علم

فصل (56) يختلف إيمان الذين تحت الناموس من إيمان الآخرين



فصل (56) يختلف إيمان الذين تحت الناموس من إيمان الآخرين

فصل
(
56) يختلف إيمان الذين تحت الناموس من إيمان الآخرين

 ولكن
مع ذلك يوجد اختلاف آخر يجب أن نلاحظه

 

 بما
أن الذين هم تحت الناموس كل يسعى ليعمل بره خلال الخوف من العقاب، ويفشلون في عمل
بر الله لأن هذا تم بواسطة المحبة للذي يسر فقط بما هو ليس شرعياً، وليس بالخوف
الذي يجبر بأن يكون في عمله الشيء الشرعي- بالرغم من أنه عنده شيئاً آخر في إرادته
الذي يفضله إذا كان هذا ممكنا أن هو ليس شرعياً يصبح شرعياً. هؤلاء أيضاً يثقون في
الله لأنهم لو لم يكن عندهم إيمان بالله بالطبع أيضاً لا يكون عندهم أي خوف من
عقاب ناموسه ومع ذلك فليس هذا هو الإيمان الذي يمدحه الرسول فهو يقول: ” إذا
لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبانا
الآب” (رو15: 8)

 

 إذاً
فالخوف الذي نتكلم عنه هو استعبادي ولذلك مع وجود إيمان بالرب إلا أنه لا يحب البر
به بل يخاف العقاب. مع ذلك ينادي أولاد الله: “أبانا الآب” إحدى الكلمات
التي ينطق بها الختان، والأخرى إحدى كلمات الغرلة. اليهودي أولا ثم اليوناني (رو9:
2) “لأن الله واحد هو الذي سيبرر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان”
(رو30: 3)

 

 وفي
الحقيقة عندما نطقوا هذا النداء فإنهم يطلبون شيئاً، وماذا يطلبون غير ذلك الذي
يجوعون ويعطشون إليه؟ وماذا يكون هذا غير ذلك الذي قيل عنهم: “طوبى للجياع
والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون”؟ (مت6: 5) – دع إذاً هؤلاء الذين تحت الناموس
يجتازوا إلى هنا ويصبحوا أبناء بدل العبيد، وأيضاً لا يبطلون أن يكونوا عبيداً فقط
بل أيضاً بينما هم أبناء مازالوا يخدمون ربهم وأبيهم بحرية لأن
Only begotten: “وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله
أي المؤمنون باسمه” (يو12: 1) وقد نصحهم الله أن يسألوا ويطلبوا ويقرعوا لكي
يعطوا ويجدوا ويفتح لهم (مت7: 7)

 

 لذلك
فإن ذلك الناموس الذي هو قوة الخطية يشعل شوكة الموت وحتى الخطية وهي متخذه فرصة
بالوصية أنشأت كل شهوة فيهم، فمن الذي يجب أن يطلبون منه عطية العفة تسوى الله
الذي يعرف كيف يعطي أولاده عطايا صالحة؟

 

 ربما
مع ذلك يكون إنسان في حماقته غير دارٍ بأن لا أحد يستطيع عفيفاً إلا إذا أعطاه
الله هذه العطية وفي الحقيقة لكي يعرف هذا فهو يطلب الحكمة نفسها (الحكمة 21: 8)
لماذا إذاً لم ينصت لروح أبيه متكلما على لسان رسول المسيح أو حتى المسيح نفسه
الذي يقول في إنجيله ” اطلبوا تجدوا ” (مت7: 7) والذي يقول أيضاً بواسطة
رسوله: ” إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا
يعير فسيعطي له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة” (يع 5: 1، 6) هذا هو
الإيمان الذي يحيا به البار (رو 1: 17) هذا هو الإيمان الذي به يؤمن بالذي يبرر
الفاجر (رو5: 4) – هذا هو الإيمان الذي بواسطته انتفى الافتخار (رو27: 3) إما
بتقهقر ذاك الذي به نصبح منتفخين بأنفسنا أو بقيامة ذاك الذي معه نتمجد في الرب.
هذا أيضا هو الإيمان الذي به ننال هبة “الروح” الذي قيل عنها:
“فإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء بر” (غلا5: 5) ولكن هذا يسلم أيضا
بسؤال إذا قصد “برجاء بر” ما يرجوه البر أو الذي به يكون البر هو نفسه
ما نرجوه؟ لأن البار الذي يحيا بالإيمان يرجو الحياة الأبدية دون أدنى شك وكذلك
الإيمان الذي يجعل الجياع والعطاش إلى البر يتقدمون به بتجديد الداخل يوما فيوما
(2كو16: 4) ويرجو أن يشبع به في الحياة الأبدية. حيث يتحقق ما قيل عن الله في
المزمور: “الذي يشبع بالخير عمرك” (مز5: 103).

 

 وأيضا
هذا هو الإيمان الذي به خلصوا والذين قيل عنهم: “لأنكم بالنعمة مخلصون
بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن
مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها”(أف8:
2-10) وهذا باختصار هو الإيمان الذي لا يعمل بالخوف بل بالمحبة (غلا6: 5) ليس
بالخوف من العقاب ولكن بمحبة البر.

لذلك
من أين تنشأ هذه المحبة – أي الود – بأي إيمان تعمل إذا لم يكن من نفس المصور الذي
يأخذ منه الإيمان نفسه؟ لذلك لا يمكن أن يكون داخلنا حتى تتسع فينا إلا إذا انسكبت
في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا (رو5: 5).

 

 والآن
“محبة الله” وقد انسكبت في قلوبنا ليس لأن الله يحبنا ولكن لأنه جعلنا
أحباء له بالضبط مثل “بر الله” (رو21: 3) تستعمل بمعنى أننا نصير
أبراراًَ بواسطة عطية الله.”وأيضاً خلاص الرب” (مز3: 8) بمعنى أننا به
نخلص وأيضاً “الإيمان بيسوع المسيح” (غلا16: 2) لأنه يجعلنا مؤمنين به –
هذا هو بر الله الذي لا يعلمنا إياه فقط بوصية ناموسه بل أيضا يمنحنا إياه بروحه
القدوس.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى