قبل أن نخوض في معاني أسماء الله في الكتاب المقدس من جهة إعلانه عن ذاته للإنسان ، لا بد من أن نعرف من هو الله الحقيقي لا كمعلومة إنما كإله حي له علاقة حقيقية بنا في ضوء استعلانه الخاص والشخصي لكل واحد منا !!!
الله ليس هو مجرد قوة فائقة للطبيعة ، ولا هو نوع من إله الفلاسفة والمفكرين ، وليس هو المحرك الأول الذي يحرك كل شيء ويبقى هو بلا حركة كما يصفه أرسطو ، أو هو المثال الفائق الذي في خيال الإنسان كما يقول أفلاطون ، ولا هو الإله المتجبر الذي خلق الإنسان لأجل أن يصير عبداً له ويتسلط عليه ويقهره ويحرمه حريته ،كما تقول بعض الديانات القديمة وفلسفاتها !!!
إنما الله هو إله الإعلان الشخصي ، لأنه هو من يعلن عن نفسه ويكشف ذاته ، فهو خالق العالم ومدبره لأجل الإنسان محبوبة الخاص ، وهو أب حنون جداً لأولاده بني البشر ، الذي يدخل في علاقة عهد معهم ليكون لهم إلهاً وهم يكونون له شعباً مختاراً خاص جداً لحلوله وسطهم ، بل يكونوا هم إناء مختار ومختص بحلوله ، لأنه هو قائد النفس لأنها عرشه الخاص !!!
والله حينما يُستَعلَّن اسمه العظيم ويكشف ذاته كشف خاص لمحبوبة الإنسان فهو يربط اسمه بعمله مع الإنسان : [ الرب إلهك يحملك في طرقك كما يحمل الإنسان ابنه ] ( تثنية1: 31 )
ومن هنا يُستَعلَّن الله للإنسان – كما سوف نرى معنى اسمه العظيم – في وحدانية مطلقة يدخل إليها الإنسان في سر تجسد الكلمة فيعاين أعمال الله بمجد عظيم ، فالله فريد في كل شيء ، وحينما يتحدث الكتاب المقدس عن وحدانيته ، بكونه الإله الحي الواحد الوحيد ، فهو لم يكشف عن جمود الواحد ، ولا يعني الواحد العددي ، لذلك أول اسم استعلاني لله بدأ في سفر التكوين بكلمة [ إلوهيم – אלהים ] وهو اسم جمع يظهر عمق وحدانية الله ، لأن الله واحد يتعدى الواحد العددي وفوق الوحدانية ذاتها التي يفهمها الإنسان على مستوى الرقم والعدد !!!
والله في سر اسمه العظيم المعلن على صفحات الكتاب المقدس ، يُستَعلَّن لنا في سر الإيمان الذي ينطلق على أساس دعوة خاصة من شخصه العظيم لنا ، لكي نعرفه كإله واحد وحيد محب البشر ، يريد أن ندخل في عهد شركة مقدس معه ، وبدون هذا المفهوم الرئيسي من استعلان اسم الله مستحيل أن نفهم ونستوعب سرّ اسمه العظيم ونعرفه كإله حي لنا ، لذلك أردت أن أوضح هذه النقطة الهامة أولاً قبل استكمال الموضوع ، لأن بدونها سنجرد اسم الله ليبقى للمعلومة والفهم ، مع أن الأساس هو الدخول في شركة مقدسه معه بالحب على مستوى استعلان ذاته في داخل قلوبنا !!!
_____صلاة_____
يا من أعلنت لنا وحدانيتك بالسرّ الذي لا يوصف في داخل قلوبنا
فقد أعلنت لنا شخصك بتجسد الكلمة وعرفتنا وحدانيتك بالروح القدس
وبهاء مجد اسمك القدوس يا الله العظيم الأبدي والمتعجب منه بالمجد
في أفواه قديسيك الذين يحبونك وقد حفرت اسمك العظيم في قلوبهم
أشرق بنور شعاع مجد لاهوتك أيها الثالوث القدوس في قلوبنا جميعاً
فنستنير ونبصر مجدك فنتعرف على بهائك وندخل في شركة معك
اسمك حلو ومبارك في أفواه قديسيك أيها الآب والابن والروح القدس
أيها الاسم المملوء مجداً
أيها الاسم المملوء بركة
أيها الاسم البهي المشع نوراً
أيها الثالوث القدوس أملك على القلب واسكن في داخل نفوسنا
كما أعلن لنا ابنك الوحيد بمسرتك لأجل سكناه فينا
لأننا صرنا منزلك الخاص وعرشك البهي ببهاء مجد يسوع
الذي اتخذ جسدنا مقر سكناه الخاص ليصير حلولك فينا محبباً
أهلنا وهيأنا بروحك بكل زينة بهاء مجد يسوع
بالطهارة والنقاوة لنكون أهلاً لسكناك وحلولك
لكي نكون فعلاً أولادك في ابنك الوحيد
وتشع منا مجد بهاء نورك لنكون نور العالم على مستوى الفعل والعمل
أقبل تمجيدنا الآن وكل أوان بلا انقطاع أيها البهي في جلاله وجماله
لأن لك التمجيد الدائم أيها الإله العظيم الكائن بذاته ومعطينا قوة خلاص وفداء أبدي لا يزول بقيامة يسوع من الأموات