأتي من الله.

 

 وبالحقيقة
لم تكتب كذلك لأنها ليست صادقه. وإلا سيكون الله منشيء الخطايا (حاشا!) وإذا لم
تكن هناك إرادة أخرى سوى التي تأتي من الله نظرا لأن أي إرادة شريرة هي وحدها خطية
إذا كانت بدون سبب- بمعنى آخر إذا لم تكن لها المقدرة. ولكن إذا أخذت الإرادة
الشريرة المقدرة على إتمام غرضها فإن هذا يصدر عن حكم الله الذي به لا يوجد شر
(رو9: 14) ويعاقب الله على هذا النمط، ولا يكون قصاصه غير عادل لأن هذا سرا

 

 مع
أن الإنسان الشرير لم ينذر بأنه سيعاقب إلا عندما يكتشف بغير إرادته بعقاب مكشوف
كم ارتكب الشر بإرادته كثيرا.

 

 هذا
تماما ما قاله الرسول عن بعض الناس: “أسلمهم الله في شهوات قلوبهم….
ليفعلوا ما لا يليق” (رو1: 24، 28)

 

 لذلك
قال الرب أيضا لبيلاطس: “لم يكن لك علىَّ سلطان البتة لو لم يكن قد أعطيت من
فوق” (يو19: 11) ولكن أيضا عندما تعطى المقدرة، فبكل تأكيد ليست هناك ضرورة مفروضة.

لذلك
مع أن داود أخذ المقدرة على قتل شاول إلا أنه فضل مصارعته عن ضربه (1صم24: 7، 26:
9) لذلك أن الناس الأشرار يأخذون المقدرة لأجل الدينونه على إرادتهم الدنيئة بينما
يأخذ الناس الصالحين المقدرة لكي يختبروا إرادتهم الصالحة.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى