مريم العذراء القديسة

كتب القس عـبد المسيح بسيط أبو ال



كتب القس عـبد المسيح بسيط أبو ال]]>

الفصلالثالث

البنؤة بميلاد المسيح من العذراء

 

مقالات ذات صلة

جاء فى سفر نبؤة اشعياء النبى 14: 7 “ولكنيعطيكم السيد نفسه آيه ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا أسمه عمانوئيل”.

والآيه تركزعلى أربعة نقاط هامة:

1آيه “يعطيكم السيد نفسه آيه”.

2العذراء..من هى؟

3العذراء تحبل وتلد ابناً.

4المولود هو عمانوئيل.

 

1 الأيه

والأية المقصودة فى هذا الفصل الإلهى أو المعجزةمزدوجة، فهى أولآ تعنى ان “عذراء” او “العذراء” ستحبل وتلدومع ذلك تظل “عذراء” لأنه يتكلم عنها كعذراء سواء قبل الحبل أو اثناؤهاو بعد الميلاد “ها العذراء تحبل وتلد” فالأيه تنص على ان العذراء ستحبلوان العذراء ستلد وبذلك تنص ضمنآ على أنه ستظل بعد الحبل والولادة عذراء ايضاًلأنه يدعوها “بالعذراء” معرفة بأداء التعريف.

والأيه ليست معطاه من بشر أو بواسطة بشر ولكنمعطاة من الله ذاته “ولكن السيد نفسه يعطيكم أيه”، السيد نفسه وليسمخلوق هو معطى الأيه.

ولكن كيفتتم هذه الأيه؟

وهذا ماسألته العذراء مريم نفسها للملاك قائله:

“كيفيكون لى هذا وأنا لست اعرف رجلاً”؟(1).

أى كيف أحبلوأنا عذراء وقد نذرت البتوليه وليس فى نيتى التراجع؟ ويجيب الملاك أن هذا الحبل لنيمس بتوليتك ولن يضطرك للتراجع عما نذرتيه وسوف تظلين بتول إلى الأبد. وأما عنالكيفيه فهذا عمل الله حده: “الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلكأيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله”(2).

الروح القدس هو الذى سيتولى هذه المهمه الآلهيهلأن المولود هو القدوس ذاته. وقوه الله هى التى تظللها أى تحل عليها، تسكن فيها،لذلك لن تحتاج إلى رجل، لن يكون المولود من زرع بشر لأنه القدوس، بل لابد أن يولدمن عذراء بحلول الروح القدس على العذراء.

وكان برهانالمعجزة، معجزة حبل العذراء هو حبل اليصابات العاقر المتقدمه فى الأيام وأمراهالشيخ(3)والتى لم تنجب فى شبابها ولكن أراد الرب أن تحبل وتنجب فى شيخوختها عبر هنا علىقدرته التى ليست لها حدود.

 

2- العذراء

وكلمه”العذراء” المستخدمه هنا فضلاً عن أنها تشير إلى دوام البتوليه كما قلنا– وكما سنبين فى الفصول التاليه – وجاءت فى اللفظالعبرى “عولما – Alma”ونعنى فتاه ناضجه، وهو مشتق من أصل بمعنى “ناضج جنسياً” كما يعنى عذراءكامله الأنوثه، كما تشير إلى أمرأه فى سن الزواج ولكن لم تلد أطفال ويرادفها فىاليونانيه (neanis) نيانيس – فتاه)(4). وقد تكررتهذه الكلمه سبع مرات فى الكتاب المقدس وكلها ترجمت بمعنى فتاه (أو عذراء) غيرمتزوجه. وهى كالأتى

 U جاء فى تك 23:24،44 “فها أنا واقف على عين الماء وليكن أن الفتاه (عولما) التى تخرج.. هى المرأه التى عينها الرب لأبن سيدى”.

والفتاهالمقصوره هنا هى التى ستكون عروس لأسحق، أى أنها عذراء غير متزوجه.

 U وجاء فى نش 3: 1″.. أسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى”والعذارى هنا جمع (عولما).

 U وقع نش 8: 5 “احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبى”. وبنات هناجمع (عولما) والمقصود عذارى فى مرحله الحب قبل الزواج.

 U وقيل عن أخت موسىالعذراء “فذهبت الفتاه ودعت أم الولد” خر8: 2 والفتاه هنا (عولما).

 U وجاء فى ام 19: 30 “طريق رجلبفتاه”. والفتاه هنا (عولما) والمقصود بها العروس التى احضرت توا(5) ولم يدخل بهاالعريس” أى ما زالت عذراء.

 U وجاء فى مزمور 25: 68 عن ضاربات الدفوف اثناء التسبيح للرب”فى الوسط فتيات ضاربات الدفوف” والفتيات هنا جمع (عولنا) والمقصود بهنالعذارى(6)او الفتيات غير المتزوجات.

والكلمة السابعة هى ماجاء عن العذارء نفسها فىنبؤة أشعياء النبى. وهذا يدل على ان كلمة “عولما” المقصود بها فى اللغةالعبرية على الأقل فى زمن الأيات المذكورة والتى يرجع تاريخ احداثها إلى سنة 1000قبل الميلاد الفتاة العذراء غير المتزوجة ولكنها فى سن النضوج والزواج كرفقة عروساسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس وعروسالنشيد وضاربات الدفوف فى فريق التسبيح للرب.

وهناك لفظعبرى أخر هو “بتول” وهو مشتق من لفظ عبرى بمعنى يفصل، وتعنى عذراءمنفصلة لم تعرف رجلآ قط، ومرادفها باليونانية “بارثينوس thenospar(7).

وقد اختار الوحى الكلمة الأولى”عولما” للعذراء مريم فى سفر اشعياء النبى للدلاله على انها كانت فتاةناضجة وفى سن الزواج، كما إنها كانت ستكون تحت وصايا خطيب وذلك حسب الترتيب الإلهىلحمايتها عند الحمل والولادة.

ولكن الوحىأيضاً الهم مترجمى الترجمة السبعينية فترجموا كلمة “هاالعذراء(عولما)..” إلى “ها العذراء (بارثينوس)..” اى ترجموها”بارثينوس” عذراء منفصله لم تعرف رجلآ قط ولم يترجمها”نيانيس” للدلاله على انها ستكون عذراء دائمآ ولن تعرف رجلآ قط لأنمحتوى الأية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجةوتحت وصايا خطيب إلا إنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلآ قط “بارثينوس”رغم خطبتها ليوسف.

 

3 العهدالجديد والعذراء

وقد سارالعهد الجديد على هذا النهج وأطلق على العذراء لقب “بارثينوس” واقتبسالقديس متى فصل نبؤة اشعياء النبى وكتبها هكذا: “هوذا العذراء (بارثينوس)تحبل وتلد”(9).وكذلك القديس لوقا لم يستخدم عن العذراء مريم سوى “العذراء بارثينوس”:

 U “ارسل جبرائيل إلى عذراء (بارثينوس9 مخطوبة”(10).

 U “وأسم العذراء (بارثينوس) مريم”(11).

وهكذا أيضاًصار أباء الكنيسة داعين القديسة مريم بالعذراء “بارثينوس” والدائمةالبتولية “إيبارثينوس”

ومما يذكريبطل زعم اليهود ومن تبعهم بقولهم لم يكتب فى نبؤة اشعياء “عذراء” بلكتب “فتاة” محاولين النيل من بتولية العذراء سواء قبل الحبل أو بعده.

 U وإلى جانب ماذكريضيف القديس كيرلس أورشليمى براهين اخرى لتفنيد رأى اليهود ودحض حجتهم قائلاً:

“لكناليهود يعارضوننا فى ذلك (ومقاومة الحق عادة قديمة عندهم) إذ يقولون إن لم تكتب”العذراء” بل الفتاة. فليكن، لنسايرهم، وهكذا سنجد الحقيقة، إذ فى وسعناأن نسألهم: متى تصرخ الفتاة المغتصبة طالبة النجدة. قبل الأعتداء أم بعده؟ و
إذاكان الكتاب يقول فى موضع اخر: “صرخت الفتاة فلم يكن من يخلفها”(12)، أفلا يتكلمهنا عن عذراء؟ ولكى تعلم بوضوح ان العذراء فى الكتاب المقدس تدعى فتاه، اسمع ماجاء فى سفر الملوك عن ابيشاج الشونميه “كانت الفتاة جميلة جداً”(13) لابد منالتسليم إنها اختيرت بسبب بتوليتها”(14).

 

4 عمانوئيل

والنقطةالهامة فى هذا الموضوع من ستحبل به هذه العذراء وتلده، انه “عمانوئيل”أى “الله معنا”(15)أى ان الذى ستحبل به العذراء هو “إيل الله” الذى اتحد بالناسوت داخلاحشائها، انها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر(16) فى الجسد،ستلد الناسوت المتحد باللاهوت “الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً”ولذلك كان لابد ان تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإلهالمتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة اشهر واتخذ جسداً داخل احشائها(17)، وتغذى علىغذائها فكان لابد ان تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هوالخالق ذاته.

 

—–

(1) لو 34: 1.

(2) لو 35: 1

(3) لو 18: 1

(4) Thenew Bible Dic. P. 1312

(5) Theo.Dic. Of The New Test. Vol. 5: 831.

(6) أنظر قض 34: 11.

(7) TheNew B. Dic. P. 1312.

(9) متى 23: 1.

(10) لو 27: 1.

(11) لو 27: 1.

(12) تث 27: 22.

(13) 1 مل 4: 1والمقصود فى النص عذراء كنص الكتاب “فتاه عذراء” ع2.

(14) عظات كيرلسالأورشليمى العظه الثانيه عشر.

(15) متى 23: 1.

(16) كو 9: 1.

(17) عب 5: 10.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى