عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الطريق المسيحي الأصيل، اتبعني - التبعية (موضوع كامل عن المفهوم الصحيح لحمل الصليب

كُتب : [ 04-28-2018 - 08:52 AM ]


(ب) الدرجة الثانية التي تلي انكار النفس: حمل الصليب
(+) تعريف ما هو الصليب
بالطبع عند تعريف شيء يختص بحياة التبعية حسب دعوة المسيح الرب، فأننا لا نشرح ونُفسر وفق أهوائنا الخاصة، ولا حسب تأملاتنا واعتقاداتنا الشخصية وميولنا الفكرية وما نرتاح إليه من مفاهيم، بل علينا أن نُدقق في كلام الرب نفسه لأن هوَّ وحده الجدير بأن يوضح لنا الأمور – بروحه القدوس – حسب قصده لنسير باستقامة وبعيون الذهن المستنير، لأن كلام الرب كله نور، يُنير الظلمات ويكشف الطريق، لأن من طبيعة النور هو كشف الظلمات ورفع الغموض:
فَحَتَّى الظُّلْمَةُ لاَ تُخْفِي عَنْكَ شَيْئاً، وَاللَّيْلُ كَالنَّهَارِ يُضِيءُ، فَسِيَّانَ عِنْدَكَ الظَّلاَمُ وَالضَّوْءُ؛ أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ هُمَا يَهْدِيَانِنِي (יַנְח֑וּנִינָחָה= أَرْشَدَ؛ تَرَأّس؛ حَرّك؛ دَبّر؛ دَلّ على أو أرشد للطريق؛ ساس؛ سَيّر؛ هَدَى؛ وَجّه) وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ؛ سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي. (مزمور 139: 12؛ 43: 3؛ 119: 105)
لذلك علينا أن نعود لكلمات ربنا يسوع لنفهم منه شخصياً قصده بكلمة حمل الصليب، لأن من يلهج في الإنجيل ويتتبع كلمات الرب بكل حرص وتدقيق بروح الصلاة وقرع بابه الرفيع العالي، فأنه يفتح ويعطيه، لأنه يشرق بنوره على الذهن فيستنير، وبالروح يكشف له خفايا الأمور وأعماقها المتسعة، فيتأصل في الحق ويعرف الطريق وكيف يسير فيه بتدقيق ولا يعثر أبداً، ولننتبه لكلام الرب لنفهم معنى الصليب الآن:
+ وَإبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً وَيُرْفَضَ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ وَيُقْتَلَ وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ يَقُومُ. وَقَالَ الْقَوْلَ عَلاَنِيَةً فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. فَالْتَفَتَ وَأَبْصَرَ تَلاَمِيذَهُ فَانْتَهَرَ بُطْرُسَ قَائِلاً: «اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا لِلَّهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ».
وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ، وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ، وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هَذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ». (مرقس 8: 31 – 38)
هنا موجود السرّ كله في معرفة الصليب معرفة حقيقية حسب مشيئة الله، فعلينا أن نُدقق في الكلمات، لأنه في البداية تحدث عن أنه ينبغي أن يتألم كثيراً ويُرفض ويُقتل، وقال القول علانية، مما جعل بطرس يشعر بحرج كبير سنفسره لأنه يحتاج فهماً دقيقاً، ثم كان رد الرب عليه أنك لا تهتم بما لله بل بما للناس، بمعنى أن بطرس يحتاج أن ينكر نفسه، لأن إنكار النفس يجعله يتقبل قول الرب علانية، وبالتالي فأنه لن يهتم بالناس بل بما لله، لذلك الرب كمل حديثه ليشرح لبطرس والجميع معنى حمل الصليب عملياً، وهو بملاحقته والسير وراءه خطوة بخطوة، بشرط أن ينكر الإنسان نفسه أولاً ويحمل صليبه ليستطيع أن يتبعه للنهاية، وكيف يتبعه؟: بأن يهلك نفسه من أجله ومن أجل الإنجيل ليُخلِّص نفسه، لأن الإنجيل فيه معلن برّ الله الذي تم بالصليب، صليب العار والتشهير، لأن الرب تكلم علانية وبطرس أخذه بعيداً عن التلاميذ ينتهره لقوله، لذلك في ختام كلامه قال: مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هَذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ.
ولنتعمق قليلاً في قول الرب، ففي البداية مكتوب أنه بدأ يُعلمهم، فالكلام هنا كلام تعليم وليس مجرد حديث خبري، مثل أي خبر عادي مُلقى على السامعين بكونهم يرافقونه، لأن كثيرون يقرأون هذا الكلام ويظنوا أن المسيح الرب يُخبِّر التلاميذ عن واقعية موته وما سوف يتممه قريباً حسب مسرة مشيئة الآب، لكن الإنجيل يؤكد أنه كان يُعلمهم على نحو خاص منفرد، ولا يُخبرهم، فهناك فرق بين التعليم ومجرد الخبر عن شيء ما سيحدث، فهذا هو التعليم الذي كمله بقوله لمن يُريد أن يسير وراءه ويتبعه: ينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني، ولا يستحي به ولا بكلامه الذي يتكلم به الآن، لأنه يتكلم عن الصليب؛ وهنا علينا أن نشرح معاني الكلمات لنفهم قول الرب بدقة وسنشرح الاتي بالترتيب حسب الآية:
(1) التعليم والخبر (2) ينبغي (يتحتم)
(3) يتألم ويرفض ويقتل (4)
يُهْلِكُ نَفْسَهُ

رد مع إقتباس