الارشاد الروحى

من هي الكنيسة – كيف لا نضل عن طريق الحق !!!

الكنيسة هي أم الأولاد الفرحة (مزمور 113) التي تحفظ بيتها في فرح الرب قوتها، وتعلن سعادتها بأولادها التائبين والبادئين في طريق التقوى والمتقدمين في النعمة والثابتين في الرب، المتمرسين في الحرب الروحية، يحيون في موكب نصرة الرب كل حين، والكنيسة مُمجده بسكنى الابن الوحيد فيها، تُنادي أولادها الذين هم أعضاؤها الأحياء بالرب، أن يحفظوا الإيمان العامل بالمحبة حتى الدم ويكونوا أمناء للمسيح الرب حتى الموت، لكي يفوزوا بعضوية الكنيسة الكاملة والمُمجدة في السماء …
والكنيسة فيها إعلان ملكوت الله الذي هو [ التمتع بخيرات المستقبل، التي هي التأمل في الله ومعرفته بقدر ما يُمكن لنفس الإنسان أن تحتمله ] (بحسب قول القديس أثناسيوس الرسولي)

من هي الكنيسة - كيف لا نضل عن طريق الحق !!!والكنيسة ليست سلطة مثل السلطان الزمني الأرضي، كما أن الله ليس سلطة، لأن السلطة تأتي دائماً كقوة خارجية مفروضة على الإنسان كقانون لتعلن عصا التأديب لمن يعصاها أو يخالفها، وهذا ما يُمثله القانون الأرضي، لأن كل قوانين الأرض هي قوانين خارجية حسب اتفاق الناس ليحاولوا بها أن يضبطوا بها المجتمع ككل، ولا يستطيع منفذها أن يفعلها بحرية ومحبة أو يدخل بها لحالة الشركة مع واضعها أو مع إخوته في المجتمع الواحد، لأن القانون عاجز أن يصنع شركة محبة في الحق !!!

فالكنيسة ليست هيئة أو منظمة عالمية أو كياناً بشرياً تحت ضعف الجسد أو شعباً فانياً تحت ضعف الموت الأبدي، ولا هي إكليروس يتسلط على الشعب بل الكنيسة ببساطة: [ جسد المسيح الرب، وهي البشرية الجديدة في المسيح يسوع، أي الخليقة الجديدة المؤمنة بالمسيح، تحيا وتتحرك به وتوجد فيه ]، لذلك الكنيسة هي الحق، وفي نفس ذات الوقت هي الحياة الروحية الباطنية للمسيحي الذي يؤمن إيماناً صحيحاً بالله القدوس، برؤية واستعلان إلهي داخل القلب، مُحدداً باختياره الحر، اختياره لطريق التقوى والبرّ بتوبته ومحبته للرب الظاهرة في حفظ الوصية والحياة بها بقوة الله [ الله العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا ] …

والمسيحي عضو الكنيسة الحية أي جسد المسيح الرب، يثبت في داخله قوة حياة الله التي تتدفق منه في صورة أعمال حسنه تُمجد الله الحي فيه، ويشع منه دائماً نور الله الحسن، وذلك حسب نعمة الله التي تسكن قلبه، وتفعل فيه ما يسر الله حسب تدبيره ومشيئته المُعلنة له في كلمة الله الحية، التي يستقي منها التعليم الحي، بإفراز ووعي قلبي وفكري، مستنير بنور الله وبإلهام الروح القدس الرب المُحيي، ويظهر دليل الحياة فيه بالمحبة !!!

فالكنيسة هي عامود الحق وقاعدته (1تي 3: 15)، وهي حاملة الإيمان المُسَلَّم مرة للقديسين. هكذا عاشت وهكذا استمرت، وهكذا خدم آباؤها وأبناؤها أجيالهم وعَبروا إلى فردوس الراحة، وذلك بعد ما أن سلموا الأمانة والوديعة كما هي كوكلاء صالحين للملك القدوس السماوي الحي فيهم بروحه القدوس الذي يشع فيهم روح التعليم الحي الذي طبقوه في حياتهم أولاً قبل أن يتكلموا به !!!

وكل مسيحي حقيقي مُخلص للرب ثابت في كنيسة الله، هو بطبعه تلميذاً حقيقياً للإنجيل، يستقي منه التعليم المستقيم حسب الحق المعلن بالروح القدس، روح الآب وروح الابن، الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا ممجداً الآب فينا بثمره الذي يظهر مع الأيام وحسب نمو ونضج كل تلميذ حقيقي للمسيح الرب، وبسبب ما عند تلميذ المسيح الرب من نعمه يُميز بها الروحيات وما هو من الله فعلاً، ولكونه بنى بيته على صخر الدهور، لذلك فهو يقف في صمود وأمان دائمين ضد خداع عدو كل خير الظاهر في محرفي كلمة الله والذي يغشونها تحت ستار الحق، كمن يخفي السم في العسل وهو غير ظاهر لغير المتمرسين في الحق، الحق الواضح في قلوبهم بالنعمة والإعلان الإلهي حسب مسرة مشيئة الله ونطقه الصالح.

أما الإنسان الساذج، والذي لم يتأسس تماماً في معرفة الحق ولم يتدرب بعد على سماع صوت الروح، مثل هذا الإنسان ينظر فقط للكلمات التي تقال بدون أن يتعمق في معانيها، فلا بد من أن يُجتذب بعيداً حسب غواية محرفين كلمة الله عن قصد أو حتى بدون قصد لأنهم لم ينالوا موهبة الروح، بل يتكلمون بما لهم من معلومات وليس من تعليم الحق في المسيح يسوع بإلهام الروح وبرهانه …

لذلك يا أحبائي في كنيسة الله المستنيرة بالنعمة والثابتة في الحق الذي لا يتزعزع، من النافع لنا أن نُصلي حتى ننال موهبة تمييز الأرواح، حتى يعرف كل واحد مَنْ هو الذي لا يقبله، ولا يستقي منه التعليم ويصدق كل أقواله أو تأملاته حتى لو كانت تظهر بكلمات الإنجيل وشكلها رائع يجذب العقل ويهيج المشاعر والعواطف ويلهبها، وتدعمها المعجزات والآيات، ومَن هو الذي يقبله كصديق ويستقبل منه التعليم وحياته مبنية على نفس ذات الإيمان المُسَلَّم من جيل لجيل في الحق بإلهام الروح …

أمين هو الرب الذي سيثبتكم ويحفظكم من الشرير (2تس 3 : 3)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى