مدخل عام للكتاب المقدس

سلسلة مدخل عام للكتاب المقدس – الجزء الأول؛ (1) أولاً: مقدمة – إعلان الكتاب المقدس الشامل

سلسلة مدخل عام للكتاب المقدس – الجزء الأول
مقدمة – إعلان الكتاب المقدس الشامل

سلسلة مدخل عام للكتاب المقدس - الجزء الأول؛ (1) أولاً: مقدمة - إعلان الكتاب المقدس الشاملفي الحقيقة كثيرين بتسرع يبدئون في شرح الكتاب المقدس الذي أتى بإلهام الروح بدون أن يكون لهم نفس ذات الإلهام ليشرحوا أسرار الله بسر الله المعلن في قلبهم بالروح القدس، فيخرجون عن مقاصد الله دون قصد منهم، فيشرحوا الكتاب فقط على أساس لغوي ولفظي في تحليل اللغة، وعلى أساس المراجع حتى لو كانت صحيحة، بدون الولوج لأسرار الله بروح الله في سر التقوى وحياة الإيمان، لتنكشف لهم أسرارها بالروح فينطقوا بروح الكتاب المقدس ما أعلنه الله حسب قصدة، لأن الكتاب المقدس لم يُقدم ليكون فقط في صورة لغوية يفهمها باحثي اللغويات القديمة، بالرغم من أهمية معرفة اللغة الأصلية لكي يتم شرح المعاني حسب قصد الكاتب المُلهم بالروح، ولكن اللغة وحدها فقط لا تنفع ولا تكفي قط بلا بلوغ سرّ الكلمة المكتوبة بروح الله !!!

فيا إخوتي، أننا لن نستطيع أن نفهم ونستوعب سر الكتاب المقدس أيضاً أن لم نفهم مضمونه العام وماذا يُريد الله أن يقول منه لنا، وعموماً قبل أن نخوض في أي شرح أو تفسير، لأن كثيرين من المفسرين لا ينطلقون من وحدة الكتاب المقدس ككل بل ينطلقون من كل سفر وكأنه مستقل عن باقي الأسفار ويشرحونه حسب المعنى المستقل في إصحاح وكل آية، ويركزون على كل حرف وكل كلمة مستقلة (( مع أن هذا خطأ لا يفيد ترجمة صحيحة على الإطلاق )) وهذا يخرج الشرح بعيداً عن مقاصد الله المعلنة في الكتاب المقدس ككل، لذلك واجب علينا اليوم أن نفهم ما هو قصد الله من إعلان ذاته في الكتاب المقدس ككل، وما هي الوحدة التي تجمع الأسفار المقدسة، لذلك بادئ ذي بدء يلزمنا أولاً أن نتعرف على خطة الله المُعلنة في كلمته التي هي أنفاسه الخاصة، كما سوف نتعرف عليها بدقة وتدقيق من خلال سلسلة المدخل العام للكتاب المقدس التي نشرحها من جهة الإعلان الإلهي وليس مجرد شرح وكلام وألفاظ واستقلالية كل سفر عن آخر، لأن من أوحى بالكتاب المقدس هو الله الحي الذي لا يُخالف نفسه، إنما أعطى الوحي بتدرج ونمو لكي يفهم الإنسان على مراحل تاريخه مقاصد الله ويتذوق خلاصه، مثل الطفل الذي ينمو من ولادته إلى رجولته ويصبح متمرساً في الفهم والمعرفة بخبرة ووعي وإدراك حقيقي، وليس إدراك طفولي مبدأي، ويبدأ في النمو والتدرج في الطعام، من الطعام البسيط الذي يخص الطفل إلى الطعام القوي الذي للبالغين وحسب احتياجاتهم…

وصدقوني، فعندما تحتضن خطة الله عقلونا وتُنيرنا ونقبلها وتنزل قلوبنا، سنستنشق أنفاس الله وبها نحيا، ويدخل الفرح لقلوبنا بقوة خلاص الله المتدفق من أعماقه إلينا، وكل من يدخل في عمق إعلانه الخاص، سيأخذ حتماً، ويشبع ويفرح، وسيدخل من عمق لعمق ومن فرح لفرح، وتُترجم في حياته لسلوك وحياة كثمرة من ثمار عمل الله وروح الإلهام في قلبه …

+ إعلان الكتاب المقدس الشامل +

الكتاب المقدس ككل يُعلن الآتي بترتيب فائق مُذهل لغرض اتحاد الله بالإنسان، ونستطيع أن نضع المعنى العام للكتاب المقدس في هذه النقاط:

* الله مصدر كل حياة والأساس الذي يقوم عليه كل شيء
* خليقة فائقة تاجها وغايتها الإنسان، الذي يرعاها ويُقدمها لله
* إعلان فائق ووعد يظهر بتدرج مجسد في تاريخ شعب مختار
* تحقيق الوعد بتجسد إلهي فائق، تاجه وغايته يسوع المسيح
* سكنى دائمة فائقة، تاجها وغايتها الروح القدس الرب المُحيي
* شعب خاص جسد واحد، منفصل عن عالم الموت في وحدة فائقة في سر التقوى ومحبة الله
* كنيسة مختارة مقدسة جامعة رسولية، مجموعة من كل الأمم وكل الشعوب

* خليقة جديدة تشع قداسة الله ويكون فيها الله بالكُل وعلى الكُل وفي الكُل

* سماء جديدة وأرض جديدة وحياة أبدية مجيدة وتحقيق كل مقاصد الله وتتميمها بالنصرة النهائية واستعلان مجده العظيم الفائق أمام كل الشعوب والأمم (الانجماع الكلي في المسيح)
، وانتهاء كل أزمنة، واستعلان مجد اولاد الله في المسيح يسوع ودخولهم لملكوته العظيم بموكب نصرة فائق.

وهذا الترتيب كله هو مقاصد الله وغايته المعلنة في الكتاب المقدس من أول سفر لآخر سفر فيه، لكي يُستعلن الجسد الكامل للمسيح الرب وتتحقق الغاية النهائية حسب التدبير الأزلي الذي لله القدوس الواحد المثلث الأقانيم، وهذا ما لخصه القديس بولس الرسول في نشيد رائع للغاية يوضح خطة الله منذ الأزل وإلى الأبد، ولنصغي بانفتاح الذهن لما كتبه هذا اللاهوتي الجبار الملهم بروح الله والناطق به حسب مسرة مشيئة الله الذي جعله على دراية بسرّ المسيح:

[ مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته. التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة. إذ عرفنا بسر مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه، لتدبير ملء الازمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك. الذي فيه أيضاً نلنا نصيبا معينين سابقا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته. لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح. الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً اذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده ] (أفسس1: 3 – 14)

ومن جهة الترتيب التاريخي الظاهر الذي يحقق كل ما قلنا ويعلنه هو كالآتي:

* الخليقة
* الوعد
* الشعب المختار
* الإعلان
* التجسد
* سكنى الروح القدس
* الكنيسة شعب الله المختار في المسيح
* الخليقة الجديدة واستمرار اكتمالها عصر بعد عصر
* انتظار حياة الدهر الآتي واستعلان ملكوت الله

فهذا كله هو منهج الكتاب المقدس ومنه ينطلق كل شرح وتفسير، إذ يشتمل على الإعلان الكامل لحقائق الكتاب المقدس، وهو يحتضن كل الجوانب العظمى للفداء (كما هو واضح على الأخص في رسالة أفسس كما ذكرناها)، ويُظهر تاريخ الإنسان الروحي ومعاملات الله مع جنس البشر ككل، ويُظهر الغرض الحقيقي من الخليقة وما هو واجب الإنسان تجاهها، وما الغرض من حياة الإنسان وهدف دعوة الله النهائية له، لأن الله لا يريد أن يقدم دعوة للإنسان لعبادته، كما يقول البعض، أو أن غرض خلقة الإنسان أن يتمتع بالوجود وأن يعبد الله، فالله ليس محتاج لعبادة أحد لأنها لا تزيده ولا تنقصه في شيء ما قط، ولم يخلق الإنسان لأجل متعة الوجود في حد ذاته، لأن حياته ستكون بلا معنى لو كان وجوده لأجل وجوده، ولكن على ما سبق وذكرناه، نستطيع أن نستوعب ما هو الغرض من خلقة الإنسان ووجوده، وسأترك لكل واحد أن يتأمل فيما كتبنا ويطلب إلهام الروح القدس حتى يستوعب بإعلان قصد الله من خلقه، فصلوا يا إخوتي واطلبوا إلهام من الله حتى يعطيكم أن تستوعبوا سر خلقكم ….

+ الإعلان المتدرج +

أن كل من يأتي للكتاب المقدس بتوبة حقيقية طالباً انفتاح الذهن بالروح: [ حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ] (لوقا24: 45)، معتمدين على الروح القدس طالبين الاستنارة، ستنفتح بصيرتهم الداخلية فيروا ما لا يُرى في صفحات الكتاب المقدس ويقودهم الروح القدس عبر السطور معلناً لهم أسرار الله، لأن كلمة الله كُتبت بالروح القدس ولم تكتب بآخر [ لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ] (2بطرس1: 21)، لذلك هو وحده (الروح القدس) الذي يعلن ويكشف الأسرار في كل قلب مفتوح بالحب باستنارة الذهن: [ فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعاً لأن فم الرب تكلم ] (أشعياء40: 5)، [ كل شيء قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يُعلن له ] (متى11: 27)، [ وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يُعلمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم] (يوحنا14: 26)، [ فأعلنه الله لنا نحن بروحه لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله ] (1كورنثوس2: 10)، فمن يقرأ الكتاب المقدس ينبغي أن تكون آذانه رادار تلقط صوت الروح، وقلبه كبير متسع بالحب ليستقبل الله وإعلانه عن ذاته بالروح.

وحينما ندخل للكتاب المقدس بهذا المستوى سنصل للقناعة الداخلية بأن الكتاب المقدس ليس خليطاً غير متجانس، كما يدَّعي بعض النقاد من أطياف وأفكار وفلسفات وآراء مختلفة، ويقولون بأنه عبارة عن تاريخ قديم يحتوي البعض منه على حقائق تاريخيه حقيقية وبعضها ممزوج بأساطير مختلفة مأخوذ عن حضارات وشعوب متنوعة، وبه تصورات دينية عقائدية بعيدة عن أرض الواقع، أو أفكار دينية مستقيه من شعوب أخرى وتم دمجها، وبعضه يحتوي على خرافات لا تُصدق؛ بل سوف يرونه بعيون الذهن المنفتح والقلب المتسع بإلهام الروح أنه كشف متدرج لخطة وغرض الله الأزلي، وأنه ارتقى بالإنسان من جيل لجيل وعصر لعصر في الإعلان والتعليم.

وبكون الكتاب المقدس إعلان متدرج يظهر من بداية الخلق إلى ظهور واستعلان الله في الجسد إلى آخر سفر في الكتاب المقدس وإعلان مجيئه وظهور مجده، فيجب أن نقرأه ككل، مقارنين أجزاءه ببعضها البعض [ التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات ] (1 كورنثوس2: 13)، نربطه بروحه الواحد كوحده واحدة لا تنفك حتى نستطيع أن نكتسب الرؤية الصحيحة والسليمة ونستوعب أسرار الله ونستطيع ان نعلنها في شرح سليم واعٍ ملهم بالروح للكتاب المقدس، لأن بسبب فصل الكتاب المقدس عن بعضه البعض وفهم نصوصه بانحياز لأفكار معينه يجعلنا نُخطأ في الشرح ونتحير في بعض النقاط إذ نفصل الآيات بعضها عن بعض وننطلق في الشرح من أساس مفهومنا الخاص عن الكتاب المقدس، ونؤيد نظريتنا من بعض الآباء أو بعض الخدام الذين شرحوا بعض النقاط حسب رأيهم الشخصي لظروف معينه، وذلك لكي يثبتوا شيئاً ما كرد على فيلسوف أو غيره، بعيداً عن المعنى المقصود في وحدة الكتاب المقدس والقصد الإلهي من وراء الأحداث أو المواقف:

فمثلاً لو أخذنا مثل تقدمة هابيل وقايين، وأنه نظر (الله) إلى هابيل وقربانه لأنه قدم من أبكار (بكر) غنمه ومن سمانها، أما إلى قايين وقربانه الذي قدمه من ثمار الأرض فلم ينظر. فاغتاظ قايين وحمى غضبه وامتلأ حقداً وكراهية وقام وهم بقتل أخيه انتقاماً منه

وهنا يأتي السؤال : لماذا نظر الله إلى هابيل وقربانه وإلى قايين لم ينظر؟ هل لأنه – كما يقول كثير من الشُراح – لأنه قدم من ثمار الأرض ولم يُقدم ذبيحة كما يعتقد البعض؟ ومن أين له الذبيحة إن لم يكن راعياً؟ وهل كان الرب في حاجة إلى أن يروي ظمأه بقطرات دم ذبيحة من هابيل؟
أم أنه – كما يقول البعض – ينتظر ذبيحة كفارية عن قايين كما قبلها من هابيل، رغم من أن النص لم يتكلم عن تقدمة عن خطايا ولا كفارة، بل تكلم عن تقدمة شكر وتمجيد لله وهي موجوده في سفر اللاويين بعد ذلك بزمان طويل، وهي مقننه بتقديم البكور من كل شيء لأنها مكرسه ومخصصه لله كنوع من أنواع الشكر العملي المقدم لله، وهنا نفس ذات الموقف، فكل واحد فيهما قدم من بكر كل ما صنع، فالراعي قدم من أبكار غنمه وأفضلها، والزارع قدم من أبكار أرضه، بمعنى ان كل واحد قدم من بكر عمل يديه وتعبه…

وواقع الشرح الأصيل في ضوء وحدة الكتاب المقدس يقول: أن الله لا ينظر للعينين بل ينظر إلى القلب (1صموئيل16: 7)، ولا يُفرق بين إنسان وإنسان بحسب تقدماته له. بل نجد الإجابة واضحة في الكتاب المقدس ولا تحتاج لأي جهد أو استنتاج، وهي أن الله قبِلَ ذبيحة هابيل ولم ينظر إلى قايين وقربانه، وذلك لأن هابيل قدمها بإيمان وشهد له أنه بار، لأن بدون إيمان قلبي واعي لا يُمكن إرضاء الله بأي حال، حتى لو الإنسان قدم ذبائح الدنيا كلها وما فيها متمماً كل الناموس والوصايا حسب الشكل القانوني لها، [ أن جعت فلا أقول لك لأن لي المسكونة وملأها. هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس … أذبح لله حمداً وأوفِ العلي نذورك (عهودك) … وادعني في يوم الضيق أنقذك فتُمجدني ] (انظر مزمور 50)، وهنا كان تعليم قوي للغاية ليبدأ الله به مع كل إنسان على وجه الأرض، للتعليم الصحيح الذي انطلق منه وبدأ يعلم به الإنسان، وهو أن كل شيء يُقدم لله يكون من أفضل ما عند الإنسان ومقدم من قلب طاهر ونفس مستنيره بالإيمان الحي والعامل بالمحبة، وهذا ما يكشفه هذا الحدث الذي منه أنطلق التعليم في الكتاب المقدس والذي شُرح على مدى أسفاره ليثبت هذه الحقيقية، وممكن الرجوع لهذه الآيات المترابطة معه أشد الارتباط [ 1صموئيل16: 7 + 1صموئيل15 + مزمور5: 12 – 15 + مزمور51: 16 – 19 + عبرانيين ]

+ عموماً يُخطأ الكثيرين في تناول الكتاب المقدس بالشرح والتفسير انطلاقاً من قبول أو تخصيص إعلان مميز لحقيقة معينة يريدون إثباتها بأية طريقة ممكنة، وهي نية سليمة وليس المقصود بها الابتعاد عن النص، ولكن إثبات فكرة معينة أو إظهار حقيقة معينة، تجعل الشارح يربط آيات لا تتناسب مع بعضها البعض لكي يقنع سامعه أو القارئ له بالفكرة التي يريد أن يطرحها ويُرسخها في الأذهان، وهذا لكي تكون بذلك مقنعة جداً، وهنا يخرج عن قصد الله في الحدث ويعطي الحدث بُعداً آخر غير مقصود به تماماً، مع أنه يُريد أن يثبت فكرة صحيحة وليس خاطئة على الإطلاق.

فلا يصح عموماً لأي بحث في الكتاب المقدس في أجزاءه المختلفة ونصوصه المنفصلة، مهما ما كان هاماً بل ويعلن أمور حقيقية لا غش فيها، أن يلحق الضرر بمعنى القيمة السامية لشهادة الكتاب الموحدة. أو يخرج عن القصد من الآية ويضفي عليها معنى آخر بعيد تماماً عن القصد منها، ففحص الكتاب المقدس بتحيز لأي فكرة أو تأكيد على معنى من وجهة نظر متحيزة تكون بالضرورة غير كاملة ولا تُظهر فكر الله الكامل والغرض من الحدث أو الموقف أو الآية، كما رأينا مثالاً في أول موقف وحدث في الكتاب المقدس وهو تقدمة هابيل وقايين، ومن هُنا نفهم لماذا الكنيسة قسمت الآباء لآباء معتبرين وألحقت باسمهم كلمة [الكبير]، و [آباء غير معتبرين] وأطلقت عليهم القديس فقط بدون كلمة الكبير، لأن بعضهم لم يلتزم بوحدة الكتاب المقدس بل كان لهم تأملات شخصية مثبته بوحدة الآيات خارج معناها العام، مع أن تأملهم ليس فيه خروج عن الإيمان بل يعلن حقائق، ولكنها – بالرغم من ذلك – لا تتناسب مع الشرح السليم في وحدة الكتاب المقدس ككل، غير الآباء الملتزمين بوحدة النص كما سبق وشرحنا المعنى العام في الكتاب المقدس في وحدته التي تعلن مقاصد الله …

‫2 تعليقات

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى