علم

الخط العام للتراث الآبائي



الخط العام للتراث الآبائي

الخط العام
للتراث الآبائي

يمكننا
تقديم التراث الآبائي في مراحل خمس مسترشدين في ذلك بالتقسيم الذي اتبعه العالم
كواستن
Quasten J. بشيء من التعديل:

 

١.
بدء الأدب المسيحي الآبائي

يضم
هذا القسم:

1.    
بدء القوانين الرسوليّة والشكل
الليتورچي
حيث كانت كنيسة العهد الجديد تحتاج إلى هذا النظام لتمارس حياتهما
التعبّديّة ووجود دستور لسلوكها.

2.           
كتابات الآباء الرسوليّين في القرن
الأول وبداية الثاني بكونها بدء انطلاق للتراث خلال من تتلمذوا على يديّ الرسل
وسمعوهم.

3.           
فرزت الكنيسة الكتب الأبوكريفا عن
الأناجيل وبقيّة أسفار العهد الجديد القانونيّة.

4.           
نظم المسيحيّون الأوائل شعرًا للتسبيح
للتعبير عن مشاعر حبّهم للَّه مخلّصهم.

5.           
كتب بعض أبنائها سير الشهداء، فظهرت أول أعمال
الشهداء
.

6.           
ظهرت أعمال المدافعين Apologists، كما ظهرت كتابات للرد على الهرطقات.

 

٢.
كتابات ما بعد إيريناؤس إلى ما قبل مجمع نيقيّة (٣٢٥

م)

1.     إذ
كانت الإسكندريّة أكبر مركز هيليني فلسفي، مدرسة الإسكندريّة الفلسفيّة، التزمت
الكنيسة منذ عهد القدّيس مرقس الرسول بإنشاء مدرسة مسيحيّة قادرة على مواجهة
التيار الهيليني القوي، فظهرت مدرسة الإسكندريّة بآبائها الذين لمعت
أسماؤهم في الشرق والغرب.

2.     ظهر
آباء آسيا الصغرى وسوريا وفلسطين، ونشأت مدرسة أنطاكية التي تبنت التفسير
الحرفي للكتاب المقدّس كمقابل لمدرسة الإسكندريّة التي عُرفت بالتفسير الرمزي، كما
ظهرت مدرسة قيصريّة.

3.           
بدأ الأدب اللاتيني المسيحي على
يدي مينوسيوس فيلكس وهيبوليتس الروماني ونوفاتيان ولرسائل أساقفة روما.

4.           
من الشخصيّات الأفارقة المسيحيّة ترتليان
والقدّيس كبريانوس وأرنوبيوس ولاكتانتيوس.

 

٣.
العصر الذهبي والآباء الشرقيّون

تعتبر
فترة ما بين مجمع نيقيّة سنة ٣٢٥م ومجمع خلقيدون سنة
٤٥١م العصر الذهبي للكتابات الآبائيّة الشرقيّة.

1.    
في مصر ظهرت كتابات القدّيسين البابا
الكسندروس الذي واجه أريوس المبتدع، والبابا أثناسيوس الرسولي، وسيرابيون أسقف
تيمي، وديديموس الضرير، والبابا ثاوفيلس، والبابا كيرلس الكبير الخ. كما ظهرت
كتابات مؤسّسي الحركة الرهبانيّة في مصر (وكتابات الذين جاءوا إلى مصر
ليمارسوا الحياة الرهبانيّة ويسجّلوا أقوال آباء البريّة في مصر) مثل القدّيسين
ابنا أنطونيوس الكبير وأمونيوس وباخوميوس أب الشركة وهوريسيوس وثيؤدور (تادرس)
ومقاريوس المصري وأغريس من بنطس وبالاديوس واسيذوروس بالبلسم وشنودة بأتريب.

2.           
في آسيا الصغرى نجد يوسابيوس النيقوميدي
وثيؤجنيس من نيقيّة وأوستيروس السوفسطائي ومارسيلليوس بأنقرة وباسيليوس بأنقرة.

3.    
ظهر آباء الكبادوك العظام مثل القدّيسين
باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزينزي وغريغوريوس أسقف نيصص وأمفيلوخيوس أسقف
ايقونيم وأوستيروس من أماسيا.

4.    
في أنطاكية وسوريا أوستاثيوس الأنطاكي
وأتيوس الأنطاكي وأونوميسوس من
Cyzicus ويوسابيوس القيصري
وجلاسيوس القيصري ويوسابيوس من أميسا.

5.    
ظهر كيرلس الأورشليمي وأبوليناريوس من لادوكيا
وأبيفانيوس أسقف سلاميس وديؤدور الطرسوسي وثيؤودور من المصيصة ويوحنا الذهبي الفم
وأكاكيوس من
Beroea وأنتيخوس من بتللاميس وسيفريان من جبالة ومقاريوس ماجنيس وهستخيوس
الأورشليمي ونيلس من أنقرة ومرقس الناسك وبروكليس من القسطنطينيّة وباسيليوس من
سيليكيا.

6.           
ظهر أيضًا المؤرّخون الكنسيّون مثل فيليب
Philip Sidetes وسقراط وسوزومين وثيؤدورت أسقف قورش.

 

٤.
آباء الغرب في القرنين الرابع والخامس

أشهرهم
القدّيسون هيلاري أسقف بواتييه وأمبروسيوس أسقف ميلان وأغسطينوس أسقف هيبو وچيروم
ورفينوس ويوحنا كاسيان.

 

٥.
كتابات ما بعد مجمع خلقيدون
ية

إذ
عزل مجمع خلقيدون الشرق عن الغرب إلى حد ما اهتمت الكنائس اللاخلقيدونيّة بالكتابة
عن طبيعة السيّد المسيح، وقد برز قادة عظماء في ذلك. يقول ميندورف: [خلال
النصف الثاني من القرن الخامس والنصف الأول من القرن السادس، قد ساد عظماء
اللاهوتيّين (المونوفزيت)[1] على المسرح
وهم تيموثاوس أوليروس وفيلكسينوس أسقف منبج
Mabbug،
وعلى وجّه الخصوص ساويرس الأنطاكي، ولم يكن لدى الخلقيدونيّين لاهوتي واحد بارز
يقف أمامهم.[2]]

بعد
دخول العرب مصر وبقيّة منطقة الشرق الأوسط تحوّل اهتمام الكتاب الشرقيّين إلى
الحوار مع المسلمين وجاءت القرون ١١–١٣ غنيّة بالتراث
المسيحي المصري في ذلك المجال. أمّا الكنائس الخلقيدونيّة فواجهت مشاكل من نوع آخر
مثل محاربة الأيقونات وانبثاق الروح القدس الخ.



[1] لم يكونوا
“مونوفزيت” بل ميافزيت” لأن الطبيعة الواحدة عن اللاخلقيدونيين
ليست طبيعة منفردة
Single بل الطبيعة واحدة من طبيعتين، لذا لا تدعى monophysite بل Miaphysite كتعبير القدّيس كيرلس الكبير.

[2] J. Meyendorff: Christ in the Eastern Christian
Thought, 1969, p. 24.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى