علم التاريخ

آريوس والآريوسية



آريوس والآريوسية

آريوس
والآريوسية

كنيسة
الإسكندرية: وعكر الاضطهاد سلام الكنيسة في الإسكندرية. ففي السنة 306 صنف بطرس
أسقفها رسالة في كيفية قبول الجاحدين فعارضه ملاتيوس أسقف أسيوط “وخطابه سفه
الرأي إلى المنابذة والخلاف مع أنه داجى الوثنيين وسجد لأصنامهم فيما قبل”.
ثم اشتدت وطأة الاضطهاد فتخفى بطرس فانطلق ملاتيوس يحرك قضية التوبة واجترأ على
سيامة الكهنة ورجال الاكليروس في غياب الأساقفة وفي أبرشيات غير أبرشيته. فعنفه
على عمله هذا أساقفة أربعة كانوا معتقلين يتوقعون الشهادة. وقطعه بطرس وحرمه. قم
نال بطرس اكليل الشهادة في خريف 311. فخلفه أخيلاس بضعة أشهر ثم ألكسندروس. وحاول
الاثنان معالجة قضية ملاتيوس فلم يفلحا. وتجرأ كاهن يدعى كولوثوس على سيامة الكهنة
والشمامسة. وحلَّ الشقاق كنيسة مصر وتراشق الأساقفة الحرمان. ثم تجرأ كاهن آخر
يدعى آريوس على أسقف الاسكندرية، فكانت مشادة أدت إلى شقاق عظيم في كنائس الشرق
دام مدة طويلة.

 

آريوس:
(256-335). نكاد لا نعلم شيئاً عن آريوس قبل خروجه على الكسندروس أسقف الإسكندرية.
وجلّ ما نعلمه هو، أنه ليبي المولد والمنشأ وأنه أَمَّ الإسكندرية وتعلّم فيها
وشايع ملاتيوس لدى خروجه على بطرس. ثم تراجع فسيم شماساً. ثم انتقد رئيسه في أمر
توبة الجاحدين فقطع. فالتجأ على أخيلاس فسامه كاهناً. ثم وثق فيه الكسندروس فجعله
خادم كنيسة بفالكس.

وكان
آريوس فيما يظهر عالماً زاهداً متقشفاً يجيد الوعظ والإرشاد فالتف حوله عدد كبير
من المؤمنين ولا سيما عذارى الإسكندرية اللواتي نذرن أنفسهن للعمل الصالح، فأصبحن
فخر كنيسة مصر. وانضم إلى هؤلاء عدد كبير من رجال الاكليروس الذين وجدوا في وعظه
غذاء للنفوس فآثروا الاصغاء إليه على الرغم من التخالف في التعليم بينه وبين
الأسقف رئيس الكنيسة.

ووافق
آريوس لوقيانوس المعلم الأنطاكي وأخذ عنه. ولعله درس عليه، ولا نعلم بالضبط وتمام
الوضوح ما علّمه لوقيانوس. كما أنه لم يبقَ من تعاليم آريوس إلا مقتطفات يسيرة
جاءت في بعض “الردود” عليه! ولا سيما ما كتبه القديس اثناثيوس الكبير
وما أورده القديس امبروسيوس.

وما
يجوز قوله عن مذهب آريوس أنه كان محاولة جديدة لتأكيد وحدانية الآب وتخفيض منزلة
الابن
Subordinationisme والروح القدس.

فالآب
وحده في نظر آريوس استحق لقب الإله. أما الابن فإنه لم يكن سوى إله ثانوي مخلوق من
العدم بإرادة الآب. بيد أنه تميز عن سائر المخلوقات في أنه كان صورة الآب في
الجوهر
Ousia وإرادته وقدرته ومجده. والثالوث في نظر آريوس ثلاثة في الأقنوم
ولكنهم ليسوا واحداً إلا باتفاق المشيئات.

ومما
أخذه سوزومينس المؤرخ على آريوس أنه كان لسانياً منطقياً متطرفاً، جرّه تطرفه هذا
إلى الوقوع في الخطأ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى