علم التاريخ

68- إنكماش الكنيسة الغربية، وكونها سبب من أسباب الثورة الفرنسية



68- إنكماش الكنيسة الغربية، وكونها سبب من أسباب الثورة الفرنسية

68- إنكماش الكنيسة الغربية، وكونها سبب من أسباب
الثورة الفرنسية

كانت
الكنيسة الفرنسية في القرن 18 هيئه شبه مستقلة استقلالا ذاتيا، تتدخل في حياة
المجتمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي علي جميع المستويات، وتفلت في الوقت
المناسب من هيمنة الدولة.

 

ومع،
الكهنة هناك لم يتجاوز عددهم المائة ألف فانهم ملكوا عشر الأرض فضلا عن التمتع
بدخل لاستهان به من العشور المفروضة علي الفلاحين، وكانوا يحكمون أنفسهم بمجامع
تعقد مرة كل خمس سنوات.

 

وكان
للكنيسة أرادتها الخاصة وهي مسئوله عن ماليتها وكانت معفاة من الضرائب، ولكنها
قدمت منحة استطاعت بها، تفرض الضغط المالي علي الحكومة عن طريق التهديد بقطع هذه
المعونه للخزانه أو خفضها.

 

ولم
تكن الكنيسة مستقلة ذاتيا وحسب بل أنها مارست كثيرا من السلطة التي طالبت بها
الحكومات المدنية فيما بعد فقد كانت تهيمن علي التعليم هيمنة تكاد تكون تامة، وكان
الأعلام في قبضتها جزئيا لان منبر الكنيسة كان الوسيلة الوحيدة لنشر الدعوة
لسياسات الحكومة علي جمهور كبير معظمة من الأميين، أضف ألي ذلك، الكنيسة كان في
استطاعتها منع المطبوعات التي كانت تري فيها خطرا علي الدين أو علي الأخلاق.

 

ولم
تكن الكنيسة مالكه كبيرة للأرض فقط، بل كانت مصدر للعماله في المدن وعلي سيبل
المنال فقد كانت الطوائف والطرق الدينية تمد معظم المستشفيات بموظفيها وكان
النبلاء والبورجوازيون قد ترابوا في مدارسها، والسكان جميعاُ يحتفلون بأعيادها
الدينية وكانت أملاكها تشغل أجزاء كبيرة من المدن، ففي تولوز في الجنوب وابخيه
شغلت المباني الكنيسة وحدائقها نحو نصف ساحة المدينة وكان نظام الكنيسة الفرنسية
مرآه تعكس نظام المجتمع العلماني، فقد فرق هذا النظام تفرقه حادة بين القيادة
الكهنوتية الحاكمة والقاعدة من رجال الدين الفقراء، وكانت هذه التفرقة تقوم أساسا
علي شرف المولد ”

 

فقد
كان الاساقفه كلهم من النبلاء، كذلك كانت رئاسة كثير من المجامع الكنسية والبيوت
الدينية للرجال والنساء حكراً علي الطبقة الإقطاعية دون غيرها، بل كثيرا ما كان
رؤساء الأديرة ورئيساتها ونظار الكنائس يعنون وهم ما يزالون أحداثا.

 

وشاع
المجتمع بين المناصب، وكفلت الرواتب السخية والمنافع المتجمعة رزقا مربحا لرجال
الدين النبلاء.

 

وقد
عين بعض كهنه المجامع الصغيرة في مناصبهم بفضل أسرهم البرجوازية القوية، ولكن
الغنائم الكبرى ظلت بعيدة عنهم فقد كانت العشور تنقل لصالح الأديرة أو كهنه الكاتدرائيات،
ويترك للخوري إعانة بسيطة، مما دعا الكثيرين منهم إلى استكمالها عن طريق القيام
بعمل إضافي متواضع.

 

أما
القساوسة الوكلاء الذين لم يتيسر لهم هذا العمل الإضافي فكانوا يعيشون في فقر
موقع.

 

والي
جانب التناقض الداخلي في الكنيسة بين الاساقفه من اصل نبيل ورجال الدين من المراتب
الدنيا فقد قام التناقض بينهما وبين الفلاحين، فقد شاركت الكنيسة بوصفها مالكه
كبري للأرض، ومالكه ملكية إقطاعية في إدارة أملاكها إدارة غلبت عليها روح الكسب
الأمر الذي رأي فيه الفلاحون جشعا وبخلا قبيحين.

 

وقبل
الثورة الفرنسية كان رجال الطبقة الدنيا من الكهنة قد اخذوا يهاجمون ما أسموه
بتسليط النبلاء الأرستقراطي داخل الكهنوت ويطالبون بالمزيد من النفوذ داخل المجامع
الخمسية وقد أدي تمرد الخوار نه (جمع خوري) عام 1780 الذي طالبوا فيه بتمثيل اكبر
في مكاتب الاسقفيات إلى إعلان ملكي حرم عليهم ” تشكيل اتحاد أو حلف ”
ولما كان قسيس الايبرشيات يسيطرون في الغالب علي مسامع جهود كنائسهم متحققين بعطف
الناقدين المثقفين لكبار رجال الدين فقد ضاعف هذا التصدع في صفوف الكنيسة من الخطر
علي رؤساء الإكليروس.

 

وقد
أتيح لكهنة مدينة انجية فيما بعد الحصول للقساوسة علي كل القاعدة ألا ربعه في مجلس
طبقات الأمة 1789.

 

وقد
لغت التطورات الكامنة داخل الكنيسة ذروتها في عام 1788 حين خرج المجمع الكهنوتي
علي تحالفه التقليدي مع التاج وانضم إلى النبلاء في الهجوم علي الملكية فقد أسفرت
هذه المواجهة السياسية التي قام بها رجال الدين عن تفاقم الصراعات الداخلية وتحريض
القسس علي التحالف بدورهم مع البورجوازية عندما شبت نار الثورة الفرنسية 1789.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى