مقالات

النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو أمثال 7:27

” النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو” أمثال 7:27

النفس الشبعانة تدوس العسل وللنفس الجائعة كل مر حلو أمثال 7:27الجسد يحتاج الطعام ليتقوى، والطعام يحتاج لإعداد متقن حتى يفتح شهية الإنسان فيقبل عليه وينجذب نحو رائحته المُشهية للنفس؛ وللقدرة على تناول الطعام لابد من أن يكون الجسد صحيحاً معافاً بكامل قوته النفسية والجسدية، وألا يصبح غير قادر على الإقبال على الطعام ( مش فيه نفس للأكل كما يقال عند مشكلة نفسيه أو مرض في الأعضاء عموماً )
والإنسان في حالة تناوله الطعام ووصوله لحالة الشبع لا يكون قادر على تناول طعام آخر مهما كان حلواً، بل من الجائز أن يلقيه عنه ويهمله تماماً لأنه (شبعان) …

هكذا هي الحال بالنسبة لمائدة الله الحي المقدمة نحو كل نفس لها شركة حلوة معه في سرّ النعمة؛ فالله أراد أن يُقيم شركة مع النفس البشرية ويخطبها لنفسه كعروس للملك، ويغسلها ويطهرها من كل دنس، ويشفيها من كل مرض يعوقها على أن تجلس على مائدته السماوية، ويعمل على أن يُسلمها الثوب الجديد لتصير بهية مضيئة بدلاً من سواد ظلمة الشر وعاره المشين، ويُحيها من الموت، ويُشفيها من انكسارها ويعطيها السلام ويصالحها من بعد عداوة ويفتح شهيتها لتناول طعام الحياة الأبدية ويقدس كل حواسها الروحية: فيحق لها – في هذه الحالة – أن تجلس على مائدته الحلوة المقدسة وسط قديسية وتنال من غذاءه المحيي الحلو والمشبع للنفس جداً …

وحينما تجلس النفس على مائدة الله لا تقدر أن تتذوق طعاماً أقل مستوى، فتدوس على كل حلاوة من طعام الأرض أي من كل شهوة رديه أو حتى مجد أرضي أو سلطان زائل، وتستهين بكل مديح كاذب وكل إغراء في هذا العالم يبعدها عن ملك حياتها الخاص، عريسها المحبوب، فهي لا تعرف الأعشاب الغريبة عن مائدة المجد الإلهي …
+ ” فأجاب و قال مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ” ( مت 4: 4 )
+ ” فلما اتكأ معهما اخذ خبزا و بارك و كسر و ناولهما ” ( لو 24: 30 )

* والنفس الشبعانة بحلاوة الطعام السماوي النازل من فوق، يظهر عليها الصحة الروحية والمنعشة للنفس بطاقة الحب والإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع رغم الآلام والمحن والضيقات التي تمر بها ولم تُرفع عنها بل هي صارت مجدها الخاص…

+ ” فقال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء” ( يو 6: 32 )
+ ” لأن خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم ” ( يو6: 33 )
+ ” فقالوا له يا سيد أعطنا في كل حين هذا الخبز ” ( يو 6: 34 )
+ ” فقال لهم يسوع أنا هو خبز الحياة من يقبل إليَّ فلا يجوع و من يؤمن بي فلا يعطش أبدا ” ( يو 6: 35 )
+ ” أنا هو خبز الحياة ” ( يو 6 : 48 )
+ ” هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان و لا يموت ” (يو 6: 50 )
+ ” أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل احد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من أجل حياة العالم ” ( يو 6: 51 )
+ ” هذا هو الخبز الذي نزل من السماء ليس كما أكل آباؤكم المن وماتوا من يأكل هذا الخبز فانه يحيا إلى الأبد ” ( يو 6 : 58 )

* والنفس الجائعة من بر الله وغذاء الحياة الأبدية، هزيلة ضعيفة ميتة في قدراتها وحواسها معطلة ومصابه بشلل روحي عظيم ولا تقدر أن تَشْتَّم رائحة الحياة الأبدية فتشتهي الطعام السماوي، وتحيا في حالة كبرياء وانتفاخ الذات، وترى كل مُرّ الشهوة والمجد الباطل حلاوة لأنها لم تتذوق بعد حلاوة المائدة السماوية في شركة العريس الحلو مع القديسين الجالسين على نفس ذات المائدة …

+ ” أعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي للحياة الأبدية الذي يعطيكم ابن الإنسان لأن هذا الله الآب قد ختمه ” ( يو 6 : 27 )
ولا ننسى الابن الضال الذي ترك بيت الأب وذهب ليأكل ويشتهي ما للخنازير: ” فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز أنا أهلك جوعاً ” ( لو 15: 17 )

فيا إخوتي علينا بالخبز الحي الذي من فوق، من عند أبي الأنوار نازل إلينا، لذلك علينا أن نأتي لله باعتراف قلبنا، أننا نحتاج أن يقدسنا ويشفينا من أوجاعنا الداخليه لنستطيع أن نجلس على مائدته السماوية بشهية مفتوحه له بالمحبة وثقة الإيمان الحي، لنأكل ونشبع فنفرح ونتقوى ونصير أصحاء في القلب والنفس وكل قوانا الروحية التي ستنعكس حتماً على الخارج فنشع بنور الله وسط جيل معوج لا يعرفه إله حي وحضور مُحيي…

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى