علم

سكون الجسد



سكون الجسد

سكون
الجسد

(أ)
ضبط اللسان

+
من أقوال الشيخ الروحاني:


فم العفيف يتكلم بالطيبات، ويلذذ صاحبه، ويفرح سامعيه، من كل كلامه مرتبا وعفيفا،
وهو طاهر بقلبه، فهو ابن ميراث المسيح، ومن كان كلامه بقلق ومعكر بالحرد، فهو
شيطان ثان.


فم الطاهر النفس يتكلم كل ساعة علي خالقه، ومن يسمعه يفرح ويقتدي به. فم الجاهل
يفيض مرارة، ويقتل صاحبه، ويسكر الذين ينصتون له، وما أوفق ذلك اللقب الذي أعطاه
له سليمان، اذلقبه بالخنزير، يارب خلصني من لقائه.

– 
من
يكثر كلامه، ويرفع صوته، هو ناقص الرأي. الذي يلطف كلامه ويتماكر ليضر هو شيطان ثان.
من يصنع صلحا بين الحرودين ابن الله يدعي، ومن يسجس ويعكر ويوصل كلاما شريرا من
واحد الي واحد، هو رسول الشيطان وهذا تبيده النار.

– 
من
يحذر بلسانه، فلن يسلب كنزه منه الي الأبد. فم الساكت يترجم أسرار الله، ومن يتكلم
بسرعة، يبعد عنه خالقه. من يستهين بذاته ويرذلها، يتحكم من الله، ومن يحسب نفسه
حكيما ترتفع منه حكمة الخالق، من اعتاد كلام اللعب مفرجا عن جسده ونفسه، فذاك زان
ومن يستأنس به فهو فاسق.

+
سأل أخ الأب بيمن قائلا:


اريد أن ادخل الي كنونيون وأسكن فيه “.

+فقال
له الشيخ:


أن شئت سكني الكنونيون، فأن لم تعتق نفسك من هم كل محادثة، وتبتعد عن سائر
الأشياء، فلا يمكنك سكني كنونيون لأنه لن يكون لك هناك سلطان ال علي عصاك “.

+
قال الأب أنطونيوس
:


أن خطايا الأبرار علي شفاههم، أما خطايا المنافقين فهي في جميع أجسادهم، من اجل
ذلك يقول النبي: ضع يارب حافظا علي فمي وبابا حصينا لشفتي “.

+
قال الأب أوغاريتوس:


ليست الحاجة ماسة الي كثرة الكلام، لأن كثرة الكلام عزيزة في الناس، أنما الحاجة
ماسة الي العمل “.

+
قال قديس:


اذا حزن انسان، فاضطرب ولم يتكلم، فهو مبتديء في الفضيلة. وليس من الكاملين بعد،
اما الكامل فهو ذاك الذي لا يضطرب اصلا، كالنبي القائل ” استعديت ولم أضطرب
“. فيا ليتنا نكون من المبتدئين، لنستمد من الله المعونة ”

+
قال أنبا بيمن
:


من يضبط فمه فأن أفكاره تموت، كالجرة التي يوجد فيها حيات وعقارب وسد فمها
(فوهتها) فأنها تموت “.

+
قال شيخ:


أحذر بكل قوتك أن لا تقول شيئا يسهل اللائمة ولا تحب التصنيع “.

+
كذلك قيل:


اني سألت انبا شيشاي: هل الهروب نافع للراهب؟ فجعل أصبعه علي فمه وقال: أن حفظت
نفسك من هذا يا بني، فهذا هو الهروب “.

 

+
قال الأب ايرايس:


من لا يقدر أن يضبط لسانه وقت الغضب فلن يقدر أن يغلب حتي ولا صغيره من ضغار
الآلام “.

+
وقال احد الآباء:


اذا ذكر الانسان الكلمة المكتوبة: ” أنه من كلامك تدان، ومن كلامك تتزكي
“، فأنه يختار لنفسه السكوت “.

+
قال أنبا يوسف لأنبا بيسير:


أني ر أقدر ان أضبط لسناني “، فقال الشيخ: ” واذا تكلمت فلن تستريح “.

+
قال شيخ:


لتصنع مسرته، اضبط لسانك لئلا تقول كلاما يغضبه الله “.

+
قال مار افرام:

من
يكثر أقواله، يكثر لنفسه الخصومات والبغضاء، ومن يحفظ فمه يحب.

أن
أحببت الصمت، ستقطع سفينة حياتك مسيرها بسكوت.

مثل
الماء للسمك، هكذا السكوت للراهب، بتواضع قلب ومحبة.

+
قال شيخ:

ط
أن اللسان مملوء نارا، وهو يدنس جميع الجسد، فالذي يحب حياته، فليشفق علي لسانه،
أخرس شفاهك يا رجل الله والجم لسانك كي تنتفع بجميع أتعابك، فالذي يحفظ لسانه، له
كرامات كثيرة فطوبي لمن يسود علي لسانه، فأن اهراءه تمتليء من الخيرات “.

+
وقال آخر:


أن كان لسانك غزيرا بحركاته، فقد أنطفأت من قلبك الحركات الطاهرة أما أن كان لسانك
ساكنا وقلبك يغلي بالحركات الطاهرة، فطوباك، لأن حركته بالروح ترفعك الي هدوء
الحياة، سكت لسانك ليسكت قلبك، وسكت قلبك ليتكلم فيه الروح “.

 

+
سأل أخ ضيخا
:


يا أبي أني أشتهي أن أحفظ قلبي ” فقال له الشيخ: ” كيف يمكنك أن تحفظ
قلبك، وفمك الذي هو باب القلب مفتوح سايب “.

+
سأل أخ الأب ماطوس:


ماذا اصنع فأن لساني يغلبني، وفي كل وقت أحضر بين الناس لا استطيع أن أضبطه،
وتجدني ادينهم علي كل فعل رديء “.

فأجابه
الشيخ قائلا:

 ”
أن كنت لا تستطيع ضبط لسانك فأهرب منفردا لأن هذه الحالة ناتجة عن ضعف، فالذي يريد
أن يجلس مع الأخوة ينبغي الا يكون ذا اربعة قرون بل يكون مجدورا، حتي يمكنه
التدحرج نحو الكل “.

+
سئل القديس باسيليوس:


ما هي الكلمة التي تعطي عنها جوابا ” فقال: هي تلك التي ليست للبنيان، كقول
الرسول: كل كلمة قبيحة لا تخرج من أفكارهكم، بل الكلمة الصالحة التي تكون للبنيان،
وتعطي نعمة للذين يسمعونها “.

+
سأل أخ الأب لوقيوس:


أريد أن أتغرب “

 

 ”
أن لم تضبط لسانك في أي موضع مضيت اليه فلست بغريب، أما اذا ضبطت لسانك ههما فأنت
غريب “.

+
بينما كان بعض الاخوة مجتمعين، يتكلمون عن الروحيات، نظروا ملائكة قد أقتربوا
منهم، وكانوا فرحين معهم، ولكنهم لما تكلموا كلاما غير نافع ابتعدت عنهم الملائكة،
واقتربت منهم الشياطين “.

+
قال أنبا أغاثون:


أذا كان الانسان الداخلي متيقظا، فهو يستطيع أن يحرس الانسان الخارجي أيضا، أما ان
لم يكن هكذا، فلنحرص علي اللسان بكل وسيلة في استطاعتنا “.

 

(ب)
الصمت

+
قال مار اسحق:


أن أردت أنتعرف رجل الله، فاستدل عليه من سكوته ومن بكائه ومن انقباض نفسه علي
ذاته، وأن أردت أن تعرف الرجل السائب القلب، فاستدل عليه من كثرة كلامه، ومن تخبط
حواسه ومن مقاومته لكل شيء، يقول ويريد أن يغلب.

قوة
الجسد المآكل، وغذاء النفس الكلام والحكايات، وكما أن شره كثرة الحكايات هو رغبة
النفس، هكذا السكوت هو ثمرة الحكمة المزمعة.


ان كنت محبا للحق، فكن محبا للصمت، لأنه كمثل الشمس يجعلك الصمت تنير بالله،
ويخلصك من تخاتل المعرفة، والسكوت يجعلك في عشرة مع الله.

 الذي
يحب الحديث مع المسيح يجب أن يكون وحده، والذي يريد أن يكون مع كثيرين فهو محب
لهذا العالم.

– 
أن
كنت تحب التوبة، فأحب السكوت لأنه بدونه لم تكمل التوبة، ومن يقاومك علي هذا فلا
تلاججه، لأنه لا يعرف ماذا يقول، لأنه لو كان يعرف ما هي التوبة، لكان يعرف أيضاً
موضعها، أنها لا تكمل في السجس.

– 
أن
يحس انسان بخطاياه أفضل له من أن ينفع الخليقة بمنظره، وأن يتنهده علي نفسه كل
يوم، أخير له من أن يقيم الموتي بصلاته، والذي أهل لأن ينظر خاياه، أطيب ممن ينظر
الملائكة، والذي بالنوح يطلب كل يوم المسيح بالوحدة، اخير من الذي يمدحونه في
المجامع.

+
قال القديس موسي الاسود:

– 
من
تعود الكلام بالكنيسة فقد دل بذلك علي عدم وجود خوف الله فيه. وذلك لأن خوف الله
خو حفظ وصون العقل كما أن الملك هو عون لمن يطيعه “.

–    
سقطة
النفس هي مكابدة وتهديبها السكوت بمعرفة.

–    
السكوت
بمعرفة يهذب الفكر. وكثرة الكلام تولد الضجر والهوس.

+
سئل شيخ:
عن
الغربة، فقال:


هي الصمت، وترك الالتفات الي المور الدينوية “.

 

+
قال أنبا أنطونيوس:


لا تظهر صوتك الا في صلاة الفرائض “.

+
قال القديس مقاريوس الكبير:


يجب علي الراهب أن يكون في سكون في كل حين ولا يسمع لأفكاره التي توعز اليه بكثرة
الكلام الذي يضعف النفس، بل ليمسك عن الكلام حتي ولو نظر اناسا يضحكون أو يتحدثون
بكلام لا منفعة له وذلك لجهلهم. لأن الراهب الحقيقي يجب ان يتحفظ من لسانه والراهب
الذي يسلك هكذا لا يعثر ابدا بلسانه، ولكنه يصبح الها علي الأرض.

+
قال راهب:


الصمت في جميع الأمور هو الغربة، والغربة بالحقيقة هي الصمت “.

+
قال شيخ:

 ”
مكتوب أن من أجاب عما لا يسأل عنه فهو جاهل، فأن لم تسألوا فلا تجيبوا ”

+
سئل أنبا بيمن:


أيهما أصلح، الكلام أم الصمت؟ “.

فقال:
” أن الصمت من أجل الله جيد، كما ان الكلام من أجل الله جيد أيضاً “.

+
حدث مرة أن جاء الي القديس تادرس أخ، طلب اليه مدة ثلاثة أيام، كي يسمع منه
كلمة فلم يجبه بشيء، فمضي حزينا، فقال له تلميذه: ” يا أبتاه، لماذا لم تجبه
بشيء، فقد مضي حزيناً؟ ” فأجابه الشيخ قائلا: ” يا ابني، اني ما سكت عن
الكلام اليه لكونه بياعا “، يؤثر أن يتمجد بأقوال آخرين “.

+
قال شيخ:


أن قومت الصمت، فلا تظن في نفسك أنك قد قومت شيئا، ولكن اعتبر ذاتك أنك لست أهلا
لأن تتكلم “.

+
قال الأنبا أوغريس:


أختم باب أتعابك بالصمت، لئلا يقلعه اللسان، فينتج المجد الفارغ الذي ينزعها”

 

+
سأل شيخ أنبا شوشاي قائلا:


أي شيء هو الغربة؟ ” فأجابه: هي الصمت، في كل موضع يوجد فيه الانسان، موجها
لنفسه القول: ” ما شاني في هذا الأمر؟ “.

+
مرة توجه البابا ثاؤفليس الي الأسقيط،

فاجتمع الاخوة
وقالوا لأنبا بفنوتيوس: ” قل البابا كلمة واحدة لكي ينتفع ” فقال لهم
الشيخ: ” أن لم ينتفع بسكوتي، فحتي ولا بكلمتي ينتفع “، فسمع البطريرك
ذلك وانتفع جدا.

+
كان أحد الرهبان صامتا وقد شاع فضله وعمله، فزاره في أحد الأيام أثنان من
الفلاسفة، فقام وصلي وسلم عليهما وجلس صامتا يضفر الخوص ولا يرفع نظره اليهما،
فقالا له: يا معلم: ” انفعنا ولو بكلمة واحدة لأننا لهذا اتينا اليك “،
فأجابهم الراهب قائلا : ” أعلما انكما افنيتما اقوالكما لتتعلما فخر الكلام
وتحسينه، وأما أنا فقد اهملت العالم واتيت الي ههنا لا لأقتني جودة الكلام بل
السكوت، فلما سمعا قوله تعجبا كثيرا وانصرفا “.

(ج)
عدم الخلطة

+
قال الأب أوغاريتوس:


أقطع نفسك من مودة الكثيرين لئلا يكون عقلك مناصبا لك فيقلقل عادة السكوت ”

+
قال أنبا بيمين:


مكن يكثر من الأختلاط بالناس، لا يمكنه أن ينجو من النميمة “.

+
قال شيخ
:


أن من يحب السكوت ينجو من سهام العدو، أما الذي يحب الجماعات فأنه يصاب بجراحات
كثيرة “.

+
قال مار اسحق:


الاتكال علي البشر، يمنع كلية الاتكال علي المسيح، والعزاء الظاهر يمنع العزاء الخفي،
وهكذا بقدر ما يكون الراهب منفردا،وفي وحشية، بقدر ما يخدم من العناية الألهية
“.

 

+
وقيل أيضاً
:


متي داخلتك شهوة اهتمام بغيرك بنوع الفضيلة، حتي يتشتت ما في قلبك من السكون، فقل:
أ، طريق المحبة والرحمة لأجل الله مقبولة، ولكني من أجل الله كذلك لا أريدها
” وقد حدث ان قال راهب: ” أن لم تقف لي من اجل الله اجري خلفك:، فقلت
له: وانا من اجل الله كذلك أهرب منك “.

+
قال القديس يوحنا القصير:


ابتداء التدبير الجيد هو أن يبتعد الانسان من أحبائه ومعارفه ومعارفه وأقاربه فكن
محبا لكل أحد وابتعد عن كل أحد “.

كل
من أهتم بأن يتكلم مع صبي فهو زان بفكره.

+
قال القديس أنبا أنطونيوس:


لا تخالط علمانيا بالجملة.


لا تقرب اليك امرأة.ولا تأكل معها ولا تدعها تدخل منزلك فالغضب يمشي خلفها.

(د)
التجرد

+
قال القديس يوحنا القصير:


لا يكن بين عينيك شيء مشتهي لكيما تبصر الله. أعلم أنك راهب ولا ينبغي لك أن ترتبط
بشيء ما.


لا تطلب حاجتك في كل أمر لأنك لست لهذه التلمذة تتلمذت، أن تكون حاجتك مهيأة في كل
أمر بل احذر من الشهوات التي يحبها هواك.


تمسكن بالتخلي عن كل شيء يشغل العقل، لا عن المقتنيات فقط بل وعن النظر والسمع
والكلام كنحو قوتك لأن الحواس هي رباطات الانسان الباطن وبها حياته.

كن
عبدا وحرا:

كن
عبدا مملوكا لارادة سيده، وحرا غير متعبد لشيء من المجد الباطل، حتي ولا لوجع من
الأوجاع.. حل نفسك من رباط العبودية، ولازم العتق الذي عتقك به المسيح. واقتن حرية
العالم الجديد
لا تبتكر لنفسك
نواميس لئلا تكون متعبد لنواميسك. ولكن كن حرا تصنع ما تريد.. ولا تستبد بأمر لأنك
مخلوق، كائن تحت التغيير. ولا تستعبد لشيء ولا ترتبط بشيء.

كن
حرا واعتق نفسك من عبودية الشيطان المحتال., ان لم تكن حرا لا تسطيع أن تعمل من
أجل المسيح.

ليس
لك أن تفحص عن كل الأمور. لأنك لم تصر مدبرا أو رئيسا، ولكنك مأمور وليس لك سلطان
حتي ولا علي نفسك. لا تغر من الذين ينظرون الي أصحابهم لئلا يضطرب عقلك بالعبودية،
وتكون خدمتك بلا منفعة بل أذكر في كل لحظة اوجاع الشهداء لتقتني شجاعة النفس

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى