تذكرنــي
التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث
يمكنك البحث فى الموقع للوصول السريع لما تريد



تفاسير الكتاب المقدس العهد الجديد كل ما يخص الكتاب المقدس من تفاسير فى العهد الجديد


مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق


تفسير العهد الجديد في الكنيسة الأرثوذكسية

الأستاذ يوحنا كرافيذوذوبولوس تعريب الأب جورج برباري تُحفظ الأناجيل، التي هي جوهر العهد الجديد وجزء مهم منه، بشكل دائم على المائدة المقدسة في كل كنيسة أرثوذكسية. من عن

 

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
رقم المشاركة : ( 1 )
st-athanasios
ارثوذكسي متقدم
st-athanasios غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 9
تاريخ التسجيل : Apr 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 204
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : st-athanasios is on a distinguished road
افتراضي تفسير العهد الجديد في الكنيسة الأرثوذكسية

كُتب : [ 04-14-2007 - 12:47 PM ]


الأستاذ يوحنا كرافيذوذوبولوس



تعريب الأب جورج برباري



تُحفظ الأناجيل، التي هي جوهر العهد الجديد وجزء مهم منه، بشكل دائم على المائدة المقدسة في كل كنيسة أرثوذكسية. من عن هذه المائدة يأخذ الكاهن النصّ، المعروف ليتورجيًا بـ"الإنجيل المقدس"، ليقرأه في اجتماع المؤمنين الليتورجي ثم يعيده إلى مكانه بعد القراءة. هذا يشير إلى المكانة المهمّة التي لكلمة الله وكذلك إلى عمق العلاقة القائمة بين الكتابات المقدسة والكنيسة الأرثوذكسية. فالكنيسة لا تحافظ على هذه الكتب ثم تقرؤها للمؤمنين فقط، لكنها أيضاً تفسرها بطريقة مسؤولة وذلك عبر العصور.

سنبدأ الآن بعرض تحليلي:

أ‌. للميّزات الأساسية للتفسير الأرثوذكسي للكتابات بالعودة، بشكل خاص، إلى العهد الجديد.

ب‌. للعلاقة بين الكتب المقدسة والكنيسة بطريقة موجزة.

ت‌. سنخلص إلى العلاقة الجدلية القائمة بين الإخلاص للتقليد والحاجة الملحّة اليوم لتقديم الكلمة الإنجيلية بفعالية اكبر.



أ- الميّزات الأساسية للتفسير الأرثوذكسي للكتابات

لنفهم بشكل أفضل عمل الكنيسة التفسيري، يجب أن نضع نصب أعيننا الفرضيات الأساسية الثلاث التالية:

1. يفرِّق اللاهوت الأرثوذكسي بين الحق، الذي هو الله نفسه كما أُعلن بيسوع المسيح وقد "حلَّ بيننا" (يو14:1)، وبين تدوين الحقيقة الخلاصيّة في أسفار الكتاب المقدس. هذا التمييز بين التدوين والحق يؤدي، بحسب ثيودور ستيليانوبولوس، إلى النتائج المهمة التالية: أولاً، إنه يقي من تماهي سر الله مع حرفية الكتابات. ثانياً، إنه يسمح بأن تُرى في الإنجيل خبرة أشخاص عديدين في علاقتهم مع الله مكتوبة بلغتهم الخاصة، في عصرهم وظروفهم، في رموزهم وصورهم وفي أفكارهم الخاصة عن العالم. بتعبير آخر، إنه يسمح بعلاقة ديناميكية بين كلمة الله، الموجودة في الكتب والتي تؤلّف حقيقة الإنجيل، وبين كلمات البشر، التي هي أشكال بشرية بها تُنقل كلمة الله. ثالثاً، إنه يفترض أن الكنيسة الأرثوذكسية تَجُلّ أيضاً بشكل عالٍ كتابات أخرى عن الخبرة مع الله ككتابات الآباء القديسين، والأشكال الليتورجية ونصوصها ومقررات المجامع المسكونية. هذا ينقذ الكنيسة من حصر تركيزها في الكتاب المقدس. أخيراً، الاعتراف بعلاقة متحرّكة بين الحرف والروح يقضي على التطرف الكتابي العقائدي كموقف لاهوتي (وهو القول أن الله أملى الكلمات التي نقلها حرفياً فيما بعد كتّاب مكرسون)، وتاليًا يحمي حياة المؤمن الأرثوذكسي من خطأ التبجيل الصنمي لنص الكتاب المقدس (bibliolatry أو المغالاة في إجلال الكتاب المقدس). مع كل ذلك، هذا التمييز بين التدوين والحق ليس هدفه التقليل من أهمية الإنجيل. فإذا كانت الكنيسة الأرثوذكسية تقدّر كتابات أخرى عن الخبرة مع الله، فالإنجيل يبقى التدوين الأول في التقليد اللاهوتي وفي عبادة الكنيسة[1].

2. ما نسميه "التقليد" في الكنيسة الأرثوذكسية ليس سوى خبرة الكنيسة الحيّة مع الكتاب المقدس على مدى تاريخها[2]، وهذا ما لا يفهمه اللاهوتيون غير الأرثوذكسيون. وبما أن التقليد هو حياة، أي أنه فعل تلقي كنز الإيمان وتسليمه، فإنه ليس بأي معنى أمر جامد وهزيل، بل هو يملك المقومات الأساسية لأي كائن حي: الحركة، التقدم، استيعاب المحيط وتغيراته، وأخيراً، إلغاء أو نبذ العناصر الخاصة التي فقدت ارتباطها العضوي بجسد المسيح الحي.

3. كان تفسير الكتاب المقدس مهمة جسد المسيح في المسيرة التاريخية للكنيسة الأرثوذكسية. مما يعني أن تفسير أسفار العهدين القديم والجديد لا يمكن أن يكون مهمة شخص منفرد يعمل بنفسه، مهما علا شأنه الأكاديمي، بل هو مهمة الكنيسة وهو عمل يغذيه الروح القدس وموهبة منه. مع ذلك، فقد حازت محاولات التفسير الفردية لبعض اللاهوتيين، في الماضي والحاضر، الاستحقاق والتقدير إذا اتفقت في النقاط الأساسية مع إجماع الوعي الكنسي حتى ولو كانت طرق تعبير هؤلاء اللاهوتيين مبتكرة وشخصية تمامًا.



هناك ملاحظة نسوقها حول هذه الفرضيات الثلاث: أن يماهي بعض اللاهوتيين بين الحق وحرفية الكتاب (بمعنى آخر انهم صنّموا النص الكتابي)، أو أن ينظروا إلى التقليد كعامل يعيق واقع الحياة لا كخبرة حية للكتاب المقدس، أو ألاّ يفسروا الكتاب كأعضاء ملتزمين في جسد المسيح. إذا وجدت هذه الانحرافات الثلاث التي هي الشكل المرَضي للفرضيات المذكورة آنفاً، عندها ستتأثر الأرثوذكسية وكل صورها في العالم غير الأرثوذكسي بشكل مباشر. في مطلق الأحوال، تبقى قوة الحقيقة مستمدة من الله نفسه حتى ولو كان العرض البشري لهذه الحقيقة ضعيفاً.

بعد أخذ هذه الفرضيات بعين الاعتبار، نستطيع الآن تفصيل الميّزات الأساسية للتفسير الأرثوذكسي للكتاب المقدس:

1. المسيحية تحمل صفة تاريخية واضحة، على أساس أنها الكشف الإلهي في التاريخ. فلا يمكن للاهوت ولا للتفسير الكتابي، بشكل خاص، التغاضي عن الأخذ الجدي بعين الاعتبار الأوضاع التاريخية التي تفترضها أسفار العهدين القديم والجديد، وذلك منعاً للانحراف نحو نوع من الغنوصية. فقد حاربت كنيسة القرون الأولى بلا هوادة الهرطقة الغنوصية التي أضعفت، ضمن الذهنية الهللينية القائلة بثنائية المبدأ، الأسس التاريخية وقادت الناس إلى غير المدرك واللامادي. لم تواجه الكنيسة هذا الانحراف بالـ"ما ورائيات" المسيحية ولكن بـ"عثرة" الحدث التاريخي للصلب، الذي هو قمة التدبير الإلهي أو بالأحرى "سر التدبير الإلهي". كلمة الله "صار جسداً وحلّ بيننا" (يو1: 14)، لكي يفتدي البشرية ويحوّل العالم ليس إسخاتولوجياً فحسب بل تاريخياً، في الحاضر.

اللاهوتي الأول في الكنيسة، الذي شدّد على الصفة التاريخية لسر تدبير الله الخلاصي، كان إيريناوس أسقف ليون، الذي قدّم، في كتاباته ضد الهرطقات (القرن الثاني م.)، تاريخ الكتاب المقدس على أنه مسرحية أبطالُها أو نجومُها الله والإنسان، حيث يضعهما إزاء بعضهما ضمن الأوضاع الحسية التي توجد في كل زمن معين. ضمن هذه الأوضاع التاريخية الحسية، يسعى أحد البطلين نحو الآخر. فالأول (الله) يسعى، بشكل خاص، نحو الثاني (الإنسان) الذي ينزلق أو يخطئ باستمرار حتى ينتهي بهما المطاف أخيراً إلى لقاء بعضهما في المصالحة، في المسيح الذي "يجمع الكل في ذاته"، بحسب التعبير البولسي المفضّل لدى إيريناوس.

يلتقي التقليد الآبائي التفسيري بمجمله عند خط الصفة التاريخية للفداء، بالرغم من الأوضاع المختلفة، التي تحدد حاجات ومواقف كل مفسر، في كل زمن. ولا بد من التنويه هنا بأن التفسير الآبائي يتم من خلال المنظار الكتابي وليس بحسب افتراضات فلسفية مجردة. وفي الوقت ذاته يؤكد هذا التقليد على مفارقة التاريخ استناداً إلى واقع قبول الآباء: أ-بقدرة الله المطلقة وبحرية الإنسان في الوقت عينه. ب-بالنعمة الإلهية المقدسة، وأيضًا بدور خطيئة الإنسان في التاريخ. ج-بتاريخية الأخرويات وبما يتخطى تاريخيتها، في الوقت ذاته.

2. الصفة الإكليزيولوجية: وهي ميزة رئيسية ثانية يتميز بها التفسير الكتابي الأرثوذكسي. صفته كعمل كنائساني مردّها إلى اختبار المفسّر لسرّ الشكر واستنارته بروح الله. فحقيقة أن يسوع عاش في زمن تاريخي محدد ومكان حسي على الأرض وأنه علّم، وصنع العجائب وصلب على عهد بيلاطس البنطي، هي حقيقة يمكن إثباتها بالوسائل التاريخية المتعارف عليها. إلا أن حقيقة أن يسوع هو الرب القائم الذي باستطاعته أن يعمل بفاعلية في حياة كل إنسان، حقيقة لن يقبلها إلا مَن يعيش "في الروح القدس" (1كور12: 3). بتعبير آخر، إن التاريخ (دون أن يتوقف عن أن يكون الأرض الصلبة للمفسر) يصير لاهوتًا عندما نضع نصب أعيننا ليس فقط الحدث التاريخي بحد ذاته ولكن أيضًا قيمته لدى الناس عند حدوثه وفي زمننا الراهن، وهنا تكمن أساسًا رسالته الوجودية. الفهم الخاص للكتاب المقدس هو أنه حركة تسير في اتجاهين: اتجاه نحو الزمن الذي كتب فيه النص، وهو تفسير النص (هذا ما سبق وأشرنا إليه في عرض الميزة الأولى للتفسير الكتابي الأرثوذكسي، أي الصفة التاريخية). والاتجاه الآخر نحو زمننا، وهو التفسير الرئيسي للنص أي رسالته. هذا ما اعتمدته الكنيسة دائماً في تفسيرها-مع الآباء وفي زمننا- وما زال الأمر كذلك في أي وقت ومع أي كان.

3. الصفة الآبائية تعطي التفسير الأرثوذكسي طابعاً خاصاً. تشير هذه الميزة، إذا فُهمت كما ينبغي، إلى استمرارية خلاّقة لروح الآباء، وهذه ليست اجترارًا أعمى لتفسيراتهم في متغيراتنا التاريخية والاجتماعية والأكاديمية، بل هي إخلاص للأسلوب الحي بتحويل معنى التاريخ الإنجيلي إلى عظة حياة ونداء وجودي، وذلك بطريقة لاهوتية. غني عن القول، أن هذا الإخلاص هو ثمرة المشاركة بين تقليد التفسير وحياة الكنيسة.



رد مع إقتباس
Sponsored Links

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
دائم, بدور, باستمرار, حاجات, حياة, اختبار, الشكر, البشرية, الحياة, الثاني, الاعتراف, الرب, الجديد, الأرض, الإلهية, العالم, العهد, التالية, الماضي, المسيح, المسيحية, القدس, القديم, الله, الله), الليتورجي, الناس, الوعي, الوقت, الكشف, الكتب, الكلمات, الكنيسة, اليوم, جوهر, عندما, تبقى, size, مبتكرة, معنى, لتقديم, لقاء, نفسه, واقع, وجدت, ولكن, كلمات, يمكن, يوحنا, يكون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاضرات تبسيط الايمان للانبا بيشوى marina shohdy دراسات وأبحاث في الكتاب المقدس 3 09-17-2015 03:40 PM
ظهور العذراء مريم فى مصر Coptic4ever2 حياة القديسات 11 07-28-2010 11:41 AM
هل تجسَّد اللّه؟ menacapo مواضيع منقولة من مواقع اخرى بخدمة Rss 0 08-06-2009 01:59 AM

Rss  Rss 2.0 Html  Xml Sitemap SiteMap Info-SiteMap Map Tags Forums Map Site Map


الساعة الآن 02:03 AM.