اللاهوت النظري

نظرية اللوغوس عند هيراقليطس



نظرية اللوغوس عند هيراقليطس

نظرية
اللوغوس عند هيراقليطس


ولد هيراقليطس في مدينة افسس بأسيا الصغري ولكن سرعان ما ترك هذه المدينة الي قرية
قريبة من معبد ارطاميس تاركاً الناس ليختلي بنفسه ويتوفر علي التأمل والتفكير وقد
احتقر عمه الناس وعادتهم واظهر كراهية شديدة نحو هوريموس وهزيوت لانهما نشرا
الاساطير والاباطيل بين الناس كما احتقر فلسفة فيثاغورث واكسانوفان وذلك لاهتمامهم
بالعلم الجزئي ” عديم الاهمية في نظره “


وإهمالهم المعاني الكلية التي تمثل علمه العلم الحقيقي.


لقب هيراقليطس بالغامض لانه كان يستخدم الرموز والتشبيهات ولكن عميقة وكان لها اثر
بعيداً فيما بعد وهي التي خلدت اسمه. والشذارات 139 التي بنيت لنا من كتابه في
الطبيعة تشهد بعمق فلسفه.


يعتبر هيراقليطس اول مفكر يوناني قال بنظرية اللوغوس وليس لها أي علاقة بالتعليم
المسيحي. ويقصد هيراقليطس قانوناً كلياً يدبر العالم وجوهراً ينبث في اجزاء الكون
المتغيرة، تعتبر شذارات هيراقليطس اقدم نصوص فلسفة يعبر فيها لأول مرة في تاريخ
الفكر اليوناني القديم عن اللوغوس مبيناً ان لوغوس العالم او اللوغوس الكلي هو
المبدأ العاقل في الوجود وهو قانون التغير ولو ان هيراقليطس لم يستطع ان يشرح لنا
طبيعة اللوغوس الازلي ولا ماهيته وجوهره، ومهما يكن من امر فينبغي ان نعرف إن منهج
هيراقليطس منهج تصوفي منطقي إذ نادي بالاتحاد بالحقيقة ولذلك فهيراقليطس يعتبر أحق
علي رأس الفلاسفة الذين جمعوا بين التصوف والمنطق علي السوء


وقد عرف هيراقليطس اللوغوس الكلي عن طريق الالهام لا السمع لانه كان كاهناً في
معبد ارطاميس وكان شائعاً لدي اليونانيين ان الكهنة يتصلون بالآلهة الوثنية
ويعرفون الحاضر والمستقبل عن طريق ما يوحون به اليه.


اللوغوس هو الحقيقة والجوهر الوحد للعالم المحسوس المتغير.


لقد نادي هيراقليطس بنظرية في اللوغوس ليضع حقيقة مطلقة فوق التغير المحسوس فقد
امن بوحدة الوجود وبالتغير المتصل او الصيرورة إذ قال بذلك فأنه امن بالمبدأ
الواحد وان ما عداه هو مظاهر وظواهر له، والوغوس هو المبدأ الواحد والجوهر الاوحد
وهو الوثاق الذي يربط الظواهر المختلفة بعضها ببعض واسا كل شيء.


ومذهب الوحدة وهو المذهب الذي اعتبر ان هناك جوهراً وحداً ومبدأ واحداً لجميع
الاشياء، هو اقدم مذهب ميتافيزيقا فنجد طاغيس يرجع جميع الأشياء الي اصل واحد هو
الماء.


زانكسمدريس ينادي بجوهر غير متعين هو اللامتناهي ” أي ليس له نهاية ”
وانكسمدريس جعله أي المبدأ هو الهواء واللوغوس الازلي هو الذي يدبر العالم كما انه
هو اللانهائي هو موضوع تأمل الفلاسفة والحقيقة الازلية مطلب الحكماء. والحكمة في
ان يدرك الانسان اللوغوس الكلي وان ينصب اليه وان يتبعه.


اللوغوس هو المبدأ للوجود وهو يشمل جميع الكائنات والكل به صنع وبواسطته تحدث جميع
احداث العالم كما انه الواحد، وما الكثرة الي نراها في العالم إلا اشكالا مختلفه
له. ولا تنعدم هذه الاشكال المختلفة من الوجود إلا بانعدام الواحد نفسه.


وقد ميز هيراقليطس بين اللوغوس باعتباره الواحد وبين الآلهه الاخري التقليدية
الكثيرة التي عرفها عامة الناس. فتكلم عن الواحد باعتباره الكائن الإلهي او الحكمة
او زيوس والواحد عند هيراقليطس يمثل الحقيقة افضل مما يمثلها الكثيرة بالرغم من ان
الواحد والكثرة لانه نادي بأن الحقيقي هو الواحد والكثرة معاً وذلك لان افلاطون
يؤمن بوجود العالم المعقول وان العالم المحسوس وما به من محسوسات انما هي اشباع
للحقيقة. واما هيراقليطس بأن هي مظاهر مختلفة للواحد.

 

*
اللوغوس ونظرية التغير المتصل.


يمثل هيراقليطس الحقيقة التغير الدائم للاشياء بصورتين من واقع الحياة اليومية:


الصورة الاولي: هي جريان الماء


الصورة الثانية: اضطرا النار.


والصورة الثانية احب اليه من الصورة الاولي لان النار اسرع في الحركة واكثر دلاله
علي التغير ولانه يري في النار المبدأ الاول في الوجود وتصدر عن الاشياء وتعود
اليه ويقول في ذلك: ” هناك تبادل بين جميع الاشياء والنار والعكس ”
فالتغير عند هيراقليطس هو حقيقة الوجود لانه القانون الذي يسير بوصية العالم
وينادي هيراقليطس بان العالم في تغير مستمر والثبات ما هو الا حقيقة التغير ووحدة
الكل هي وحدة التوافق والاتلاف الذي يوجد للاضداد ” الاشياء التي ضد بعضها


يقول في شذره من شذراته ” الناس لا يفهمون كيف ان الشيء الذي يختلف مع نفسه
يكون متوافقاً مع نفسه ”


فتوافق أو اختلاف العالم يعتمد علي ما فيه من تضاد كالحال مع القوس والقيثارة
وعنده ان كل الاشياء انما تصدر من النار الاصلية التي تحرق بطبيعتها والاحتراق في
حقيقة ما هو الا تغير وبهذه الوسيله يتحول الشيء باستمرار الي الاخر.


والنار الأصلية هي نار لطيفة اثيريه ونسمة حارة عاقله ازلية هذه النار الصلية تخبو
فتصير ناراً محسوسة ويتكاثف بعض البحر فيصير ارضاً وترتفع من الارض والبحر ابخره
تتراكم فتصبح سحباً تلتهب وتنقدح منها البروق فتعود ناراً او تنطفيء هذه السحب
فتكون الاعاصير وتعود النار الي البحر وتتكرر هذه الظاهرة الي ما لا نهاية ومن
تقابل هذان التياران يتولد النبات والحيوان علي وجه الارض غير ان الناس تتخلص
شيئاً فشيئاً مما تحولت اليه فيأتي وقت لا يوجد فيه سوي النار ويتكرر ذلك الي ما
لا نهاية حسب اللوغوس الكلي باعتباره قانون العالم. وعند هيراقليطس النار هي الله
وتتخذ صوراً نختلفة والقاباً مختلفة مثلها في ذلك الزهور تسمي بالعطر الذي يفوح
منه والتغير صراع بين الاضداد يحل بعضها محل بعض والتغير او الصراع بين الاضداد
عند هيراقليطس للحياة فلولا التغير او الصراع المستمر ما وجد شيء فان الاستقرار من
وجه نظره هو موت وعدم. نلخص من كل ذلك ان النار الالهية الحياة او الوجود او
التغير او الصيرورة وان اللوغوس ممتد بالتغير او الصراع بين الاضداد او اقل ان
لوغوس العالم هو قانون التغير المتصل او الصيرورة الدائمة.

 

*
اللوغوس هو النار الصلية:


لقد نادي هيراقليطس بأن النار الاصلية هي المبدأ الاول، والمبدأ العاقل للوجود وهي
الجوهر الذي تصدر عنه، وترجع اليه جميع الاشياء وهي فعاليه حارة عاقله ازلية وعنده
ان نظام العالم ازلي لأزلية النار الخالدة وان هذه النار في الحقيقة هي جميع
الاشياء في حالة امتداد متصل وصراع مستمر احتراق كامل، وهكذا علم الفثاغوريون
بخصوص النار فنادوا بوجود النار المركزية في وسط العالم وقد مجدوها ولقبوها او
الالهه وموقد العالم والمصدر الاول للحياة وكل حركة كما ان هذه النار عند
هيراقليطس، هي حياة وقانون العالم وهي التغير والصراع بين الاضداد والصيرورة بل هي
الإله وهي تنير الحياة والعالم. ولكن ينبغي لنا ان نلاحظ ان هيراقليطس لم ينظر الي
النار علي انها إله شخص او ذاتي بل علي انها مجرد نبدأ باطني للعالم او قانون كلي
منظم لكل الاشياء وقد دعا هيراقليطس هذه النار بعده القاب منها البرق والحاجة
والامتلاء او الشبع والقانون. ولكن ما هي الاسباب التي دعت هيراقليطس ان يجعل
النار الاصلية او الخالدة المبأ اول للعالم


هناك باعثان بذلك:


لان النار في تغير مستمر إذ الاشياء تخرج من النار (المبدأ الأول) وتعود مره اخري.


لان النار في وجودها وحياتها تعتمد علي الصراع والامتداد، فهي اسرع حركة من جميع
الاشياء اذن في النار تظهر الحياة والتغير الصيروري بأقصي وضوح من أي شيء اخر.

 

*
اللوغوس هو قانون العالم.


لابد ان نعرف اولا وقبل كل شيء ان هيراقليطس كما تكلم عن التغير والصراع بين
الاضداد فقد تكلم بصراحة عن اللوغوس باعتباره قانون العالم، انه يقصد بقانون
العالم مبدأ الحياة والارادة الالهية التي يخضع لها كل ما في الوجود بل هي القوة
العاقلة التي تدبر العالم والانسان بقواه العقلية المفطورة فيه يعرف اللوغوس
لسببين:


لان اللوغوس هو قانون العالم الضروري للوجود.


لان هذا القانون موجوداً في داخلنا.


والقانون الإلهي يحكم هذا العالم الذي يعيش فيه، والذي يتركب من الاضداد كما انه
يسود جميع المخلوقات وفي هذا الصدد يقول هيراقليطس:


الحمير تؤثر التبن علي الذهب.


يشرب السمك ماء البحر فيحيا به ويهلك الانسان اذا شربها


تساقي الاغنام بالضرب


إن جميع الاحداث والاشياء تحدث وفقاً لهذا الالهي سواء كانت إنسانية ام طبيعية
يقول في شذرته الاولي ومع ان اللوغوس حقيقة ازلية الا ان الناس اغبياء يعجزون عن
فهمه ليس فقط قبل سماعهم به بل حتي بعد سماعهم له لاول مرة ومع ان كل الاشياء تحدث
وفقاً لهذا اللوغوس يبدو للناس كما لم تكن لهم به أي خبره ولان القانون الالهي
منبث في كل الاشياء فانه يربط كل الاشياء بعضها ببعض ويوحدها حتي ان التغير نفسه
يسير طبقاً لهذا القانون كما يسري هذا القانون في النار فتشتعل بمقدار وتخبو
بمقدار كما يسري في صور الناس المختلفة التي تتحول اليها وقد فصل هيراقليطس عمل
القانون الإلهي في كل ناحية من نواحي الوجود لان القوانين الطبيعية والانسانية
مستمدة من القانون الالهي، ويوصي هيراقليطس الناس ان يطيعوا هذا القانون الإلهي بل
ويأمر جميع الناس ان يقوموا بالدفاع عن القانون الإلهي مثلما يدافعون عن اسوار
مدنهم لانه هو اعظم واقدس من جميع القوانين الاخري وينادي هيراقليطس بأن اللوغوس
هو القانون الالهي وانه قانون الحياة الانسانية بهذا يضع الأساسي الفلسفس
لاتجاهاته الاخلاقية وهو يصرح بانه ينبغي ان يعمل الانسان علي يكتسب الحكمة من
طريق معرفة القانون الإلهي.


وخلاصة القول:


أن اللوغوس الكلي عند هيراقليطس ليست قوة عاقلة مفارقه للعالم ولكنة موجود في
العالم بل انه والعالم شيء واحد، وانه موجود في كل مكان وفي كل انسان ومشترك بين
جميع الخلق وما نفوسنا وعقولنا والا قبس منه، ومنه نلنا قوة عقلية فلترفع نفوسنا
اليه ونتأمل فيه لانه الحق والحقيقة الازلية.


ما هو المنهج الذي اراد ديكارت ان يكون منهجاً للعلم والفلسفة


اشرح قاعدتين من المنهج العقلي لديكارت؟


اهم شيء في مدرسة الاسكندرية ارتباطها بالفلسفة


اهم اشهر الاباء من جهه ارتباطهم بالفلسفة بنينوس – اوريجانوس


مشكلة العقل والايمان


اوغسطين


جان اسكوت ارجين


انسلين


بونافينورا


توما الاكويني


مشكلة الاولوهية


ادله اثبات وجود الله


اوغسطين 3براهين


انسلين 4براهين


بونانتورا 3براهين


المنطق


عيوب منطق ارسطو


كيف عالج بيكون ديكارت منهج ارسطو


الاستدلال الرياضي والارسطي (مقارنه)


تعريف الرياضيات الكم المنفصل والكم المتصل


الرياضة نسج استنباطي


بناء النسق الرياضي من المقدمات اللامعرفات

 المعرفات

 البديهيات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى