علم

16 – المسيحيون لا يعبدون الكون



16 – المسيحيون لا يعبدون الكون

16 – المسيحيون لا يعبدون الكون

 كما
هو جميل بلا شك هذا العالم، متفوقاً فى ضخامة حجمه ونظام مكوناته، سواء ذلك الذى
فى الدائرة المائلة، وذاك الذى فى الشمال، وكذلك فى مشكلة الكروى، ولكنه ليس ذلك
بل مبدعه هو الذى يجب أن تعبد، لأنه ان جاءكم احد رعاياكم، فلا يمكن ان يهملوا
لبداء، خضوعهم لكم انتم حكامهم وساداتهم، والذى منكم سيحصلون على ما يريدون،
ويقدمونن انفسهم الى عظة بلاطكم، وان اتتهم الفرصة ان يجيئوا الى البيت الملكى
يلقون نظرة اعجاب، بمبناه الجميل ولكنه لكم انتم انفسكم يقدمون الاحترام، وبصفتكم
الكل فى الكل، انتم ايها الملوك تبنون قصوركم وتزينونها ما اجل انفسكم، ولكن
العالم لم يخلق لان الله كان فى حاجة اللته، لان الله – لذاته – كل شىء، نور لا
يمس، عالم كامل، روح، قوة، عقل، فإذا كان العالم آلة موسيقية مضبوطة النغمات،
تتحرك فى زمن تم قياسه بإجادة، فإنى اتعبد لذلك الكائن الذى منحها انسجامها
وتناغمها، وعزف عليها النغمات وغنى مقاطيعها المتناغمة، وليس للآلة نفسها، وفى
المسابقات الموسيقية لا يترك الحكام عازفى العود، ويتوجون الاعواد، وسواء كان
العالم – كما يقول افلاطون
Plato – نتيجة صنعة الهية فأنى اعجب بجماله واعبد من ابداعه، او كان
جوهر الخالق وجسده، كما يقول المشاءون
Parapathetics،
لا نتجاهل التعبد لله علة وسببب وحركة الجسم، وننحط إلى (العناصر الفقيرة
والضعيفة)، متعبدين فى الهواء الذى لا احساس فيه (كما يسمونه) المادة التى تحس،
واذا كان احد يدرك الاجزاء المختلفة للعالم على انها قوى الله، فإننا لن نقترب
ونقدم الخضوع للقوى، ولكن لصانعها وسيدها وأنا لا اطلب من المادة ما لا تستطيع أن
تعطى، ولا اتخطى الله واعطى كرامة للعناصر، التى لا يمكنها فعل شىء سوى ما قدر لها
لانها ورغم جمال منظرها بسبب مهارة صانعها الا انها لازالت تحمل طبيعة المادة، وقد
شهد افلاطون
Plato لهذا الرأى لأنه يقول (ما سمى بالسموات والارض، قد تلقى بركات
كثيرة من الاب، ولكن لم يشارك فى الجسد، حيث انه من غير الممكن ان تتحرر من
التغيير، لذلك وبينما اعجب بالسموات والعناصر بسبب ما فيها من فن، فأنى لا اعبد كآلهة.
عارفاً بأن قانون الفناء يسيطر عليها، وكيف ادعو هذه الاشياء آلهة، وانا اعلم أنها
من صنع البشر؟

 

و
ارجوكم ان تنتبهوا لكلمات قليلة عن هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى