كتب

حلم اسحاق



حلم اسحاق

حلم
اسحاق

7
(1) ترك ابراهيم سارة، ثم دخل إلى القاعة وقال لاسحاق: “تعال، يا ابني
الحبيب، واروِ لي الحقيقة. ماذا رأيت، وما الذي حصل لك لكي تدخل إلينا بعجلة وتبكي
هكذا يائساً”؟ (2) فشرع اسحاق يروي خبره فقال: “يا سيّدي، رأيتُ في هذه
الليلة الشمس مع القمر فوق رأسي. كانت تحيط بي وتنيرني بأشعّتها. (3) نظرتُ
وتساءلت عن هذه الرؤية، فرأيت أيضاً السماء تنفتح وينزل منها انسان مضيء يشعّ أكثر
من سبع شموس. (4) فاقترب هذا الرجل الشبيه بالشمس، فأخذ الشمس عن رأسي وصعد إلى
السماء من حيث خرج. فحزنتُ حزناً عميقاً حين رأيت أنه قد أخذ الشمس. (5) وبعد وقت
رأيت، وأنا قلق وحزين، هذا الانسان المضيء يخرج مرّة ثانية من السماء. وأخذ أيضاً
القمر عن رأسي. (6) فبكيت كثيراً ودعوت هذا الرجل قائلاً: “لا، يا سيدي، لا
تأخذ مجدي. إرحمني واسمع لي. إن أخذت الشمس فاترك لي أقلّه القمر”. (7)
فأجابني: “اتركهما يذهبان الآن إلى ملكوت العلاء لأنه يريدهما هناك. وأخذهما
مني. ولكنه ترك أشعّتهما بقربي”. (8) فقال رئيس القوّاد: “إسمع أيها
البار ابراهيم. الشمس التي رآها ابنك هي انت أبوه. والقمر هو أمه سارة. أما الرجل
المضيء الذي نزل من السماء فهو رسول الله الذي سيأخذ نفسك البارّة. (9) فالآن، يا
ابراهيم الوقور، إعلم أن الزمن جاء، وفيه تترك الحياة في هذا العالم وتنطلق إلى
الله. (10) فقال ابراهيم لرئيس القوّاد: “يا لمعجزة أعظم من جميع المعجزات!
اذن أنت الآن ستأخذ نفسي”؟! (11) فأجاب رئيس القوّاد: “أنا ميخائيل،
رئيس القواد، الذي يقف أمام الله. أرسلتُ إليك لأذكّرك بالموت، ثم أعود إليه كما
أمرني”. (12) أما ابراهيم (فقال): “الآن أنا أيضاً علمت أنك ملاك الرب،
وأنك أرسلت لتأخذ نفسي. ولكني لن أتبعك. فأفعل الآن ما أمرت به”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى