علم التاريخ

66- المعمدانيون



66- المعمدانيون

66- المعمدانيون

كانوا
من بين طائفة المستقلين، درجوا علي، يعمدوا الناس كباراً وصغار بعد، يبلغوا سن
الرشد ويعترفوا علانية بأيمانهم بالمسيح، واشترطوا، تكون المعمودية بالتغطيس في
الماء علي نحو ما فعل المسيحيون الأوائل، وكان من اشهر هؤلاء يوحنا بنيان الذي سجن
في عهد تشارلز الثاني بعد كرومويل.

 

وكانت
في عهد يوحنا بنيان أوروبا غارقة في الحروب. وفي إنجلترا أصرت الحكومة علي، يذهب
الشعب إلى كنائس خاصة بعينها يعينها القانون وان يستعمل كتابا خاصا للعبادة
الدينية وكان يوحنا بنيان من جماعة الأحرار المنشقين الذي طارد فهم الشرطة وقسا
عليهم حكم القانون، فالصقوا به تهمة تسليح رجاله واتباعه وعصيان أوامر الحكومة
وإثارة حرب أهلية.

 

ولد
يوحنا بنيان في قرية (الستوي) علي مقربة من مدينة بدفورد بإنجلترا وكان أبوه
سمكريا فاشتغل مع أبية هذه الحرفة، وكان فقيرا مذعورا فكان وهو في العاشرة من عمرة
لم يكن ينام بشكل عادي وانما كان نوما متقطعاً، تنتابه نوبات من وخز الضمير،
تساوره المخاوف فكان شابا قلق النفس يغالبة اليأس، كان شبح الخطية ماثلاً أمامه
دائما يعذبه في يقظته وفي نومة، واعترف مرة وقال ” كنت زعيما لأصدقائي أقودهم
إلى مسالك الرذيلة والاثم ” واحس وهو شابان الله المنتقم يتعقب الخطاة، وخشي
الأبدية ورهبتها وفزع الموت ولم يرحب به ألا في أواخر حياته.

 

ماتت
أمه وهو في السادسة عشرة ولما نشبت الحرب في إنجلترا شارك فيها وظلت هذه الحرب
ماثله أمامه حتى ظهرت في كتاباته “سياحة المسيحي” (الكتاب موجود لدينا
في المكتبة الاستعارية بكنيسة القديس تكلاهيمانوت بالإسكندرية) التي يصور فيها بطل
قصته مزودا بالسيف والرمح والخوذة، والحصون والأبواب والحاميات وغير ذلك من معطيات
الحرب تزوج وهو في الحادية والعشرين من فتاه فقيرة كانت تمتلك خزانه كتب عكف علي
قراءتها فكانت بداية حياته الدينية، وهكذا كانت حياته سلسله من الأمراض النفسية
والعقد أظهرها في قصصه وكتاباته، فتارة يكتب قصة شاب يبحث عن الأيمان ويتحمل في
سبيل ذلك الكثير من العقد والعناء وتارة يستعمل أبطال قصصه العنف والقسوة في سبيل
تثبيت الأيمان كان يعقد حلقات دراسية لدراسة الكتاب المقدس، فاعتبر هذا العمل
خروجا علي القانون وعصيانا لأوامر الحكومة فقدم للقضاء والمحاكمة وطالبة القضاة
بالتعهد بعدم العودة لهذا مستقبلا لقاء، يطلقوا صراحة فرفض فاضطروا إلى الحكم علية
بالسجن 12 سنه مخبرا أمام القضاة انه يوم، يطلق سراحة يوم، يعود إلى الجهر بتعليم
الإنجيل.

 

قضي
بنيان 12 سنه في سجنه بصير وفي أثناء فترة السجن كتب كتابه ” الاقتداء بالمسح
” وبعد، خرج من السجن عاد للخطب والوعظ والكتابه والتأليف وتدور كلها حول
التوبة ونوال الغفران.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى