علم التاريخ

رابعاً: الحرب اليهودية (66-70م)



رابعاً: الحرب اليهودية (66-70م)

رابعاً: الحرب اليهودية (6670م)

عندما رفض رؤساء اليهود دفع مبلغ 17 وزنة، اعتبرها جسيوس
فلوروس تحديًّا لسلطانه وبالتالي للحكومة الرومانية في فلسطين، فانطلق بجيشه من
قيصرية صوب أُورشليم، ولكن الشعب سد الطريق في وجهه. فللحال سلك الجنود مسلكاً
خشناً وذبحوا كثيرين، مما رفع درجة هياج الشعب إلى الدرجة القصوى. فلما رأى
الصدوقيون والفريسيون أن الأمر ينذر بالخطر، حاولوا التدخُّل لتهدئة الشعب،
وأخرجوا الكهنة بملابسهم الرسمية من الهيكل محاولة لتهدئة الشعب وإظهار الودّ نحو
فلوروس، ففشلوا لأنهم هم أول مَنْ أشعل الفتيل.

وإذ
رأى فلوروس أن جيشه لا يستطيع أن يواجه الشعب الذي بدأ الاعتداء بالحجارة والطوب
من فوق أسطح المنازل، انسحب إلى قيصرية([1]).

وعندما
استلم قائد الجيش في سوريا سستيوس جالوس إشارة أن أُورشليم في ثورة، أرسل ضابطاً
لاستطلاع الأمر، كما أرسل رسالة إلى أغريباس الثاني الذي كان في الإسكندرية فحضر
في الحال. وقد حاول الفريسيون جهدهم تهدئة الموقف، ولكن تغلَّب عليهم الغيورون
الذين ملكوا زمام الموقف معتمدين على أنهم بثورتهم واعتدائهم على الرومان سينالون
تأييداً من الله، وأن هدفهم لطرد الرومان هو جوهر الإيمان نفسه، فبالضرورة يكون
وفق إرادة الله، وبالتالي يكون توطئة لمجيء المسيَّا وإقامة مملكة إسرائيل
الإلهية.

وقد
زاد من لهب الثورة حماسة الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة، الذين كانوا يتمسَّكون
ببعض أقوال الأنبياء الخاصة بانكسار الأعداء وانهزامهم، لإقناع الشعب واتخاذ موقف
العنف والمبادرة.

كما
زاد من خطورة وجموح الأعمال التخريبية والانتقامية اندساس جماعة اللصوص والمتشردين
والمنتهزين للنهب والسلب.

ولمَّا
حاول أغريباس الثاني مع رؤساء الفريسيين إقناع زعماء الغيورين بأنه من العبث
الوقوف في وجه روما، كانت الإجابة الوحيدة المتكررة أنهم يعتمدون على القوة
الإلهية.

وأخيراً
هدَّدوا أغريباس الثاني فاضطر للانسحاب([2]).

وكانت
هناك تقدمة باسم قيصر والشعب الروماني يومياً في الهيكل عبارة عن عجل وحَمَليْن،
وكانت هدية دائمة موقوفة على الهيكل من قيصر، هذه أُوقفت تحدياً لروما ولقيصر([3]).

وابتدأت
عمليات الغدر الداخلي، فقتل اليهود بعضاً من زعمائهم غير الراغبين في الحرب،
فقتلوا رئيس الكهنة وأخاه وغيرهم([4]).

وبانتشار
خبر الثورة قام السوريون على اليهود في المدن التي لهم فيها أغلبية وذبحوا عدداً
كبيراً منهم([5]).

وبمجيء
خريف سنة 66م، تجهز القائد سستيوس جالوس بجيش كبير وتقدَّم من جهة أنطاكية، وأخضع
كافة البلاد التي اعترضته في الجليل، وأراد أن يهاجم أُورشليم، ولكنه عجز وتقهقر.
وانقضَّ عليه اليهود فاضطر إلى انسحاب مهين إذ قُتل من جيشه 5300 جندي و380 فارس،
مع أن خسارة اليهود كانت طفيفة حسب رواية يوسيفوس. وكان ذلك في نوفمبر سنة 66م.([6])
وقد فسَّر ذلك اليهود الغيورون أنها قوة يهوه قد واتتهم!!

ولكنهم
أدركوا أن إزاء الخسارة التي مُني بها الرومان سوف تكون الحرب القادمة ضارية،
فابتدأوا يستعدون لها. وقد تعيَّن يوسيفوس المؤرِّخ نفسه مشرفاً حربياً على إقليم
الجليل([7])
وقد نافسه في ذلك يوحنا الذي من جسشالا. أمَّا الذين في أُورشليم فرمموا أسوارها
وعبأوا كافة الشباب([8]).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى