عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Baptist التبني - العطية العُظمى، غاية التجسد الإلهي

كُتب : [ 06-17-2018 - 06:45 AM ]


التبني العطية العُظمى، غاية التجسد 35462740_12269681741

التبني - العطية العُظمى، غاية التجسد الإلهي

وأما كل الذين قبلوه:
أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه،
أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله

(يوحنا 1: 12؛ 1يوحنا 3: 1)

(موضوع مسلسل عن التبني العطية العظمى التي لنا)
(سيتم وضع كل يوم جزء وعند انتهاء الموضوع سيتم فتحه للتعليقات)
هذا الموضوع
موضوع مهم للغاية بدونه لن نفهم طبيعة حياتنا المسيحية الأصيلة لذلك أردت أن نغوص فيه معاً حسب الإنجيل لكي نستوعب سر حياتنا المسيحية لنعيش كما يحق لإنجيل المسيح، إنجيل خلاصنا، وسوف يتم وضعه على أجزاء وحينما يتم الانتهاء منه سيتم وضعه بشكل كتاب بصيغة PDF طالباً من الله أن يعطي نعمة للجميع لكي ينتبهوا لعمله الصالح وتبنى حياتهم بناء سليم حسب قصده آمين.
__________________
(أولاً) تمهيــــــــــــــــــــد
(أ) مبادرة محبة الله
الإنسان في البدء خُلق بالاحتضان الإلهي مُحاطاً بالحضرة الإلهية، لأن في البدء أخذ الله تراباً من الأرض بطريقة ما ونفخ فيها من أنفاسه فصار الإنسان نفساً حية (تكوين 2: 7) مغروساً فيها ملامح إلهية خاصة لأنه خُلق على صورة الله كشبهه (تكوين 1: 26، 27)، وبهذه الطريقة صار وضعه الطبيعي أنه يحيا بنسمه الله أمام عينيه وفي مواجهة مستمرة معه، أي أن حياته كلها صارت في رحب المجال الإلهي المتسع، لأن راحته في السكنى مع الله والحضور الدائم أمامه، لأن هذا هو جوه الخاص الذي يحيا فيه طبيعياً، فلقاء الإنسان مع الله هو مجال راحته الحقيقي وفرحه الدائم الذي يُنشئ فيه كل لذة ويمده بالقوة الداخلية وبالتالي ينعكس عليه خارجياً، ولذلك فأن الإنسان في تلك الحالة يقال انه مكتسي بالنور ويحيا في حالة خاصة من المجد.
فالإنسان منذ بدء تكوينه
يحيا في بساطة القلب الطاهر النقي المتطلع دائماً نحو خالقه الحبيب الذي فيه راحته، لأن أعظم شيء عند الإنسان هو لقاؤه بالله والحياة في محضره الخاص، لذلك يقول المرنم عن وعي وإدراك لمشيئة الله في خلق الإنسان: ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب قد أحسن إليكِ (مزمور 116: 7)
وحينما كسر العلاقة بالسقوط
إذ طعن نفسه بطاعة مشورة الحية القديمة أي إبليس، انجرح جرح عميق غير قابل للشفاء، لأنه خرج خارج الحضور الإلهي الذي كان جوه المُميز الذي يحيا فيه، فصار متغرباً عن بيته ومكانه الطبيعي، فلم يعد من أهل بيت الله، فخسر شبه الله ولم يعد مثاله، وبذلك فقد حريته الحقيقية، والخليقة أيضاً – بالتالي – فقدته رأساً لها فتزعزعت وصارت تنبت شوكاً وحسكاً نتيجة اللعنة بسبب الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس، ولذلك ظل الإنسان في اضطراب عظيم وعدم سلام، ليس لهُ راحة داخلية مهما ما توفر له كل سبل الراحة من ناحية الجسد.
ولكن الله حسب طبيعة محبته العظيمة - الذي أعلنها في الكتاب المقدس
من المستحيل أن يتخلى عمن وضع فيه صورته لأنه ارتاح من أعماله حينما أكمل الخليقة ووضع على رأسها الإنسان محل سروره، لأن الله اختار الإنسان ليكون هيكل راحته الخاص، لذلك حينما سقط الإنسان لم يفقد تلك الصورة المخلوق عليها بالتمام، بل صار مفتقراً للجو الإلهي الذي كان يعيش فيه، الصورة فقط طُمست ملامحها وتشوهت لكنها ولَّدت حنين قوي ذات سلطان يخرج أنين قلب صارخ إلى الله [أنقذني من جسد هذا الموت]، أما من جهة المثال فقد ضاع بالسقوط، ولم يعد الإنسان يمثل الله وسط الخليقة ولذلك تمردت عليه ولم تعد تخضع لهُ بسبب تشوية وطمس ملامح السلطان الإلهي الذي كان مغروساً فيه [أنظر تكوين 1: 26 – 30]، لأن الإنسان صار كالهيكل الخرب المدنس، أو كالأطلال لمدينة عظيمة، فهي لم تباد بالتمام، إنما خربت وتحتاج إعادة بناء ليعود إليها مجدها الأول:
+ اِسْمَعِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَأَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ لأَنَّ الرَّبَّ يَتَكَلَّمُ:
«رَبَّيْتُ بَنِينَ وَنَشَّأْتُهُمْ أَمَّا هُمْ فَعَصُوا عَلَيَّ، اَلثَّوْرُ يَعْرِفُ قَانِيهِ وَالْحِمَارُ مِعْلَفَ صَاحِبِهِ أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَلاَ يَعْرِفُ. شَعْبِي لاَ يَفْهَمُ». وَيْلٌ لِلأُمَّةِ الْخَاطِئَةِ الشَّعْبِ الثَّقِيلِ الإِثْمِ نَسْلِ فَاعِلِي الشرّ، أَوْلاَدِ مُفْسِدِينَ، تَرَكُوا الرَّبَّ، اسْتَهَانُوا بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ، ارْتَدُّوا إِلَى وَرَاءٍ. عَلَى مَ تُضْرَبُونَ بَعْدُ؟ تَزْدَادُونَ زَيَغَاناً، كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ. مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ وَضَرْبَةٌ طَرِيَّةٌ لَمْ تُعْصَرْ وَلَمْ تُعْصَبْ وَلَمْ تُلَيَّنْ بِالزَّيْتِ. بِلاَدُكُمْ خَرِبَةٌ. مُدُنُكُمْ مُحْرَقَةٌ بِالنَّارِ. أَرْضُكُمْ تَأْكُلُهَا غُرَبَاءُ قُدَّامَكُمْ وَهِيَ خَرِبَةٌ كَانْقِلاَبِ الْغُرَبَاءِ. (إشعياء 1: 1 – 7)، وصار صراخ الإنسان العميق عبر الدهور: [قم يا رب إلى راحتك انت وتابوت عزك – مزمور 132: 8].
فبسبب محبة الله العظيمة افتقد البشرية
التي صارت قاصرة برحمته عن طريق الآباء (إبراهيم واسحق ويعقوب) والأنبياء الذين مهدوا الطريق للطبيب العظيم الابن الوحيد، ربنا وإلهنا كلنا شخص ربنا يسوع المسيح، الذي أتى في ملء الزمان حسب التدبير آخذاً صورة عبد طائعاً الآب حتى الموت موت الصليب لكي بجراحه يُشفينا، وبموته يقتل موتنا وبقيامته يُقيمنا خليقة جديدة فيه، لكي نصير أبناء لله لنعود نحيا في الجو الإلهي بضمان تجسده وختم دمه الذي يطهرنا من كل خطية، لنقف أمام الآب في بره (بر المسيح) الخاص لنقول بروح الابن الوحيد "أبا أيها الآب"، لأن الله لم يرد أن يشفينا من جرحنا العظيم عن أي طريق آخر سوى تجسد الابن الوحيد، فالابن تجسد وتأنس وشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية وحدها، بغرض أن ننال التبني الذي هو العلاج الحقيقي للبشرية:
لما كنا قاصرين كنا مستعبدين تحت أركان العالم. ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة، مولوداً تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني. ثم بما إنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذاً لست بعد عبداً بل ابناً، وان كنت ابناً فوارث لله بالمسيح. (غلاطية 4: 3 – 7)
فمفتاح حريتنا هو الخروج
من حالة القاصر الذي يحيا تحت سلطان الناموس المؤدب والمربي بغرض أن يُسلمنا للمسيح لنحيا ببر الإيمان [إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان – غلاطية 3: 24]، لأن الإنسان القاصر لا يستطيع أن يرث أبيه، لا بد من أن يبلغ السن القانوني ليصير وارثاً متمتعاً بكامل حقوقه، لأن القاصر ما زال تحت وصاية للتربية والتقويم، فنحن كنا قبل المسيح تحت وصاية الناموس، لكن حينما اتى الابن الوحيد في ملء الزمان ابطلت الوصاية طبيعياً ودخلنا في حالة النضوج، فلم نعد تحت وصاية الناموس بل برّ الإيمان بيسوع المسيح، وبذلك صرنا أبناء، وحياتنا التي نحياها الآن، نحياها في الحضور الإلهي، أي أن جونا هو الجو الإلهي، وذلك تم بالطبع بضمان التبني في المسيح، إذ قد صار لنا الوعد العظيم: [وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به الحياة الأبدية: الحق، الحق، أقول لكم، من يؤمن بي فله حياة أبدية؛ لا تخف أيها القطيع الصغير لأن آباكم قد سُرَّ أن يُعطيكم الملكوت؛ لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم إني من عند الله خرجت] (يوحنا 6: 47؛ 1يوحنا 2: 25؛ لوقا 12: 32؛ يوحنا 16: 27)
وعلى أساس هذا الوعد الذي لنا منه
صرنا أبناء في المسيح فضمنا أن ننال معهُ كل شيء: [لأن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم، ليكونوا مشابهين صورة ابنه، ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين. والذين سبق فعينهم، فهؤلاء دعاهم أيضاً، والذين دعاهم فهؤلاء بررهم أيضاً، والذين بررهم فهؤلاء مجدهم أيضاً. فماذا نقول لهذا: ان كان الله معنا فمن علينا. الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا أيضاً معهُ كل شيء] (رومية 8: 29 – 32)



Sponsored Links