علم

20- الطريق إلى حِفظ العفة



20- الطريق إلى حِفظ العفة

20- الطريق إلى حِفظ العفة

ويرى
القديس ميثوديوس أنه إذا كانت أنهار بابِل هي التيارات الشهوانية الحِسية التي
تُربِك وتُزعِج النَّفْس، إذاً لابد أن تكون شجرة الصِفصاف هي العِفة التي يجب أن
نُعلِّق عليها أعضاء الشهوة التي تُثقِّل الذهن، لكي لا تُسقِطها سيول الشهوة
وتسقُط مثل الدود في الفساد والدنس، لأنَّ الله أعطانا البتولية كأنفع وأعظم معونة
نُقاوِم بها الفساد مُرسِلاً إيَّاها كمُعين لهؤلاء الذين يُجاهدون من أجل صهيون
ويشتاقون إليها كما يُوضح المزمور.

 

واستكمالاً
لتعليقه على المزمور، يشرح ميثوديوس أنَّ هؤلاء الذين يرتدون ثوب البتولية النقي
اللامع الفريد اللائِق والذين لم يخضعوا أو يستجيبوا للشهوات، هم الذين لا
يُسبِّحون الرب في أرضٍ غريبة لأنَّ آمالِهِم ورجاءِهِم ليست في هذه الغُربة، إذ
أنهم لا يتمسكون بالشهوات الجسدية الزائِلة بل يتمسكون بوصايا الرب، وبنُبْل واشتياق
عالي ورفيع ينظرون للوعود التي فوق، مُتعطشين إلى الأبدية كمسكن مُفرِح وهِبات
الكرامة المُختارة، لأنه يقول ”إن لم أُفضِّل أورشليم على أعظم فرحي“ أي أنَّ
أورشليم هي الأرواح الطاهرة النقية التي هي مُنكِرة لذاتها والتي دخلت في تيار
البتولية النقي بشفاه طاهرة غير دَنِسة، وهي (مخطوبة لرجُلٍ واحد) لكي تُقدَّم
(عذراء عفيفة للمسيح) في السموات ”تفتخِر بإكليل الظفر بعد انتصارها في ساحة
المعارِك الطاهرة“ (حك 4: 2).

 

لذلك
يقول إشعياء النبي ”قومي استنيري (يا أورشليم) لأنه قد جاء نورِك ومجد الرب أشرق
عليكِ“ (إش 60: 1) ومن الواضِح للجميع أنَّ هذه الوعود ستتحقق بعد القيامة لأنَّ
الروح القدس لا يتحدَّث عن تلك المدينة المشهورة في اليهودية، بل بحق عن تلك
المدينة السماوية، أورشليم المُباركة، التي يُعلِن الرب أنها جميع النِفوس التي
يُعدَّها الله للمكانة الأولى. ”فوق أعظم فرحي“ في الحياة الجديدة، مُجلِساً هؤلاء
المُلتحفين بثوب البتولية الناصِع البياض في المسكن الطاهِر النقي الذي للنور الذي
لا يُدنى منه.

 

وينتقِل
ميثوديوس من سِفْر المزامير والحكمة إلى سِفْر إرميا ليُعلِّق على قوله ”هل تنسى
عذراء زينتها أو عروس منطقتها“ (إر 2: 36) ويرى أنَّ هذا يعني أنه يجب على العذراء
أن لا تترُك أو تُوسع زِنَّار العِفة باللهو والتشتُّت، لأنَّ كلمة القلب تعني
قلبنا وعقلِنا، والزِنار الذي يجمع ويحفظ ويُثبِّت هدف وغاية النَّفْس نحو العِفة
هو محبة الله الذي هو ربنا ورُباننا وراعينا يسوع الذي هو أيضاً حاكِمنا وعريسنا
الذي يُوصينا أن نثبُت إلى المُنتهى، لأنَّ الإنسان لن يجد معونة أعظم من هذه
القنية المرضية لله، لذا يجب أن نحيا جميعاً العِفة ونُكرِمها ونمدحها دوماً.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى