علم الانسان

الاستخدام الخاطئ للحرية



الاستخدام الخاطئ للحرية

الاستخدام
الخاطئ للحرية

1)
الطوفان:

امتلأت
الأرض بالشر فى أيام نوح حتى أن الرب أهلكهم بالطوفان وقال الرب لنوح: أدخل أنت
وجميع بيتك إلى الفلك لأنى إياك رآيت بارا لدى فى هذا الجبل لأنى بعد سبعة أيام
أمطر على الأرض أربعين يوما وأربعين ليلة وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته، ففعل
نوح حسب كل كا أمره به الرب ” (تك 7: 1)

2)
سدوم وعمورة:

مقالات ذات صلة

فى
أيام إبراهيم وابن أخيه لوط يقول الكتاب ” وقال الرب أن صراخ سدوم وعموره قد
كثر وخطيتهم قد عظمت جدا ” (تك 18: 20) حتى نزل الملاكان إلى لوط لينقذوه من
الهلاك فأراد أهل المدينة أن يخطئوا معهم، لذلك أمطر الرب على سدوم وعموره كبريقا
ونارا (تك 19: 24)

3)
الابن الضال:

ويذكر
لنا العهد الجديد مثل الابن الضال الذى استخدم حريته استخداما خاطئا وابتعد عن حضن
أبيه فكانت النتيجة سيئة جدا كما يقول الكتاب المقدس ” وبعد أيام ليست بكثيرة
جمع الابن الأصغر كل شئ وسافر الى كورة بعيدة وهناك بذر ماله فى عيش مسرف، فلما
أنفق كل شئ حدث جوع شديد فى تلك الكورة فابتدأ يحتاج، فمضى والتصق بواحد من أهل
تلك الكورة فأرسله الى حقوله يرعى خنازير وكان يشتهى أن يملا بطنه من الخرنوب الذى
كان الخنازير تأكله فلم يعطه أحد (لو 15: 13) ولكنه رجع إلى نفسه وشعر بخطيئته
وقرر التوبة والرجوع

4)
الغنى ولعازر:

ذكر
السيد المسيح أيضا قصة الغنى ولعازر لكى يعلمنا نتيجة سوء استخدام الحرية الممنوحة
لنا من الله، إنسانا ذا أموال كثيرة ولكنه لم يستخدمها الاستخدام الصحيح فكان
أنانيا محبا لذاته فقط ولم يتحنن قلبه على أخيه لعازر المسكين المطروح على بابه
والمعذب بالقروح فى جسمه، فكانت النتيجة العادلة من السماء، أما هذا الغنى كان
يتعذب ولكن لعازر كان يتعزى فلما طلب الغنى إبراهيم قال له يا إبنى أذكر أنك
استوفيت خيراتك فى حياتك وكذلك لعازر البلايا والان هو يتعزى وانت تتعذب.

5)
جماعات الهييبز وغيرهم:

تسمع
عن جماعات من الشباب فى الدول الأوربية أساءوا استخدام حريتهم فتركوا مساكنهم
وتعليمهم أو وظائفهم وخرجوا للغابات أو الأماكن المهجورة وعاشوا فى فوضى عجيبة
يستخدمون ملابس غريبة ويتعاطون الخمر والمكيفات ويبيحون الجنس بلا شريعة وكانت
النتيجة ضياع كل شئ فقد نفذ منهم المال فابتدأوا يسرقون ويقتلون للحصول على المال
او يعملون فى ترويج المخدرات وانتشرت بينهم أمراض فتاكة وتكررت فيهم قصة الابن
الضال، وفعلا رجع معظمهم إلى الحياة العادية وشعروا أن هذه الحرية زائفة وغير
عملية ونتائجها خطيرة وان تصرفاتهم خاطئة

الاستخدام
الصحيح للحرية

 الله
عندما أعطى الإنسان حرية أعطاه أيضا وصية لكى حفظ له حريته فى الوضع الصحيح لها
وقد فهم القديسون قصد الله وعرفوا أن الله يحب الإنسان محبة كبيرة وأن الوصية ليست
قيد على الإنسان ولكنها نصيحة حب أبوية لذلك أطاعوا الوصية بدون مناقشة لثقتهم
الكبيرة فى محبة الله

1.
إبراهيم:

فإبراهيم
أبو الأباء يقول له الله اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى
أريك فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك وتكون بركة (تك 12: 1) فيطيع إبراهيم بدون
اعتراض بالرغم من ان أى إنسان يكون قد تعود على مكانه ومن الصعب أن يترك أهلهوأرضه
وبيتهوذهب إلى مكان لا يعرفه، ثم يقول له مرة أخرى خذ أبنك وحيدك الذى تحبه اسحق
واذهب إلى أرض المربا واصعده محرقة على احد الجبل الذى أقول لك (تك 22: 2) ونجح
إبراهيم فى اختبار الايمان والطاعة فأصبح من أبطال الإيمان ولم يشعر فى يوم من
الايام ان الله قيد حريته بل بالعكس سلم ارادته وحريته لله وهو عالم بأن الله قادر
على توجيهها التوجيه السليم أفضل منه

2.
يوسف الصديق:

دخل
فى تجربة شديدة، إغراء من إمرأة سيدة فوطيفار رئيس الشرطة وكان له الحرية الكاملة
فى ان يستجيب لها أو يرفض ولكنه قال لها كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله
(تك 29: 9)

3.
موسى النبى:

تربى
فى قصر فرصن وكانت له حرية كاملة فى أن وظل مترفها فى هذا القصر وله مكانه كبيرة
بينه العظماء والوزراء ولكنه فضل أن يذهب مع شعبه لكى يخلصهم من العبودية كما يقول
الكتاب ” موسى لما كبر أبى أن يدعى أبن إبنه فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع
شعب الله على أن يكون له تمتع وقتى بالخطية حاسبا عار المسيح أفضل غنى أعظم من
خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة (عب 11: 24)

4.
الأنبا أنطونيوس:

سمع
فى الكنيسة آية واحدة أثرت فى حياته قالها السيد المسيح للشاب الغنى الذى جاء يسأل
ماذا يفعل ليرث الحياة الأبدية “قال له يسوع أن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع
أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال اتبعنى.

آية
عادية تسمعها كل يوم وسمعها الاف بل ملايين الناس ولم يتاثروا بها ولكن أنطونيوس
الشاب أخذ يفكر فى مغزاها العميق وعندما نظر والده مسيحى فى الصندوق مصير كل
انسان؟ بع أن كان عظيما جبارا يأمر وينهى، أنت يا أبى خرجت من هذا العالم بغير
إرادتك أما أنا فساخرج منه بإرادتى، وكان قد ورث عن والده 300 فدان من أجود أراضى
الصعيد فباعها ووزع ثمنها على الفقراء والمساكين وبعد أن ترك جزء لشقيقته التى
اودعها فى بيت للعذارى للاعتناء بها وذهب الى البرية ليتعبد فيها

5.
الانبا أثناسيوس الرسولى:

كان
شابا صغيرا عندما استدعاء البابا ألكسندروس لكى يدافع عن الايمان فى مجمع نيقية
سنة 325م ضد القس أريوس الهرطوقى ونجح فى شرح الايمان المسيحى فى كل العالم، ولكن
أريوس لم يسكت بل سعى بواسائله الخبيثة أن يصل إلى الإمبراطور ويقنعه بكلامه
المعسول ويقنع أيضا بعض الأساقفة بهرطقته الخطيرة ويلفق للقديس أثناسيوس بعض التهم
الى أن نجح فى اصدار أمر ينفى أثناسيوس من كرسيه بعد ان أختير بطريركا للكرازة
المرقسية بالاسكندرية

فقالوا
لأثناسيوس: العالم كله ضدك يا أثناسيوس، وذلك لإثنائه عن رأيه وكان ممكنا
لأثناسيوس أن يرجع عن رأيه إرضاء لرأى الغلبية فى ذلك الوقت، ولكنه كان ممثلنا
بالأيمان من الداخل ولم يخف، فحريته التى منحها له السيد المسيح كانت تملأ قلبه
وكيانه من الداخل فلم يخف من الذين من خارج كقول السيد المسيح ” لا تخافوا من
الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر
أن يهلك النفس والجسد كليهما فى جهنم ” (مت 10: 28) لذلك قال أثناسيوس لهم
(وأنا ضد العالم) ونجح أثناسيوس بمؤازرة الروح القدس فى ان يثبت الايمان المسيحى
للعالم كلهحتى وقتنا هذا

أمور
تساعدنا على الاستخدام الأمثل للحرية

1.
الطاعة:

بعض
الشباب يفهم الحرية بطريقة خاطئة وذلك بالتمرد على الوالدين أو الرؤساء فى الدراسة
أو العمل أو من هم فى مستواهم ويفخر بأنه نفذ رأيه وكسر أوامرهم ولكن الكتاب
المقدس يرينا بركات الطاعة ونتائج التمرد، فالمسيح له المجد مثلنا العلى، يقول عنه
الكتاب ” وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ” (فى 2: 8)

ويقول
أيضا ” مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به وإذ كمل صار لجميع الذين
يطيعونه سبب خلاص أبدى (عب 5: 8)، لذلك ينصح القديس بولس الرسول الشباب قائلا
” أيها الولاد أطيعوا والديكم فى الرب لأن هذا حق أكرم أباك وأمك التى هى أول
وصية بوعد لكى يكون لكم خير وتكونوا طوال الأعمار على الأرض (أف 6: 1)

ويقول
أيضا لتلميذه تيطس ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا ويكونوا مستعدين
لكل عمل صالح ولا يطعنوا فى أحد ويكونوا غير مخاصمين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع
الناس لأننا كنا أيضا قبل أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين للشهوات عائشين فى
الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضا (تى 3: 1)

ويقول
أيضا ” أطيعوا مرشديكم واخضعوا لنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون
حسابا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم (عب 13: 17)

2.
التواضع:

الإنسان
المتمرد يخفى فى داخله كبرياء لأنه يقول فى نفسه لماذا أخضع ولماذا أطيع؟ أنا أفضل
من كل هؤلاء كما فعل الشيطان وأراد أن يصبر مثل الله كما يقول الكتاب ” وأنت
قلت فى قلبك أصعد الى السموات أرفع كرسى فوق كواكب الله، أصعد فوق مرتفعات السحاب
أصير مثل العلى لكنك انحدرت الى الهاوية الى أسافل الجب (أش 14: 13)، لذلك يقول
المسيح له المجد: تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة أنفسكم ”
(مت 11: 29)

ويقول
بولس الرسول ” فالبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ولطفأ
وتواضعا ووداعة وطول أناة (كو 3: 12)

3.
قبول النصيحة:

قد
يعتمد بعض الشباب أنه عندما يكبر لا يحتاج الى نصيحة من أبوية أو ممن يكبرونه سدأ
وبالتالى لا يقبل النصيحة ولا يبالى بها ويقابل كلام النصح باستهزاء مع أن النصيحة
مقيدة للإنسان وليست مضرة له وقد تنفعه فى وقت الشدة، لذلك يقول الله على لسان
المرنم ” اعلمك وأرشدك الطريق التى تسلكها، أنصحك، عينى عليك (مز 32: 8)،
ويقول أيضا ” أبارك الرب الذى نصحنى، جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن
يمينى فلا أتزعزع (مز 16: 7)

4.
الاحترام:

ليست
الحرية هى الاستهزاء بالأخرين أو عدم احترامهم، فاحترام الكبار وصية المية ذكرت فى
العهد القديم أكرم أباك وأمك، وقد أكدها السيد المسيح فى العهد الجديد لذلك يقول
الكتاب ” من أمام الأشيب تقوم وتحترم وجه الشيخ وتخشى إلهك (لا 19: 32)

ولكننا
للأسف نرى فى هذه الأيام سلوكيات غير مسيحية لا يوجد فيها احترام أو توفير للكبار
بل ردود تحمل كبرياء وغطرسة ونقص فى التربية.. إلخ

لذلك
ينصح بطرس الرسول الشباب ويقول أيها الأحداث اخضعوا للشيوخ وكونوا جميعا خاضعين
بعضكم لبعض وتسربلوا بالتواضع لأن الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم
نعمة

ويقول
أيضا ” من أراد أن يحب الحياة ويرى أياما صالحة فليكفف لسانه عن الشر ويصنع
الخير وليطالب السلام ويجد فى اثره لأن عينى الرب على الابرار وأذنيه مصغيتين الى
طلبتهم ولكن وجه الرب ضد فاعلى الشر

5.
التمثل والاقتداء بالقديسين

يقول
الكتاب المقدس اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله نظروا الى نهاية سيرتهم
فتمثلوا بإيمانهم (عب 13: 7)، نعم نحن محتاجين أن نقرأ كثيرأ فى الكتاب المقدس
وسير القديسين فنتمثل بهؤلاء القديسين الذين أرضوا الرب بأعمالهم الصالحة والذين
استخدموا الحرية فى خدمة الله وخلاص النفوس

بالايمان
من الداخل ولم يخف، فحريته التى منحها له السيد المسيح كانت تملأ قابه وكيانه من الداخل
فلم يخفف من الذين من خارج كقول السيد المسيح ” لا تخافوا من الذين يقتلون
الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقىتلوها بل خافوا بالحرى من الذى يقدر أن يهلك
النفس والجسد كليهما فى جهنم ” (مت 10: 28) لذلك قال أثناسيوس لهم (وأنا ضد
العالم) ونجح اثناسيوس بمؤازرة الروح القدس فى أن يثبت الايمان المسيحى للعالم كله
حتى وقتنا هذا

 

3.
طالما أن الشئ الذى تقمله صالح برضى الله، فلا تهتم إذا بكلام الناس:

وهذا
ما أعلنه بولس الرسول قائلا:


أنى عالم ومتيقن..أن ليس شئ نجسا بذاته الا من يحسب شيئا نجسا قله هو نجس “.

“..
طوبى لمن لأ يدين نفسه ما يستحسنه “.

 (رسالة
بولس الرسول الى اهل رومية 14: 14 و22).

4.
إن كان عندك شك فيما تفعله،فامتنع عنه:

فقد
علمنا الرسول بولس أن من يرتاب فى شئ، وبشك فى صلاحه، فأنه يدين نفسه أن فعله،لأن
ذلك ليس من الإيمان.

 (اقرأ
رسالة بولس الرسول الى اهل رومية 14: 23).

 

5.
قد تشعر أن شيئا صالحا لا عيب فيه، ولا تدين نفسك على عمله، لكنك تتركه مضحيا من
أجل مصلحة الأخرين:

 

إنك
فى ذلك تطبق قول بولس الرسول: ” كما أنا أيضا أرضى الجميع فى كل شئ غير طالب
ما يوافق نفسى بل الكثيرين لكى يخلصوا “.

 (رسالة
بولس الرسول الاولى الى أهل كورنثوس 10: 23).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى