علم

من أقوال القديس إغريغوريوس النيصيصى



من أقوال القديس إغريغوريوس النيصيصى

من
أقوال القديس إغريغوريوس
النيصيصى

 

V إن كان العقل الذي
هو
الملكية المميزة لطبيعتنا يمك على هذه
التي أضيفت
إلينا خارجًا عنا (فإن كلمة الكتاب
أيضًا تعلن هذا
كأننا
في
أحجبة تسيطر البشرية على كل
الخليقة غير العاقلة
) تك1: 28)، فإنه ليس
شيء من كل الدوافع
تعمل فينا لاستعبادنا
للشر.

إنما
الخوف ينتج طاعة،
والغضب شجاعة،
والجبن
حذرا،
ودافع الرغبة
يجعلنا
نتأمل في الشهوات الإلهية الخالدة.
أما
إن ترك العقل اللجام كقائد مركبة ارتبط
بمركبة
وصارت
تسحبه خلفها. هكذا
العاطفة البهيمية التي للحيوانات إلى للحمل
تحملها.
عندئذ تتحول
الدوافع
إلى
أهواء،
كما ترى ذلك بالحق في
الحيوانات غير العاقلة. فإنه عندما لا يضبط
العقل
العزيزة، التي بالطبيعة توجد في البشر،
تتحطم
الحيوانات
المفترسه
بالغضب حيث تتقاتل
فيما بينها.

V إن لم توجه الغرائز بالعقل إلى
ما
هو حق،
فتسيطر الأهواء على
العقل
تتحول بشريتنا من
التعقل
والتشبه باللَّه
إلى البهيمية وعدم
التعقل.
بهذا نتحول إلى حيوانات مفترسة بقوة هذه الأهواء.

V إن استخدم شخص ما هذه العواطف
في
أصولها الحقة،
يتقبلها فيه تحت سلطانه،
يصير
كملك الذي باستخدامه أيادي خدامه الكثيرين لعونه،
فإنه بسهولة
يتمم هدفه
المملوء فضائلاً. على
أي
الأحوال إن ثار العبيد ضد
سيدهم،
يسقط
تحت سلطان هذه العواطف
ويستعبد لها… فيصير
كدمية
لدى العواطف التي
بالطبيعة تخضع له.
إنه ينسحب
لتصرفاتها
إذ يلتزم بالقوة للخضوع لسلطان الأهواء
التي تسيطر
عليه.

 

تعلن
الخليقة بوضوح
عن صانعها كقول النبي،
إنها
تحدث بمجد اللَّه بأصوات صامتة (مز1: 19-4). نرى انسجام المسكوني،

عجائب
السماء والأرض. نرى كيف
Hان العناصر
المتعارضة
الواحدة ضد الأخرى
بحسب
طبيعتها قد صارت في نسيح معا تحقق ذات العرض في اتحاد
لا يمكن
تفسيره،
كل منهما يساهم بقوته
ال
pللكل.

1- On the Soul and the Resurrection , ch 1.

 

V عندما نسمع أن النفس قد رحلت نرى ما قد تركته خلفها،
لكننا
لا نعرف ما قد انفصل.
لا نعرفها في طبيعتها
ولا نعرف أين
ذهبت… عندما ترحل هذه
القوى فإن
ما يتبقى هو جثمان خضع فعلا
للفساد… بسبب هذا
حزننا على الراقدين
غاية الألم،حيث لا نفهم
بوضوح إن كان العنصر
واهب الحياة
لا زال
موجودا
أو
أين هو وكيف يوجد،
إن كان لا يزال
يوجد
في أي موضع بأية
وسلة.

 

Vبالحق
يمكننا
القول بأن التشبه بالإلهي (تك26: 1)
يتم باقتداء نفسنا
بالطبيعة الفائقة.

V لا توجد حدود لعمل الحب،
حيث
أن الجمال
بلا حدود، ويقل الحب
عند حدود الجمال.

V إذ تحقق النفس هذه الغاية
(الحب)، لا تحتاج
إلى آخرين،
حيث
تحتضن كمال
الأشياء الموجودة
وتبدو
بطريقة ما وحدها لتحفظ
في ذاتها التطويب
الإلهي.
حياة
الطبيعة
الفائقة هي الحب،
حيث أن الجميل
محبوب
بكل وجه ممن يعرفه،
والإلهي
يعرف
ذاته.
تصير المعرفة حبًا، لأن ما هو
معروف
جميل
بالطبيعة.

 

16
الفضيلة والتمتع بالسمات السماوية

V من يسعى في حياة الفضيلة يكون له شركة مع الله، لأن الله هو مصدر
الفضيلة.

الفضائل غير محدودة، لهذا يستحيل علينا أن نبلغ
الكمال، لأنه غير محدود، إذ هو من سمات الله غير المحدودة.

لا
نستطيع بلوغ قمة الكمال، لأن الكمال هو الله، لكننا نجاهد حسب إمكانياتنا حتى لا
نسقط من الكمال، ونسعى أيضًا لكي نقترب من الكمال، ونحصل على ما يمكننا بلوغه. هذا
هو ما يمكننا أن نعبر عنه بالكمال البشري، وهو النمو المستمر في الفضيلة.

 

17
الشيطان والجهاد القانوني

V لا يكون الجهاد قانونيًا ما لم يوجد عدو محارب ضده؛ فإن لم يوجد
عدو لا يوجد جهاد؛ ولن توجد نصره ما لم توجد حرب. فإننا ننتصر إذا غلبنا عدونا،
وسيطرنا عليه، ولم ننهزم منه.

 

17
الفضيلة دخول في المجد الإلهي

V امكانية النمو هي التي تشكل الروح فتتجه نحو الله أكثر فأكثر.

 من الأفضل أن نتغير إلى ما هو أفضل “من
مجدٍ إلى مجدٍ” (2كو18: 3). هذا يدخل بنا إلى تقدمٍ دائمٍ نحو الكمال بالنمو
اليومي، دون الاكتفاء بحدودٍ معينة من الكمال، هذا يعني عدم توقفنا عن بلوغ ما هو
أفضل، وعدم وضع حدودٍ يقف عندها نمونا.

 

20
حياة فردوسية داخلية

V يمتلك الإنسان في داخله المواهب التي هي الأبدية والسعادة والحرية
والإرادة الحرة ورؤية البرّ بعقل غير مظلم، بل نقي من كل شهوة؛ وهذه هي صورة
الإنسان التي عاش بها حين كان في الفردوس. كان يتمتع بالخيرات الموجودة هناك،
وكانت ثمار الأشجار التي يأكل منها هي الحياة والمعرفة والحب.

 

20
الخطية تفقدنا صورة السماء

V الإنسان الذي خُلق على صورة السماء وسقط بالخطية إلى الأرض؛ والذي
خُلق ليسود صار عبدًا، والذي خُلق في غير فساد حطمه الموت. والذي عاش في نور
الفردوس طُرد إلى الموضع الذي فيه الشقاء والبكاء؛ والذي كان بلا ألم تحوّل إلى
حياة الألم والموت؛ والذي كان في حرية وضبطْ للنفس صائرًا عبدًا لأشياء كثيرة لا
يستطيع التخلص منها.

 

20
الانشغال بالسم
اويات

V من الأفضل أن نتطهر من أي انجذاب نحو الأمور الأرضية فننجذب نحو
الأمور الفائقة على الحواس. عندئذٍ لا نكف عن الإعجاب بجمال السماء ونورها، وكل
جمال إلهي، يجذبنا نحو الأمجاء السماوية ويشجعنا على ذلك. “السموات تحدث بمجد
الله، والفَلك يُخبر بعمل يديه” (مز1: 19).

هكذا يليق بالنفس أن تترك كل شهواتها لكي تتأمل
في السماء والنجوم حتى نستطيع أن تدرك كل شهواتها لكي تتأمل في المساء والنجوم حتى
تستطيع أن تدرك عظمة ما فوق الكواكب.

لكن،
كيف يمكننا أن نبلغ هذا ونحن لا نزال نشتهي الأرضيات؟!

كيف
يمكننا أن نطير إلى السماء بدون الأجنحة الإلهية، خاصة إن كنا نسلك في طريق تعلم
المعيشة. فإنه في الواقع لا يتأهل أحد لكي يصعد بفكره إلى السماء إلا إذا نال
معونة الروح القدس الذي يُرمز له الحمامة، كقول داود النبي: “فقلت ليت لي
جناحًا كالحمامة فأطير واستريح” (مز6: 55). فإن الحمامة تطير بسهولة إلى فوق،
وتهرب من كل رائحة العفونة والفساد. هكذا حينما يتجنب الإنسان كل شهوات الجسد،
يرتفع إلى فوق بأجنحة حمامة “معونة الروح القدس”، ويسلك مجاهدًا ضد هذا
العالم. ويكتشف أنه لا يوجد ما يستحق أن يهتم به ويتعلق به، ويصير جميلاً إذ
يقترب من الجمال الحقيقي الذي هو الله، ويُضيء مثل النور، إذ تصير له شركة مع
النور الحقيقي.

 

30
التعلق بالآخرين والحياة السماوية

V الإنسان الذي يستطيع أن يحتقر كل الملذات البشرية، ولا يتعلق
بالأشخاص أو الأشياء من أعمال أو فنون، ولا بأي شيء آخر عن طريق الحواس، حتى وإن
كان هذا الشيء صالحًا، فإنه يليق بالإنسان أن يترك كل شيء، ولا يطلب إلا الله، لأن
جمال الله يفوق كل شيء. إنه الجمال الدائم إلى الأبد، الذي لا يتغير من لحظة إلى
أخرى، فهو فوق كل تغيير أو تعديل أو إضافة أو زيادة.

 

33
الخطية

V سقط الإنسان في وحل الخطيئة ففقد صورته التي على مثال الله الأبدي،
ولبس صورة التراب الفاسد. لكن يمكن أن يرجع للإنسان صورته الأولى حين يغتسل في
المعمودية، فتُمحى الصورة الترابية، ويشرق الجمال الروحي مرة أخرى.

V هذه المرأة تبحث عن الدرهم المفقود في منزلها (لو8: 15،9) الذي هو
داخل أنفسنا، والدرهم المفقود هنا هو صورة الله التي فينا، هذه التي فقدناها بسبب
الخطيئة. إنها لا تزال مختبئة فينا، لذا يليق بنا أن نزيل التراب ونزيحه هنا،
والتراب هنا يرمز إلى دنس الجسد… الدرس الذي تتعلمه من مَثل الدرهم المفقود هو
أن تعود إلى الصورة الأصلية لله، المختبئة حاليًا تحت ثقل الجسد، عندئذ نعود إلى
حالتنا الأولى.

 

الحياة الإيمانية رحلة
إلى السماء

V كانت الهجرة بالنسبة (لإبراهيم) كنبي هدفها هو طلب معرفة الله. لم
تكن الهجرة جسدية، لكنها روحية لمعرفة الأمور التي تكتشفها الروح. فكانت الهجرة
بالنسبة لإبراهيم هي خروج من الذات ومن العالم الزائل ومن الأفكار الأرضية، ورفع
عقله قدر المستطاع فوق الحدود العامة للطبيعة البشرية. تخلى عن تعلقات الحواس
فأصبح عقله نقيًا يُدرك ما هو غير منظور، ولم يعد السمع أو النظر يسبب خطأ للفكر…

لقد
فهم إبراهيم كل هذا حين تقدم في الفكر، وأخذ هذا كله كمؤمن لرحلته إلى السماء، فقد
تقوّى بالإيمان، وطبع هذا في قلبه، وارتفع فوق رؤية الماديات.

 

43
الأفضل أن نمجد ذاك الذي له القوة التي لا توصف في داخل نفوسنا

 

45
النمو الروحي صعود مستمر نحو السماوي

V يجري الإنسان نحو الله خلال الأبدية، ويتقدم نحو هذه العظمة.
وكلما صعد إلى فوق نما في النعمة، لكن يظل الله عاليًا جدًا، فلا نهاية للوصول إلى
كل ما عنده، إذ يظل عاليًا عن الذين يصعدون نحوه.

 

V لا تتوقف النفس عن الصعود والتحرك من بداية إلى بداية جديدة، فإن
بداية النعم العظيمة ليس لها نهاية، لأن اشتياق الذين يصعدون لا يتوقف عند حدود ما
أدركوه، بل تسهر الروح في طريقها إلى أعلى، إلى السماء، بلا توقف وبلا حدود.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى