علم التاريخ

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي



الْباٌباٌُ الْمِئَةُ وَالثَّانِي

الْباٌباٌُ الْمِئَةُ
وَالثَّانِي

 

102. متاؤس الرابع

الموطن الأصلي
الأسم قبل البطريركية
الدير المتخرج منه
تاريخ التقدمة
تاريخ النياحة
مدة الأقامة على الكرسي
مدة خلو الكرسي
محل أقامة البطريرك مدة الرئاسة
محل الدفن
الملوك المعاصرون

مير
جرجس
البراموس
30 هاتور 1377 للشهداء -6 ديسمبر 1660 للميلاد
16 مسرى 1361 للشهداء – 15 أغسطس 1675 للميلاد
14 سنة و 8 أشهر و 9 أيام
 7 أشهر
حارة زويلة ثم حارة الروم
 أبو سيفين بمصر
محمد الرابع

 

+
بعرف باسم متى الميرى، إذ هو من مير من إقليم الأشمونين بكرسى قسقام المعروف
بالمحرق.

+
ترهب بدير السيدة العذراء المعروف بالبراموس ببرية شيهيت.

+ رسم
قساً على الدير، وبعد أيام من ذلك لبس الأسكيم وصار يجهد نفسه بالسهر والصلاة
والعبادة والسجود.

+ رسم
بطريركاً فى 30 هاتور سنة 1377 ش.

+ قضى
على الكرسى المرقسى مدة أربع عشرة وثمانية شهور وتسعة أيام.

+ تنيح
بسلام بعد حياة حافلة بالجهاد فى اليوم السادس من شهر مسرى سنة 1391 ش.

 

نياحة
البابا القديس متاؤس الرابع البطريرك أل 102 ( 16 مسرى)

في مثل هذا
اليوم من سنة 1391 ش ( 15 أغسطس سنة 1675 م ) تنيح البابا متاؤس الرابع البطريرك
أل 102. وهو يعرف باسم متي الميرى. ولد هذا الأب من أبوين مسيحيين تقيين كانا من
الأبرار الصالحين يعملان الصدقات والحسنات وهما من أغنياء أهل مير من إقليم
الأشمونين بكرسي قسقام المعروف بالمحرق وكانت لهما أراض زراعية متسعة ومواشي. وقد
رزقا ثلاثة أولاد ذكور أحدهم هذا الأب الفاضل وكان أحب اخوته عند والديه وكان اسمه
أولا جرجس. وقد اعتنيا بتربيته وهذباه بكل أدب ووقار، ولم يكلفاه كأخويه بالعمل في
الحقل والزراعة ولا برعي المواشي بل جعلاه ينصرف إلى القراءة والتعليم حتى صار
عالما بالكتب المقدسة أكثر من أهل جيله وأصبح قادرا علي تفسير معانيها لمن أشكل
عليه أمرها ولما كبر زهد هذا العالم الزائل ومضي إلى دير السيدة العذراء المعروف
بالبراموس في برية شيهيت وأقام به ست سنوات فتراءى له في حلم أن أبويه حزينان عليه
وعرفا عنه أنه مات لأنهما لم يهتديا إلى مكانه. فقام لوقته وأعلم اخوته في الدير
فأشاروا عليه بالتوجه إلى بلده لرؤية والديه فمضي إلى مير وسلم عليهما. فلما وقع
نظرهما عليه فرحا فرحا عظيما وبعد ذلك أرادا أن يزوجاه فلما علم القديس من أخ صديق
له بما اعتزما عليه هرب وعاد إلى ديره ثانيا فتلقاه اخوته الرهبان بالترحاب
والسرور وسكن مع هؤلاء القديسين، وسلك معهم سبيل المحبة والإخلاص وخدمهم الخدمات
الصادقة فزكوه للرهبنة وبعد ذلك رسم قسا علي الدير وبعد أيام من ذلك لبس الإسكيم
المقدس. وصار يجهد نفسه بالسهر والصلاة والعبادة والسجود أكثر مما فرض علي غيره من
الرهبان فكان يصوم من الليل إلى الليل وفي زمن الشتاء كان يصوم يومين يومين واستمر
علي هذا المنوال مدة حياته حتى اكتسب رضاء الرب بأعماله الصالحة وعبادته المرضية
وتقشفه التقوي.

ولما أنتقل
إلى رحمة الله البابا مرقس السادس البطريرك أل 101 وطلب الأباء والكهنة والأراخنه
أن يقيموا لهم راعيا صالحا عوضا عنه سألوا رهبان البراري والأديرة عمن يصلح لهذا
المركز السامي فأرشدهم إلى هذا الأب فطلبوا إليه الحضور إلى مصر فرفض إجابة الطلب
فاضطروا أن يرسلوا جنديا من قبل الدولة فقبض عليه وأتي به مقيدا.

وأما أهل
مصر فأمسكوا قسا آخر من الرجال القديسين يسمي يوحنا وأرادوا أن يرسموه بطريركا
فوقع خلاف بسبب ذلك فقبض الوالي علي المرشحين الاثنين وحبسهما عنده مدة أربعين
يوما ولما طال الآمر اجتمع الأساقفة وأشاروا بعمل قرعة هيكلية فعملت القرعة أمام
الجمهور كما عمل الجند أيضا قرعة فيما بينهم بدار الولاية وفي كل مرة كان يسحب اسم
جرجس في القرعة وفي بعض الليالي كان يشاهد جند الوالي شبه قنديل مضيء فوق رأس الأب
جرجس أثناء وجوده في السجن فوقع عليه الاختيار بعد الاختلاف الكبير ورضي به الشعب
فرسم في يوم الأحد 30 هاتور سنة 1377 ش ( 6 ديسمبر سنة 1660 م ) في عهد السلطان
محمد الرابع العثماني

وكان
الاحتفال برسامته فخما عظيما حضره كثيرون من طوائف المسيحيين علي اختلاف مذاهبهم
ولما اعتلي الكرسي البطريركي في القلاية البطريركية بحارة زويلة نظر في الأحكام
الشرعية والأمور الكنسية بلا هوادة ولا محاباة وكان متواضعا وديعا لا يحب الظهور
والعظمة فما كان يجلس علي كرسي في الكنيسة بل كان يقف بجانبه إلى انتهاء الصلاة.
ومن فضائله أنه كان يفتقد الأرامل والأيتام وكان يزور المحبوسين في السجون وينظر
إلى الرهبان المنقطعين بالأديرة ويعتني بأمرهم ويقضي ما يحتاجون إليه وكان محبا
للأديرة والكنائس وكانت معيشته بسيطة كعيشة الرهبان في البرية. وساد في أيامه
الهدوء والطمأنينة وقد استنارت الكنيسة بغبطته مدة رئاسته، وفي سنة 1387 ش ( 1671
م ) حصل وباء عظيم في مصر أفني الكثير.

وقام برسامة
مطرانين علي التعاقب لمملكة أثيوبيا بعد وفاة مطرانها يؤنس الثالث عشر، الأول
الأنبا خرستوذللو الثاني، وأقام هذا المطران علي الكرسي من سنة 1665 م إلى سنة
1672 م في مدة الملك واسيليدس، والثاني الأنبا شنوده الأول. وأقام علي الكرسي
البطريركي من سنة 1672 إلى سنة 1694 م في أيام يوحنا الأول.

والبابا
متاؤس الرابع كان آخر من سكن القلاية البطريركية في حارة زويلة لأنه نقل كرسيه إلى
حارة الروم في سنة 1660 م أول أيام رسامته.

وقد قاسي
بعض الشدائد إذ دخل الشيطان في قلب رجل مسيحي فصار يمضي إلى بيت جامع الضرائب
ويغرم المسيحيين فاشتد بهم الحال فشكوه إلى البابا فأرسل إليه وأحضره ونهاه فلم
يرتدع عن غيه فحرمه ومات شر ميتة، ومرة أخري أتت إليه امرأة تشكو له بعلها بأنه
طلقها وتزوج بأخرى فأرسل وأحضره ومعه امرأته الثانية وأمر بالتفرقة بينهما فامتنعت
المرأة وقالت : كيف يكون هذا وأنا قد حملت منه ؟ ” فقال لها البابا البطريرك
: ” ان السيد المسيح يفصل بين الشرعين ” ( بينك وبينها ) ولم تكد المرأة
تخرج من القلاية حتى نزل الجنين من بطنها فحصل خوف عظيم بسبب هذا الحادث وانفصل
الرجل عنها وعاد إلى امرأته الأولي وصار هذا البابا محترما مكرما مهابا من شعبه.

وفي مرة
أخري أراد بعض المخالفين أن يهدموا كنيسة القديس مرقوريوس أبي سيفين بمصر القديمة
ودخلوا الديوان وعينوا رئيسا لهذا الآمر فبلغ الخبر مسامع البابا فاغتم كثيرا وقضي
تلك الليلة ساهرا متضرعا إلى الله تعالي متشفعا بالشهيد مرقوريوس كي يحبط مؤامرة
الأشرار وينجي الكنيسة من الهدم فحدث والجند نيام أن سقط عليهم حائط فماتوا جميعا
وشاع هذا الخبر في المدينة كلها وبطلت تلك المؤامرة الرديئة فمجدوا الله تعالي.

وفي أيامه
كان عدو الخير يهيج غير المؤمنين علي المسيحيين وكان المسيح عز شأنه يبدد مشورتهم
ويهلكهم ببركة صلواته لأنه كان يرعى رعية المسيح الرعاية الصالحة.

ولما دنا
وقت نياحته مضي إلى المقبرة التي تحوي أجساد البطاركة بمصر وقال لها : ”
انفتحي واقبليني لأسكن بين أخوتي الأبرار ” ولما عاد إلى مكانه مرض مرض الموت
فأرسل إلى الأساقفة والكهنة واحضرهم وأوصاهم علي رعية المسيح كما احضر الرئيسة من
الدير وأعطاها كل ما عنده وأوصاها أن تسلمه لمن يأتي بعده لأنه وقف القيامة ”
ثم تنيح بسلام في شيخوخة صالحة بعد أن أقام علي الكرسي المرقسي مدة أربع عشرة سنة
وثمانية شهور وتسعة أيام. وكانت مدة حياته خمسة وسبعين سنة ودفن في مقبرة البطاركة
بكنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة وخلا الكرسي بعده سبع أشهر.

صلاته تكون
معنا. ولربنا المجد دائما. آمين

 

V متاؤس الرابع البابا المائة واثنان

كان
يدعى الراهب القمص جرجس الميري وكان رئيسًا لدير البراموس، سيم بطريركًا سنة 1660م
في أيام السلطان محمد الرابع. وفي نفس السنة نقل الكرسي البطريركي من حارة زويلة
إلى حارة الروم 1660م.

في
سنة 1669م حدث حريق كبير في أيامه جهة حارة زويلة مات فيه كثيرون. وفي سنة 1670 م
انتشر وباء عظيم بمصر وضواحيها.

اضطهاد
الأقباط

عاني
البابا من سوء معاملة الأتراك له إذ كان الوحيد من دون بطاركة الطوائف الأخرى
الموضوع تحت مراقبة الأتراك، فكان ممنوعًا من الخروج، كما كان محرمًا عليه الاتصال
بالجاليات الأجنبية، وغير مسموح له بالسفر إلى أية جهة، وكانت حياته مهددة في كل
لحظة. كان الأقباط هم الطائفة الوحيدة من غير المسلمين التي تُعامَل باضطهاد شديد
من المسلمين يعاملون للقبط بإهانة أكثر من يهود مصر. فكانوا يسيئون إليهم ويغلقون
لهم الكنائس ويقفلون عليهم أبواب بيوتهم لأتفه الأسباب ويظلمونهم ظلمًا فاضحًا حتى
يرغمونهم بدفع غرامات مالية باهظة. وفي سنة 1672م قاسى الأقباط اضطهادًا فظيعًا
لأن بعض الجند الأتراك قاموا بذبح امرأة خليعة وألقوا بجثتها قريبًا من بركة
الأزبكية، فقام العساكر ظلمًا وعدوانًا بغلق بيوت النصارى المتاخمة لهذه المنطقة
وأجبروهم على دفع غرامة قدرها ألف دينار دية لهذا الدم المسفوك إذا أرادوا أن
يفتحوا بيوتهم ويذهبوا إلى إعمالهم.

شفاعة
القديس مرقوريوس

حدث
ذات مرة أن أراد الغوغاء أن يهدموا كنيسة القديس مرقوريوس بمصر القديمة، ولكي
يصبغوا على عملهم بصبغة قانونية عينوا من قِبَل الدولة أغا للقيام بتنفيذ هذه
المهمة. فلما بلغ الخبر للبابا متاؤس اغتم غمًا شديدًا وأقام ليلة ساهرًا متشفعًا
وطالبًا مساعدة القديس مرقوريوس، وما كاد الجند يقتربون من الكنيسة حتى وقع عليهم
حائط بجوارهم فماتوا جميعًا، وشاع الخبر في المدينة كلها فاضطربوا وعدلوا عن
مشورتهم الرديئة.

أخيرًا
تنيح البابا متاؤس سنة 1675م ودفن في مقبرة البطاركة بمصر القديمة.

وطنية
الكنيسة القبطية وتاريخها، صفحة 275.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى