مقالات

من صدق خبرنا ولمن أُستعلنت ذراع الرب – افرحوا وتهللوا يا كل المسيحيين – كلمة بمناسبة الصوم الأربعيني المقدس

تعالوا يا خطاه الأرض وفجار العالم، أنظروا
تعالوا أيها المزدرى والغير موجود، المُحتقرين من الناس والمرفوضين في الأرض، شاهدوا
وتأملوا يا أتقياء الله وفتيانه المقدسين في آلامه الشافية وصليبه المُحيي،
واصغوا جميعاً لكلماته المقدسة : لأجل هذه الساعة أتيت ..
فلم يعتذر عن أن يحمل عارنا، يتحمل آثامنا، يحمل كل أوجاعنا
وإذ تشارك معنا في نفس ذات اللحم والدم ليُعلَّق على خشبه، وهو الخالق العظيم الذي يرتعد أمامه الملائكة ولا يقدروا أن ينظروا وجهه ..
أنظروا تدبير الله الكلمة العظيم جداً والمتعجب منه بالمجد، الحافظ العهد الذي قطعه لجنسنا الساقط والمحكوم عليه بالموت بسبب أننا اختطفنا لأنفسنا قضية الموت، صرنا مثل إنسان مجنون مسك سيف بيده وطعن به نفسه…
أنظروا لمن بيده سلطان الموت وحياة كل أحد، قد أتى إلى العالم ليتألم من أجل خلاصنا، ويبتلع موتنا لحياة، ليُصعد من الجحيم الإنسان الأول الذي خلقه ويَرُدَّهُ إلى وطنه الأول هو وكل بنيه كعظيم رحمته ورأفته بقوة عدل محبته..

يصرخ أشعياء النبي بالروح : من صدق خبرنا ولمن أُستعلنت ذراع الرب !!! (53: 1)
ويقول القديس بولس الرسول : ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل لأن اشعياء يقول يا رب من صدق خبرنا (رو 10: 16)

من صدق خبرنا ولمن أُستعلنت ذراع الرب - افرحوا وتهللوا يا كل المسيحيين - كلمة بمناسبة الصوم الأربعيني المقدسلنا أن ننتبه لصوت الرب ونصغي إليه ونصدق عمله ونؤمن به، فعدله ورحمته أُعلِنَت لنا بآلامه الخلاصية في سر صليبه المُحيي بمجد عظيم، اهتزت له الطبيعة وخضعت، فاظلمت الشمس وتزعزعت الأرض، وانفجر الجحيم بقوة لاهوت الكلمة، وهُزم الموت وابتلُع لحياة، والقوي قُيد وانفك آدم وبنيه، وفلتنا من فخ الصياد، ورجعنا لحضن الله، هلليلويا هلليلويا يا شعب المسيح، فأيام صيامنا الكبير هي ربيع كل نفس تؤمن بالمسيح الكلمة المتجسد، الذي أتى لتلك الساعة وهي ساعة الصليب، يوم القضاء العظيم والدينونة، لتبرير البشرية وفرح خلاصها العظيم الأبدي في شخص اللوغوس الذي اشرق علينا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت، لمعرفة مجد الآب في وجهه المُشرق [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6) ….

أسمعوا يا جنس البشر، ليس آخر يقوم ويُخلَّص ويعطي قوة حياة لا تزول، إلا يسوع المسيح مُخلَّص العالم وحده، هذا الذي جعل الاثنين واحداً بتجسده، فجاء النور إلى خاصته، وخاصته أحبوا الظلمة ولم يقبلوه، والشعوب الغريبة أحبوا وصاياه، والخطاة والفسقة وكل الأثمة أسرعوا إليه مع الزواني وخضعوا له وصدقوه، وقبلوه وعلى الرؤوس وضعوه ،وأقدامه سكبوا عليها طيب محبة، عرفوا رحمته وغزير نعمته التي أفاضها عليهم كصلاحه فتبعوه، وتابوا بكل قلبهم وهو يشع حياته ونوره الخاص فيهم ويكسيهم بمجد بره الخاص، فيا لفرح كل خاطئ وعزاء كل أثيم لأن في يسوع بره وخلاصه الأبدي، وفكاكه من الظلمة وتحرره من الأهواء !!!

فلننهض في هذه الساعة ونأتي إليه بشوق قلوبنا لنهتف بمحبة وتقوى ومهابة عظيمة قائلين :
نؤمن أنك أنت بالحقيقة كلمة الله الآب الصالح القدوس
نصدق أنك أنت الحياة وصليبك سر مجد خلاصنا العظيم
وقيامتك فرح حياتنا كلنا وهتاف غلبتنا العظيم
نحن لك شعباً مجتمعاً رعية مع القديسين وأهل بيتك المطهرين بآلامك الشافية وصليبك المُحيي
نقبل صليبك ونحمل عاره على أكتافنا لأنه سر تدبير خلاصنا
فالمجد لك أيها القوي القدير مفجر الجحيم غالب الموت بحياتك
نسجد لآلامك أيها المسيح القدوس ونُقبَّل صليبك المُحيي
أرنا قيامتك يا ملك الملوك ورئيس الحياة العظيم
حررنا من كل الأهواء وبقايا العتيق لنحيا لك خليقة جديدة حسب ما أعطيتنا
قوتي وتسبحتي أنت أنت وليس آخر سواك
هلليلويا المجد لك ؛ هلليلويا المجد لك يا رب القوات، رب الخلاص وفرح جنسنا الأبدي آمين

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى