تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



مدرسة الحياة المسيحية دراسات روحية لاهوتية متكاملة للخبرة والحياة


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


1- المحب والمحبوب ( علاقة شركة مع الله )

في الحقيقة لن نستطيع أن نتحدث عن الإنسان إلا من خلال إعلان الله في الكتاب المقدس، ولن نستطيع ان نستوعب سر الخلق إلا بانفتاح الذهن بالروح بقول الرب: ، لكي

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
1- المحب والمحبوب ( علاقة شركة مع الله )

كُتب : [ 01-27-2008 - 12:58 PM ]


في الحقيقة لن نستطيع أن نتحدث عن الإنسان إلا من خلال إعلان الله في الكتاب المقدس، ولن نستطيع ان نستوعب سر الخلق إلا بانفتاح الذهن بالروح بقول الرب: [ انفتح ]، لكي نرى أنفسنا على حقيقتها بعد ما غطاها تراب الزمان بالخطية وانفتاح العقل على الشر والفساد فحدث قصور في الذهن بسبب برقع الظلمة الذي غطى بصيرة الإنسان فطعن نفسه بأوجاع الموت بانفصاله عن الحياة وسماعه لآخر غير الله الحياة، لذلك نطلب من الله ان يفتح بصيرتنا على إعلانه السماوي بالروح لنفهم قصده من خلقتنا ونعرف حقيقة أنفسنا منذ البدء كما خلقها الله وحسب قصده المبارك ...

+ فبحسب إعلان الله الإنسان مخلوق أتى من العدم (تراب الأرض) . خلقه الله بكلمته ( يسوع ) ونفخ فيه نسمة حياة ( بالروح القدس ) ، فهو خُلق على صورة الله ومثاله :
" وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ... وجبل الرب الإله آدم تُراباً من الأرض . ونفخ فيه أنفه نسمة حياة . فصار آدم نفساً حياً " ( تكوين 1 : 26 و 2: 7 ) ؛ وخُلق فريداً في حياته وفي مصيره ، خُلق كأيقونة حية لله ، تعكس صورة بهاء مجده ...
فقد خلق الله الإنسان على صورته وأعطاه الحرية ، فقد وهبه إرادة حرة يستعملها في كل أعماله ومواقفه وقراراته وأقواله ، فأصبح له قدرة الاختيار الحُرّ بدون ضغط أو إكراه : [ الإنسان حُرّ في إرادته منذ البداية ، فقد خُلق على صورة الله الذي هو حُرّ في إرادته ... ] ( القديس إيرينيئوس )

والسر كله في طبيعة الله الخالق ، لأن الله = محبة ، والله المحبة خلق الإنسان محبوب له ، ولا يوجد إكراه في المحبة أي بين الحبيب والمحبوب ، فالحب هو عطاء مجاني لا ينتظر ثمن ، ويستحيل أن يوجد فيه ضغط أو إكراه ، إذ أن طبيعة الحب الحرية ... والحرية فيها اختيار مبني على حب أصيل ، والاختيار يأتي من الحرية وبدافع الحب نحو المحبوب ...

فالله المحب خلق محبوبة الإنسان ، على صورته ، أي جعله أيقونته الخاصة ، ووهبه الملامح الجديرة باللاهوت لا من جهة المادة ، بل من جهة النفس ، إذ جعل فيه السجايا الجديرة باللاهوت :[ فالنفس إذن ، هي صنيع إلهي عظيم مملوء عجباً ... والحاصل أنه خلقها من نوع يُصيرها له عروساً ورفيقة ( على صورته ومثاله ) حتى يقترن بها فتصير معه روحاً واحداً ( كقول الرسول في 1 كورنثوس : 6: 17 ) ] ( عظات القديس مكاريوس الكبير عظة 44 و 46 )

[ الإنسان كائن عاقل ناطق ، وعلى هذا الأساس هو شبيه بالله ، مخلوق بإرادة حرة وسيِّد لنفسه ] ( القديس إيرينيئوس )

وبذلك أصبح للإنسان قدرة على إنشاء علاقة خاصة فريدة شخصية بينه هو المحبوب والله المحب ، على أعلى مستوى ، أي علاقة شركة ووحده ، فمنذ بداية وعيه ، مثل طفل مولود ، قد تأسست علاقة شركة بمحبة حلوة ، إذ أن له لقاء رائع مع الله المحب كل يوم : " وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار " ( تكوين 3: 8 )

وعلاقة المحبة عبارة عن عطاء دائم ومستمر بين المحب والمحبوب ، فكل ما لله من حب مسكوب للإنسان ، وكل ما للإنسان مُعطى لله في انفتاح متبادل ، أي رد الحب بالحب ، بمعنى أن الله يحب الإنسان جداً فيتحاور معه ويسكب حبه له ويعطيه كل شيء ، والإنسان يرد على الحب بالحب وبتأكيد الاختيار للحياة مع الله بانسجام المحبين ...

فالمحبة ليست كلمة تقال إنما هي فعل ذات سلطان يجعل من المحبين في حالة من الألفة الشديدة ، وعلاقة المحبة على هذا المستوى هي اتجاه المحبوب نحو المحب كما أن المحب يتجه نحو المحبوب ، أي أن المحبة هي عطاء متبادل وأخذ متبادل ...

المحبة عطاء دائم يستحيل أن يتوقف ، هي نسيان الذات في سبيل الآخر ، التخلي عن كل شيء من أجل الآخر ، عطاء يستمر ويتزايد إلى أقصى درجة ، وهل يوجد حب يُعَّبر عن هذه الحقيقة غير محبة الله للإنسان !!!

وهذا الحب بين المحب والمحبوب ، يحفظ في الحرية بالطاعة ، أي طاعة المحبوب للمحب ، فالله المحب أعطى لمحبوبة وصية تحفظ حريته وتبرهن حبه الأصيل ومعدنه :
[ إن جردت الفضيلة من عنصر الاختيار فإنك تنتزع منها جوهرها ] ( العلامة أوريجانوس )
[ ... لقد خُلق الإنسان في البداية بفهم يرتفع فوق الخطية والشهوات . ومع ذلك ، فلم يكن على الإطلاق غير قادر على الانحراف نحو أي جانب يوافقه ، لأن مبدع الكون العجيب رآه جيداً لأن يزوده بإمكانيات إرادته الخاصة ، ويتركها لحركتها المتحكمة في ذاتها لتتمَّم كل ما كانت تريده . والسبب هو أن الفضيلة ينبغي أن تكون نابعة من اختيار حرّ وليس ثمرة الإجبار ، ولا مرتبطة بقوانين الطبيعة التي لا يمكن للإنسان أن يعثر فيها ، لأن هذا صحيح بالنسبة للجوهر الأسمى الفائق ] ( القديس كيرلس الكبير – De adoratione 1 PG 68, 145 )

_______________________________________
ونختتم هذا الجزء بقول القديس كيرلس الأورشليمي :
[ أعرف نفسك ، أعرف من أنت – فهذه هي حالتك :
فأنت بشر مكون من نفس وجسد ، والله نفسه هو المبدع لكل من النفس والجسد . واعلم أيضاً أن لك نفساً هي سيدة لنفسها ، وهي أعجب إنجازات الله المصنوعة على صورة صانعها ، غير قابلة للموت ، من أجل الله الذي أعطاها الخلود ، فهي كائن عاقل غير قابل للفساد بسبب ذلك الذي أعطى مجاناً كل هذه النعم ، والذي له القدرة على أن يفعل ما يشاء ] ( عظات القديس كيرلس الأورشليمي للموعوظين 4: 8 )




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 09-28-2011 الساعة 05:40 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بين معجزات النبي محمد والمسيح بن مريم عليهما السلام Rss مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 05-10-2012 09:01 PM
متى 26يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 2- خطب المسيح الوداعية Bible تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد 0 10-26-2011 04:49 PM
تأملات فى سفر يونان النبى mmg كتب وأشعار قداسة البابا شنودة الثالث 15 03-27-2009 02:20 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 09:56 PM.