س، ج

اسئلة وأجوبة عن الصلاة وهل ينفع أطلب ما يتناسب مع حياتي الجسدية + وهل القديسين وسطاء بيني وبين الله + وهل المسيح الرب ندم وقال لماذا تركتني

– لما أُصلي, هل من الطبيعي أطلب المال والنجاح الخ ؟
بحس ان دخولي الملكوت السماوي يتعارض مع حياتي على الأرض، وأنها لا ينفع أعيش سعيد بالجسد !!!

اسئلة وأجوبة عن الصلاة وهل ينفع أطلب ما يتناسب مع حياتي الجسدية + وهل القديسين وسطاء بيني وبين الله + وهل المسيح الرب ندم وقال لماذا تركتنيللصلاة طبعها الخاص، الذي يخص الإنسان الجديد الذي له حياة في الله وليس خارجاً عنه، وبكون الإنسان ولد من فوق أصبح له طبع سماوي خاص يظهر فيه، ولكنه لا يظهر بعيداً عن المجتمع الذي يعيش فيه وسط هذا العالم الحاضر، لأنه في هذه الحالة أصبح سفير للوطن السماوي، والإنسان لأن بطبعه سماوي لا يطلب ما على الأرض، بل يطلب ما فوق حيث المسيح ساكن، والله يتدخل في حياته الشخصية بكل تفاصيلها، الصغيرة كما للكبيرة، وفي كل عمل ونشاط، بل وكل ما يخص الجسد، وكل ما للجسد (للإنسان المولود من فوق، الذي إيمانه حي وصادق) يدخل تحت سلطان الروح القدس، وكل ما يصنعه هو مقدس في الرب، لذلك يطلب دائماً المعونة السماوية لكي يحقق صورة المسيح الرب في وسط هذا العالم الحاضر والمجتمع الذي يعيش فيه، في عمله وفي قيامه وجلوسه، في كل شيء وأي شيئ، وطالما نحن في الجسد، فنحن نستعمل كل ما يخصه لنستطيع ان نعيش وسط العالم، نستخدم كل ما فيه، ولكن بدون عنصر الشر والفساد أو وضع الرجاء فيه، لأن كل شيء لنا وما تمتد إليه أيدينا يُصبح مقدس لأننا نستعمله مع الشكر لله طالبين مجده …

وعموماً نحن لا نعيش حياة مزدوجة، فلا يوجد لمؤمن حقيقي بالله حياتين، حياة روحية مظهرها الصلاة والتأمل وقراءة الكلمة والعبادة المشتركة في الكنيسة … الخ، وحياة مظهرها العمل الجاد وأداء المهام اليومية العادية المادية في كل شيء و حتى في المأكل والملبس .. الخ
بل هي حياة واحدة فقط لا ترتبط بالمظاهر الشكلية، بل ترتبط بالجوهر، أي بعمل وحضور الله فينا وقربه منا وقربنا منه، فكل حركة وفكر وكلمة وعمل يعيش الإنسان في محتواها هنا على الأرض، هي كلياً في المسيح الرب الذي هو ساكن في قلبه وهو قريب منه ويطلبه بكل صدق القلب : [ به نحيا ونتحرك ونوجد ] (أعمال 17: 28)، [ وعن كل واحد منا ليس ببعيد ] (أعمال 17: 27)، بل هو قريب متداخل إلى حد الإتحاد الإرادي، أي نريد أن نعمل: [ الله العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا ] (فيلبي 2: 13)
لذلك يفرح كل من يحيا مع الله بعمله ويسعى أن ينجح فيه بكل طاقته، بكل أمانة وإخلاص شديد، حتى لو أخفق مرة أو مرات، بل سيتمسك بعمله ويعمل على إنجاحه مهما ما كانت المعوقات بدون قلب او اضطراب لأنه يمسك بالمسيح الكلمة الحي فيه …

الإيمان يعني الثقة في الله والتمسك به والاتكال عليه في كل أمور الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومذاكرة ودراسة وعمل وحركة وفكر، والإيمان يستدعي أن نكون جادين صادقين في العمل لأننا نمجد الله فيه وبه، بل ويكون شهادة عن أمانة الله فينا وكم نحن أمناء له وجادين في كل شيء ببساطة ووداعة وثقة الإيمان الحي فيه، لا نقلق أو نضطرب مهما ما كانت الخسارة أو شكل الفشل الذي يرانا فيه الناس، بل وسط الفشل نُظهر قوة الرجاء الحسن الذي لنا من نحو الله الذي هو معنا، وترجمة هذا أننا لا نيأس أو نجلس في الفشل بل نقوم ونعمل مرة أخرى وكأننا نبدأ من جديد !!!

الله موجود في العالم وحاضر معنا في كل أمور حياتنا في صغائرها كما في كبائرها، وليس هناك مفارقة بين عملنا على الأرض وطلب الحياة الأبدية، لأن عملنا هنا تمجيد لله الحي واستعلانه فينا وفي عملنا، فالعمل إما يكشف عن وجود الله فينا أو يكشف عن غيابه تماماً، ومن هنا يظهر سرّ استمرار المسيحي الحقيقي في العمل، بل واحتمال المشاكل والضيقات التي تفوق احتمال الإنسان العادي، بل هو سرّ تجلي العمل الذي يسمى بالنجاح، مُعلناً عن العنصر الإلهي الكامن فيه والذي يهدف للشهادة الحية لله في وسط العالم والمجتمع …

فما أعجب يد الإنسان عندما يحركها الله ! وما أعجب عقل الإنسان حينما يغشاه نور الله !

في الحقيقة أن كل عمل يقع في أيدينا مضمون بضمان حضور الله وهذا يشع فينا إحساساً عميقاً بالأمان لأن الله فينا ونحن فيه وبه نتحرك ونوجد ومهما كان فيه مشقات وضيقات عظيمة للغاية أو حتى إخفاق مرة ومرات يكفينا اننا للرب يسوع نسعى أن نمجد أسمه في كل شيء مهما ما كان صغيراً أو كبيراً.
_________________

– أسمع عن الصلاة التشفعية ,, هل الله بيضع بيني وبينه حواجز لكي أُصلي وأطلب من قديسين ويتوسطوا بيني وبينه، وأن يوصلوا رسالة مني للرب ؟؟ هل الرب لا يسمعني إلا من خلال وساطة قديسين !!!

في الحقيقة الكنسية بحسب الجسد الواحد أعضاء المسيح، ومن منطلق كنيسة واحدة لراعٍ واحد، ومن جوهر الكنيسة الواحد إذ إننا فيها أعضاء بعضنا لبعض، فمن الواجب أن نُصلي بعضنا لأجل بعض، بسبب رباط الجسد الواحد، أي الكنيسة الواحدة، فهل مثلاً نرى في الجسد المادي الذي لنا، قدم مثلاً لا حاجة لها لليد، أو العين لا حاجة لها للفم، أم اليد ترفض أن تضمد القدم، أو القدم ترفض أن تسير بالجسد للطبيب… الخ

فهكذا نحن في الجسد الواحد أي الكنيسة، نهتم بعضنا للبعض، لأننا معاً نكمل إلى ملء قامة المسيح، ويستحيل في الجسد الواحد أن يقول عضو: أني لست بحاجة للعضو الآخر بكوني وصلت لعمق أعظم منه، بل من وصل للعمق وتذوق قوة الله برؤية واضحة لا يترك أخاه في بداية الطريق ولا يسكب نفسه سكيباً أمام الله ليطلب له ان يتقدم وتكون له الصحة وتمام العافية الروحية، وأيضاً من المستحيل أرى أخ لي تقدم للأمام ووصل لبر السلام ولا أطلب منه أن يعينني بصلواته لكي أكمل مسيرتي بسلام، وآخذ منه تعليم ينفعني واتبع خطواته واتمثل بإيمانه الحي وحبته لله ببذل ذاته، لأنه ترك خبرة وراءه لكي أتعلم منها، وفي الوقت عينه أطلب صلاته ومعونته لكي يطلب لأجلي لكي أكمل المسيرة….

فلننظر لهذا الموضوع من منظار الكنيسة والجسد الواحد فنفهم – من جهة الخبرة – ما هو المقصود بصلوات القديسين وعملهم وسطنا، لأن لهم خدمة أعطاهم الله وهو أن يصلوا لأجلنا لأنهم لن يكملوا بدوننا، وهذا مذكور في الكتاب المقدس بالتفصيل في مواضع كثيرة جداً …
________________
أتاني سؤال من المتشككين في الإنجيل وهو يقول لي: بقرأ الانجيل: لماذا يسوع قبل انه يُسلم روحه على الصليب , ندم وقال [ إلهي إلهي لماذا تركتني ] ولم أستطع إجابته ,, هل من تفسير واضح وصريح ؟

بالطبع الله لا يندم أو يتراجع، ولكن كون المسيح الرب يجوز الفرقة التي لنا بكونه حامل جسم بشريتنا فهو يصرخ بلسان حال البشرية المنفصلة عن الله، والذي قال إلهي إلهي لماذا تركتني، هو نفسه الذي قال: لأجل هذه الساعة أتيت، والمسيح الرب هنا بيقدم أكثر من عمل في وقت واحد تم شرحه بالتفصيل في العهد القديم في الذبائح التي تعبر عن الذبيحة الواحدة في المسيح الرب (وممكن الرجوع في المدونة لموضوع المسيح يقدم نفسه ذبيحة خطية – في موضوع دراسة عن الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس الجزء 14) …

وهذا هو شرح القديس كيرلس الكبير باختصار [ ماذا يقصده، إذن، بقوله: «إلهي إلهي لماذا تركتني»؟!
نقول إنه لَمَّا داس أبونا الأول آدم الوصيةَ المُعطاة له وتغاضى عن النواميس الإلهية، قد ”تُركَت“ الطبيعة البشرية بنوعٍ ما من قِبَل الله ، بل وصارت بسبب ذلك ملعونةً ومستوجبةَ الموت. فلما سكن الكلمة ابن الله الوحيد الجسدَ المصاب ليُجدِّده، وأمسك بنسل إبراهيم، وصار مُشابهاً لإخوته (عب 2: 17،16)، كان يجب أن يضع حدّاً لهذا ”التـرك“ الذي أصاب الطبيعة البشرية، كما وضع حدّاً للَّعنة القديمة وللفساد المندس فينا.
لذلك بصفته واحداً من المتروكين، إذ قد اشترك معنا وماثلنا في اللحم والدم، قال: «لماذا تركتني»؟ فهذا قول شخص يُبطل بالفعل الترك الذي أصابنا، ويستميل لنفسه الآب ، داعياً رضاه علينا ، وكأنه يدعوه على نفسه هو أولاً.
فقد صار المسيح لنا بدايةً ومصدراً لجميع الخيرات، وكلما قيل إنه ينال بصفته البشرية شيئاً من الآب ، فذلك لكي يُوصِّله لطبيعتنا نحن. أما هو في ذاته فكامل ولا يُعوزه شيء قط، إذ هو الله] للقديس كيرلس الكبير،عن الإيمان القويم للملكات، منقول من مجلة مرقس، رسالة الفكر المسيحي للشباب والخدام، يصدرها دير القديس أنبا مقار ببرية شهيت، برمهات / برمودة 1724ش – أبريل 2008م – العدد 493 – السنة 52

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى