علم الكتاب المقدس

مصطلحات هامة



مصطلحات هامة

مصطلحات
هامة

لكي
نفهم المعنى المقصود من كلمة “الوحي” لابد من التعرض لمعرفة بعض
المصطلحات التي لها صلة بهذا الموضوع،ومن هذه المصطلحات:

1.     الإلهام

الإلهام
ما هو إلا نتاج العقل البشري، وهو هبة من الله يمنحها لبعض البشر ويتجلى في إبداع
هؤلاء فيما يعملون سواء كانت أعمالهم أدبية أو موسيقية أو غيرها، ولا يعتبر نتاج
الإلهام وحياً من الله.

2.     الإعلان

الإعلان
هو كشف ما لا يمكن إدراكه بغير ذلك، وحين نتكلم عن الإعلان الإلهي فهو ما يعلنه
الله عن ذاته، ويكشف به عن شخصه ومحبته للإنسان الذي في محدوديته لا يمكنه أن يتعرف
على الله إلا من خلال ما يعلنه الله عن نفسه.

3.     الوحي

الوحي
هو تسجيل إعلان الله بطريقة خاصة، وتحت تأثير الروح القدس حتى يتطابق إعلان الله
عن نفسه، بصورة كاملة وواضحة يستطيع الإنسان من خلالها التعرف على الله وإقامة
علاقة صحيحة معه، والكتاب المقدس هو تسجيل خاص للإعلان عن شخص الله، كتبه أناس
الله الذين اختارهم هو لهذه المهمة، لكنهم لم يكونوا ليكتبوا شيئاً من عندياتهم بل
ما أمرهم به الله كتبوه.

آراء
خاطئة!

على
مدى التاريخ ظهرت مفاهيم ونظريات كثيرة عن الوحي، كان لها صدى واضح في تشكيل بعض
الآراء، لذلك رأينا أن نقوم بعرض هذه الآراء ومناقشتها، لإدراك المفهوم الصحيح عن
الوحي:

1.     نظرية
الوحي الطبيعي

تتلخص
هذه النظرية بإعطاء مكانة عالية للإنسان، فهي تنادي بأن الوحي ما هو إلا بصيرة
سامية لدى الإنسان وحس ديني مرهف، ومن خلال هذا الحس الديني يكتب الإنسان ما هو
روحي ليعالج به الروحيات، وهذه النظرية تساوي بين ما يكتبه الإنسان الروحي، وبين
كلمة الله، أي الكتاب المقدس والفارق بين الاثنين ضخم.

2.     نظرية
الوحي الجزئي

تنادي
نظرية الوحي الجزئي، بأن الله منح الإنسان عند كتابة الأسفار المقدسة قدرة خاصة
على كتابة الحق فقط فيما هو خاص بالأمور الإيمانية وممارستها، أما عند كتابة
الأمور العلمية أو التاريخية فلم يحفظ الله كتبة الوحي من الخطأ، لذلك قد نجد بعض
الأخطاء العلمية والتاريخية في الكتاب المقدس، وهذه النظرية لا تفرق بين ما حفظه
الله، وبين ما أخطأ فيه الكاتب، وهذا أمرٌ يتعارض مع فكر وقول الكتاب نفسه حين كتب
الرسول بولس بالروح القدس قائلاً “كل الكتاب هو موحى به من الله”
(2تيموثاوس 3: 16).

3.     نظرية
الوحي بالأفكار

يؤمن
أصحاب هذه النظرية بأن الله قد أوحى بالأفكار التي يريد توصيلها للإنسان، وترك
مهمة صياغة هذه الأفكار، بالكلمات المناسبة للكاتب البشري، ويأتي عجز هذه الفكرة
في كونها غير منطقية فكيف يمكن أن نفصل بين الفكرة وكلماتها، أو كيف يُعبر الكاتب
البشري بصدق عن فكرة لم تصدر عنه، وهذه النظرية تتعارض أيضاً مع ما قاله الرسول
بولس لأهل كنيسة كورنثوس حين قال “ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من
الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها
حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس..” (2 كورنثوس 2: 12، 13).

4.     نظرية
الوحي الإملائي

يؤمن
أصحاب هذه النظرية بأن الله استخدم كتبة الأسفار المقدسة كمجرد أقلام، أو أدوات
فقط، تسجل ما هو يُملى عليها دون تفكير أو اعتبار لشخصية الكاتب أو مستواه العلمي
أو غير ذلك، وفي هذه النظرية لا نستطيع تفسير سبب الاختلاف الواضح بين أسلوب كتابة
موسى عن عاموس، أو بطرس عن بولس مثلاً، إذا كان كل منهم كتب ما أُمليَّ عليه فقط.

5.     نظرية
احتواء الكتاب المقدس على كلمة الله

تعتبر
هذه الفكرة من أخطر الأفكار إذ يقول أصحاب هذه النظرية، أن الكتاب المقدس ما هو
إلا كتابٌ بشري، وهم ينادون بالتفرقة بين ما هو كلمة الله، والكلمة المكتوبة،
ويزعمون بأن الكتاب المقدس يحتوى على حق الله، وهم بذلك يعتبرون بأن الكتاب المقدس
كتاب بشري، كتبه البشر، لكنه في نفس الوقت يحتوى على رسالة هذه الرسالة هي كلمة
الله، فخلف الكلمات البشرية المسجلة في الكتاب المقدس تكمن رسالة إلهية هي رسالة
الله وكلمته. وهكذا فإن هذه لا تفصل بين كلمة الله، والكلمة المكتوبة، فإذا لم تكن
كلمة الله المنطوقة مساوية لكلمات الكتاب المقدس المكتوبة، فمن هو الذي يُحدد لنا
كلمة الله الموجودة في الكتاب المقدس؟، كما أن أصحاب هذه النظرية وهم يؤمنون بأن
الكتاب يحتوي على كلمة الله، فإنهم حين يدافعون عن القضايا الدينية فإنهم يسرعون
للاقتباس من الكتاب المقدس، فكيف

وهم
لا يؤمنون بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، ينادون بما لا يؤمنون؟.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى