أسوأ رذيلة هي الأنانية
الذي يريد أن يخلص حياته يفقدها
وأما الذي يفقد حياته في في سبيلي فأنه يجدها
( مت 21 : 25 )
ياليتنا نفهم الأنانية حتي نجتنبها !
انها في آن واحد
طبيعية وضد الطبيعة .
هي طبيعية في جذورها لأن كل أنسان ميال الي أن يبحث
عما يفيده شخصيآ ويخدمه
وهي ضد الطبيعة لأن الأنسان
خلق للحب
والحب الحقيقي علي نقيض الأنانية .
وسبب هذه المعضلة أن الأنسان يفهم خطأ سعادته .
فالسعادة في بذل الذات .
ويخاف الأنسان ان يبذل ذاته فيضيعها
ولكن في الانانية خسارة وتعاسة .
الأنانية هي :
حب الذات الذائد عن حده :
ان محور الأناني هو نفسه
يريد الأنسان ان يحيا ويكون سعيدآ .
ولا بد له ان يدافع عن نفسه ليحمي حياته وسعادته
ولكن غريزة البقاء وبعض مفاهيم خاطئة تجعل الأنسان
يظن ان نجاح حياته وسعادته يكمنان في أن يجتمع لنفسه
ويملك دائمآ أكثر ما يمكنه .
وعليه فهو يبحث علي ان يحصل وينال ويحتفظ دائمآ بأكبر
حصة من كل شيئ .
ولكنه في الواقع لا يقدم علي ذلك في حدود حقه .
بل علي حساب غيره من الناس
فيسلبهم ما يرجع اليهم وينتزع منهم ما يخصهم .
أن موقف الأناني العام هو المصلحة الشخصية
وهذه المصلحة تسمو في نظره علي كل شيئ .
لأنه لا يعمل لبناء عالم تسود فيه العدالة والسلام
ولا ليخدم غيره ويكون لهم منفعة
ولكنه يعمل بغية الكسب والمتعة الشخصية
لأنه لا يتعامل مع غيره ليساعدهم ويتفاهم ويتبادل معهم
ولكن ليستفيد منهم ويستغلهم .
أن محور الأناني ومركزه هو نفسه
فهو لا يحب الا ذاته
ويجهل محبة الآخرين .
يجهل الأناني المشاركة وخاصة العطاء وبذل الذات والمحبة
والتساوي في الاخاء والصداقة .
فلا يخشي ان يستغل
أصدقاءه انفسهم .
ان الانسان الكامل هو الانسان القائم علي قدميه يستنشق
نفحة الهية الي أعمق أعماق كيانه
ويحيا في حرية خلائق الله العاقلة سلامآ وتوازنآ
والانسان الكامل هو ايضآ الانسان الذي يضم اليه بمحبته
ورضاه اخواته البشر جميعهم
هكذا يكون الانسان قد تحرر تحررآ كاملآ من ذاته وانانيته
واستقبل في كيانه ربه وكل البشرية .