اللاهوت الطقسي

22- الهيكل سماء السموات



22- الهيكل سماء السموات

22- الهيكل سماء
السموات

الهيكل في الكنيسة الأرثوذكسية يمثل السماء
عينها أو هي مسكن الله وسط خليقته السمائية وقديسين. عرفه الأب جرمانيوس “هو
مسكن المسيح ملك الكل متربعاً على عرشه مع رسله” هذا وقد ارتبط الهيكل
بالمذبح في الكنيسة القبطية، حتى أن الهيكل يدعى أحيانا بالمذبح. هذا الارتباط
يكشف حقيقة ايمانيه جوهرية هي ارتباط السماء بالصليب، فان كان الهيكل يمثل السماء
فأننا لا نعرفها خارج المذبح أي خارج الصليب.

 

هذه الحقيقة أعلنت رمزيا في العهد القديم،
فعندما دخل الشعب ارض الموعد وأقيم الهيكل في أورشليم رمز السماء التزم الشعب ألا
يقيم مذبحا أو يقدم ذبيحة خارج أورشليم وإلا قطعت النفس المخالفة من شعب الله
وفقدت إكليلها السماوي.

 

بهذا يؤكد الله تلازم الهيكل بالمذبح أو السماء
بالذبيحة فقد انفتحت أبواب السماء خلال ذبيحة المذبح أو (السماء) والتحم الصليب
بالحياة الأبدية.

 

هذه الحقيقة تمس حياتنا الروحية أيضا، فكما
يرتبط الهيكل بالمذبح والسماء بالصليب. هكذا تلتحم حياتنا السماوية بالصليب مع
السيد المسيح، ويرتبط رجاؤنا المفرح بجهادنا الروحي المملوء آلاما.

 

 * داخل
الهيكل:

خلف المذبح يقوم “الدرج” حيث يجلس
الأسقف على كرسيه (عرشه) وحوله الكهنة يمارسون عباداتهم وكرازتهم
..
لهذا يسمى البعض الهيكل بريستيريم (
Presbyterum) أي موضع الكهنة. فوق الدرج توجد الشرقية، وهى تمثل حضن الله
المفتوح للعالم كله خلال المذبح والخدمة الكهنوتية.

قدسية الهيكل:

 

 * داخل
الهيكل كانت الكنيسة تمنع أحيانا العلمانيين دخول الهيكل نهائيا. ربما لتحاشى أحد
العادات الوثنية التي أشار إليها القديس يوحنا ذهبي الفم ألا وهى وضع الإنسان يده
على المذبح ويقسم
.. أحيانا اكتفت الكنيسة
بمنع دخول الوثنين إلى الهيكل ولمسهم المذبح المسيحي كما أشار إلى ذلك القديس
اغريغوريوس أسقف نيصص

 

* الرب لموسى ” اخلع حذاءك ..
لان الارض التي أنت واقف عليها مقدسة. (خر 3: 5)

خلع الحذاء يشير إلى الشعور بعدم تأهلنا حتى
للوقوف في هذا الموضع المقدس الذي فيه نقدم الذبيحة المخوفة التي تشتهى الملائكة
إن تطلع إليها.

 

خلع الحذاء أيضاً يشير للشعور بعدم تأهلنا حتى
للوقوف في هذا الموضع المقدس الذي فيه نقدم الذبيحة المخوفة التي تشتهى الملائكة
أن تطلع عليها.

 

خلع الحذاء أيضا – عند العلامة أوريجين (أوريجانوس)
– يجمل معان – أخرى عميقة نذكر منها:

 

1. كانت الأحذية في القديم تصنع من جلد الحيوان
الميت، وكان الله بوصيته هذه يطلب منا أن نخلع عنا محبة الأمور الزمنية المميتة
لنلتصق بالسماويات الخالدة حتى نلتقي به.

 

2. الجلد الذي تصنع منه الأحذية يستخدم في الطبول
إشارة إلى عدم استخدام الطبول، أي حب الظهور بل بالجهاد الروحي الخفي تلتقي النفس
بإلهها في مقدساته.

 

3. في العهد القديم، إن رفض إنسان ما أن يتزوج
أرملة أخيه كوصية الله ليقيم لأخيه الميت نسلا تأتى الأرملة إليه في حضرة الشيوخ
وتخلع حذاءه من رجليه، ويسمى “بيت مخلوع النعل” (تث 25: 5-10) هكذا إذا
خلع موسى نعليه أشار إلى نفسه أنه ليس عريس الكنيسة
.. وهكذا في
كل مرة يخلع الأسقف أو الكاهن أو الشماس حذاءه من رجليه عند دخوله الهيكل أنما
يدرك في نفسه أنه ليس بالعريس أنما هو صديق العريس يسوع المسيح وخادمه.

 

 * أمرت
الكنيسة ” لا يتكلم أحد مطلقا في المذبح خارجا عما تدعو إليه
الضرورة..(القديس باسيليوس)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى