علم التاريخ

الْباٌباٌُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ



الْباٌباٌُ الرَّابِعُ وَالسِّتُّونَ

الْباٌباٌُ الرَّابِعُ
وَالسِّتُّونَ

 

64. زخارياس

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

الأسكندرية
 زخارياس
 20 طوبه 720 للشهداء – 16 يناير 1004 للميلاد
 طوبه 748 للشهداء – 4 يناير 1032 للميلاد
27 سنة و 11 شهرا و 12 يوما
شهران و 15 يوما
 أبو سيفين ووادي النطرون و دير شهران و دمرو
 كنيسة السيدة العذراء بالدرج
الحاكم و الظاثر

 

+ كان
من أهل الإسكندرية، رسم قساً بها وكان طاهر السيرة وديع الخلق.

+
أجمع الكل على علمه وأدبه وتقواه فاتفق رأيهم على تقدمته بطريركاً.

+
قاسى شدائد كثيرة، ولقد ألقاه الحاكم بأمر الله للسباع فلم تؤذه فحاول مرة أخرى
فلم تؤذه فاعتقله ثلاثة أشهر توعده فيها بالقتل والطرح فى النار إن لم يترك دينه
فلم يخف البابا… أخيراً أطلق سراحه بوساطة أحد الأمراء… فذهب البابا إلى وادى
هبيب وأقام هناك تسع سنين، لحق الشعب فى أثنائها أحزان كثيرة وهدمت كنائس عديدة.

+
وتحنن السيد المسيح فأزال هذه الشدة عن كنيسته وحول الحاكم عن ظلمه فأمر بعمارة
الكنائس التى هدمت… بعد ذلك أقام البابا اثنى عشر عاماً… ثم تنيح بسلام.

 نعيد
بنياحته فى الثالث عشر من شهر هاتور.

 

نياحة
البابا زخارياس 64 ( 13 هاتور)

في مثل هذا
اليوم من سنة 1027 ميلادية تنيح القديس العظيم الانبا زخارياس الرابع والستون من
باباوات الإسكندرية، كان من أهل الإسكندرية، ورسم قسا بها، وكان طاهر السيرة، وديع
الخلق، ولما تنيح القديس فيلوثاؤس البابا الثالث والستون، اجتمع الأساقفة ليختاروا
بالهام الله من يصلح، وبينما هم مجتمعون في كنيسة القديس مرقس الرسولي يبحثون عمن
يصلح، بلغهم إن أحد أعيان الإسكندرية المدعو إبراهيم بن بشر وكان مقربا من الخليفة،
قدم له رشوة، وحصل منه علي مرسوم بتعيينه بطريركا، وأوفده مع بعض الجند إلى
الإسكندرية، فحزنوا وطلبوا بقلب واحد من الله إن يمنع عن كنيسته هذا الذي يتقدم
لرعايتها بالرشوة ونفوذ السلطان، وإن يختار لها من يصلح، وفيما هم علي هذا الحال،
نزل الاب زخارياس من سلم الكنيسة يحمل جرة، فزلت قدمه وسقط يتدحرج إلى الأرض، وإذ
ظلت الجرة بيده سالمة تعجب الأساقفة والكهنة من ذلك، وسألوا عنه أهل الثغر، فاجمع
الكل علي تقواه وعلمه، فاتفق رأيهم مع الأساقفة علي تقدمته بطريركا، ووصل إبراهيم
بن بشر فوجدهم قد انتهوا من تكريس الاب زخارياس بطريركا، فلما اطلع الأباء
الأساقفة علي كتاب الملك استدعوا إبراهيم وطيبوا خاطره ورسموه قسا فقمصا، ثم وعدوه
بالأسقفية عند خلو إحدى الإبراشيات، أما الاب زخارياس فقد قاسي شدائد كثيرة، منها
إن راهبا رفع عده شكاوي ضده إلى الحاكم بأمر الله الذي تولي الخلافة سنة 989
ميلادية فاعتقله وألقاه للسباع فلم تؤذه، فلم يصدق الحاكم علي متولي أمر السباع
وظن انه اخذ من البطريرك رشوة، فابقي السباع مدة بغير طعام ثم ذبح خروفا ولطخ بدمه
ثياب البطريرك وألقاه للسباع ثانية فلم تؤذه ايضا بل جعلها الله تستأنس به، فتعجب
الحاكم وأمر برفعه من بين السباع واعتقله ثلاثة اشهر، توعده فيها بالقتل والطرح في
النار إن لم يترك دينه، فلم يخف البطريرك، ثم وعده بان يجعله قاضي القضاة فلم
تفتنه المراتب العالمية، ولم يستجب لأمر الحاكم، أخيرا أطلق سبيله بوساطة أحد
الأمراء، فذهب إلى وادي هبب وأقام هناك تسع سنين، لحق الشعب في أثنائها أحزان
كثيرة ومتاعب جمة، كما هدمت كنائس عديدة، وتحنن السيد المسيح فأزال هذه الشدة عن
كنيسته وحول الحاكم عن ظلمه، فأمر بعمارة الكنائس التي هدمت، وإن يعاد إليها جميع
ما سلب منها، وصدر الأمر بقرع الناقوس ثانيا، وبعد ذلك أقام الاب زخارياس اثني عشر
عاما، كان فيها مهتما ببناء الكنائس وترميم ما هدم منها، وبقي في البطريركية
ثمانية وعشرون عاما، وانتقل إلى الرب بسلام، صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائما
ابديا امين.

 

نياحة
البابا زخارياس ال64 ( 8 طوبة)

في مثل هذا
اليوم تذكار نياحة البابا زخارياس ال64. صلاته تكون معنا امين.

 

V زخارياس
أو زكريا البابا الرابع والستون

كان
من أهل الإسكندرية وُرسم قسا بكنيسة الملاك ميخائيل. وكان شيخًا متبتلاً طاهر
السيرة وديع الخُلق، وكان محبوبًا من جميع الأساقفة حتى أنهم كانوا ينزلون عنده في
كنيسته. إبراهيم بن بشر والباباوية لما تنيح القديس فيلوثاؤس البابا الثالث
والستون، وقع الاختيار عليه ليخلفه، وكان السبب في الإسراع باختياره دون رهبان
الأديرة هو ما بلغهم عن أحد أعيان الإسكندرية المدعو إبراهيم بن بشر، الذي كان
مقربًا من الخليفة، والذي قدّم له رشوة وحصل منه على مرسوم بتعيينه بطريركًا،
وأوفده مع بعض الجند إلى الإسكندرية. فاتفق الأساقفة مع الشعب على تقديم القس
زكريا ورسامته بطريركًا، وكانت رسامته سنة 1004 م، وكانت بطريركته في عهد الحاكم
بأمر الله والخليفة الظاهر. ولما وصل إبراهيم بن بشر إلى الإسكندرية وجدهم قد
انتهوا من تكريس الأب زخارياس بطريركًا، فلما أطلَع الآباء الأساقفة على كتاب
الملك خشي الآباء عواقب هذا الأمر وخافوا غضب الخليفة، فأشاروا على البطريرك أنبا
زخارياس أن يطيب قلب إبراهيم بن بشر بالأسقفية، فرسموه قمصًا ولما خلا كرسي منوف
العُليا جعلوه عليه. رعايته كان مدققا في سيامة الأساقفة لكراهيته الشديدة
للسيمونية، أي اقتناء موهبة الكهنوت بدراهم. أقام مجلسًا من الأساقفة لحل المشاكل
الدينية، وللأسف كان أغلبهم من أقربائه فلم يراعوا الأمانة في خدمتهم، فكانوا
يقبلون الرشوة من المتقاضين لتنفيذ مآربهم ،وسبّب هذا ضيقا شديدا للبابا. شفاء
شماس تائب قيل أن شماسًا اختلف مع زوجته فتركها، وإذ جربه الشيطان سقط في الزنا،
فسمح الله بأن يُصاب بالبرص. عاد إلى زوجته فاشتكته لدى البابا. استدعاه البابا
وفرض عليه قانونًا بأن يصوم أربعين يومًا إلى المساء ويأكل القليل جدًا. بعد
انقضاء فترة التأديب صلى من أجله ونال الشفاء. مشكلة القس يوحنا من ذلك أن كاهنًا
على قرية أبي نفر بالجيزة يُدعى القس يوحنا اشتهى الأسقفية، فطلب ذلك من البابا.
قدم البابا هذا الطلب لمجمع الأساقفة فرفضوا الطلب، قيل لأنه كان متزوجًا. كان
للبابا ابن أخ يُدعى ميخائيل أسقف سخا، كان محبًا للرشوة، طلب مالاً من القس يوحنا
ليساعده على رسامته فرفض واعدًا إياه بالدفع بعد سيامته، رفض ميخائيل ذلك وبدأ في
معاكسته. كان القس يوحنا كلمته في دوائر الحكومة، فخشي الكتّاب من انتقامه بأن يشي
بالبابا لدى الخليفة مما يثير الاضطهاد على الأقباط فكانوا يلاطفونه، وكتبوا له
تزكية وخطابًا للبابا لسيامته أسقفًا. إذ سمع الأسقف ميخائيل، وكان البابا في وادي
هبيب حرض بعض العرب عليه. وإذ عرف البابا بذلك حزن جدًا وطيّب خاطر الكاهن ووعده
بالأسقفية. رفض مجمع الأساقفة سيامته بسبب سوء تصرفه فأراد الانتقام، فكتب تقريرًا
إلى الحاكم بأمر الله جاء فيه أن البابا يراسل ملوك أثيوبيا والنوبة ويكشف لهم عن
أسرار البلاد وأن الحكام يسيئون معاملة الأقباط. اضطهاده غضب الحاكم بأمر الله
وألقى القبض على البابا ومعه بعض الأساقفة، ووضعهم في السجن لمدة ثلاثة شهور. طرح
البابا ومعه راهب يدعى سوسنة النوبي للأسود فلم ينلهما منهم أذى، بل تآنست بهما،
وقيل أن أحد الأسود جاءت عند قدمي الراهب وكانت تلحسهما. نقم الحاكم على متولّي
أمر السباع وظن أنه أخذ رشوة من البطريرك، فأبقى السباع مدة بغير طعام ثم ذبح
خروفًا ولطخ بدمه ثياب البطريرك والراهب وألقاهما للأسود مرة ثانية، فلم تؤذهما
أيضًا. تعجب الحاكم وأمر برفعه من بين السباع واعتقله ثلاثة أشهر، توعّده فيها
بالقتل والطرح في النار إن لم يترك دينه، فلم يَخَفْ البطريرك. ثم وعده بأن يجعله
قاضي القضاة فلم تفتنه المراتب العالمية ولم يستجب لأمر الحاكم. أخيرًا أطلق سبيله
بواسطة أحد الأمراء فذهب إلى وادي هُبيب، وأقام هناك تسع سنين، لحق الشعب في
أثنائها أحزان كثيرة ومتاعب جمّة، كما هُدمت كنائس عديدة. منعه الحاكم من مكاتبة
ملوك أثيوبيا والنوبة، وكان يتسلم هو مكاتباتهم للبابا، ويطلب منه أن يكتب إليهم
بأن الأقباط يتمتعون بكمال الحرية والراحة وعدم التعرض لهم في دينهم، وأن يوصيهم
بالمسلمين الذين تحت رعايتهم. زوال الشدة تحنن السيد المسيح فأزال هذه الشدة عن
كنيسته وحوَّل الحاكم عن ظلمه، فأمر بعمارة الكنائس التي هُدمت وأن يُعاد إليها
جميع ما أُخذ منها، كما سمح بضرب الناقوس مرة أخرى. قيل أن راهبًا يُدعى بيمن نال
من الحاكم حظوة وتمكن من استصدار أمر برفع الاضطهاد عن الأقباط، رجع البابا وأقام
في كنيسة أبى سيفين مع بعض الأساقفة والكهنة والراهب بيمن. زاره الخليفة فعرفه
بالبابا، فاندهش الخليفة لحقارة ملابسه وبساطته وسأله عن نفوذه، فأجابه الراهب:
“إنه بحالته البسيطة هذه يستطيع أن يخضع الناس له برسالة يوقع عليها باسم
الصليب أكثر من خضوعهم لجيوشك الجرارة”. أدار الخليفة وجهه وخرج من الكنيسة
وهم لا يدرون ما عزم أن يفعل بهم، ولبثوا في الكنيسة يتوقعون حدوث كارثة، وزادهم
رعبًا حضور القس يوحنا الكاهن بقرية أبى نفر علة المصائب التي حلت بهم. تقدم إلى
البابا وهنأه بالعودة سالمًا، وعاد يطلب منه الأسقفية فاغتاظ الأساقفة ولاموا
البابا على مقابلته له بالحنو، وحسبوا بساطته علة مهانتهم. خاف يوحنا من الأسقف
ميخائيل ابن أخ البابا واحتمى ببعض الحاضرين الذين أقنعوا الأسقف أن يصفح عنه، ثم
رسموه قمصّا. بعد ساعات عاد الخليفة وبدأ صوت البكاء يعلو إذ رأوه داخلاً بحاشيته
وظنوا أن ضيقًا مرًا سيحل بهم. لكن سرعان ما تحول الحزن إلى فرح حيث سلّم الخليفة
البابا فرمانًا بإباحة الحرية للأقباط، وردّ جميع ما سُلب منهم. بعد ذلك أقام الأب
زخارياس اثني عشر عامًا، كان فيها مهتمًا ببناء الكنائس وترميم ما هُدم منها. وبقى
في الرئاسة ثمانية وعشرين عامًا، ثم تنيح بسلام سنة 1032. السنكسار، 13 هاتور.
وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 114.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى