الخدمة

رسالة الكنيسة – رسالة الخدام اليوم

رسالة الكنيسة - رسالة الخدام اليومالكنيسة هي صورة المسيح المنظورة وصوته المسموع للبشرية التي أحبها ويطلب خلاصها، ورسالة الكنيسة المقدمة لبشرية هو النداء بالتوبة والعودة لحضن الله …

الكنيسة كلها كيان واحد غير منقسم ومرتبط ببعضه البعض، فالرأس هو المسيح له المجد ذاته، ولا ينفصل أعضاءه بعضهم عن بعض منذ يوم تجسده إلى هذا اليوم بل وإلى آخر الدهور، لأن الكل مرتبط فيه كجسد واحد لا يفرقه زمان أو مكان بل يحقق وحدته دائماً بالسلام والمحبة: ” فاطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضا في المحبة. مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام، جسد واحد وروح واحد كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد، رب واحد إيمان واحد معمودية واحدة، اله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل وفي كلكم ” ( أفسس 4: 1 – 6 )

وليس في الكنيسة من يحيا منفرد بذاته وفكره ليتكلم كيف ما شاء ويعلم بفكره الخاص، لأن رسالة الكنيسة مستمده من شخص المسيح – له المجد – نفسه، وتنادي بما نادى به شخصياً:

(( توبوا وآمنوا بالإنجيل ))، (( أصنعوا ثماراً تليق بالتوبة ))، (( أن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم ))، (( هوذا الفأس وضعت على أصل الشجرة، فكل شجرة لا تصنع ثماراً جيدة تُقطع وتُلقى في النار ))، (( من ثمارهم تعرفونهم )) …

وهذا المنهج الكرازي البسيط يتناسب مع حاجة النفس البشرية للخلاص والحياة الأبدية بالالتصاق بالله الحلو، وقد مارس آباء الكنيسة نفس ذات المنهج اعتماداً على مناداة ربنا يسوع في الإنجيل، ولو قرأنا العظات التي كانت تُتلى على الموعوظين في العصور الأولى، سنجدها تتسم بالبساطة والتعليم الصحيح بنفس ذات روح المسيح له المجد وأسلوبه البسيط الذي هو مملوء روح وحياة لتشد الإنسان بالمحبة وتولد في داخله شوق عظيم للحياة مع الله بثقة الإيمان وبساطة الأطفال …

هذه هي رسالة الكنيسة في كل عصر، وهي هي رسالة ربنا يسوع، ورسالة الرسل وآباء الكنيسة كلهم معاً…

والمنهج الرسولي للتعليم يعتمد على:

أولاً – ممارسة خدمة الأسرار: كالمعمودية وعشاء الرب ( الأفخارستيا )، وكل الأسرار المقدسة … ولنا أن نتيقن ويكون لنا علم اليقين أن ما زال الروح القدس له المجد، حاضراً بشخصه وعاملاً دائماً في الكنيسة بالأسرار منذ أيام الرسل وفي عصر الآباء وإلى الآن وعصرنا هذا، بل وإلى منتهى الدهور.

ثانياً – المنهج الكتابي : القائم على تحقيق أقوال آباء العهد القديم وأنبيائه، وهو المنهج الذي بدأه الرب مع تلاميذه القديسين الرسل، وأكمله التلاميذ بعد ذلك في تعليمهم للمؤمنين، والروح القدس سكب مواهبه على المؤمنين لخدمة الكلمة، فوضع في الكنيسة أنبياء ومعلمين ومبشرين وحكماء ومدبرين … الخ …

وكانت الكنيسة الأولى زاخرة بالمواهب، واستمرت بالمواهب وفيض الروح القدس في عصر الآباء، وكان الكتاب المقدس بالنسبة لآباء الكنيسة مصدر الإلهام والامتلاء من الروح القدس، وقد استخلصوا منه العقيدة الأرثوذكسية بكل اتساعها الحلو وقانون الإيمان واللاهوت والحياة الرهبانية والتنظيم الكنسي وتفسير الكتب المقدسة وشرحها، وهو القوة التي استندت عليها كل القوانين الكنسية وقواعد التقليد الأساسية وقوانين المجامع المقدسة…

ثالثاً – والمهم لنا اليوم : أن نحيا بروح الآباء والكنيسة الأولى بكل أمانة وإخلاص، ونعتمد على فكرهم الملهم بالروح، الذي ينقل إلينا روح الرسل الذي هو هو روح المسيح يسوع راعينا الصالح القدوس، الذي أعطانا الحرية الذي ينبغي أن نُقيم فيها، ” لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية و الموت ” (رو 8: 2)، ” فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً ” (يو 8: 36) …

ولنا أن نحذر جداً ونعلم، أنه مستحيل أن نخدم ونقدم رسالة الكنيسة ونحن لم نتوب بعد أو نحيا في الحرية التي حررنا بها ربنا يسوع، فكيف ننادي بما لا نحيا به، فكيف لنا أن نطلب حرية الآخرين ونحن بعد تحت عبودية الخطية ونفعلها ونقع تحت سلطانها المدمر للنفس، ليس كمجرد ضعف في الطريق وسوقط عن دون قصد، أو بسبب ضعف ما لم نُعالج منه بقوة الله، بل حالنا مقيدين تحت نيرها الصعب ولم نتذوق النصرة والغلبة التي بربنا يسوع ونحيا كأولاد لله لنا الحرية، وسلاحنا قوة حياة التوبة بقلب يحب الله ويثق به جداً:

” أجابهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية ” (يو 8: 34)
” كل من يفعل الخطية يفعل التعدي أيضاً والخطية هي التعدي ” (1يو 3: 4)

فينبغي لنا أن نتوب أولاً ونتحرر من سلطان الخطية ونثبت في حرية ربنا يسوع: ” فاثبتوا إذاً في الحرية التي قد حررنا المسيح بها ولا ترتبكوا أيضاً بنير عبودية ” (غل 5: 1) ، ثم بعد ذلك نخدم بعد أن نأخذ الموهبة من الله ونتأصل في حياة التقوى لأننا نُعلَّم لا بأفكارنا بل بفكر الرب الذي لا نتعلمه أو نعرفه بدون الطهارة والنقاوة، ” لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح ” (1كو 2 :16):

+ طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله (مت 5: 8)
+ انتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به (يو 15: 3)
+ الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة (يو 6: 63)

‫2 تعليقات

  1. ما يتعبنا حقا هو تشوش الافكار وضعف معرفة الايمان الصحيح فلنصلى جميعا من اجل
    ان ينعم لنا ربنا يسوع بمعرفة الايمان والتلمذة الحقيقة

  2. هذا ما نحتاجه فعلاً، وهو أن نُصلي من أجل هذا دائماً، شكرك على هذا التعليق ووجودك الحلو الذي شرفنا كثيراً، كن معافي باسم الرب إلهنا آمين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى