علم

لنهتم بموت النفس بانفصالها عن الجسد



لنهتم بموت النفس بانفصالها عن الجسد

لنهتم بموت النفس
بانفصالها عن الجسد

+
يقال أيها الأخوة عن الروح أنها غير قابلة للموت (خالدة)

وكونها
غير قابلة للموت طبقاً لطبيعة خاصة بها فهي نوع من الحياة له القدرة على إعطاء
حياة للتجسد بوجودها فيه فبالروح يحيا الجسد (هذه الحياة لا يمكن أن تموت ولذلك فالروح
غير قابله للموت.

لماذا
أقول طبقاً لطبيعة خاصة بها؟ لتسمع السبب.

هناك
خلود حقيقي الخلود الذي ليس فيه تغيير البتة الذي قال عنه الرسول متحدثاً عن الله
(الذي وحده له عدم الموت. ساكناً في نور لا يدني منه الذي لم يره أحد من الناس ولا
يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية آمين ” 1تي12: 6. فإن كان الله
وحده له عدم الموت لذلك ينبغي أن تكون الروح قابلة للموت.

 

أنظروا
إذن لماذا قلت أن الروح غير قابلة للموت بطريقة خاصة بها لأنه حقيقية يمكن للروح
أيضاً أن تموت لتفهموا هذا أيها الأحباء وبذالك لا تبقى بعد صعوبة أنني أتجاسر
قائلاً أنه يمكن أن تموت الروح كما يمكن أن تقتل ومع هذا فهي بلا شك خالدة (غير
قابلة للموت) أنظروا فأنني أجرؤ قائلاً أنها غير قابلة للموت وفي نفس الوقت يمكن
أن تقتل وبذلك قلت أن هناك نوع من الخلود عدم تغيير البتة يخص الله وحده الذي قيل
عنه (الذي وحده له عدم الموت) لأنه إن كان لا يمكن أن تقتل الروح فكيف يقول الرب
عندما يريدنا أن نخاف (خافوا بالحرى من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في
جهنم ” مت28: 10″.

 

لقد
برهنت على أن الروح لا يمكن أن تهلك إذ لا يمكن أن يقاوم الإنجيل إلا بروح شريرة
الحياة لا يمكن أن تقاوم إلا بروح ميتة والإنجيل هو الحياة، وعدم الورع وقلة
الإيمان هما موت الروح.

 

+
أنظروا فإنه يمكن أن تموت ومع ذلك فهي غير قابلة للموت (خالدة).. إذن كيف هي
خالدة؟ لأنها هي دائماً نوع من الحياة لا يمكن أن ينتهي أبداً.

 

+
وكيف تموت؟ ليس بأبطال كونها حياة خاصة بها تأملوا نظام المخلوقات فالروح حياة
الجسد والله حياة الروح ما دامت الحياة أي الروح حالة في الجسد فإن الجسد لا يموت
هكذا ينبغي لحياة الروح أي الله أن يكون فيها حتى لا تموت كيف يموت الجسد ويبقي
مجرد جثة هذا الذي منذ قليل كان مشتهي قد صار الآن موضوع احتقار لا زالت فيه
أعضاءه المختلفة الأعين والآذان ولكن هذه ليست إلا نوافذ للمنزل وأما ساكنة فقد
رحل إن الذي يندب الميت يصرخ باطلاً على نوافذ المنزل، مع أنه ليس بالداخل من يسمع
بكم. يتفوه الباكي عن محبته الغبية كم من الذكريات يحشد بها عقلة بأي حزن جنوني
يتحدث كما لو كان يتكلم مع شخص يدرك ما يفعله بينما لم يعد بعد بالحقيقة هناك أنه
يعدد صفاته الحميدة وعلامات فضله علية (أنت الذي أعطيتني هذا وفعلت معي هذا وذلك
أنت الذي فعلت كذا وكذا يا عزيزي الذي تحبني) لكي إن شئت فلتنظر ولتفهم مقاوماً
جنون حزنك فإنه قد رحل الذي كان يحبك، فعبثاً يسمع فرعاتك المنزل الذي لا يمكن أن
تجده فيه قاطناً.

 

+
لنرجع إلي الموضوع الذي كنت أتحدث عنه منذ برهة الجسد يموت لماذا؟ لأنه قد رحلت
حياته التي هي الروح أيضاً إذا كان الجسد حياً والإنسان شريراً غير مؤمن، عنيد في
الإيمان، لا يقبل إرشاداً، فإنه بينما يكون الجسد في هذه الحالة حياً إلا أن الروح
التي يحيا بها الجسد تكون ميتة الروح شيء عظيم هكذا إذ في قدرتها أن تعطي حياة
للجسد حتى ولو كانت ميتة. أقول أنها شيء عظيم هكذا أنها مخلوق رائع هكذا إذ في
قدرتها أن تحي الجسد حتى وإن كانت ميتة في ذاتها فروح الشرير غير المؤمن والمستهتر
ميتة. ومع أنها ميتة فإن بها يحيا الجسد لذلك فهي كائنة في الجسد تدفع الأيدي
للعمل والأقدام للسير وتوجه العين للنظر والآذان للسمع وتميز بين الأذواق وتتجنب
الآلام وتسعي وراء المسرات هذه جميعها علامات حياة التجسد ولكنها نتيجة وجود الروح
فإن حق لي أن أسأل الجسد عما إذا كان حياً فسيجيبني (إنك تراني أسير وتسمعني أتكلم
وتعلم أن لي ما أهدف إليه وما أمقته ومع هذا أفلا تفهم أن الجسد حي؟) إذن أفهم أن
الجسد الحي بهذه الأعمال التي للروح.

 

إنني
أسأل الروح أيضاً عما إذا كانت حية؟ إن لها أعمالها المناسبة لها التي تعلن عن
حياتها.

 

+
الأقدام تسير إنني أفهم بذلك أن الجسد حي ولكن بوجود الروح فيه والآن أسأل هل
الروح حية؟ الأقدام تسير لكن إلي أين تسير الأقدام؟ لقد قيل إلي الزنا إذن الروح
ميتة لأجل هذا قال الإنجيل

 

+
(وأما المتنعمة فقد ماتت وهي حية) “1تي16: 5”. وإذا كان الفرق بين
“التنعم ” والزنا كبير فكيف إذاً يمكن للروح التي قيل عنها ميتة بالتنعم
أن تحيا في الزنا؟ إنها بالتأكيد ميتة إنها ميتة ولو لم تكن في حالة الزنا.

 

إنني
أسمع إنساناً يقول أن الجسد حي لأن اللسان لا يستطيع أن يحرك ذاته في الفم بل
بحركاته المختلفة ينطق بأصوات واضحة أليس هناك قاطن إذن وموسيقار لهذه الآلة
يستعمل اللسان إنني أفهم ذلك جيداً اللسان يتكلم هكذا فالجسد حي ولكنني أسأل هل
الروح حية أيضاً؟ هوذا الجسد يتكلم وبذلك فإن الجسد حي ولكن بماذا يتكلم؟ كما قلت
عن الأقدام أنها تسير وبذلك فإن الجسد حي وعندئذ سألت أين تسير هذه الأقدام؟ حتى
أفهم عما إذا كانت الروح حية أيضاً هكذا عندما أسمع إنساناً يتكلم أعلم أن الجسد
حي فأسال أيضاً بماذا يتكلم حتى أعلم إن كانت الروح حية أيضاً إنه يتكلم بالكذب.

 

+ إن
كان كذلك فالروح ميتة. كيف تبرهن على هذا؟ لنسأل الحق الذي يقول (الفم الكاذب يقتل
النفس) “حك11: 1”. إنني أسأل لماذا ماتت الروح؟ أسأل كما سألت الآن
لماذا مات الجسد؟ لأنه قد رحلت حياته أي الروح لماذا ماتت الروح لأن الله حياتها
قد تركها.

 

+ بعد
هذا الشرح المختصر نعلم وندرك حقاً أن الجسد ميت بدون الروح وإن الروح ميتة بدون
الله كل إنسان بدون الله له روح ميت.

 

إنك
تنوح على الميت فلتنح بالأحرى على الخاطئ ولتندب بالأحرى الشرير غير المؤمن أنه
مكتوب (النوح على الميت سبعة أيام والنوح على الأحمق والمنافق جميع أيام حياته)
لماذا؟ أليس فيك حنواً مسيحياً فتنوح على جسد قد تركته الروح ولا تنوح على الروح
التي انفصلت عن الله؟..!

 

+
لذلك قال الرب (الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم) “مت28:
10”. كيف هذا؟ هل سيحترق جسد الشرير وروحه عندما يلقي في جهنم سيكون العقاب
الأبدي هو موت الجسد وستكون الغربة عن الله هي موت الروح إذن أتريد أن تعلم ما هو
موت الروح. لتفهم قول النبي (المنافق.. لا يري جلال الرب) “أش10: 26”.
إذن فلتخف الروح من موتها وعاشت في إلهها بعدم أخطائها إليه ورفضها إياه) فإنها
ستكون مستحقة في النهاية لأخذ جسدها مرة أخري لا في عقاب أبدي كالأشرار بل في
الحياة الأبدية مثل الأبرار بالخوف من هذا الموت وبحب تلك الحياة أهل الشهداء
أنفسهم للتتويج بواسطة الله على رجاء مواعيد الله محتقرين تهديدات المضطهدين وبذلك
تركوا لنا تبجيلاً لهذه المقدسات.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى