علم التاريخ

الْباٌباٌُ الرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ



الْباٌباٌُ الرَّابِعُ وَالثَّلاَثُونَ

الْباٌباٌُ الرَّابِعُ
وَالثَّلاَثُونَ

 

34. بطرس الرابع

الوطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

الأسكندرية
بطرس
دير الزجاج
1 مسرى 283 للشهداء – 25 يوليو 567 للميلاد
25 بؤونه 285 للشهداء – 19 يونيو 569 للميلاد
سنة واحدة و 10 أشهر و 25 يوما
8 أيام
 دير الفاتيه و بيعة القديس يوسف بدير الزجاج
 دير الزجاج
جيستنيوس الثاني

 

+ بعد
نياحة البابا ثاؤذوسيوس، تقدم أعيان مدينة الإسكندرية إلى واليها وأظهروا له ألمهم
من خلو الكرسى البطريركى فأشار عليهم أن يذهبوا إلى دير الزجاج كما لو كانوا
ذاهبين للصلاة ثم يرسموا هناك من يرغبونه… وبالفعل رسموا بطرس بطريركاً فى أول
مسرى سنة 283 للشهداء، ولكنه لم يجرؤ على الذهاب إلى مقر كرسيه بل أقام فى دير أبيفانية
قبلى دير الزجاج.

+ لم
يكن يفتر عن إرسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم على الإيمان المستقيم وكان يطوف
أديرة الإسكندرية و قراها (وكان يومئذ بظاهر الإسكندرية ستمائة دير وثلاثون قرية
جميع سكانها إرثوذكسيون) يعلمهم ويعظهم ويثبتهم حتى تنيح بسلام.

+
ونظراً لهذه الظروف اختار البابا رجلاً قديساً عالماً وجعله كاتباً له وأوكل إليه
الاهتمام بالكنائس.

+
تعيد الكنيسة بنياحة البابا بطرس الرابع فى الخامس والعشرين من شهر بؤونه.

 

نياحة
القديس البابا بطرس الرابع البطريرك 34 ( 25 بؤونة)

في مثل هذا
اليوم من سنة 285 ش ( 19 يونية 569 م ) تنيح القديس المجاهد البابا بطرس البطريرك
الرابع والثلاثين من باباوات الكرازة المرقسية. وذلك لما تنيح سلفه البابا
ثاؤدسيوس في المنفي بأمر وسباسيانوس الملك لأنه لم يوافقه علي قرارات مجمع
خلقدونية تقدم أعيان مدينة الإسكندرية إلى واليها في ذلك الوقت وكان رجلا صالحا
مستقيم الرأي وأظهروا له ألمهم من خلو الكرسي البطريركي فأشار عليهم أن يذهبوا إلى
دير الزجاج. كما لو كانوا ذاهبين للصلاة. ثم يرسموا هناك البطريرك الذي يرغبونه.
ففرحوا بذلك وأخذ الأساقفة هذا الأب بطرس إلى هناك ورسموه بطريركا، في أول مسرى
سنة 283 ش ( 25 يوليه سنة 567 م ) وكان الأنبا ساويرس الأنطاكي قد تنيح. فلما بلغ
أهالي إنطاكية أن المصريين قد رسموا لهم بطريركا رسموا لهم هم أيضا بطريركا يسمي
ثاؤفانيوس وتراسل هو والبابا بطرس برسائل الإيمان الأرثوذكسي ز وكان كل منهما يذكر
أخاه في صلاة القداس. إلا أن كلا منها لم يجرؤ علي الذهاب إلى مقر كرسيه فكان
البابا بطرس يقيم في دير أبيفانية قبلي دير الزجاج. كما كان ثاؤفانيوس يقيم في دير
أفتونيوس بظاهر إنطاكية. وكان يومئذ بظاهر الإسكندرية ستمائة دير واثنتان وثلاثون
قرية جميع سكانها أرثوذكسيين وكانت مدينة الإسكندرية ومدن مصر والصعيد ورهبان
الأديرة بجبل شيهيت وأثيوبيا والنوبة تحت رئاسة البابا بطرس. ولم يكن يفتر عن
إرسال الرسائل إلى المؤمنين ليثبتهم علي الإيمان المستقيم وكان يطوف أديرة
الإسكندرية وقراها يعلمهم ويعظهم ويثبتهم وكان قد اختر رجلا قديسا عالما يسمي
داميانوس وجعله كاتبا له وأوكل إليه الاهتمام بالكنائس وهو الذي صار بطريركا بعده
أما البابا بطرس فقد استمر في الاهتمام برعيته وتثبيتهم علي الإيمان الأرثوذكسي
حتى تنيح بسلام. صلاته تكون معنا. ولربنا المجد دائما. آمين

 

V بطرس الرابع البابا الرابع والثلاثون

ظروف
سيامته

نفي
الإمبراطور يوستنيان البابا الإسكندري ثيؤدوسيوس الأول (33)، وأقام بطريركًا
دخيلاً لم يجد من الشعب القبطي إلا كل مقاومة. عاد فأمر بسيامة أبوليناريوس في
مدينة القسطنطينية ليعتلي الكرسي الاسكندري، وقد انطلق إلى الإسكندرية ليدخل
الكنيسة في زي قائد حربي. هناك خلع ثيابه ليعلن المرسوم الإمبراطوري بتنصيبه
بطريركًا وقبول الإيمان الخلقيدوني، فبدأ السخط على الوجوه وحدثت احتجاجات، فصدر
أمره للجند بالمقاومة والقتل داخل الكنيسة، واستشهد الكثيرون، ودُعي ذلك اليوم
“المذبحة”.

وجد
أبوليناريوس كل مقاطعة من الأقباط بينما كان البابا الشرعي في أحد سجون
القسطنطينية حيث قضى فيه 28 عامًا حتى تنيح.

مات
يوستنيان ليتولى يوستين الثاني العرش، ويسلك على منوال سلفه حارمًا الأقباط من
أبيهم الروحي الشرعي، محاولاً أن يسند أبوليناريوس رغم إصرار الأقباط على مقاطعته.

تنيح
البابا الشرعي في السجن وظن أبوليناريوس أن الأقباط يستسلموا ويخضعوا بعد سنوات
هذه مدتها عاشها البابا في السجن، لكن على العكس شعر الأقباط باليتم، طالبين سيامة
بابا شرعي لهم. وإذ شعر أبوليناريوس أن نياحة البابا زادت الجو سوءًا على غير ما
توقع طلب من الحاكم نفي كل أسقف أرثوذكسي فلا يجد من يعاونهم على اختيار بطريرك،
وإن اختار الشعب فلا يوجد أساقفة يقومون بسيامتهم. هذا من جانب ومن جانب آخر أقام
وليمة ضخمة دعي فيها الكهنة وأراخنة الأقباط لكي يكسب ودّهم، لكن الأقباط لم
يكسرهم العنف ولا أغراهم التملق، إذ أصروا على سيامة بابا شرعي لهم.

بتدبير
إلهي استبدل الإمبراطور والي الإسكندرية بآخر يدعى أريستوماخوس، أظهر عطفًا على
المصريين ومودة شديدة، فسألهم أن يقصدوا أحد الأديرة القريبة من الإسكندرية
ليقوموا بسيامة من ينتخبوه بابا لهم.

بحث
الأقباط عن أقرب ثلاثة أساقفة مستبعدين عن كراسيهم مع بقائهم في داخل البلاد، وفي
هدوء تمت سيامة البابا بطرس الرابع في دير الزجاج الذي كان راهبًا فيه، وامتلأ
الكل فرحًا وتهليلاً.

أتعابه

لم
يكن ممكنًا لأبوليناريوس أن يقف متفرجًا على هذا الحدث الذي هزّ أعماقه وحطم نفسه
تمامًا، فأرسل إلى الإمبراطور يستغيث به من جسارة المصريين.

مُنع
البابا من دخول الإسكندرية، وبقى يتنقل من ديرٍ إلى ديرٍ، لكن سرعان ما مات
أبوليناريوس لتخف حدة التوتر بين الإمبراطورية البيزنطية والمصريين إلى حين إذ
استبدل الإمبراطور الوالي أريستوخاموس بوالٍ آخر، كان عنيفًا مع المصريين فحرم على
البابا دخوله الإسكندرية. أما البابا فصار يتنقل بين الأديرة بقلب مملوء حبًا
واتساعًا وبهجة داخلية، ممارسًا عمله الرعوي خلال رسائله مع شعبه ومع بعض أساقفة
الشرق.

كانت
الأديرة المحيطة بالإسكندرية تبلغ حوالي 600 ديرًا فكان الشعب المصري والأثيوبي
ومن النوبة يقدمون إلى الأديرة ليلتقوا بباباهم الساهر على رعايتهم.

في
إنطاكية      

كان
الكرسي الإنطاكي شاغرًا بعد نياحة القديس ساويرس الإنطاكي بمصر، وإذ سمعوا أن
الأقباط قاموا بسيامة بابا لهم تشجعوا هم أيضًا وقاموا بسيامة راهب ناسك مملوء حكمة
يسمى ثيؤفانيوس، يشارك البابا الإسكندري آلامه إذ كان هو أيضًا يعيش في دير خارج
مدينة إنطاكية كمطرودٍ من أجل الإيمان، وتلاقى الاثنان معًا على صعيد الألم خلال
الرسائل المتبادلة بينهما، وكانت هذه الرسائل سبب تعزية للشعبين.

رحلات
رعوية

بعد
موت أبوليناريوس الدخيل استطاع البابا أن يخرج من عزلته إلى حد ما فكان يتنقل بين
المدن والقرى، وقد قام بسيامة أسقف لجزيرة فيله، كما صار يبحث عن سكرتير خاص به
يسنده في عمله الرعوي، فاختار راهبًا شماسًا من دير بجبل طابور غرب الإسكندرية
يدعى دميانوس، عُرف بالحكمة والعلم مع التقوى والورع، كما كان كاتبًا ومصورًا
ماهرًا، محبًا لحياة الوحدة والعزلة.

أخذ
البابا تلميذه هذا الذي لم يستطع أن يرفض طلب أبيه لعلمه بما يتحمله الأب من مرارة
وما تعانيه الكنيسة من آلام. ودخل الاثنان الإسكندرية، ولم يدم البابا على كرسيه
كثيرًا إذ تنيح سنة 570م، أي بعد عامين من سيامته، مملوءة آلامًا في الرب.

في
أيامه وفد إلى مصر أيوب البرادعي، وقد دعى كذلك لأنه لا يلبس إلا خرق البرادع، نشأ
في دير بجوار الرّها يسمى دير الشقوق، وقد سيم أسقفًا على الرّها عام 541م.

القس
منسي يوحنا، ص329، 330، إيرس حبيب المصرى، ج 2، ص 154
162.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى