اللاهوت الطقسي

37- البخور في القداسات الإلهية



37- البخور في القداسات الإلهية

37- البخور في
القداسات الإلهية

إلى جانب ما تقدم من صلوات الكنيسة في قداس
القديس باسليوس الكبير أسقف الكبادوك (القداس الباسيلي) وهو القداس الأكثر
استعمالاً في الكنائس يصلى أيضاً:

 

* في قداس يعقوب الرسول الذي يعتبر أيضاً أصلاً
لكل القداسات وأقدمها والذي يستعمله السريان حتى الآن في يوم 23 أكتوبر كل عام
يقول الكاهن بعد تقديمه الذبيحة ” تقدم لك يا رب هذه الذبيحة عن مدينتنا هذه
المقدسة أورشليم التي مجدتها بحلولك فيها والتي عظمتها بانحدار روحك القدوس إليها
يقول هذا وهو يرفع البخور رمزاً لرائحة الذبيح الأعظم الذكية.

 

 * وفي
قداس مرقس الرسول (القداس الكيرلسي): يضع الكاهن البخور في المجمرة قبل قراءة
الإنجيل المقدس هو يقول “هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية التي
تقربها لك كل الأمم” ثم يرشم بالمبخرة من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى
الجنوب ” ثم يتحول إلى الغرب ويعطي البخور لشعب مصر الذي خصه الرب ببركته (أش
19: 25) ويقول ” أما شعبك فليكن بالبركة ألوف ألوف وربوات ربوات ”

 

* أما في قداس القديس أغريغوريوس الريتري
(القداس الغريغوري) فبعد أن يخاطب الأب الكاهن فادي البشرية بقوله ” أتيت إلى
الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب يضع البخور في المجمرة ويقول “أقدم لك يا سيدي
مشورة حريتي” واكتب أعمالي تبعاً لأقوالك أنت الذي أعطيتني هذه الخدمة
المملوءة سراً أعطيتني أصعاد جسدك بخبزاً وخمراً.

 

* والتبخير فوق المذبح: يشير إلى عمل الروح
القدس في تقديس الأماكن وحلول نعمة الله في هيكل قدسه وإلى التطهير الذي تم بواسطة
الذبيح الأعظم للتنبيه إلى حلول الرب.

 

* والتبخير أمام الأيقونات: يشير إلى أن صلوات
الملائكة والقديسين أصحاب الأيقونات قد صارت مقبولة أمام الرب وإلى شركتنا معهم
والوحدة بين الكنيستين المجاهدة والمنتصرة وإلى طلب المجاهدين أن يذكرهم أمام
الجالس على العرش وتكريماً للروح القدس الذي عمل فيهم وقدسهم حتى أتموا جهادهم.

* والتبخير حول الشعب: هو لتقديس أفراده ولرفع
غضب الله عنهم بسبب الخطية (عد 16: 44 48) وحينما يضع الكاهن يده على رؤوس الشعب
بالبخور فأنه يمنحهم بركة الكنيسة ليكفوا عن خطاياهم ويثبتوا في الكنيسة كأولاد في
حضن أمهم، وفي مظهر الكاهن وهو يبخر شعبه وقد غطتهم سحابة البخور يصعد إلى العلاء
هكذا صلوات المؤمنين الأبرار وكما أن للبخور رائحة زكية فأن الله يقبل صلواتهم
رائحة زكية وكما أن البخور لا يظهر رائحته إلا بالنار هكذا أيضاً المؤمنين لا يظهر
عطر سيرتهم إلا بالتجارب والآلام وكما أن البخور يطرد الروائح النتنة فهكذا
الصلوات المقبولة تطرد الشر والأشرار وفي انتشار البخور في الكمان إشارة إلى
انتشار المسيحية في كل مكان. وحينما يشم المؤمنين رائحة البخور الزكية تجتمع
حواسهم وتأخذ نفوسهم نشوة روحية بتنسم رائحة الفضيلة والتقوى وحلاوة بيت الله
فيتنهدون على خطاياهم المرة.

 

* وأعطاء البخور للكهنة أثناء الصلاة من
المجمرة: هو لأخذ بركة صلواتهم
.. كما يقول
يوحنا كاسيان أما حينما يبخر الكاهن أمام رئيس الكهنة أو أمام المطران أو الأسقف
أو الخوري أبسكوبس فهو لا يبخر أمام إنسان عادي بل أمام إنسان فيه روح الله.
ويعطيه للآخرين والبخور إنما يقدم لروح الله والسلطان الإلهي الذي يحمله. ومن
مقابلة النصوص المقدسة نتبين أن طقس تقديم البخور يحمل في طياته أسمى المعاني
الروحية بحلول الله وسط شعبه. وتقديسه لمكان العبادة وحيثما ترتفع سحابة البخور من
مجمرة الكاهن في الكنيسة نشعر أننا نسير مع الشعب المختار تحت ظل عمود السحاب (خر
21: 13، مز78: 14، 1 كو 10: 1) أو مع بطرس ويعقوب ويوحنا فوق جبل التجلي مشمولين
بمجد المناظر الإلهية (مت 17: 5).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى