علم الاخرويات

موعد مجىء المسيح الدجال



موعد مجىء المسيح الدجال

موعد
مجىء المسيح الدجال

مجدى
صادق

الفهرس

مقدمة

مقالات ذات صلة

الفصل الأول: المجىء الشيطانى كيف ومتى؟

1- خرافة تجسد الشيطان وولادته من امرأة

2- هل المسيح الدجال إنسان سيتقمصه الشيطان؟

3- موعد مجىء المسيح الدجال

4- هل يملك المسيح الدجال على أورشليم أم مدينة صور؟

الفصل الثانى: هل يعيد المسيح الدجال بناء هيكل أورشليم؟

الفصل الثالث: المقصود برجسة خراب أورشليم

الفصل الرابع: عودة إيليا وأخنوخ للكرازة بالمسيح فى أورشليم

الفصل الخامس: المجىء الثانى باليوم والساعة والسنة

1- ساعة المجىء الثانى

2- يوم المجىء الثانى

3- سنة المجىء الثانى

الفصل السادس: هل أغلق الكتاب عن تحديد موعد المجىء الثانى

أهم المراجع

 

مقدمة

هذه
الطبعة صدرت أولا بعنوان “هل ولد المسيح الدجال؟ ” ونظرا لأن هذا
العنوان يرسخ اعتقاد ضد غايتنا منه وهو إثبات أن الدجال فى مجيئه لن يأتى كمولود
امرأة بل سيأتى مستعلنا مقلدا المجىء الثانى بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة لكى يضل
لو أمكن المختارين أيضا. لهذا رأينا تغييره ليصير بعنوان “موعد مجىء المسيح
الدجال”

 

الفصل الأول: المجىء الشيطانى كيف ومتى؟

إنتشرت
فى الآونة الآخيرة خرافة ليس لها أى سند كتابى عن ولاة المسيح الدجال ودارت حوارات
حول طبيعة المجىء الشيطانى وهل هو تجسد (أى ولادة) أم تقمص (أى إستيلاء شيطانى) أم
إستعلان (أى إظهار للذات بصورة مرئية).

 كما
ثارت تساؤلات عن موعد مجىء الدجال واستعلانه وعن مقر حكمه الأمور التى رأينا أن
نعالجها علاجا حاسما فى أربع مباحث متتالية كالتالى: المبحث الأول ونخصصه لتفنيد
خرافة ولادة المسيح الدجال. والمبحث الثانى نخصصه لتفنيد بدعة القائلين بأن المسيح
الدجال مجرد إنسان سيتقمصه الشيطان وذلك بإظهار وجه الحق الكتابى المتعلق بمجىء
المسيح الدجال بقوة الشيطان الذى سينزل إلينا على الأرض فى الأيام الأخيرة وبه غضب
عظيم ليضل المسكونة بكل خديعة الإثم فى الهالكين. والمبحث الثالث نخصصه للكشف عن
موعد مجىء المسيح الدجال واستعلانه على الأرض إستناداً لنبوات الكتاب المقدس. والمبحث
الرابع نخصصه لتحديد مقر حكم المسيح الدجال وفقاً للحق الكتابى الواضح بأنه سيملك
على مدينة صور اللبنانية.

 

1- خرافة تجسد الشيطان وولادته من امرأة

 بادىء
ذى بدء علينا أن ندرك حقيقة كتابية أولية وهى أن الكتاب أخبر أن الرب يسوع المسيح
هو آدم الأخير (كورنثوس الأولى 15: 45).

 وعلى
ذلك فإن القول بتجسد الشيطان وولادته هو خرافة تضاد الحق الإلهى المعلن تصريحيا. فالشيطان
لم ولن يولد بل سينزل إلينا على الأرض وبه غضب عظيم عالما أن له زمانا قليلاً (رؤيا
12: 12).

 وهذا
برهان قاطع على أن إبليس سينزل إلينا فى الأيام الأخيرة بصورة مستعلنة أى مرئية
ولمدة محددة. أى أنه لم ولن يولد من امرأة. بل سيأتى بكل قوة وعمل الشيطان فى
الخداع والتضليل منتحلا اسم المسيح وصفته باعتباره الإله الحق.

 وقد
أجمع علماء الكتاب المقدس على أن مدة الدجال على الأرض هى ألف ومئتان وتسعون يوما[1].

أى
بزيادة ثلاثين يوما على مدة النبيين إيليا وأخنوخ البالغة ألف ومئتان وستون يوما.

 وعلى
ذلك فإن الخرافة المنتشرة عن ولادة الدجال من سبط دان هى محض خيال مسند إلى تفسير
ضعيف مرفوض آبائيا عن ولادة الدجال ومجيئه من سبط دان.

 فمن
المعلوم أن بعض المفسرين يعتقد أن نبوة يعقوب لدان والتى يقول فيها ˜” يكون
دان حية على الطريق أفعوانا على السبيل ” (تكوين 49: 16- 17)

أنها
تشير إلى أن الدجال سيأتى من سبط دان.
إلا أن هذا
التفسير قد جانبه الصواب للأسباب الآتية:

 أولا:
أن المتأمل فى نبوات يعقوب عن مستقبل بنيه سيجد أن يعقوب قد تنبأ عن مستقبل يهوذا
بقوله:

 ”
يهوذا إياك يحمد اخوتك.. يسجد لك بنو أبيك (إشارة إلى أن الملك سيكون فى يهوذا)

يهوذا
جرو أسد.
من فريسة صعدت يا ابنى. جثا وربض
كأسد وكلبوة من ينهضه.
إشارة إلى رقاد المسيح
وقيامته الذاتية) ثم تنبأ عن مجىء السيد المسيح بقوله:

 لا
يزول قضيب من يهوذا ومشترع من صلبه حتى يأتى شيلون (من له الأمر)

وله
يكون خضوع شعوب
) تكوين
49: 8: 10).

 أما
عن دان فقال له:

 ”
دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل (إشارة إلى أن دان سيجلس ليقضى لشعبه)

يكون
دان حية على الطريق أفعوانا على السبيل يلسع عقبى الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء (هنا
نجد أن يعقوب يتنبأ عن سبط دان دون أدنى إشارة إلى مجىء الدجال من نسله. بل قال ”
يكون دان حية على الطريق “.

 وقد
تحققت تلك النبوة بالفعل إذ صار سبط دان كالحية على الطريق بتعبدهم للأوثان وسط
إسرائيل.
كما جاء فى سفر القضاة الأصحاح 18.

 ورغم
إنحراف دان وراء الأوثان فى وسط إسرائيل فقد تنبأ يعقوب عن ترجيه خلاص الرب بالقول
لخلاصك إنتظرت يارب.

 فهل
يترجى الدجال خلاص الرب؟

 بداهة
لا.

 إذن
النبوة لا علاقة لها بالدجال وإنما هى قاصرة على دان وسبطه.

 نخلص
مما تقدم إلى نتيجة قوامها أن الدجال لم يولد ولن يولد فضلا عن أن الولادة أى
التجسد هى من أعمال القدرة الإلهية وقد إقتضتها ضرورة إتمام عمل الفداء ولا ضرورة
تقتضى الولادة للقيام بأعمال التضليل سيما مع وجود تصريح كتابى بأن المسيح هو آدم
الأخير.

 فضلا
عن أن القول بولادة الشيطان وتجسده يؤدى إلى نتائج غير منطقية.

 فالشيطان
بطبيعته له جسده الخاص والقول بتجسده وولادته يجعل له جسدان وهذا محال إذ لا يمكن
لمن له جسده الخاص أن يتخذ جسداً آخر.

 أما
التقمص فهو شىء آخر إذ هو مثال للإستعلاء والتعدى لأنه فيه تغتصب الشياطين هيكل
الله دون أن يكون هذا الهيكل هيكلها الخاص بدليل إمكانية طردها منه باسم الرب.

 ومعلوم
أن سر الإثم الذى هو الشيطان يعمل الآن بطريقة سرية أى غير منظورة ولكنه فى الوقت
المعين سيعمل بطريقة مرئية أى مستعلنة بسماح من الله الذى يقيده الآن إلى الوقت
المحدد.
عندئذ سيتخذ الشيطان هيئة إنسان ويظهر نفسه
لسكان الأرض لكى ينظروه (حزقيال 28: 2، 14، 17).

 والواقع
أن إستعلان ملاك الشيطان فى هيئة إنسان هو من الأمور اليسيرة عليه بإعتباره من جنس
الملائكة.

 وقد
أثبت السفر المقدس ظهورات عديدة للملائكة فى هيئات بشرية من أشهرها ظهور الملاك
روفائيل لطوبيا فى صورة رجل رافقه فى تنقلاته (طوبيا 12: 1- 12) وظهور الملاك
جبرائيل لدانيال النبى فى صورة إنسان حتى أنه دعاه بالرجل جبرائيل (دانيال 9: 21).

 وعلى
ذلك فإن إظهار ملاك الشيطان لذاته وإستعلانه فى هيئة إنسان سيتم بمشيئة الله الذى
سيسمح له بهذا فى الوقت المعين ولمدة محددة لكى يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل
سروا بالإثم.

 أما
ما يثار من إرهاصات حول إعادة بناء هيكل سليمان فهى إرهاصات ليس لها أى سند كتابى.

بل
هى مجرد أمانى وأحلام يهودية يسعون لتحقيقها لبعث العبادة الهيكلية وفرائضها لعدم
إيمانهم بالمسيح الذى بمجيئه أوجد فداءً أبديا (العبرانيين 9: 11- 12)

وبه
تغيرت فرائض الخدمة اليهودية التى فيها تقدم قرابين وذبائح لا يمكن من جهة
الضمير أن تكمل الذى يخدم وبالتالى لم يعد لها ولا للهيكل الذى تقدم عليه حاجة أو
إحتياج لأنهم كانوا موضوعين فقط إلى وقت الإصلاح (العبرانيين 9: 8- 10).

 بل أن الكهنوت
اللاوى نفسه لعدم كماله تغير من كهنوت على طقس هرون إلى كهنوت على طقس ملكى صادق
حيث تقدم ذبيحة واحدة أبدية تحت عارض الخبز والخمر لأنه إن تغير الكهنوت فبالضرورة
يصير تغير الناموس أيضا (العبرانيين 8: 8- 10) وعليه فإن الهيكل الأول لن يبعث
لأنه بمجىء الهيكل الأعظم والأكمل (العبرانيين 9: 8- 10) أبطل الأول ولم يعد له
وجود ولن تكون له قائمة والتاريخ خير شاهد على ذلك.

 فعندما
شرع اليهود فى إعادة بناء الهيكل بتحريض من يوليانوس الجاحد وانتهوا من رفع حجارة
الجدران القديمة وهموا أن يضعوا أساساً جديداً حدثت للوقت زلزلة عظيمة ملأت الحفر
ترابا وبددت آلات البناء وقتلت بعض الفعلة.

 إلا أن اليهود لم
يرعووا مما حدث وعادوا للعمل مرة ثانية. حينئذ خرجت من جوف الأرض كرات نارية

قوات
ملائكية
رشقت الفعلة بالحجارة التى كانوا مزمعين أن
يضعوها فى الأساس وآذابت آلات البناء وتكرر ذلك فى كل مرة يحاولون فيها وضع الأساس
حتى توقفوا عن التفكير فى ذلك.

 أما ما يتردد عن
جلوس المسيح الدجال فى هيكل أورشليم بعد بناؤه فلا سند كتابى له.

 فالدجال
لن يملك فى أورشليم التى ستكون مقراً لكرازة الشاهدان إيليا وأخنوخ بل سيملك وفقاً
للنبوات على مدينة صور اللبنانية, وسوف يجلس فى هيكل الله كإله مظهراً نفسه أنه
إله، وسوف يجعل ناراً تنزل من السماء أمام الناس ويعطى روحا لتمثال الوحش (أى لتمثال
ملك اليونان)
حتى يتكلم تمثال الوحش.

 

2- هل المسيح الدجال إنسان سيتقمصه الشيطان؟

من
المحقق أن المسيح الدجال هو الشيطان ذاته مستعلنا، وفى هذا يقول بولس الرسول أن سر
الإثم (أى الشيطان)
الآن يعمل فقط إلى أن
يرفع من الوسط الذى يحجز الآن (أى المسيح الذى يقيده)
وحينئذ
سيستعلن الأثيم (تسالونيكى الثانية 2: 7- 8).

 مما
تقدم يتضح أن الرسول يستخدم تعبير إستعلان الأثيم للدلالة على إستعلان الشيطان فى
هيئة منظورة.

 وعلى
ذلك فليس صحيحاً ما يردده بعض العوام من أن المسيح الدجال إنسان سيتقمصه الشيطان
إذ لو كان المسيح الدجال مجرد إنسان سيتقمصه الشيطان لما كان هناك معنى لقول بولس
الرسول أن سر الإثم أى الشيطان يعمل الآن إلى أن يرفع من الوسط (المسيح) الذى يحجز
الآن وحينئذ سيستعلن الأثيم.

 والواقع
أن سر الإثم مع قواته الجهنمية يتقمصون الكثيرين الآن ويعملون من خلالهم، وقد
إنتحل بعضهم اسم المسيح بالفعل، ومن أشهر هؤلاء المسحاء الكذبة الذين تقمصهم الشيطان
” تشارلز مانسون ” زعيم الهيبز.

 فهل
يستساغ أن يقال عن مانسون أو أى إنسان به شيطان أنه سر الإثم مستعلناً أى مرئياً؟

 بداهة
لا.

 فإستعلان
سر الإثم هو إظهار ذاتى جلى ومرئى ومنظور للشيطان.
لهذا يقول
يوحنا الرائى ” رأيت وحشاً آخر طالعاً من الأرض وكان له قرنان شبه خروف (أى
شبه المسيح)
وكان يتكلم كتنين,
ويعمل بكل سلطان الوحش الأول (أى ملك اليونان) أمامه, ويضل الساكنين على الأرض
بالآيات التى أعطى أن يصنعها أمام الوحش ” (رؤيا 13: 11- 14).

 

 ثم
يستطرد قائلا:

 ”
وقبض على الوحش (أى الملك اليونانى الجافى الوجه الذى سيضطهد القديسين ويغلبهم)
والنبى الكذاب معه (أى المسيح الدجال) الصانع قدامه الآيات ” (رؤيا 19: 20).

 ومن
الكتب المقدسة نعلم أن الشيطان عند إستعلانه على الأرض كضد للمسيح سيتخذ من مدينة
صور اللبنانية مقراً له للسيطرة على العالم. وسيجلس فى هيكل الله فى قلب البحار (أى
الأمم) ليظهر نفسه أنه إله.

 وفى
هذا تقول كلمة الله:

 يا
ابن آدم قل لرئيس صور (ضد المسيح مستعلنا)
هكذا قال
السيد الرب:

 من
أجل أنه قد إرتفع قلبك وقلت أنا إله فى مجلس الآلهة أجلس فى قلب البحار (الأمم)..
من أجل أنك ظننت أن لديك حكمة الآلهة ها أنا أثير عليك غرباء من أعتى الأمم
فيجردون سيوفهم على بهاء حكمتك يطرحونك إلى الهاوية لأنى أنا قضيت يقول السيد الرب
Œ(حزقيال 28: 1- 10).

 والملاحظ
أن تلك النبوة هى ذاتها التى إقتبس منها بولس الرسول نبوته عن جلوس الدجال فى هيكل
الله كإله مظهراً نفسه أنه إله (تسالونيكى الثانية 2: 2).

 ثم يستطرد حزقيال
النبى قائلا:

 وكان
إلى كلام الرب قائلا يا ابن آدم ارفع مرثاة على ملك صور وقل له:

 يا
ابن آدم ارفع مرثاة على ملك صور وقل له: هكذا قال السيد الرب.. أنت الكروب المنبسط
المظلل (إشارة إلى الشيطان الذى كان من ملائكة الكروبيم) وأقمتك على جبل الله
المقدس (إشارة إلى مدينة الله المقدسة).. أنت كامل فى طرقك من يوم خلقت حتى وجد
فيك إثم.. فأخطأت. فأطرحك من جبل الله (مملكة الله) وأبيدك أيها الكروب المظلل من
بين حجارة النار (الملائكة)..
سأطرحك إلى الأرض
وأجعلك أمام الملوك لينظروا إليك.. فأخرج نارا من وسطك فتأكلك وأصيرك رمادا على
الأرض أمام عينى كل من يراك فيتحير منك جميع الذين يعرفونك بين الشعوب وتكون
أهوالا ولا توجد بعد إلى الأبد (حزقيال 28: 11- 19).

 مما
تقدم يتضح أن الكتاب المقدس لا يتحدث عن المسيح الدجال بإعتباره إنسان سيحل عليه
الشيطان ويتقمصه، ولا بإعتباره مولود امرأة.

 بل يتحدث عنه
بإعتباره الأثيم الذى يعمل الآن بطريقة غير مرئية إلى أن يرفع من الوسط الذى يقيد
الشيطان الآن أى المسيح، وعندئذ يستعلن الأثيم فى هيئة جسمية منظورة ومرئية
منتحلاً اسم المسيح وصفته وهيئته لخداع البشر لكى يدان جميع الذين لم يقبلوا الحق
بل سروا بالإثم.

 

3- موعد مجىء المسيح الدجال

من
الحقائق الكتابية المعروفة وفقا لنبوة دانيال النبى أن ظهور المسيح الدجال سيكون
قبل ألف وثلاث مئة وخمسة وثلاثين يوما من نهاية العالم (دانيال 12: 11- 12).

 ومن
الحقائق الكتابية المعروفة أيضا أن نهاية العالم ستكون بعد ألفى عام بالتمام
والكمال من تاريخ ميلاد الرب حسب الجسد.

 ومعلوم
أن الرب ولد جسديا فى منتصف ليلة 24 / 25 ديسمبر سنة 4000 لخلق آدم.

 وعلى
ذلك فإنه وفقا للتقليد سيكون المجىء الثانى لرب المجد فى ذات التوقيت بعد ألفى سنة
من المجىء الأول ويوافق عند الغربيين منتصف ليلة 24 / 25 ديسمبر عام 2000 للميلاد وهو
التاريخ الذى أصبح بعد التعديل الغريغورى يحل فى منتصف ليلة 6 / 7 يناير عام 2001 ميلادية.

 أما علة عدم مجىء
الرب بعد ألفى سنة من مجيئه الأول حسب التقويم الميلادى الغربى المعمول به حالياً،
فمرجعه وجود خطأ فى حساب مبدأ التاريخ الفعلى للميلاد المجيد لرب المجد فى التقويم
الغربى مقداره ثلاثة عشرة سنة وهذا الخطأ يمكن تبينه فى ضوء تفسير نبوة السبعون
أسبوعا والتى نعرض لها فيما يلى.

 بالرجوع
إلى نبوة دانيال النبى الخاصة بالسبعون أسبوعاً المتضمنة كل زمن البشرية المنحصر
فى المدة ما بين خروج الأمر بتجديد أورشليم وبنائها (فى السنة العشرين لأرتحشستا ملك
الفرس) إلى المسيح الرئيس (أى مجيئه الثانى) [2]
(دانيال 9: 24- 25).

 نلاحظ
أن هذه المدة قسمها الملاك إلى ثلاث فترات زمنية وأن مجىء المسيح الدجال سيكون عقب
نهاية الفترة الزمنية الثانية أى بعد اثنان وستون أسبوعاً (أى سنة) من عودة
إسرائيل، وهى العودة التى تحققت فى منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 1948

ميلادية
بإعلان قيام دولة إسرائيل.

 وبناءً على ذلك فإن
مجىء الدجال وفقا للنبوة سيتم فى منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 2010 ميلادية.

 وبهذا
وإستناداً إلى هذه النبوة يمكننا إحتساب موعد المجىء الثانى لرب المجد والذى
سيتحقق بعد 1335 يوما من هذا التاريخ وهو ما يصل بنا إلى منتصف ليلة 7 / 8 يناير
عام 2014 ميلادية حسب التقويم الميلادى الغربى وهى التى توافق منتصف ليلة 24 / 25 ديسمبر
عام 2000 للميلاد حسب التقويم الميلادى الفعلى.

 وفيما
يلى نعرض لتفسير نبوة السبعون أسبوعاً والتى تشير إلى كل زمن البشرية وقد قسمها
الملاك إلى ثلاث فترات زمنية كالتالى:

 

 الفترة
الزمنية الأولى

 مدة
هذه الفترة سبعة أسابيع (أى أزمنة) وتشير إلى فترة زمنية كاملة نسبيا تبدأ من خروج
الأمر بتجديد أورشليم وبناءها وتستمر إلى أن تبدأ الفترة الزمنية التى تليها.

 

 الفترة
الزمنية الثانية

 مدة هذه الفترة
اثنان وستون أسبوعا أى سنة تبدأ بعودة إسرائيل فى ضيق الأزمنة أى فى أزمنة صعبة وهى
العودة التى تحققت بإعلان قيام دولة إسرائيل فى منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 1948

ميلادية,
وتنتهى مدة ال 62 سنة بإستعلان وظهور المسيح الدجال.

 

 الفترة الزمنية الثالثة

 مدة هذه الفترة
أسبوعاً واحداً هو الأسبوع الأخير أو الزمن الأخير ومدته ألف وثلاث مئة وخمسة
وثلاثين يوماً تبدأ بظهور المسيح الدجال واستعلانه بصفته المسيح الحقيقى وتنتهى
بالمجىء الثانى لرب المجد (دانيال 12: 11- 12).

 نخلص
مما تقدم أنه بعودة إسرائيل بإعلان قيام دولتها فى منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 1948
ميلادية، تبدأ مدة ال 62 سنة والتى تنتهى باستعلان ضد المسيح, ثم متى كملت الفترة
الزمنية الثانية ومدتها اثنان وستون أسبوعا (أى سنة) والتى تكمل فى منتصف ليلة
14/15 مايو سنة 2010 ميلادية يستعلن الدجال وفقا للنبوة وبإستعلانه تبدأ أحداث
الفترة الزمنية الثالثة والأخيرة.

 وعلى
ذلك فإنه بمعرفة تاريخ عودة إسرائيل وهى العودة التى تحققت بإعلان قيام دولتها فى
منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 1948 ميلادية يمكننا أن نحدد موعد مجىء الدجال
وإستعلانه على وجه الدقة بأنه فى منتصف ليلة 14/15 مايو سنة 2010

ميلادية
غربية.

 وبإضافة
مدة الألف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما الواردة فى دانيال 12: 12 والتى بها
تكمل الأزمنة نصل إلى تحديد موعد المجىء الثانى الذى به تكمل مدة الألفى سنة.

 

4- هل يملك المسيح الدجال على أورشليم أم على مدينة صور؟

من
المحقق كتابياً أن المسيح الدجال سيملك على مدينة صور اللبنانية وفى هذا تقول كلمة
الله:

 يا
ابن آدم قل لرئيس صور (ضد المسيح مستعلنا)
هكذا قال
السيد الرب من أجل أنه قد ارتفع قلبك وقلت أنا إله فى مجلس الآلهة أجلس فى قلب
البحار وأنت إنسان لا إله.
من أجل أنك ظننت أن
لديك حكمة الآلهة ها أنا أثير عليك غرباء من أعتى الأمم فيجردون سيوفهم على بهاء
حكمتك أنت الكروب المنبسط المظلل قد ارتفع قلبك لبهجتك سأطرحك إلى الأرض وأجعلك
أمام الملوك لينظروا إليك (حزقيال 28: 1- 17).

 مما
تقدم يتضح أن مدينة صور هى تلك المدينة التى سيملك عليها المسيح الدجال والتى
ستصير بوجود الدجال على رأسها وجلوسه فى هيكلها مثل إله مركزاً للعبادة الشيطانية
فى العالم كله ووكراً لكل رذيلة ومصدراً لبث كل تعليم دنس ونجس.

 لهذا
دعيت هذه المدينة بالزانية العظيمة وقد رأها يوحنا الرائى محمولة على وحش قرمزى
كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الحفرة (رؤيا 17: 18) الأمر الذى يدل على أن
هذه المدينة ستقع فى نطاق حكم الإمبراطورية اليونانية التى ستبعث من قبرها
كإمبراطورية ثامنة لتكميل النبوات المتعلقة بهذه الإمبراطورية التى ينبغى أن تكون
قائمة فى وقت النهاية (دانيال 11: 3، 4، 40 + 12: 1- 4) وهى واحدة من
الإمبراطوريات السبعة التى كان لها تسلط على الأرض وسقطت.

 أما
البرهان على أن مدينة صور هى الزانية العظيمة التى سيكون لها حكم على ملوك الأرض (رؤيا
17: 18) نتيجة تسلط ضد المسيح عليها فى الأيام الأخيرة فيمكن إثباته من خلال عقد
مقارنة بين النبوات المتعلقة بدينونة الزانية العظيمة كما وردت فى سفر الرؤيا 18: 7-
24 مع تلك المتعلقة بدينونة مدينة صور كما وردت فى سفر حزقيال النبى 27: 3، 13،،
25، 27- 36 بإعتبارها المصدر الذى إقتبس منه يوحنا الرائى نبوته عن دينونة الزانية
العظيمة المشار إليها.

 أما
اسم الزانية الذى أطلقه يوحنا الرائى على المدينة التى سيكون لها حكم على ملوك
الأرض فقد إقتبسه من إشعياء النبى الذى تنبأ عن مدينة صور بأنها ستنسى سبعين سنة (أى
حقبة زمنية كاملة) ثم من بعد سبعين سنة تظهر صور كزانية منسية وفى هذا تقول كلمة
الرب:

 خذى
عودا طوفى فى المدينة أيتها الزانية المنسية.. ويكون من بعد سبعين سنة أن الرب
يتعهد صور فتعود إلى أجرتها وتزنى مع كل ممالك البلاد على وجه الأرض (إشعياء 23: 16-
17).

 وبمقابلة
النبوات المتعلقة بالزانية العظيمة كما وردت فى سفر الرؤيا أصحاح 17 مع النبوات المتعلقة
بمدينة صور كما وردت فى سفرى إشعياء أصحاح 23 وحزقيال
أصحاح 27 سيتضح
بجلاء تام أن مدينة صور هى مقر حكم المسيح الدجال.

 ومما
يبرهن أيضا على أن الزانية العظيمة الوارد ذكرها فى سفر الرؤيا أصحاح 17 هى مدينة
صور اللبنانية وليست بابل ولا أورشليم حسب زعم بعض المفسرين. هو أن الزانية
العظيمة كما يتضح من أوصافها الواردة بسفر الرؤيا أصحاح مدينة ساحلية وهذا الوصف
لا ينطبق على مدينة بابل أو مدينة أورشليم بل ينطبق على مدينة صور.

 هذا
من جهة ومن جهة أخرى فإن خراب صور بدفع سيكون بيد الوحش أى الملك اليونانى والملوك
العشرة المتحالفون معه.

 أما
خراب أورشليم فى اليوم الأخير فسيكون بواسطة جيوش جوج رئيس أرض ماجوج رئيس روسيا
وموسكو وتوبولسك (رؤيا 20: 8- 9) (حزقيال 38، 39) (يوئيل 2: 2- 10 + 3: 1- 15) (زكريا
14: 1- 6) (عاموس 8: 2- 9)
) رؤيا 16: 12 + 9: 13- 19 + 6: 12- 17).

 فضلاً
عن ذلك فإن أورشليم ستكون مقراً للشاهدين (رؤيا أصحاح 11) إشارة إلى إيليا وأخنوخ.
بما يستحيل معه أن يجتمع المسيح الدجال مع الشاهدين فى موضع واحد. إضافة إلى أن
أورشليم الأرضية هى مدينة ملك الملوك ورب الأرباب.

 أما
المسيح المخلص والمنقذ فكما هو مكتوب يخرج من صهيون. لهذا كان منطقياً أن لا يملك المسيح
الدجال على أورشليم بل على مدينة أممية ليدرك اليهود أنه إله أممى أى شيطان.

 نخلص
مما تقدم أن الدجال لن يملك على أورشليم بل على مدينة صور وفقاً لنبوة حزقيال
النبى 28: 1- 19 وهذا هو الحق الكتابى الواضح والصريح والذى لا يحتمل أى تأويل أو
تفسير.

 

الفصل الثانى: هل يعيد المسيح الدجال بناء هيكل أورشليم؟

ترددت
فى الآونة الأخيرة إرهاصات عن مساعى اليهود لإعادة بناء هيكل أورشليم وإنهم يعدون
العدة لذلك وأن الذى سيقوم ببناءه هو المسيح الذى يترقبون مجيئه فى حين ترددت إرهاصات
أخرى زعم مرددوها أن المسيح الدجال هو الذى سيعيد بناء الهيكل عندما يملك على
اليهود فى أورشليم باعتباره المسيح الحقيقى.

 والواقع
أنه قد يكون من المستساغ القول بأن اليهود لعدم إيمانهم بالمسيح يترقبون مجىء
المسيح ليعيد بناء الهيكل حسب تصورهم. أما أن يقال بأن المسيح الدجال هو الذى
سيبنى هيكل أورشليم فهو محض إختلاق يضاد الحق الكتابى لأن بولس الرسول يقول:

 أن
المسكن الأول.. الذى فيه تقدم قرابين وذبائح.. وفرائض جسدية موضوعة فقط إلى وقت
الإصلاح، وأما المسيح وقد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل
غير المصنوع بيد..
دخل مرة واحدة إلى
الأقداس فأوجد فداءً أبدياً (العبرانيين 9: 8 – 12).

 ويقول
حجى النبى:

 مجد
هذا البيت الأخير يكون أعظم من مجد الأول. قال رب الجنود وفى هذا المكان أعطى
السلام (حجى 2: 7- 9).

 مما
تقدم يتضح أنه بمجىء المسيح الهيكل الأعظم والأكمل والأخير لم يعد للهيكل الأول
وجود أو إقامة وليس هناك موضع لهيكل آخر بعد مجىء المسيح الهيكل الأكمل والأخير.

 وقد
سعى اليهود فى عهد يوليانوس الجاحد وبتحريض منه إلى محاولة إعادة بناء هيكلهم
فحدثت زلزلة عظيمة ردمت حفر الأساس وقتلت بعض الفعلة, وعندما أعادوا المحاولة
مراراً كانت كرات نارية تخرج من الأرض فى كل مرة وترشق الفعلة بحجارة الأساس وتذيب
آلات البناء حتى توقفوا تماماً عن التفكير فى ذلك.

 فالمسيح
هو الهيكل الأعظم والأكمل والأخير ولن يقام بعده هيكل آخر فى أورشليم.

 فضلاً
عن أن الحق الكتابى الواضح والصريح ينبىء دون أدنى غموض بأن الكروب الساقط أى
الشيطان سيملك على مدينة صور وليس على أورشليم وفى هذا الكفاية لضحد فكرة قيام
الدجال ببناء أو محاولة إعادة بناء الهيكل فى أورشليم التى ستكون وفقاً للحق
الكتابى مركزاً لكرازة الشاهدان إيليا وأخنوخ المرسلان لتبشير اليهود بالإنجيل
ليؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ليخلصوا مع البقية الباقية من الأمم من الغضب الآتى.

 وفى
هذا يقول بولس الرسول:

 إنى
لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء. أن
القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملوء الأمم وهكذا سيخلص جميع إسرائيل.

كما
هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ..
فإنه كما كنتم مرة لا
تطيعون الله ولكن الآن رحمتم بعصيان هؤلاء.
هكذا هؤلاء
أيضاً الآن لم يطيعوا لكى يرحموا هم أيضاً برحمتكم (رومية: 11: 25- 31).

 وبداهة
أنه بإيمان اليهود بالمسيح بكرازة الشاهدان إيليا وأخنوخ لن يكونوا فى حاجه لإعادة
بناء الهيكل أو حتى التفكير فى ذلك.

 

الفصل الثالث: المقصود برجسة الخراب

ترددت
فى الآونة الأخيرة مقولة فاسدة مفادها أن التمثال الذى سيقيمه المسيح الدجال للوحش
الأول (أى للإمبراطورالأممى) هو المقصود برجسة الخراب القائمة فى المكان المقدس.

 والواقع
أن القول بأن التمثال الذى سيقيمه الدجال للوحش الأول هو رجسة الخراب القائمة فى
المكان المقدس هو قول باطل وتخريج ليس له أى سند كتابى إذ أن المقصود برجسة الخراب
وفقا للحق الكتابى هو جيوش خراب أورشليم وفى هذا يقول متى الرسول:

 متى
نظرتم رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى (أى شعب روسيا [3]
آت يخرب المدينة) قائمة فى المكان المقدس (أى قائمة على المدينة المقدسة أورشليم) ليفهم
القارىء (أى أن خراب أورشليم قد اقترب) حينئذ ليهرب الذين فى اليهودية إلى الجبال (متى
24: 15- 16).

 وقد
كشف الرب تصريحياً بأن المقصود برجسة الخراب هى جيوش خراب أورشليم التى متى
رأيناها أدركنا أن خراب أورشليم قد إقترب بقوله:

 متى
رأيتم أورشليم (أى المكان المقدس)
محاطة بجيوش (أى جيوش خراب
أورشليم التى قال عنها دانيال النبى بأنها شعب روسيا آت يخرب المدينة) فحينئذ إعلموا
(أى ليفهم القارىء)
أنه قد إقترب خرابها (لوقا
21: 22) حينئذ ليهرب الذين فى اليهودية (أى أورشليم)
إلى الجبال
والذين فى وسطها فليفروا خارجاً (لوقا 21: 21) (متى 24: 16).

 مما
تقدم يتضح أن جيوش روسيا التى ستقوم بمحاصرة أورشليم تمهيدا لتخريبها فى اليوم الأخير
هى المقصودة برجسة الخراب وليس تمثال الوحش.

 هذا
هو الحق الكتابى الواضح والصريح والذى لا يحتمل تأويلاً أو تفسيراً.

 وقد
أفصح دانيال النبى عن جنسية الجيوش المناط بها تنفيذ قضاء الرب على أورشليم
بالخراب بأنها ” شعب روسيا ” التى ترجمت ” شعب رئيس ” كما أسلفنا.

 ومما
يثبت أن روسيا هى المقصودة بشعب رئيس الواردة فى دانيال النبى قول الرب فى سفر
حزقيال النبى أن روسيا هى التى تنبأ عنها جميع الأنبياء بأن يأتى بها على أورشليم
فى الأيام الأخيرة (حزقيال 38: 3، 16، 17).

 وهو
ما أثبته أيضا يوحنا الرائى بقوله ” متى تمت الألف سنة (أى الأيام الكثيرة)
يحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين فى أربع زوايا الأرض جوج وماجوج
ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر فصعدوا على عرض الأرض وأحاطوا بمعسكر
القديسين وبالمدينة المحبوبة (أى أورشليم) فنزلت نار من عند الله من السماء وأكلتهم..

ثم
رأيت عرشاً عظيما أبيض والجالس عليه الذى من وجهه هربت الأرض ولم يوجد لها موضع (رؤيا
20: 7- 11).

 هذه
الرؤيا المقتضبة التفاصيل والمتعلقه بتقييد الشيطان ألف سنة ثم حله بعدها ليخرج
ويضل أمم جوج وماجوج ويصعدهم على أورشليم لمحاربتها وإقامة الحصار عليها ثم حلول
دينونة الله عليهم واستعلان الملكوت
هى مجرد إقتباس من نبوة
حزقيال النبى المتعلقة بموضوع هذه الرؤيا للإحالة إليها لإجلاء غوامضها وتفسير
رموزها والتى فيها يقول حزقيال النبى ما نصه:

 ”
وكان إلى كلام الرب قائلاً يابن آدم إجعل وجهك على جوج أرض ماجوج رئيس روش (روسيا)

ماشك
(موسكو) وتوبال (توبولسك)
وتنبأ عليه وقل
هكذا قال السيد الرب
هأنذا عليك يا جوج رئيس روش
ماشك وتوبال.. بعد أيام
كثيرة تفتقد (الأيام الكثيرة هى المرموز إليها فى رؤيا 20: 7 بأنها ألف سنة)

فى
السنين الأخيرة تأتى إلى الأرض المستردة من السيف المجموعة من شعوب كثيرة على جبال
إسرائيل.. وتصعد على شعبى إسرائيل كسحابة تغشى الأرض فى الأيام الأخيرة يكون.. ويكون
فى ذلك اليوم يوم مجىء جوج (أى رئيس روسيا وموسكو وتوبولسك) على أرض إسرائيل يقول
السيد الرب.. أنه فى ذلك اليوم يكون رعش عظيم فى أرض إسرائيل.. وتندك الجبال وتسقط
المعاقل وتسقط كل الأسوار إلى الأرض.. ها هو قد أتى وصار يقول السيد الرب. هذا
هو اليوم الذى تكلمت عنه (أى يوم المجىء الثانى ونهاية العالم) (حزقيال 38: 1- 20
+ 39: 8).

 وفى
ذات المعنى يقول يوئيل النبى:

 هو
ذا فى تلك الأيام عندما أرد سبى يهوذا وأورشليم (أى فى الأيام الأخيرة)

أجمع
كل الأمم وأنزلهم فى وادى يهوشافاط (وادى هرمجدون).. جماهير جماهير فى وادى القضاء.
لأن يوم الرب قريب فى وادى القضاء. الشمس والقمر يظلمان والنجوم تحجز لمعانها
والرب من صهيون يزمجر ومن أورشليم يعطى صوته فترجف السماء والأرض (يوئيل 2: 2- 10).

 وفى
ذات المعنى يقول زكريا النبى:

 هو
ذا يوم الرب يأتى.. وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة فتؤخذ المدينة (أى تحرم
بالنار والكبريت)
فيخرج الرب ويحارب تلك
الأمم..
وتقف رجلاه فى ذلك اليوم على جبل الزيتون الذى
قدام أورشليم.. وتهربون فى جواء جبالى..
ويأتى الرب
إلهى وجميع القديسين معك.. ويكون فى ذلك اليوم أنه لا يكون نور. الدرارى تنقبض
ويكون يوم واحد معروف للرب (زكريا 14: 1- 6).

 مما
تقدم يتضح أن رجسة خراب أورشليم هى جيوش جوج رئيس أرض ماجوج رئيس روسيا وموسكو
وتوبولسك التى تصعد على أورشليم للمحاربة وتحاصرها وتدمرها بالنار والكبريت فى يوم
المجىء الثانى واستعلان دينونة الله.

 

الفصل الرابع: عودة إيليا وأخنوخ للكرازة بالمسيح فى أورشليم

كان
الكهنة واللاويين يترقبون مجىء السيد المسيح ليخضع أقاصى الأرض لسلطانه (المزمور
الثانى) كما كانوا يترقبون مجىء النبيان إيليا وأخنوخ ابنا الزيت الواقفان أمام
سيد الأرض كلها (زكريا 4: 11- 3) اللذان اختطفا إلى السماء وسيعودان ليصلحا كل شى.

 هذان
النبيان الواقفان أمام سيد الأرض كلها أى المسيح. اختطفا أحياء إلى السماء وفى هذا
تقول كلمة الرب عن أخنوخ وكان نبيا أمميا أنه أرضى الرب فنقل (تكوين 5: 24)
وسينادى الأجيال للتوبة (بن سيراخ 44: 16)

 أما
إيليا النبى فكان من بنى إسرائيل وقد نقل أيضا كأخنوخ فى مركبة نارية إلى السماء (ملوك
ثان 2: 11) وسيأتى قبل يوم الرب العظيم لرد قلوب الآباء إلى الأبناء (ملاخى 4: 5).

 وقد
عاين إيليا مجد الرب على جبل التجلى عندما غير هيئته وأضاء وجهه كالشمس وصارت
ثيابه بيضاء كالنور (متى 16: 27- 28 + 17: 1- 2) وذلك لأن الرب اكتتب إيليا لأقضية
تجرى فى أوقاتها لتسكين الغضب قبل حدته ورد قلوب الآباء إلى الأبناء وإصلاح أسباط
يعقوب (بن سيراخ 48: 1- 13).

 وقد
عرف اليهود هيئة إيليا من سفر الملوك الثانى الذى أعطى وصفا لهيئته عندما سأل
أخزيا ملك السامرة رسله عن هيئة الرجل الذى اعترض طريقهم وأمرهم بالعودة إليه
وإعلانه بقضاء الرب بموته.

 فقالوا
إنه رجل أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه. فقال هو إيليا التشبى (ملوك ثانى 1: 2-
8).

 من
ذلك يتضح أن إيليا كان يرتدى مسوحا وهو ذات الوصف الذى كان عليه المعمدان.

 لهذا
عندما سأل الكهنة واللاويين المعمدان قائلين: إيليا أنت. قال لا. فقالوا النبى أنت-
دون أن يذكروا اسم ” أخنوخ ” كونه نبيا أمميا- فقال لا.

 وكان
اليهود يعتقدون وفقا للتقليد المسلم لهم أن تعميد الشعب قاصر على المسيح وعلى
النبيان إيليا وأخنوخ اللذان يتقدمان مجىء المسيح ليهيئا له شعبا مستعدا بمعمودية
التوبة وغفران الخطايا.

 لهذا
انتقد الفريسيين يوحنا المعمدان لأنه كان يعمد رغم إقراره بأنه ليس المسيح ولا
إيليا ولا النبى بقولهم ” فما بالك تعمد إن كنت لست المسيح، ولا إيليا، ولا
النبي ” (يوحنا 1: 19- 25).

 إذن
النبى الأممى الذى يترقبه اليهود سيكون معمدانيا ومشاركا لإيليا فى إعطاء
المعمودية الأول للشعوب والثانى لليهود ليعمدوهم باسم المسيح للتوبة ومغفرة
الخطايا.

 كما
سيأتيان من السماء التى أصعدا إليها ليكرزا للأجيال بالتوبة.

 وقد
وصف يوحنا فى رؤياه هذين النبيين بأنهما المنارتان (أى الكنيستان اليهودية
والأممية) القائمتان أمام رب الأرض (رؤيا 11: 4).

 كما
دعاهم أيضا بالشاهدان وتنبأ عن كرازتهم بالمسيح فى الأيام الأخيرة وفقا للإعلان
الإلهى القائل:

 سأعطي
لشاهدي فيتنبأن ألف ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا.. هذان هما الزيتونتان
والمنارتان القائمتان أمام رب الأرض.. ومتي تمما شهادتهما فالوحش الصاعد من
الهاوية (اليونان) سيصنع معهما حربا ويغلبهما ويقتلهما وتكون جثتيهما علي شارع
المدينة العظيمة (أورشليم).. وينظر أناس من الشعوب والقبائل والألسنة والأمم
جثتهما ثلاثة أيام ونصفا.. ويشمت بهما الساكنون على الأرض ويتهللون ويرسلون هدايا
بعضهم لبعض.. وبعد الثلاثة الأيام والنصف دخل فيهما روح حيوة من الله فوقفا علي
أرجلهما وصعدا إلي السماء في سحابة) (رؤيا 11: 3- 11) أى على متن إحدى مركبات
الكروبيم (مزمور 18: 10).

 

ويقول
ابن كاتب قيصر من علماء القرن 13 الميلادى:

 رب
قائل أن هذه الثلاثة أيام ونصف أراد بها ثلاث سنين ونصف لقوله بعد ذلك وتفرح جميع
السكان على الأرض بهما, ولقوله أنهم يرسلون بعضهم لبعض تقادم فرحا بهما, وهذه مدة
لا يزيع فى مثلها الخبر فى إقليم القدس فضلا عن الأرض كلها.

 فكيف
يتسامع أهلها ويفرحون أو يهيئون تقادم ويرسلها بعضهم إلى بعض لو لم تكن سنينا..
والذى يدعو إلى تأويلها بأعوام هو القول بأن إذاعة خبرهما فى المسكونة كلها يكون
فى ثلاثة أيام ونصف وهو غير ممكن.

 كما
رأى تأويل المقصود بسكان الأرض كلها بأنهم سكان أرض القدس إذ من المحال وفقا لرأيه
أن يكون المعاينون لجثتا الشاهدين هم أهل المسكونة كلها ولو كانت المدة أياما أو
أعواما[4].

 هذا
تفسير ابن كاتب قيصر لهذه الفقرة من الرؤيا التى خطها قلمه فى عام 1271 للميلاد[5].

 ومارأه
ابن كاتب قيصر من المحال فى القرن الثالث عشر الميلادى. نراه نحن الذين انتهت
إليهم أواخر الدهور إمكانية حدوثه, وأن يرى سكان الأرض كلها جثتا إيليا وأخنوخ على
أبواب أورشليم وأن يرسلا هدايا لبعضهم البعض فى أقل من 24 ساعة وذلك بواسطة
الأقمار الصناعية والستالايت والجوال والإنترنت والطائرات والبريد الألكترونى
والمتاجر الألكترونية.

 أى
أننا فى الزمن الذى سيأتى فيه النبيان والذى سيتم فيه قضاء الله سريعا وفقا لما
جاء فى سفر الرؤيا والأسفار المقدسة.

 

الفصل الخامس: المجىء الثانى باليوم والساعة والسنة

حذر
الرب يسوع المسيح المؤمنين بقوله تبارك أسمه:

 إن
قالوا لكم هو ذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا ها أنا قد سبقت وأخبرتكم.. لأنه
كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب. هكذا يكون أيضا مجىء ابن الإنسان
(متى 24: 23- 27).

 من
ذلك يتضح أن المسيح الحقيقى فى مجيئه الثانى لن يأتى ليملك على الأرض بل سيأتى على
السحاب منظورا من سكان الأرض فى المشارق والمغارب كما البرق.

 كما
أوضح الكتاب أننا سنختطف لملاقاة الرب فى الهواء (تسالونيكى الأولى 4: 15- 17) فى
يوم الرب الذى فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض
والمصنوعات التى فيها (بطرس الثانية 3: 10).

 من
ذلك يتضح أن الحق الكتابى الواضح والصريح يضحد خرافة الملك الألفى للمسيح على
الأرض وأما الذى سيملك على الأرض ولفترة وجيزة بصفته المسيح فهو الكروب الساقط
نفسه أى الشيطان الذى سبق رب المجد وحذرنا من الإنخداع به أو تصديقه عند إستعلانه كضد
للمسيح.

 وهناك
حقيقة ينبغى أن نجعلها ضمن معرفتنا وهى أن ضد المسيح فى مجيئه سوف ينتحل ليس فقط
اسم المسيح ولكن أيضا هيئته وصفته
فلا نتزعزع إذن إن بدا
الشيطان فى هيئة المسيح على الوجه المألوف بيننا. فخدعة الشيطان الأخيرة متقنة
غاية الإتقان حتى يضل إن أمكن المختارين أيضا.

 لهذا
قيل عنه أنه شبه خروف أى شبه المسيح الأمر الذى سبق رب المجد وحذر منه قائلا إن
قالوا لكم هو ذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا ها أنا قد سبقت وأخبرتكم فإن قالوا
لكم ها هو فى البرية فلا تخرجوا
ها هو فى المخادع (أى
فى الحجرات الداخلية حيث تجرى عمليات تحضير الأرواح) فلا تصدقوا. لأنه كما أن
البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب. هكذا يكون أيضا مجىء ابن الإنسان (متى
24: 23- 27).

 ونظراً
لأهمية الكشف عن موعد المجىء الثانى فقد رأينا أن نستعرض فى إيجاز بعض أهم الشواهد
الكتابية التى تكشف عن هذا الموعد بالساعة واليوم والسنة.

 

1- ساعة
المجىء الثانى

من
المحقق كتابيا أن المجىء الثانى للرب سيكون فى ليلة خراب أورشليم وتدميرها
وانقلابها كانقلاب سدوم وعمورة بحيث لا يترك فيها حجر على حجر (لوقا 19: 41-
44) وبرهان ذلك قول الرب لتلاميذه عندما سألوه عن موعد مجيئه وعلامته فأجابهم رب
المجد قائلا:

 ”
متى رأيتم أورشليم (القدس) محاطة بجيوش.
فحينئذ
إعلموا أنه قد إقترب خرابها (أى خراب أورشليم)
حينئذ ليهرب
الذين فى اليهودية (أورشليم)
إلى الجبال والذين فى
وسطها فليفروا خارجاً ” (لوقا 21: 20- 21)(لوقا 19: 41- 44).

 وكما..
فى اليوم الذى فيه خرج لوط من سدوم أمطر ناراً وكبريتاً من السماء فأهلك الجميع. هكذا
يكون فى اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان. فى ذلك اليوم من كان على السطح وأمتعته
فى البيت فلا ينزل ليأخذها, والذى فى الحقل كذلك لا يرجع إلى الوراء. إذكروا امرأة
لوط. أقول لكم أنه فى تلك الليلة (أى ليلة خراب أورشليم) يكون إثنان على فراش واحد
فيؤخذ الواحد ويترك الآخر. فقالوا أين يارب؟ فقال حيث تكون الجثة (أى المسيح) هناك
تجتمع النسور (أى المؤمنون)(لوقا 17: 28- 37).

 إذا
تأملنا فى الآيات السابقة سنجد إشارة واضحة إلى أن يوم خراب أورشليم وانقلابها
كسدوم وعمورة سيكون فى اليوم الذى فيه يظهر ابن الإنسان، وأنه فى تلك الليلة
سيختطف المؤمنين لملاقاة الرب فى الهواء. أى أن مجىء الرب سيكون فى الليل.

 وقد
ألمح الرب إلى ساعة مجيئه الثانى بأنه فى منتصف الليل بقوله تبارك اسمه فى مثل
العذارى ” ففى نصف الليل دوى هتاف هوذا العريس (أى الرب يسوع المسيح) مقبل
فأخرجن للقائه (متى 25: 6).

 

2- يوم المجىء الثانى

من
المحقق كتابيا وبالتحديد أن يوم المجىء الثانى هو ذاته يوم المجىء الأول ودليل ذلك
قول الرب فى سفر حجى النبى:

 ”
هى مرة بعد قليل فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة وأزلزل كل الأمم ويأتى
مشتهى كل الأمم..
فاجعلوا قلبكم من هذا
اليوم فصاعداً من اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع[6]
(كسلو / ديسمبر)
من اليوم الذى فيه تأسس
هيكل الرب (أى الذى ولد فيه الرب حسب الجسد) إجعلوا قلبكم ” (حجى 2: 6، 18).

 ”
وصارت كلمة الرب ثانية إلى حجى فى الرابع والعشرين من الشهر (أى الشهر التاسع
العبرى) قائلا.. إنى أزلزل السماوات والأرض وأقلب كرسى الممالك وأبيد قوة ممالك
الأمم وأقلب المركبات والراكبين فيها وينحط الخيل وراكبوها (إشارة إلى المجىء
الثانى لرب المجد).. فى ذلك اليوم (أى فى الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبرى
الذى هو يوم المجىء الثانى) آخذك يازربابل عبدى.. لأنى قد إخترتك ” (إشارة
إلى الإختطاف لملاقاة الرب فى الهواء فى يوم المجىء الثانى وانقضاء الدهر) (حجى 2:
20- 22).

 مما
تقدم يتضح أن اليوم الرابع والعشرين من الشهر التاسع العبرى (كسلو/ ديسمبر)

هو
يوم المجىء الأول لمشتهى كل الأمم، وهو أيضا يوم المجىء الثانى الذى فيه يبيد الرب
قوة ممالك الأمم, ويرسل ملائكته ليجمع مختاريه من أربع جهات الأرض لملاقاته فى
الهواء.

 ومما
يبرهن أيضا على تعلق تلك النبوءة بتحديد تاريخ المجيئين الأول والثانى اللذين لرب
المجد هو إستشهاد بولس الرسول بها بقوله عن الذى من السماء أى الرب يسوع المسيح أن
صوته زعزع الأرض حينئذ (أى فى مجيئه الأول كما ورد فى متى 27: 50- 53)

أما
الآن فقد وعد قائلا.
إنى مرة أيضا أزلزل لا
الأرض فقط بل السماء أيضا (إشارة إلى المجىء الثانى) (العبرانيين 12: 26).

 هذا
الوعد المتقدم بيانه إقتبسه بولس الرسول من نبوءة حجى النبى التى حدد فيها موعد
الزلزلة الثانية الخاصة بالمجىء الثانى بأنها فى الرابع والعشرين من الشهر التاسع
العبرى (كسلو/
ديسمبر)
والذى
يأتى فى نفس توقيت يوم المجىء الأول.

 

3- سنة
المجىء الثانى

من
أهم النبوات المتعلقة بتحديد سنة المجىء الثانى نبوة هوشع النبى والتى يتنبأ فيها
صراحتا بأن قيامتنا ستكون بعد يومين (أى بعد ألفى سنة من المجىء الأول) والتى فيها
يقول الرب:

 ”
أنا أفترس وأمضى وأخذ ولا منقذ.
أذهب وأرجع إلى مكانى
حتى يجازوا ويطلبوا وجهى (إشارة إلى رفض اليهود لملكهم المسيح وعودته من حيث جاء
حتى يجازوا ويطلبوا وجهه)
فى ضيقهم يبكرون إلى.
هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا. ضرب فيجبرنا. يحيينا بعد يومين (أى يقيمنا
من الموت بعد ألفى سنة من مجيئه الأول
(فى اليوم الثالث (أى فى اليوم الأبدى) يقيمنا فنحيا أمامه.. خروجه
(أى مجيئه الثانى) يقين
كالفجر
) هوشع 5:
15 + 6: 1- 2).

 نخلص
مما تقدم أن المجىء الثانى للرب سيكون بعد ألفى سنة من مجيئه الأول.

 ومعلوم
أن المجىء الأول للرب كان فى منتصف ليلة 24/25 ديسمبر سنة 4000 لخلق آدم.

 وهذا
معناه أن المجىء الثانى لرب المجد سيكون فى نهاية ستة آلاف سنة لخلق آدم.

 ومن
أهم النبوات الكتابية التى تكشف عن موعد مجىء الرب وتبين أنه سيكون بعد ستة آلاف
سنة من خلق آدم تلك النبوة التى يقول فيها برنابا الرسول:

 ”
إنتبهوا يا أولادى إلى هذه الكلمات أن الله أتم عمل يديه فى ستة أيام. هذا
يعنى أن الله سيقود خلال ستة آلاف سنة كل شىء إلى تمامه.
كل يوم يعنى
عنده ألف سنة. هو ذا يوم كألف سنة. فى ستة أيام أى فى ستة آلاف سنة سيتم الكل،
واستراح فى اليوم السابع ” (رسالة برنابا 15: 4- 5)[7].

 أما علة عدم مجىء
الرب بعد ألفى سنة من مجيئه الأول حسب التقويم الميلادى الغربى المعمول به حالياً،
فمرجعه وجود خطأ فى حساب مبدأ التاريخ الفعلى للميلاد المجيد لرب المجد فى التقويم
الغربى مقداره ثلاثة عشرة سنة وثلاثة عشر يوما.

 ويمكن
رد الخطأ فى مدة الثلاثة عشر سنة إلى عدم دقة التواريخ المذكورة فى التقويم
الرومانى الذى اعتمد عليها الفلكى ديونيسيوس السكيثى فى حساب مبدأ التقويم
الميلادى, أما مدة الثلاث عشرة يوما فهى خطأ ترتب على العمل بالتعديل الغريغورى.

 وبتصويب
هذه الأخطاء يصير موعد المجىء الثانى لرب المجد هو منتصف ليلة 7 / 8 يناير
عام 2014 ميلادية حسب التقويم الميلادى الغربى وهى التى توافق منتصف ليلة 24 / 25 ديسمبر
عام 2000 للميلاد حسب التقويم الميلادى الفعلى.

 

الفصل السادس: هل أغلق الكتاب عن تحديد موعد المجىء الثانى

من
المحقق أن الكتاب المقدس لم يختم على معرفة موعد المجىء الثانى ونهاية العالم
بدليل ما يتضمنه من نبوات وتحديدات خاصة بالأزمنة لعل أبرزها نبوة دانيال النبى
المتعلقة بالسبعون أسبوعا والمتضمنة كل زمن البشرية المنحصر فى المدة من خروج
الأمر بتجديد أورشليم وبنائها حتى خرابها فى يوم المجىء الثانى.

 وقد
تضمنت هذه النبوة الإعلان عن إستعلان الدجال بعد اثنان وستون أسبوعا (أى سنة) من
عودة إسرائيل (دانيال 9: 25- 26) كما أوضح دانيال النبى فى ختام نبوته أن نهاية
العالم ستكون بعد ألف وثلاث مئة وخمسة وثلاثين يوما من إستعلان الدجال الذى بمجيئه
تبطل المحرقة الدائمة (دانيال 12: 11- 12) إشارة إلى إنكار المسيح الأمر الذى
يترتب عليه إبطال ذبيحته وذلك بإدعاء الدجال أنه هو المسيح وليس آخر.

 وكانت
هذه النبوات المتعلقة بالأزمنة والأحداث الأخيرة مستغلقة على الكثيرين إلا أن
الوحى أخبر بأن كثيرون يتصفحونها
والمعرفة تزداد (دانيال
12: 4).

 لهذا
يقول بطرس الرسول:

 ”
عندنا الكلمة النبوية وهى أثبت التى تفعلون حسنا إن إنتبهتم إليها كما إلى سراج
منير فى موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم “.

 أى
إلى أن يعطينا الله فهم النبوة بإنارة روح المسيح. عالمين هذا أولا أن كل نبوة
الكتاب ليست من تفسير خاص. بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (بطرس
الثانية 1: 19- 21).

 ويقول الأغنسطس
إبراهيم عياد:

 ”
أن الكتاب المقدس لا يعطى النبوات والتحديدات الخاصة بالأزمنة وبموعد نهاية العالم
ومجىء الرب لكى نعود ونقول أن البحث فى نهاية العالم ويوم مجىء الرب من الأمور
التى لا يجوز البحث فيها أو أنها من الأمور المغلقة كتابيا. بل الأجدر أن نفحص
ونتأمل فى كل كلمة وكل نبوة جاءت بالكتاب المقدس لأنها كتبت من أجلنا.

 إن
الله كان يسمح بقدر متزايد من المعرفة على مر العصور. أما الآن وقد إقترب المجىء
الثانى فقد أعطى الله للإنسان أن يقترب أكثر فأكثر من معرفة يوم مجيئه الثانى حتى
أن بعض الأبحاث قد حددت هذا اليوم بل وتلك الساعة التى يأتى فيها ابن الإنسان
” (إشارة إلى مؤلفنا المجىء الثانى).

 وقد
وبخ السيد المسيح الفريسيين والصدوقيين لأنهم لم يعرفوا زمن إفتقادهم أى زمن مجيئه
الأول بقوله له المجد:

 يا
مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه السماء وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون (متى 16: 3).

 وعلة
ذلك أنهم لم يعرفوا زمن مجيئه الأول رغم غزارة النبوات التى تنبىء عن موعد ظهوره.
إلا أن هذا أخفى عليهم بإرادتهم.
فلا يجب أن نقع فى خطأ
اليهود بإنكار الإعلانات الواضحة والنبوات الخاصة بتمييز الأزمنة وتحديدها. فنغلق
على أنفسنا بأنفسنا تلك المعرفة كاليهود فتأتيهم بغتة لأن الحرف يقتل.

 والواقع
أن معرفة اليوم والساعة والسنة رغم تحديدها كتابيا لن تكون للجميع بل للذين أعطى
لهم. لأن هذا التحديد وإن أعلن سيظل مختوما ومغلقا على الكثيرين بإرادتهم لأنهم لا
يريدون أن يفهموا وإن فهموا فلن يصدقوا.

 

أهم المراجع

أولا: المراجع الكنسية

1- الكتاب المقدس منشورات المطبعة الكاثوليكية
بيروت

2- كتاب الدسقولية (تعاليم الرسل) إعداد د. وليم
سليمان قلاده 1979

3- الآباء الرسوليون تعريب البطريرك إلياس
الرابع منشورات النور 1982

4- أقدم النصوص المسيحية ” سلسلة النصوص
الليتورجية ” 1975

5- أقدم النصوص المسيحية ” سلسلة النصوص
اللاهوتية ” 1975

6- ” مرشد الطالبين للكتاب المقدس الثمين
” الطبعة الثامنة 1909

7- ابن كبر ” مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة
” الجزء الأول

8- ” المسيح فى يوسيفوس المؤرخ اليهودى
” لخصه د. عزت زكى

9- د. أسد رستم ” آباء الكنيسة ”
القرون الثلاثة الأولى

10- القمص تادرس يعقوب ملطى ” الإنجيل بحسب
متى ” 1983

11- القمص تادرس يعقوب ملطى ” حزقيال
” 1981

12- ه. ا. ايرنسايد ” حزقيال ” دار
الحياة الأردن- عمان

13- ه. ا. ايرنسايد ” دانيال ” دار
الحياة الأردن- عمان

14- ابن كاتب قيصر ” تفسير سفر الرؤيا

15- ج. ه. بمبر ” علامات المنتهى الكثيرة

16- مجدى صادق ” الكتاب المقدس مفتاح العلم
وأسرار الكون ” 1992

17- مجدى صادق ” المسيح الدجال الخطر
القادم ” 1992

18- القمص سيداروس عبد المسيح ” ملك الألف
سنة فى المفهوم الأرثوذكسى ” 1980

19- القمص ميخائيل مينا ” علم اللاهوت
” المجلد الأول الطبعة السادسة 1976

20- الأنبا إيسيذورس ” المطالب النظرية فى
المواضيع الإلهية ” 1985

21- الأنبا إيسيذورس ” الخريدة النفيسة فى
تاريخ الكنيسة ” الجزء الأول

ثانيا: المراجع العامة

22- عبد الحميد سماحة ” مقدمة فى علم الفلك
” الطبعةالأولى 1949

23- محمد محمد فياض ” التقاويم ”
الألف كتاب (163) 1958



[1]– حواش على الكتاب المقدس ( دانيال 12 : 11 ) الطبعة الكاثوليكية

[2]– راجع الترجمة التفسيرية للكتاب المقدس ( كتاب الحياة )

[3] اسم روش فى العبرية ورد فى
الترجمة السبعينية للكتاب المقدس ” روس ” أى روسيا.

 ويقول
القمص تادرس يعقوب ملطى أن ” روس ” اسم قديم لروسيا وأن البعض ترجم
” روس ”

 بمعنى
” رئيس ” ( القمص تادرس يعقوب ملطى ” حزقيال ” ص 263 ).

 وهذه هى
الترجمـة الصحيحة التى تتفق مع قول الرب فى حزقيـال النبى بـأن ” روش ”
أى

 ” روسيا ” هى التى تنبأ عنها
جميع عبيده الأنبياء بأن يأتى بها على أورشليم فى الأيام الأخيرة

 ( حزقيال 38 : 3 , 16 , 17 ).

 

[4]– ابن كاتب قيصر ” تفسير سفر الرويا ” ص 125, 126

[5]– ابن كاتب قيصر ” تفسير سفر الرويا ” ص 197

[6]– الشهر التاسع هو شهر كسلو العبرى ويوافق شهر ديسمبر فى التقويم
الرومانى.

[7]– نص هذه الرسالة مأخوذ من المخطوط السينائى, وقد اعتبرها ناسخ
المخطوط من الرسائل الجامعة فوضعها قبل سفر الرؤيا إلا أن مجمع نيقية اعتبرها من
الرسائل التعليمية.

 وقد
أثبت كل من أكليمندس الإسكندرى وأوريجانوس ويوسابيوس القيصرى نسبة الرسالة إلى
برنابا أحد السبعين رسولا. فالرسالة إذن لبرنابا الرسول وهى غير الإنجيل المنحول
المنسوب له زورا والمعروف بإنجيل برنابا.

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى