الخدمة

اشعلوا الروح القدس في قلوب الناس

أيها الخدام والخادمات اشعلوا الروح القدس في قلوب الناس

اشعلوا الروح القدس في قلوب الناسيقول الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف – نيح الله نفسه بسلام – في لقاء التكريس البتولي 11 أغسطس عام 1993: [ أشعلوا الروح القدس في قلوب الناس – أشعلوا النعمة في قلوب الناس – أجعلوا الناس يعيشون الحياة المنتعشة مع المسيح… علموا الناس أن الكنيسة تُعالج الأمراض الروحية – ومن هُنا يجب أن يعيش الإنسان في الكنيسة. فالعلاقة الحية بين الإنسان والمسيح – والحياة داخل الكنيسة من أجل المعالجة والإنماء (النمو). فينبغي أن تكون علاقتك حية مع المسيح أولاً ثم تلجأ إلى الكنيسة لكي تطلب إرشادها في ما يُعطيك النمو الروحي ويُعالج ضعفك لا أن تغلق الباب مع الروح القدس بتصرف خاطئ في أمر من الأمور ثم تذهب إلى الكنيسة لكي تطلب إرشادها: ماذا تعمل في هذه المشكلة. فعندما تكون أنت حياً والروح القدس عامل معك، فالكنيسة عندئذٍ ستُساعدك على السير في الطريق، ستُساعدك على الخلاص من مرض روحي مُعين أو ضعف مُعين، فهُناك فرق بين المرض والضعف.
إذن توجد ثلاث خطوات: حيوية – نمو – علاج. النمو هو الذي يحتاج إلى الكنيسة، لكن علموا الناس أولاً أن يكونوا أحياء… ]

لو ركزنا في كلام هذا الأسقف الأمين الذي نال موهبة الرعاية بالروح، سنكتشف المعنى الحقيقي للخدمة التي ينبغي لنا أن نُقدمها، وهي أن نُعلم الناس أن يكونوا أحياء وليسوا أموات !! فلنا حياة في المسيح نحياها ونُقدمها …
فيا إخوتي الخدمة ليست تقديم المعرفة حتى لو كانت صحيحة 100% وكنا بارعين في استخدام الألفاظ والكلمات، ونلنا أعظم استحسان عند رؤساء الكنيسة وقادتها جميعاً، بل وعند جميع الناس، لأن الخدمة ليست كلمات مقدمة من عقل لعقل، ولا مجرد شعارات تُكتب في إعلانات حائطية، وليست فرق تسابيح وترانيم في أبهى جمالها ومجدها، فباطلة كل خدمة لا تُقدم حياة المسيح الرب للناس لكي يحيوا بها !!!

يا أحبائي لا تنخدعوا بكثرة الأنشطة – مع ضرورتها ولا ألغيها – بل أعلموا أن الخادم والخادمة هو الإنسان الذي يربط الآخرين بالله الحي، ويوجههم للرب يسوع ليحيوا به وفيه بالإيمان، الخادم الحقيقي هو من عرف الرب كإله حي وحضور مُحيي مُشبع للنفس على مستوى الخبرة المُعاشة، وله شركة حيه معه ومع القديسين في النور بالتقوى، حياته فعاله بالروح القدس الذي يشع فيه نور المسيح الحي…
فلا تنخدعوا وتظنوا أنه بمجرد خدمتكم يرضى عنكم الرب، هذا خطير ومفهوم مغلوط تماماً، لأن كيف يخدم من ليس له علاقة حية مع الله ويسمع صوته في قلبه ويتبعه ويحيا بالوصية!!! كيف يخدم أحد الرب ولم يحبه ويحفظ وصاياه أي يحيا بها ويحب أعداءه ويعيش فقط كما يحق لإنجيل البشارة والحياة!!!

الخادم الحقيقي هو من يربط الناس بالمسيح لكي ينتعشوا بنسائم الروح القدس، روح الحياة في المسيح يسوع الذي يعتقهم من ناموس الخطية والموت (أنظر رومية 8)، وفي النهاية يحيوا فرحين بالمسيح الذي يملأ حياتهم وليس بالخادم ذاته الذي ينبغي أن ينقص ويتلاشى ويظهر الرب وحده في ملء مجده وبهاء نوره، فالخادم هو من يوجه الناس للمسيح الرب لتكون حياتهم حية بالمسيح الرب!!!

يُخطئ الخادم كثيراً حينما يحسب نفسه المسئول الأول عن النفوس، وأنهم من غيره لن يعرفوا الحق ويضلون عن الطريق، ويُخطئ حينما يظن أنه يملك الحق كله وله كل المعرفة وأنه وحده سيقود النفوس للحياة، ناسياً أن عمله انه ينقص والرب يزيد، فكل عمله أن يظهر المسيح الرب للجميع ويختفي فيه، لأن حياته ينبغي أن تكون مستترة مع المسيح في الله…

يا أحبائي انتبهوا واحذروا جداً، فأن لم تكن لكم حياة مع الله ولكم حرية مجد أولاد الله على مستوى الخبرة والحياة، وأخذتم موهبة الروح لتقودوا النفوس لينبوع الحياة شخص ربنا يسوع نفسه، فخدمتكم باطلة تجلب عليكم دينونة لأنكم أخفيتم الرب وخلاصه العظيم وأظهرتم أنفسكم وحياتكم الهزيلة التي لا تملكون فيها إلا مجرد معلومات لا تُخلص أحد بل تنفخ [ العلم ينفخ ] (1كو 8: 1) وتقود للكبرياء والتعالي وفي النهاية لمقاومة الله لكم ولكل من يتبع خُطاكم: [ يقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (يع 4: 6)، فاحذروا من أن تعرفوا أكثر مما تعيشوا، وأن عرفتم أكثر فاتضعوا تحت يد الله القوية، واطلبوا من الله أن يحول كل معرفة لحياة في سر التقوى، لأن العلم وحده بدون حياة يفقد الإنسان حياته ويجعله يخسر لأن بتكبره سيطرد الخطاة الذين يحبهم الرب ويدعوهم للحياة الأبدية، وسيسعى دائماً لحرمان الناس وطردهم من الكنيسة بكل نشاط وغيرة كاذبة يوهم بها الناس أنه غيور على عمل الله والتعليم، عوض أن يضمهم ويناديهم للرجوع لله الحي، ناسياً أو متناسي أو غير قادر على الرعاية الحقيقية حسب موهبة الروح كما هو مكتوب: [ أيها الإخوة أن أنسبق إنسان فأُخذ في زلة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً ] (غلا 6: 1)

أحبائي الخُدام والخادمات: قدموا المسيح للمسيحيين الذين لم يعرفوه كإله حي وحضور مُحيي، قدموه كطبيب حقيقي معطي شفاء لمنكسري القلوب، كملك ظافر مطلقاً المأسورين في حرية مجد أولاد الله، وكنور حقيقي مُشرق يُعطي البصيرة لمن له عيون ولا يبصر مجد الله في داخله لأنه أعمى من جهة الروح لا يرى الله ولا يعرف بهاء مجد نوره ليسير فيه!!! فعملكم أن تشفوا كل مرض وكل ضعف وتقودوا النفوس للمسيح الرب، وهذه هي المعجزة الحقيقية التي يُسلمها الرب لخدامه الأتقياء الذين عرفوه في حياتهم طبيب وملك ونور وحياة أبدية…

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى